أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نورس حسين علوان - -يريدون يشدولة كرون كصو اذانة- الحلول الفاعلة لدى الحكومات العراقية: بين الواقع المرير والبدائل العملية!!!














المزيد.....

-يريدون يشدولة كرون كصو اذانة- الحلول الفاعلة لدى الحكومات العراقية: بين الواقع المرير والبدائل العملية!!!


نورس حسين علوان

الحوار المتمدن-العدد: 8447 - 2025 / 8 / 27 - 00:42
المحور: حقوق الانسان
    


تشهد الساحة العراقية نمطاً مقلقاً في معالجة المشكلات، حيث تتجه الحكومات إلى اعتماد حلول غير مجدية تعالج الأعراض دون المسببات، وتظهر عجزاً واضحاً في التشخيص السليم للمشكلات. هذه الظاهرة تستدعي وقفة نقدية جادة لتحليل الأسباب وطرح بدائل عملية.
أمثلة صارخة على الحلول غير الفاعلة ،مثلا في حالة تسريب الامتحانات، نلاحظ أن الحل الجاهز هو قطع الإنترنت على مستوى البلاد، مما يعكس تراجعاً في التفكير الإداري. فبدلاً من ملاحقة المسؤولين عن التسريب ومعالجة ثقافة الفساد الإداري، يتم معاقبة ملايين المواطنين والمؤسسات التي تعتمد على الإنترنت في عملها اليومي.
وفي قضية الاغتيالات بالدراجات النارية، نجد أن المنع الكامل للدراجات أصبح الحل السحري! بينما الجريمة الحقيقية تكمن في ضعف الأجهزة الأمنية وغياب التخطيط الاستخباري. والضحايا الحقيقيون هم آلاف العائلات التي تعتمد على الدراجات في تنقلاتها وكسب رزقها.
يكمن الخلل في منهجية التفكير القصير الأمد، حيث تبحث الحكومات عن "حلول سريعة" تتيح لها الظهور بالإنجاز دون معالجة حقيقية. هذا النهج يعكس غياب الرؤية الاستراتيجية وضغط الرأي العام للتحرك السريع، إضافة إلى عدم القدرة على التشخيص العلمي للمشكلات.
كما تسود ثقافة العقاب الجماعي، فبدلاً من تحميل المسؤولين الفعليين المسؤولية، يتم معاقبة المجتمع بأكمله. هذه الثقافة تنبع من ضعف أنظمة المساءلة والمحاسبة، والخوف من مواجهة الفاسدين والمتورطين، وعدم وجود إرادة سياسية حقيقية للإصلاح.ولا ننسى العجز التقني والإداري، حيث يغيب وجود الكفاءات التقنية القادرة على وضع حلول مبتكرة، مما يؤدي إلى الاعتماد على الحلول البدائية وعدم الاستفادة من التجارب الدولية الناجحة، وتكرار نفس الأخطاء.
تعتمد حلول بديلة غير عملية وغير مستدامة لمعالجة تسريب الامتحانات، يمكن تطبيق نظام امتحانات مرن من خلال تعدد النماذج الامتحانية وتغيير الأسئلة دورياً. كما يجب تعزيز الرقابة الداخلية بأنظمة مراقبة مشددة في مراكز الطباعة والتوزيع، مع تطبيق المساءلة الفردية بتحميل المسؤول المباشر مسؤولية أي تسريب مع عقوبات رادعة. وإنشاء منصة إلكترونية آمنة باستخدام تقنيات التشفير لنقل الأسئلة.
أما لمعالجة جرائم الدراجات النارية، فيمكن إنشاء نظام ترخيص ذكي بتسجيل جميع الدراجات برقم تعريف وبيانات المالك، واستخدام التكنولوجيا المساعدة بتركيب كاميرات ذكية قادرة على التعرف على الأرقام، وتشكيل دوريات متخصصة من وحدات أمنية مدربة للتعامل مع الدراجات المشبوهة، وتعزيز التنسيق الأمني المحلي بين الأحياء السكنية والجهات الأمنية.
يجب التحول من التفكير القصير إلى التخطيط الاستراتيجي عبر وضع خطط خمسية وعشرية للمشكلات المزمنة، واعتماد مؤشرات أداء قابلة للقياس. كما يجب الاستثمار في بناء القدرات من خلال تدريب الكوادر الإدارية على منهجيات حل المشكلات، والاستعانة بالخبرات الدولية ذات الصلة.
ولا بد من تعزيز الشفافية والمشاركة المجتمعية بإشراك المجتمع المدني في وضع الحلول، وتبني سياسة الباب المفتوح للاقتراحات والشكاوى. وأخيراً، اعتماد التدرج في العلاج بتجنب الصدمات المجتمعية بالحلول المفاجئة، وبناء الثقة عبر النتائج الملموسة والمستدامة.
المثل العراقي الذي ينطبق على هذه الحالة "يريدون يشدولة كرون كصو اذانة" يعبر بدقة عن جوهر المشكلة. الحلول الترقيعية لن تنقذ الوضع، بل تحتاج العراق إلى حوكمة رشيدة تقوم على التشخيص العلمي للمشكلات، ووضع الحلول المستندة إلى الأدلة والبيانات، والمساءلة الفردية والشفافية الكاملة، والمشاركة المجتمعية في صنع القرار.
التغيير ممكن عندما تتحلى الحكومات بالإرادة السياسية الحقيقية لخدمة المواطن وليس المصالح الضيقة. آن الأوان لتبني منهجية مختلفة تعيد للعراق مكانته وتضمن مستقبلاً أفضل للأجيال القادمة. فالعراق وأهله يستحقون حلاً جذرياً يشفي الغليل ولا يكتفي بترقيع العليل.



#نورس_حسين_علوان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفلات أمهات… و”عبقرية” التشريع
- قضية بان… قمة جبل الجليد في جرائم قتل النساء


المزيد.....




- زعيم حزب الإصلاح البريطاني يعرض خطته لترحيل اللاجئين
- اليونيسيف: الهجمات المستمرة على غزة أصبحت جزءا مرعبا من الوا ...
- اليونيسف: هجمات إسرائيل باتت جزءا مرعبا من يوميات أطفال غزة ...
- اليونيسف: هجمات إسرائيل باتت جزءا مرعبا من يوميات أطفال غزة ...
- الأمم المتحدة تدين بشدة الهجوم الإسرائيلي على مستشفى ناصر بغ ...
- الكابينت الإسرائيلي ينعقد دون بحث صفقة الأسرى والمعارضة تنتق ...
- أوتشا يحذر: المجاعة في غزة تتفاقم بوتيرة سريعة
- الأونروا: إسرائيل تقتل 30 طفلا يوميا في غزة.. و90% من المدار ...
- الدبكة الفلسطينية وسط المجاعة.. خطوات الصغار تتحدى الاكتئاب ...
- -أطباء بلا حدود-: يمكننا مواجهة المجاعة في غزة لكن إسرائيل ت ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نورس حسين علوان - -يريدون يشدولة كرون كصو اذانة- الحلول الفاعلة لدى الحكومات العراقية: بين الواقع المرير والبدائل العملية!!!