أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد احمد الزاملي - الهيمنة الأميركية تخطط استراتيجياً لمن ظهور أي قوة تنافسها















المزيد.....

الهيمنة الأميركية تخطط استراتيجياً لمن ظهور أي قوة تنافسها


ماجد احمد الزاملي
باحث حر -الدنمارك

(Majid Ahmad Alzamli)


الحوار المتمدن-العدد: 8444 - 2025 / 8 / 24 - 15:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اتبعت كل من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني أجندات متداخلة ولكنها مختلفة في سوريا، تُمليها أهداف إستراتيجية طويلة الأمد، وتنافسات إقليمية، وديناميكيات جيوسياسية متغيرة. الولايات المتحدة تعطي الأولوية للسيطرة الجيوسياسية وحماية مصالحها في الطاقة والأمن، فإن الكيان الصهيوني يسعى إلى تفكيك سوريا إلى كيانات طائفية وعرقية، في إطار إستراتيجية قديمة تهدف إلى تجزئة العالم العربي، وترسيخ هيمنته الإقليمية. وتتفق الإستراتيجية الأميركية في سوريا مع إستراتيجيتها الكبرى بعد الحرب الباردة بمنع ظهور أي قوة -إقليمية أو عالمية- قادرة على تحدي الهيمنة الأميركية.
إن سقوط نظام الأسد لا يمثل تغييرا جذريا محليا في سوريا فحسب، بل يشكل نقطة تحوّل في توازنات القوى في الشرق الأوسط، بعدما تراجع النفوذ الإقليمي لبعض الجهات الفاعلة الإقليمية، بينما سعت جهات أخرى إلى ملء الفراغ، ووجدت قوى أخرى نفسها في موقف متحفظ خشية انتقال عدوى التغيير إليها.
إن تداعيات قرار الطوفان غير المتوقعة وغير الخطية تتشكل نتيجة تفاعل سلوك الأطراف، وصراع مصالحهم، وترابط النسيج الإقليمي، وقد تجلت في نتائج غير مخطط لها وغير مقصودة من قبل مخططي عملية طوفان الأقصى. فمثلا، بينما كانت تستهدف معركة الطوفان توحيد جهود محور المقاومة كداعم رئيسي، فإن نتائجها الراهنة هي إضعاف هذا المحور بصورة استراتيجية من خلال إضعاف حزب الله وسقوط نظام الأسد. لكنّها في المقابل عززت من تأثير الحوثيين إقليميا. كذلك؛ أدى التغيير في سوريا إلى تعزيز نفوذ تركيا إقليميا بل وتعزيز حكم الرئيس أردوغان محليا، وهي نتائج لم تكن ضمن أهداف مخططي عملية طوفان الأقصى، ولا حتى من أهداف الحرب الإسرائيلية على غزة وح زب الله.
على الرغم من أن خيار إدارة ترامب الأول هو إجبار إيران على التفاوض عبر فرض عقوبات صارمة، أكثر تشددا من عقوبات فترة رئاسته السابقة، ما زالت احتمالات التوصل لاتفاق أمريكي إيراني محدودة جدا؛ نظرا لأن ترامب لا يتفاوض على البرنامج النووي فحسب، وإنما يضع أيضا على الطاولة برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية، وعلاقة طهران بوكلائها في المنطقة.
إن ترامب يريد لايران الاستسلام وليس التراجع التكتيكي، أي أن تتخلى طوعا عن كل استراتيجيتها الدفاعية الأساسية: الوكلاء كخط دفاع أمامي، والصواريخ البعيدة المدى، وأخيرا الردع النووي. وهو أمر ليس من المرجح قبول طهران به بغض النظر عن الضغوط الاقتصادية القاسية. وتمثل استقالة جواد ظريف مساعد الرئيس الإيراني رسالة واضحة على تراجع فرص التفاهم مع الولايات المتحدة.
وفي ظل التفاهمات مع الولايات المتحدة بشأن سوريا، فإن تركيا ستكون قد ضمنت القضاء على تهديد قيام حكم ذاتي كردي في شمال سوريا، وهو أمر يغير مجمل ديناميات ملف التمرد الكردي في جنوب تركيا. ومن ثم فإن مسار المصالحة التركية الكردية محليا، والذي كان قد بدأت إرهاصاته بالفعل في أكتوبر الماضي، يكون قد تلقى دفعة إيجابية كبيرة على وقع التغيير في سوريا.
"لقد أثبت التاريخ أن التوسع الجامح لا يتوقف من تلقاء نفسه... فالقوى المناهضة لأردوغان تتجمع، لكن عليها أن تتحرك قبل أن تصبح طموحات تركيا غير قابلة للعودة إلى الوراء".
ومنذ هجوم حركة “حم اس” في السابع من أكتوبر/تشرين الأول2023 وما تلاه من صراعات إقليمية، تباهى نتنياهو مرارًا وتكرارًا بـ"تغيير وجه الشرق الأوسط" لصالح إسرائيل، ويرى التطورات في سوريا نتيجة مباشرة لأفعال إسرائيل، وهو الآن ينتهز الفرصة لتوسيع سيطرته الإقليمية وإنشاء مناطق نفوذ من خلال السعي إلى تحالفات مع الأقليات في أطراف سوريا. وطالب نتنياهو بنزع السلاح الكامل من جنوب سوريا، كما قال إن القوات الإسرائيلية المنتشرة داخل المنطقة العازلة التي فرضتها الأمم المتحدة وخارجها في مرتفعات الجولان بعد سقوط نظام الأسد، ستبقى إلى أجل غير مسمى في الأراضي السورية المحتلة.
ففي إطار سعي الدول الكبري تاريخياً وفي عصرنا الحالي لا تزال بعض المناطق التي تتميز بالموقع الجيوسياسي والموارد مع عدم القدرة علي تامين المصالح الحيوية ، مما يغري الأقوياء من الدول بالتوسع في إطار مفهوم الحدود الشفافة التي تتبناه القوي الكبري ستبقى ميادين التنافس مفتوحة لان عالم اليوم تحكمه قوانين القوة وليس قوة القانون ، خصوصا بعد إعلان الولايات المتحدة نظاما عالميا أحادي الجانب وتطلع بعض الدول الكبري إلي إنهاء النفوذ الأمريكي ، سيشهد العالم المزيد والعديد من الصراعات. ففي السنوات التي تلت الحرب الباردة بعد انهيار جدار برلين ,الذي أدى الى انهيار الاتحاد السوفياتي وتقليص مخاوف الغرب من حرب عالمية جديدة – المخاوف التي كانت جعلت القادة الغربيين يتسامحون إزاء مجالات النفوذ السوفياتية في وسط أوروبا وشرقها. وكانت وجهة نظر عدد من القادة والمحللين أن تؤدي تعددية الأطراف والجهود الجديدة المبذولة لتحقيق أمن مشترك. وقد توقف صناع القرار السياسي في الولايات المتحدة عن الاعتراف بمجالات النفوذ وقدرة القوى الأخرى على المطالبة باحترام الدول الأخرى في مناطقها أو ممارسة السيطرة والهيمنة فيها- ليس لأن المفهوم أصبح بالياً- بل لأن العالم بأسره أصبح مجالاً أميركياً بحكم الواقع. وقد أفسحت مجالات النفوذ الفرصة لمجال النفوذ. فالقوي لا يزال يفرض إرادته على الضعيف. واضطرت بقية دول العالم إلى اللعب إلى حد كبير بموجب القواعد الأميركية، وإلاّ واجهت ثمناً باهظاً من العقوبات القاسية إلى التغيير الصريح للنظام. فمجالات النفوذ لم تختفِ، بل انهارت إلى ركن واحد، من خلال الواقع الساحق المتمثل في الهيمنة الأمريكية. واليوم تعاود الدول الأكبر، مرة أخرى، استخدام عوامل تفوقها من نواحي القوة العسكرية والنفوذ الاقتصادي والدبلوماسي لتأمين مجالات نفوذ خاصة بها – أي مناطق جغرافية تمارس فيها دولة من الدول سيطرة اقتصادية وعسكرية وسياسية، من دون أن يكون لتلك الدولة بالضرورة سيادة رسمية في هذه المناطق. والأمم والحضارات تظهر وتبرز بعد أحداث كبري تتفوق فيها وغالبا ما تكون الحرب هي أداة التسوية الكبري ، فعقب كل حرب كبري تنهض وتظهر أمم كبري ، نتيجة لنصر مستحق فتسيطر علي قطبية النظام الدولي وتتمكن من الهيمنة وإبعاد الدول المهزومة ، وهذا ما شاهدناه في أعقاب الحربين العالميتين اللتين فرضتا واقعا في النظام الدولي واحدثتا تغييرات كبري. أهمية القوة تكمن في قدرتها على التأثير، وتستند القوة بشكل عام على امتلاك الدولة لعناصر أساسية متعلِّقة بالخصائص والموارد والقدرات والمؤسسات التي تشكِّل بمجموعها قدرات الدولة الحيوية التي تمكِّنها من فرض خياراتها على الآخرين وفقًا للوجهة التي تخدم مصالحها. وهذه العناصر تظهر بأشكال متعدِّدة ومتنوِّعة كالمساحة الجغرافية، وعدد السكان، والموارد الطبيعية، والقدرات الاقتصادية، والقوة العسكرية، والبنية التكنولوجية، والفعاليات الثقافية، والمؤسسات السياسية، والحالة المعنوية للشعب وغيرها. والعبرة تكمن في كيفية استعمال ما ذُكِر واستغلاله بكفاءة عالية عند تعرُّض الدولة لأي ضغوط خارجية. واستنادًا إلى ذلك تتم عملية تقييم القوة ومدى تأثيرها.



#ماجد_احمد_الزاملي (هاشتاغ)       Majid_Ahmad_Alzamli#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنافس الاقوياء على مناطق النفوذ والقرار
- الاضطرابات ألأمنية وألسياسية تُؤثر سلباً على التنمية
- القضاء هو الضابط المختص لرسم التزام الادارة وعدم تجاوز حدود ...
- للقاضي الحرية في تقدير عناصر الإثبات التي يستمد منها اقتناعه
- نظام الإنتخابات ينعكس على الناخبين
- القانون يمنح الفرد حرية التمتع بحقوقه
- النظام السياسي عندما يتجاوز العقد الاجتماعي يؤدي لعدم الاستق ...
- اذا وُجِدَ هناك نقص في مصادر تمويل التنمية واعادة الاعمار فا ...
- خضوع السلطة للقانون يعني العدل والمساواة بين افراد المجتمع
- ثورة 14 تموز 1958 ما لها وما عليها
- القانون يضمن للافراد حرياتهم مع عدم التجاوز على النظام العام
- الاستراتيجية الأمنية وحل الازمات
- العقد الاجتماعي الحقوق والواجبات
- الاستبداد والتسلط يؤديان لإختلال الشرعية السياسية
- الإصلاح السياسي إعطاء الاغلبية السياسية فرصة ادارة الدولة
- عندما يكون هنالك تهديد أو خرق للسلم والأمن الدوليين يتحرك مج ...
- النظم الإنتخابية وتأثيرها على اختيار الناخبين
- نحو عالم متعدد الاقطاب لاجل الاستقرار
- الأمن يعني البُعْد السياسي الحفاظ السيادة والبُعْد الاقتصادي ...
- التحضير الصيني الان سيكون خطيراً


المزيد.....




- أشجار الأرز التي تتحدى الزمن.. كيف يحمي لبنان كنوزه الخضراء؟ ...
- هاديسي وإيريم ديريجي توضحان نتائج التحقيق معهما في إطار -عمل ...
- اتفاق غزة.. ماذا سيحدث الآن وما هو مجهول عن التفاصيل؟
- اتفاق تاريخي يفتح باب النهاية لحربٍ دامت سنتين في غزة
- +++غزة.. اتفاق بين حماس وإسرائيل لإنهاء الحرب+++
- ما الذي نعرفه عن المرحلة الأولى من اتفاق غزة؟
- أميركا ترفع العقوبات عن رئيس باراغواي السابق المتهم بالفساد ...
- الإليزيه: ماكرون سيختار رئيسا للوزراء خلال 48 ساعة
- ماكرون يواجه قرارات صعبة
- محلل إسرائيلي: هذه الصفقة استسلام للإرهاب وليست انتصارا كامل ...


المزيد.....

- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد احمد الزاملي - الهيمنة الأميركية تخطط استراتيجياً لمن ظهور أي قوة تنافسها