أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حمزة رفعت - اليقظة المتجددة لليسار العربي: من عمّان إلى تونس، أصوات جديدة تتحدى الإمبراطورية والرأسمال















المزيد.....

اليقظة المتجددة لليسار العربي: من عمّان إلى تونس، أصوات جديدة تتحدى الإمبراطورية والرأسمال


حمزة رفعت
زميل زائر في مركز

(Hamzah Rifaat)


الحوار المتمدن-العدد: 8444 - 2025 / 8 / 24 - 18:20
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


التاريخ يقدم أدلة واضحة على فشل السياسة الخارجية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. فقد قادت الإمبراطورية الأمريكية عمليات فاشلة لتغيير الأنظمة في العراق وليبيا، وتحالفت مع أنظمة تابعة، وأبرمت صفقات رأسمالية زبائنية تخدم المجمع الصناعي العسكري في الاقتصادات الغربية والنخب الضيقة في البلدان العربية. كل ذلك لم يزد الشباب العربي إلا خيبة أمل.

ومع استفادة نخب المنطقة من اقتصادات السوق الغربية، فإن غياب التحولات البنيوية العادلة وتفاقم الاضطرابات الاجتماعية داخليًا دفع الشباب نحو يقظة جديدة للميول اليسارية.

هذه اليقظة اكتسبت زخمًا إضافيًا بفعل الاحتلال الإسرائيلي العميق للأراضي الفلسطينية، والمجازر المستمرة للنظام الصهيوني، وازدياد البؤس وعدم المساواة في البلدان العربية خلال عامي 2024-2025، وهو ما أدى إلى انبعاث حركات ثقافية وفكرية يقودها الشباب والنقابات في مواجهة الوضع القائم.

كما أن دراسة الاتجاهات في عامي 2024-2025 تشير إلى أن النشاط اليساري المرتكز على مناهضة الإمبريالية يترسخ أكثر في العالم العربي وبين الناشطين العرب في الخارج، ممن يقفون ضد الاستعمار الجديد والرأسمالية.

كسر الاتجاه الذي ساد في الثمانينيات

كانت الثمانينيات في الشرق الأوسط مرحلة تركت فيها النيوليبرالية والأنظمة المالية التي روجت لها الولايات المتحدة وحلفاؤها أثرًا لا يُمحى على المجتمعات والثقافات والحكومات في المنطقة. فقد استفادت النخب العربية من الرأسمالية الزبائنية على حساب القوميين واليساريين والاشتراكيين الذين دافعوا عن حماية دولهم من التدخل الأجنبي وانتهاك السيادة الشعبية.

في ظل نظام بريتون وودز، دفعت الولايات المتحدة بسياسات التكييف الهيكلي تحت شعار "الإصلاح الاقتصادي"، الأمر الذي قوض إمكانيات المساواة ورسخ هيمنة النخب وزاد من عدم المساواة في الدخل والخصخصة. آثار تلك المرحلة ما زالت واضحة اليوم في دول مثل الأردن وتونس، حيث يستمر الفقر وانعدام العدالة، بينما تستفيد قلة قليلة من علاقاتها المميزة مع الولايات المتحدة.

لكن هذا الاتجاه تغير بعد حقبة ما بعد 11 أيلول/سبتمبر، حيث واجهت النخب التي روجت لها الولايات المتحدة تحت لافتة "الديمقراطية" رد فعل شعبي غاضب ضد احتكار الأنظمة والدوائر الضيقة من الأوليغارشية. أدرك المواطنون والشباب العرب ضرورة استبدال هذه الأنظمة المفترسة التي دمرت حياة الإنسان العربي العادي.

انتعاش ما بعد الإبادة

هذا الإدراك دفع إلى دفعٍ يساري جديد مع المجازر الصهيونية في غزة عام 2023، التي بلغت مستوى غير مسبوق من الوحشية. تلك الإبادة تشكل نموذجًا حيًا للاستعمار الجديد والفاشية والرأسمالية الزبائنية في أوجها، تخدم فقط مشروع الاستيطان الصهيوني والمجمع الصناعي العسكري الأمريكي.

في المقابل، شهد العالم يقظة يسارية عربية متنامية. خذ مثلًا "الحركة الشبابية الفلسطينية" (PYM)، وهي منظمة عابرة للحدود، اشتراكية ومناهضة للإمبريالية، تضم بالأساس شبابًا عربًا وفلسطينيين في أمريكا الشمالية. ظهرت هذه الحركة كقوة اشتراكية نشطة في الولايات المتحدة خلال الإبادة، رافضة قنوات الحزبين الديمقراطي والجمهوري اللذين خنقا القضية الفلسطينية، ومشاركة في احتجاجات الجامعات الأمريكية عام 2024، مثل احتجاجات جامعة كولومبيا.

نجحت هذه الحركة في ترجمة رواية المقاومة الفلسطينية "ثالوث الأساسيات" إلى الإنجليزية عام 2024 لنشر الوعي المناهض للاستعمار والفصل العنصري بين الجمهور الأمريكي الأوسع. وقد تكللت جهودهم بالنجاح حين أعلنت شركة الشحن الدنماركية العملاقة "ميرسك" في حزيران/يونيو 2025 وقف تعاملها مع المشروع الاستيطاني الإسرائيلي.

إلى جانب الولايات المتحدة، برزت أصوات يسارية عربية ناقدة، مثل رزكار عقراوي، الذي انتقد احتكار الرأسمالية لبرمجيات ومنصات الذكاء الاصطناعي. ويجب الإشارة هنا إلى أن إبادة غزة ترافقت مع حملات تضليل ودعاية صهيونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تقودها شركات إسرائيلية وفيسبوك، لتبييض جرائم الاحتلال وتحويل الأنظار نحو حركة حماس.

بالتالي، فإن جهود اليسار العربي تستحق التقدير، خصوصًا أنها استغلت الفضاء الرقمي لتوسيع حملات المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)، ما زاد الضغط على "إسرائيل" لإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية. لم تعد المظاهرات التقليدية وحدها هي الوسيلة، بل تحولت إلى تضامن ثقافي واسع ومقاومة رقمية. قمع الأصوات الفلسطينية أيضًا كان سمة لليبرالية الأمريكية الداعمة بشكل أعمى لـ"إسرائيل".

المقاومة الأكاديمية والثقافية

مع ذلك، تصدى الأكاديميون اليساريون لهذه الموجة. من بينهم المفكر الإيراني آصف بيات في جامعة إلينوي الأمريكية، الذي تحدى النخب المهيمنة التي تهمش الطبقات الدنيا، مؤكدًا على دور "سياسة الشارع" والمجموعات الحضرية المهمشة في اعتماد "التسلل الهادئ" كشكل مشروع من المقاومة.

خارج الولايات المتحدة، برزت مؤشرات أخرى إيجابية. فالأحزاب الفلسطينية التي اجتمعت في بكين بدعوة من الصين أعادت طرح مشروع ديمقراطي جديد في الأراضي المحتلة، مع التركيز على تمكين النساء والطلاب والأطفال. أما شباب تونس ما بعد 2011، فهم يبنون مشاريع مجتمعية قاعدية بدل الاعتماد على المساعدات الغربية. وفي الأردن، أصبح حزب "الوِضحة" أكثر جرأة في الدفاع عن النقابات العمالية والحقوق الفلسطينية، معارضًا في الوقت نفسه النخب الليبرالية.

هذه التوجهات تستند إلى إرث سياسي وفكري تركه جورج حبش، الذي جمع بين الماركسية والقومية العربية واعتبر الصهيونية أداة رأسمالية استعمارية.

الخلاصة

من الواضح أن النخب الليبرالية الغربية فشلت في توفير الأمن المادي للدول العربية، وأن صمتها على إبادة غزة يكشف تراجعها الأخلاقي والجيوسياسي. هذا يفتح الباب أمام بدائل أيديولوجية أخرى، أبرزها يقظة اليسار العربي.

إن عودة اليسار العربي في عصر الإبادة، إقليميًا وعالميًا، تطور إيجابي لا يمكن تجاهله.



#حمزة_رفعت (هاشتاغ)       Hamzah_Rifaat#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليقظة المتجددة لليسار العربي: من عمّان إلى تونس، أصوات جديد ...


المزيد.....




- لنقف بحزم ضد عسكرة المدن والقمع السياسي
- با ل?ب?اوان? دژ ب? ميلتاريز?کردني شار?کان و س?رکوتي سياسي بو ...
- مظاهرات حاشدة في أستراليا دعماً للفلسطينيين، وغانتس يدعو لتح ...
- عائلتي الشهيدين الدريدي وبلهواري: تعزية في وفاة المناضل الكب ...
- ستوكهولم.. مئات المتظاهرين ينددون بخطة إسرائيل لاحتلال كامل ...
- م.م.ن.ص// الرفيق: المفهوم، المضمون، والوجود الثوري
- -كان ديكتاتورا-.. عمرو موسى يشعل ضجة بانتقاده جمال عبدالناصر ...
- اليمين المتطرف يقود موجة احتجاجات منظمة أمام فنادق اللاجئين ...
- الإهمال الطبي في السجون جريمة.. أفرجوا عن مروة عرفة
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...


المزيد.....

- علم الاعصاب الكمي: الماركسية (المبتذلة) والحرية! / طلال الربيعي
- مقال (الاستجواب الدائم لكورنيليوس كاستورياديس) بقلم: خوان ما ... / عبدالرؤوف بطيخ
- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حمزة رفعت - اليقظة المتجددة لليسار العربي: من عمّان إلى تونس، أصوات جديدة تتحدى الإمبراطورية والرأسمال