أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - أسبوعية المشعل المغربية - هل تراهن الإدارة الأمريكية على الانتخابات المغربية المقبلة؟















المزيد.....



هل تراهن الإدارة الأمريكية على الانتخابات المغربية المقبلة؟


أسبوعية المشعل المغربية

الحوار المتمدن-العدد: 1823 - 2007 / 2 / 11 - 12:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لأجل تلميع صورتها وتثبيت مصالحها
هل تراهن الإدارة الأمريكية على الانتخابات المغربية المقبلة؟
يبدو أن أزمة المصداقية والرغبة في تأكيد التفوق في الحرب على "الإرهاب" أمام الرأي العام الداخلي، دفع الإدارة الأمريكية إلى إدخال تعديلات مهمة على سياساتها الخارجية، خصوصا بعد مأزق الحربين الأفغانية والعراقية، والتفاعلات التي تبعت ذلك والمستمرة إلى حدود اليوم، ناهيك عن دورها في التحالف الصهيوني في حرب يومية غير متكافئة.
فإن كان اهتمام إدارة الولايات المتحدة بمختلف مناطق العالم مرتبط بالدفاع عن مصالحها السياسية والاقتصادية، بما يستلزمه ذلك من فرض لنمط الاستهلاك والثقافة الليبراليين، عبر الضغط المباشر أو غير المباشر، السياسي أو الاقتصادي، فإن الاهتمام بالدول العربية عموما وشمال إفريقيا خصوصا، له ما يميزه ويستثنيه لدى صناع القرار الأمريكي، حيث وجود أكبر مصادر البترول والنفط في العالم، ووجود ما تعتبره أمريكا وبعض حلفائها "تهديدا إسلاميا وإرهابيا" إضافة إلى القرب الجغرافي من أوروبا الحليف المنافس لأمريكا.
لقد اعتادت الإدارة الأمريكية أن تساوم بعض الحكومات، وأن تؤسس انطلاقا من ذلك حلفاء، يعتبر النموذج المغربي إحداها، حيث علاقات الصداقة والتعاون المبنيتين على حفاظ كل طرف على مصالح الطرف الآخر، مع ما يطبع ذلك أحيانا من حالات الفتور حسب تقلب بعض المعطيات الإقليمية والدولية؛ لكن الإهتمام الأمريكي ببعض القوى السياسية داخل دولة ما، وتقوية العلاقات مع هذه القوى، يطرح اشكالية انتهاك سيادة هذه الدولة، التي غالبا ما تعتبر أن أي اتفاق أو تدخل لابد أن يمر عبرها و دون تجاوز لمؤسساتها.
إن التركيز على المغرب في الظروف الحالية، ينطلق من الحاجة إلى تقديمه للرأي العام الأمريكي و العربي، كنموذج استطاع تحقيق مستويات متقدمة من الانفتاح والديمقراطية "بفضل" المجهودات الأمريكية، والرغبة في تقديم بعض الإسلاميين المغاربة كدليل على "نجاح" الإدارة الأمريكية في استقطاب حلفاء من الحركات الإسلامية الصاعدة.
فهل يمكن أن نتصور تدخلا أمريكيا في الشؤون الداخلية عبر دعم بعض الأحزاب السياسية بمناسبة الاستحقاقات المقبلة؟ وهل يمكن اعتبار ذلك تجاوزا للأساليب التقليدية للتدخل والمنطلقة من التوافق المباشر مع النظام نفسه؟ أم أن التجربة المغربية ستجعل أمريكا تكتفي بالحرص على أن تمر الانتخابات المقبلة في جو من النزاهة والشفافية دون أن تطمح إلى تمييل كفة على أخرى؟ هذه أسئلة من بين أخرى حاولنا في "المشعل" طرحها على العديد من الأحزاب السياسية دون أن نفهم تحفظ البعض من الإجابة عنها، حيث لم يتسن لنا سوى الحصول على رأي لحسن الداودي عضو المكتب السياسي لحزب العدالة والتنمية، وعبد الله الحريف الكاتب العام لحزب النهج الديمقراطي وكذا الباحث محمد ضريف الذي أكد على أن الإدارة الأمريكية تعمل على فرض الديمقراطية وفق منظور خاص بها وفي إطار ما يمكنها من خدمة مصالحها.
الباحث محمد ضريف:
الإدارة الأمريكية تتعامل مع مسألة الديمقراطية وفق مقاييس لا يحكمها مبدأ
- كيف تقيمون الاستراتيجية الأمريكية في شمال إفريقيا، وتحديدا في المغرب؟
+ الاستراتيجية الأمريكية في شمال إفريقيا هي جزء من الاستراتيجية العامة في الشرق الأوسط، الاصطلاح الجديد الذي تستعمله الإدارة الأمريكية الآن بهذا الخصوص هو الشرق الأوسط الكبير والذي يمتد من باكستان إلى المغرب، فعمليا لا توجد سياسة خاصة بشمال إفريقيا بمعزل عن الاستراتيجية التي تطرحها الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط الكبير، ومعروف أنه بعد اعتداءات 11 شتنبر 2001، بدأت هذه الاستراتيجية تدعو إلى ما يسمى ضرورة دمقرطة الشرق الأوسط الكبير بما في ذلك منطقة شمال إفريقيا، بمعنى أن الإدارة الأمريكية بدأت تتحدث عن ما يسمى بضرورة فرض الديمقراطية، وبالتالي ممارسة ضغوطات على الأنظمة من أجل تبني الخيار الديمقراطي، حيث أنتجت الإدارة الأمريكية خيارين : إما الإطاحة ببعض الأنظمة باسم فرض الديمقراطية كما حدث في أفغانستان والعراق، وإما ممارسة ضغوط كثيرة على الأنظمة القائمة من أجل تبني بعض التدابير في أفق تعميق الخيار الديمقراطي، الملاحظ أن الإدارة الأمريكية عندما تتحدث عن نماذج ينبغي أن يقتدى بها في منطقة الشرق الأوسط الكبير تقدم النموذج المغربي، بمعنى أنها ترى في المغرب تجربة متقدمة ينبغي أن تحتذى من قبل باقي الأنظمة، وربما هذا الثناء على التجربة المغربية هو محط خلاف، حيث هناك قوى أمريكية لا تشاطر إدارة الولايات المتحدة هذا الرأي، ونلاحظ ذلك من خلال عدد كبير من التقارير التي تصدرها بعض مراكز الدراسات بأمريكا، حيث منها ما يركز على التقدم الملحوظ لوضع أسس الديمقراطية في المغرب، لكن تقارير عديدة لازالت تتحدث عن الديمقراطية المبتورة والناقصة، وذلك بالنظر إلى تمركز كل السلطات في يد الملك، إذن أعتقد أن الاستراتيجية الأمريكية كما قلت هي استراتيجية عامة، تركز على دمقرطة الأنظمة العربية والإسلامية، وفي نفس الوقت، آمنت بضرورة مراعاة خصوصيات هذه الأنظمة وهي بالتالي تقدم المغرب كمثال ينبغي أن تقتدي به الأنظمة العربية الأخرى.
- هل يمكن أن نتصور ضغوطات أمريكية من أجل فرض اقتراحات، خاصة ما يتعلق بالتعديلات الدستورية المفترضة، أو تشكيل الحكومات المغربية؟
+ كما قلت، في إطار الاستراتيجية التي تتحدث عنها الولايات المتحدة، أكيد أن الإدارة الأمريكية تحاول أن توجه، ولو بشكل غير مباشر، سياسات الكثير من الأنظمة بما فيها المغرب، وهذه المسألة غير مرتبطة بمرحلة ما بعد أحداث 11 شتنبر 2001، بقدر ما هي سياسة منتهجة بشكل ثابت من قبل الكونغرس الأمريكي، ينبغي أن نرجع إلى التقرير السنوي الذي يصدره هذا الأخير حول وضعية حقوق الإنسان في العالم، حيث يخصص حيزا خاصا لهذه الوضعية في المغرب، وما كان يثير الانتباه باستمرار، هو الفقرات التي تتحدث على أن الشعب المغربي لا زال لا يختار حكوماته بشكل حر، فإذا أردنا أن نحدد نظرة الإدارة الأمريكية لطبيعة النظام في المغرب، سنجد أنها مقتنعة أننا لسنا أمام حكومة منبثقة من أغلبية داخل البرلمان، بمعنى أننا لسنا أمام ملكية برلمانية؛ الآن بعد أحداث 11 شتنبر، أمريكا تتحدث عن ضرورة تمكين الشعوب العربية والإسلامية من اختيار من يحكمها عن طريق انتخابات نزيهة، وقد عبرالمغرب بشكل واضح على أن انتخابات 2007 ستحترم المنهجية الديمقراطية، وسيكون هناك وزير أول منبثق عن أغلبية برلمانية.
- هل وجود مثل هذه الحكومة سيجعل المؤسسات الأمريكية بشكل عام، مقتنعة بحكومة تمثل إرادة الشعب المغربي؟
+ هذه مسألة أخرى، لأن هناك نقاشا حول طبيعة الدستور في المغرب، والصلاحيات التي تتمتع بها الحكومة مقارنة بالصلاحيات التي يتمتع بها الملك، لكن أعتقد أن أمريكا أصبحت أكثر اقتناعا بجدوى النظام السياسي المغربي في ظل صيغته الحالية، مع مطالبته بنوع من الانفتاح أكثر، بمعنى آخر، يمكن القول إن الإدارة الأمريكية استفادت مما وقع في بعض التجارب الانتخابية في منطقة الشرق الأوسط، فالانتخابات في إيران مثلا أوصلت المحافظين الأكثر عداءا للمشروع الأمريكي إلى السلطة، والانتخابات في فلسطين أوصلت حماس، وهنا لابد أن نلاحظ أنه في عهد ياسر عرفات كانت أمريكا تنتقد الرئيس عرفات لأنه لا يمنح صلاحيات واسعة للوزير الأول، لكن الآن عندما أصبحت الحكومة منتخبة ووزير أول حاصل على الأغلبية في البرلمان الفلسطيني، أصبحت الولايات المتحدة تضغط في اتجاه تقوية صلاحيات رئيس السلطة الفلسطينية وتقليص صلاحيات الوزير الأول، بمعنى أن الإدارة الأمريكية تتعامل مع مسألة الديمقراطية وفق مقاييس لا يحكمها مبدأ، فإن كان الأساسي هو أن يحتكم الشعب إلى صناديق الاقتراع وبالتالي القبول بما تفرزه هذه الصناديق من نتائج، فالتعامل مع هذه النتائج يتم وفق منظور براغماتي، لذلك، إن القول بإمكانية تدخل أمريكي لفرض تعديلات دستورية هو قول لا يأخذ بعين الاعتبار المحددات التي تحكم السياسة الأمريكية، أعتقد أن الولايات المتحدة وجهت عدة رسائل إلى أنظمة أخرى تشيد من خلالها بالتجربة المغربية، وأعتقد أنها ترى أن النظام المغربي يمثل نموذج لنوع من الفاعلية السياسية، بمعنى أن هناك ملكية تتوفر على ما يكفي من السلطات، لكن هذا لا يمنع من وجود حكومة منبثقة من انتخابات نزيهة وشفافة، لذلك لا أعتقد أن الإدارة الأمريكية تحرص على إدخال أو فرض تعديلات دستورية في المغرب، أظن أن الإدارة الأمريكية في ظل البنية الدستورية في المغرب، حريصة على إجراء انتخابات نزيهة وبالتالي تشكيل حكومة من أغلبية منبثقة من هذه الانتخابات.
- هل تنحصر آليات التدخل الأمريكي فقط في إصدار تقارير على مستوى احترام حقوق الإنسان، أم أن هناك آليات أخرى أكثر نفوذا في الأوضاع الداخلية؟
+ هناك آليات ذات طابع حقوقي وسياسي، بمعنى أن هناك دعوات توجهها أمريكا لبعض الأنظمة من خلال انتقاد بعض ممارساتها، هناك كذلك ما يصدر ضمن التقرير السنوي للكونغرس الأمريكي، ينبغي أن نأخذ بعين الاعتبار كذلك مجموعة من التقارير الصادرة عن مراكز الدراسات والتي هي مرتبطة أصلا بصانعي القرار في الإدارة الأمريكية، وأكيد أن صناع القرار في المغرب يأخذون بعين الاعتبار مثل هذه الدراسات والتقارير مأخذ الجد.
هناك كذلك آليات ذات طبيعة اقتصادية، حيث لا يجب أن ننسى المساعدات التي توجهها الولايات المتحدة لعديد من الدول، وهنا ينبغي أن نتذكر أن أمريكا تحدد حجم مساعداتها المالية انطلاقا من المقاييس التي تضعها، سواء على المستوى السياسي أو الحقوقي أو غيرهما.
- هل يمكن أن نتصور تدخلا في الشؤون الداخلية عبر توظيف بعض الأحزاب السياسية؟
+ الحديث أحيانا بخصوص بعض الإشكاليات مرتبط بالمصطلحات المستعملة، فكلمة التدخل قد يستشعر أنها تحمل دلالة قدحية، بمعنى أن الإدارة الأمريكية تتدخل في شؤون دولة ما، الشيء الذي يعتبر انتقاصا من سيادة تلك الدولة؛ ونحن نتحدث عن العولمة، ليس لهذه الأخيرة بعدا اقتصاديا فقط بقدر ما لها أبعاد ثقافية اجتماعية وسياسية كذلك، ثم هناك علاقات تأثير وتأثر دائمة بين الدول، بحيث أنه لا يمكن لأي دولة الآن أن تتخذ قراراتها بمعزل عن التأثيرات الإقليمية والدولية، بمعنى أن صاحب القرار عليه أن يأخذ بعين الاعتبار التفاعلات الخارجية وإلا سيخفق في إعطاء قراراته نوعا من الفعالية، خاصة أنه من الصعب أن نفصل بين ما هو داخلي وما هو خارجي، أعطي مثالا،مشكل الصحراء في المغرب موجود في يد مجلس الأمن، ونحن نعرف أن الولايات المتحدة لاعب أساسي في هذه المؤسسة الدولية، ومعروف أن المغرب يراهن على الولايات المتحدة لدعم الحلول التي يقترحها بهذا الشأن، وصاحب القرار في المغرب يدرك مسبقا أن أمريكا لن تقدم دعما على هذا المستوى بشكل مجاني، لذلك إن تدبير بعض القضايا الخارجية مرتبط بتأثيرات القوى الكبرى، والوعي بهذه التأثيرات هو الذي يسمح بالتعامل بشكل إيجابي مع ما تقدمه تلك القوى من اقتراحات، قد تبدو في نظر الآخرين وكأنها نوع من التدخل، لكن وكما قلت، نحن الآن لا نتحدث عن تلك الدولة التقليدية التي تتسم بالسيادة المطلقة والاستقلالية في اتخاذ القرار، نحن الآن أمام تحول على الصعيد الدولي طال بنية الدولة نفسها، لذلك كلمة "تدخل" تعبر عن واقع، لكن أحيانا قد تخرج عن سياقها وتفهم بشكل سلبي، في حين أن كل القرارات الداخلية في أية دولة الآن، بما في ذلك الدول التي تعتبر نفسها قوية، تتخذ انطلاقا من استحضار التأثيرات الخارجية.
- كيف تقيمون العلاقات بين الإدارة الأمريكية وبعض المكونات السياسية، من أحزاب أو تنظيمات أخرى؟
+ كما قلت هناك تحول في طبيعة العلاقات الدولية، وما يميز هذا التحول أن العلاقات لم تعد بين دولة ودولة أخرى، أو سلطة بسلطة، الآن هناك علاقات منفتحة تتجاوز السلطة نفسها، فتجد أن مجموعة من الدول تسعى إلى نسج علاقات مع فعاليات المجتمع المدني، الأحزاب السياسية، المثقفين والمفكرين، وهنا ينبغي أن نشير إلى بعض المعطيات الأساسية، حيث أن الإدارة الأمريكية معروفة تاريخيا بأنها الأكثر انفتاحا على المجتمعات الأخرى، فكانت دائما تتوفر على سفارات قوية في كل الدول، وكانت قوة تلك السفارات تتمثل في قدرتها على معرفة المجتمعات التي تتواجد بها، لذلك كانت تسعى إلى التواصل مع كل الفعاليات، ويجب أن لا ننسى أن هناك برامج في الولايات المتحدة خاصة لاستدعاء كثير من الفعاليات، سواء في المجال السياسي أو الاقتصادي وكذلك الثقافي والاجتماعي، لتعريفها بالحياة في الولايات المتحدة، وهذا الانفتاح ليس جديدا وهو جزء من السياسة العامة للإدارة الأمريكية، في المقابل ينبغي أن لا نتجاهل حقيقة أساسية، والمتعلقة بالدور الخارجي للأحزاب في كل الدول، بما في ذلك المغرب، ولو أننا ربما وصلنا متأخرين إلى هذه المسألة، بمعنى أن وظيفة الحزب ليست تأطير المواطنين وتمثيلهم في المؤسسات المنتخبة على الصعيد الداخلي فقط، لابد لأي حزب يريد أن يكون قويا، من امتدادات خارج المغرب، سواء بالنسبة لتأطير المغاربة المقيمين خارج المغرب، أو سواء نسج علاقات مع أحزاب وقوى من دول أخرى، وهنا يمكن أن نلاحظ أن الملك محمد السادس نفسه يتحدث عن ما يسمى بالدبلوماسية الحزبية، بمعنى أن الأحزاب في إطار علاقاتها الخارجية يمكن أن تلعب دورا أساسيا في القضية الوطنية، في هذا الإطار، كثير من الأحزاب لها علاقات مع أحزاب وقوى ومراكز قرار في أوروبا وفي العالم العربي وكذلك في الولايات المتحدة الأمريكية، إذن كون هذه الأخيرة ترغب في نسج أو تقوية علاقات مع أحزاب معينة، هذا لا يعني أنها تريد أن تشجع هذا الحزب ضد حزب آخر، ولابد أن نسجل أن دبلوماسيي السفارة الأمريكية في الرباط التقوا بأغلب مسؤولي الأحزاب المغربية، واللقاءات مستمرة على أساس التعرف على مواقفهم من بعض القضايا، لذلك لا يمكن أن نقول الآن، إن الإدارة الأمريكية من خلال لقاء بعض ديبلوماسييها بمسؤولين عن حزب العدالة والتنمية أو أي حزب آخر، أنها تراهن على هذا الحزب دون حزب آخر، هذه عادة الأمريكيين الذين يقضون معظم وقتهم في جمع المعلومات والمعطيات لفهم المجتمع، لأنهم يعملون على وضع سيناريوهات على المدى المتوسط والبعيد، لمعرفة القوى التي يمكن أن تؤول لها الأمور.
- هل تعتقد أن الولايات المتحدة يمكن أن تعمل على دعم أية جهة، بشكل مباشر أو غير مباشر، فيما يخص الاستحقاقات المقبلة؟
+ قلت إن ما يميز الأمريكيين كونهم يضعون مخططات وسيناريوهات للمستقبل، والإدارة الأمريكية في مرحلة من المراحل كانت تعادي المشروع الإسلامي برمته، وبالتالي كان لها موقف متحفظ من الإسلاميين، خصوصا ما يتعلق بالمشاركة في الانتخابات، حيث حاولت أن تدعم نخبة حداثية وعلمانية؛ تطور الأوضاع فرض على الأمريكيين تغيير مخططاتهم، ويمكن القول إن هناك أمران أساسيان ساهما في تغيير هذه الخطط: أولهما، ضعف تلك النخب الحداثية العلمانية وعدم تجذرها في العالم العربي والإسلامي، ثانيهما، أحداث 11 شتنبر 2001، التي فرضت على الإدارة الأمريكية أن تميز بين الفاعلين الدينيين في العالم العربي والإسلامي، وأصبحت تدرك أن الخطر يأتي من تيار متطرف، تسميه الآن بالتيار الإرهابي أو ما يسمى بالتيار الذي يتبنى إيديولوجية السلفية الجهادية، وأدركت أن مواجهة هذا التطرف لا يمكن أن تتحقق إلا بتشجيع ما تسميه بالإسلاميين المعتدلين في الحياة السياسية، وهي نفس الدعوة التي تبناها الاتحاد الأوروبي فيما بعد، بمعنى آخر، الإدارة الأمريكية الآن، حسب ما تتوفر عليه من معطيات، قد تكون حقيقية وقد لا تكون، تعتقد أن الإسلاميين بشكل عام، إذا ما شاركوا في الانتخابات، هم الأكثر قربا من تشكيل الحكومة، بالنظر إلى بعض النماذج المأخوذة بعين الاعتبار، من بينها تركيا، وما جرى مؤخرا في فلسطين أو في مصر مع الإخوان المسلمين إلى آخره، إذن هم يعتقدون أن الإسلاميين المعتدلين أقرب إلى الشارع، وبالتالي الإدارة الأمريكية لا مانع لديها من وصول هؤلاء الإسلاميين المعتدلين، أولا لأن بإمكانهم أن يقفوا ضد التطرف الديني، ثانيا، وصولهم بدعم أمريكي ربما سيساهم في تغيير الصورة الأمريكية لدى الرأي العام العربي والإسلامي الذي تعتبره الإدارة الأمريكية رأيا خاضعا لنفوذ التيار الإسلامي، بمعنى أن هذا الرأي العام سينظر إلى أمريكا على أنها داعمة للديمقراطية، ما دامت قد "سمحت" بوصول الإسلاميين إلى الحكومة، فكما قلت، هذان المعطيان هما اللذان قد يجعلان الإدارة الأمريكية تميل ربما، لكن هذا الميل ليس ميلا عاطفيا، إنما هو محسوب سياسيا، وهذا لا يعني أنها تتدخل بشكل مباشر لدعم التيار الإسلامي في الفوز، أمريكا أصبحت مقتنعة أنه إذا ما كنا أمام انتخابات نزيهة وفاز الإسلاميون المعتدلون، سيكون في ذلك حماية لمصالحها، لأن بدعم أمريكا لهؤلاء الإسلاميين ستتغير صورتها لدى الرأي العام وستصبح مقبولة لدى هذا الرأي، مما يخدم في النهاية المصلحة الأمريكية.
لحسن الداودي / حزب العدالة والتنمية
تدخل أمريكا في الانتخابات المقبلة أمر وارد
- في رأيكم، ما هي الإستراتيجية الأمريكية في شمال إفريقيا بشكل عام، وفي المغرب بشكل خاص؟
+ الإستراتيجية الأمريكية في شمال إفريقيا عامة، محكومة من طرف مصالحها الكبرى التي ترتكز على تعزيز هيمنتها وضمان الحصول المنتظم على النفط وتحقيق اندراج دول المغرب العربي في دعم السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، وخاصة ما يرتبط بالعراق والتطبيع مع الكيان الصهيوني ودمج دول المنطقة في سياستها الأمنية والعسكرية الخاصة بما يسمى مكافحة الإرهاب، أي أن هناك مجموعة من الأهداف الكبرى التي تجعل من الاهتمام الأمريكي بالمغرب اهتماما متوقعا، بالنظر لموقعه الاستراتيجي وطبيعة العلاقات التاريخية بين البلدين، ينضاف إلى ذلك حرصها على استغلال تجربة المغرب كنموذج ومثال يقتدى به في مشروعها، المسمى بالشرق الأوسط الجديد، بحيث رفعت من حجم تدخلها السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي في بعض الدول العربية ومنها المغرب، وزادت من قيمة الغلاف المالي المخصص لذلك.
- بدا واضحا الاهتمام الأمريكي بحزب العدالة والتنمية، ما مرد ذلك؟ وما هي طبيعة العلاقات التي يمكن أن تتكون بينكم والولايات المتحدة الأمريكية؟
+ الواقع أن هناك اهتماما من قبل مراكز البحوث والدراسات بالولايات المتحدة بتجربة حزب العدالة والتنمية، باعتباره قوة سياسية معتدلة وصاعدة وذات دور في التطور السياسي والديمقراطي بالمغرب، أما اهتمام الإدارة الأمريكية والمؤسسات المرتبطة بها، فهو جزء من اهتمامها بكل الفاعلين السياسيين بالمغرب، وإذا ما كانت لهم أسباب خاصة لإعطاء اهتمام أكبر له، فمن الأفضل التوجه لهم لمعرفتها. بالنسبة إلينا فقد سبق لحزبنا أن نظم ندوة علمية حول عملية صنع القرار بالولايات المتحدة وتأثيره على العلاقات المغربية الأمريكية، وذلك منذ أزيد من عشرة أشهر، حيث نقدر أن أمريكا قوة عظمى ولا يمكننا تجاهل دورها وتأثيرها في العالم، مما يتطلب اعتماد منهج للحوار، لكن دعمها للكيان الصهيوني في حربه ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني ثم عدوانها واحتلالها للعراق وأفغانستان، دفع الحزب لرفض التعاون معها في ظل إدارة بوش، أو المشاركة في برامجها وبرامج المؤسسات المحسوبة على هذه الإدارة أو الممولة من قبلها بالمغرب. وهو ما حذا بنا كذلك في دجنبر من سنة 2004 إلى أن نعلن معارضتنا لاحتضان بلادنا لمنتدى المستقبل، والذي شكل عنوانا للمشروع الأمريكي لما يدعى بالشرق الأوسط الجديد.
- هل يمكن أن تتدخل أمريكا، بشكل مباشر أو غير مباشر، في الانتخابات المقبلة؟
+ نستبعد حدوث ذلك مباشرة، لكن بشكل غير مباشر، فهذا وارد.

عبد الله الحريف الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي
إمكانية تدخل الإمبريالية الأمريكية في الانتخابات متعددة ومتنوعة
- في رأيكم ما هي الإستراتيجية الأمريكية في شمال إفريقيا بشكل عام، وفي المغرب بشكل خاص؟
+ إن الإمبريالية الأمريكية، بسبب ضعفها الاقتصادي النسبي، أصبحت تركز أكثر من السابق على قوتها العسكرية لفرض هيمنتها، وذلك إما بالتهديد باستعمال السلاح أو استعماله بشكل مباشر أو بواسطة عملائها، بل اللجوء إلى الاحتلال كما هو الحال في العراق، وإلى إقامة القواعد العسكرية؛ إن أهداف الإمبريالية الأمريكية هي نهب خيرات الشعوب، وخاصة بعض المواد الإستراتيجية كالنفط، وفرض استمرار الدولار كعملة دولية (الشيء الذي يمكن الولايات المتحدة الأمريكية من نهب مئات الملايير من الدولارات سنويا كقروض لن تسترجعها أبدا) وفرض النهب المالي عبر التحكم في الأسواق المالية العالمية، وتستعمل الإمبريالية الأمريكية، إضافة إلى قوتها العسكرية، المنظمات المالية والتجارية الدولية (صندوق النقد الدولي، البنك العالمي، المنظمة العالمية للتجارة...) لفرض تطبيق السياسات الليبرالية المتوحشة التي تخدم أهدافها، وتغطي تدخلاتها تارة باسم نشر الديمقراطية وأخرى بضرورة احترام حقوق الإنسان، وأحيانا باسم محاربة الإرهاب، وتستعمل هذه المبررات بشكل انتقائي عبر الكيل بمكيالين، فأصدقاء أمريكا يمكن أن يخرقوا الديمقراطية وأن ينتهكوا حقوق الإنسان دون أن يتعرضوا لأي سوء، ما عدا بعض المناشدات عندما يتجاوزون الحدود، أما أعداء أمريكا فتخوض ضدهم الإمبريالية الأمريكية حملات مسعورة عبر أجهزتها الدعائية الأخطبوطية تمهيدا لتدخلها المباشر أو غير المباشر.
إن منطقة الشرق الأوسط، نظرا لخيراتها الطبيعية الغنية، تتعرض لهجوم شرس من طرف الإمبريالية الأمريكية، ويتجلى ذلك في احتلال العراق وتوظيف الكيان الصهيوني والأنظمة الرجعية العميلة لمواجهة الطموحات التحررية في العالم العربي.
ويعتبر المغرب مسرحا لصراع بين الإمبريالية الأمريكية و الفرنسية، هذه الأخيرة التي تتوفر على تأثير خطير بفعل معرفتها لواقع البلاد، وعلاقاتها الحميمية مع الطبقات السائدة، وكذا هيمنتها الاقتصادية والثقافية، مما يجعل الإمبريالية الأمريكية تسعى جاهدة إلى احتلال المزيد من المواقع، وتدخل "مبادرة الشرق الأوسط الكبير وشمال إفريقيا" و" منتدى المستقبل" كتجسيد لهذه المبادرة، حيث يدخل تطوير العلاقات السياسية والعسكرية (مع حلف الناتو) وكذا الاقتصادية في إطار اتفاقية التبادل الحر مع أمريكا، في صميم الاختراق والهيمنة التي تمارسها الإمبريالية الأمريكية في بلادنا.
- عكس اهتمامها بالقوى الحداثية، بدا واضحا الاهتمام الأمريكي ببعض المكونات الإسلامية، كيف تقيمون ذلك؟
+ خلافا لما تدعيه الإمبريالية الأمريكية من أهداف نشر الديمقراطية والتحالف مع القوى الحداثية، فإن السياسة الأمريكية تتسم بقدر كبير من البرغماتية لتحقيق أهدافها، فهي تعرف جيدا أن الحركة الأصولية ليست حركة ضد الرأسمالية، فهي إما حركة "معتدلة" توظف الأزمة التي تعاني منها الحركة الشيوعية واليسارية بشكل عام ولجوء الجماهير المهمشة إلى الدين كحل وهمي لمشاكلها الخطيرة ووضعها المأساوي، للوصول إلى السلطة، وإما حركة تحرر وطني كما هو الأمر مثلا بالنسبة لحزب الله، تناهض الإمبريالية ولا تطرح تجاوز الرأسمالية؛ والإمبريالية تحارب طبعا حركة التحرر الوطني، أكانت تحت قيادة طبقية غير واضحة المعالم أو إيديولوجية دينية، أو تحت قيادة الطبقة العاملة وعموم الكادحين، بينما الحركة الأصولية "المعتدلة" فقد تشكل بالنسبة للإمبريالية إمكانية مهمة لتضليل الجماهير وربح ضمان استمرار هيمنتها عليها، وكذلك تحريف وعيها بأعدائها الحقيقيين إلى صراع وهمي بين الخير والشر وانتظار الخلاص في الآخرة عوض النضال من أجل التغيير الحقيقي، ولعل تجربة حزب العدالة التنمية في تركيا خير دليل على ما نطرح.
- كيف تتدخل أمريكا في صنع القرار السياسي بالمغرب، وهل يمكن أن تدعم بشكل مباشر أو غير مباشر أية جهة بمناسبة الاستحقاقات المقبلة؟
+ إن إمكانية تدخل الإمبريالية الأمريكية في الانتخابات في المغرب متعددة ومتنوعة، فبالإضافة إلى الدعاية لهذا الطرف السياسي والتعتيم على الآخر، بواسطة آلتها الدعائية واستطلاعات الرأي الموجهة، هناك النصائح التي يقدمها الخبراء في التأثير على الرأي العام، والأموال التي تقدم تحت الطاولة، ودور العديد من المؤسسات التابعة للدولة الأمريكية أو للحزب الجمهوري أو الديمقراطي التي تقوم بتكوين السياسيين في أساليب تغليط الرأي العام ونشر الإشاعات، وكذا تمويل جمعيات مغربية تلعب نفس الأدوار؛ ولا بد هنا من التأكيد على حربائية بعض القوى بالمغرب خصوصا الأصولية، التي تدعي مواجهة الإمبريالية الأمريكية لكسب تعاطف الشعب المغربي، لكنها لا تتوانى عن ربط العلاقات معها، وتقديم التطمينات لها، بينما الموقف الذي يعبر عن مصلحة شعبنا وطبقاته الكادحة بالخصوص، هو مقاطعة الإمبريالية وفضحها والتشهير بجرائمها التي لا تعد ولا تحصى، خاصة في العالم العربي.



#أسبوعية_المشعل_المغربية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد الكحص
- العلاقات المغاربية – الفرنسية
- فضاء المظالم
- الزعامة السياسية وحقيقة الديمقراطية الحزبية
- إدريس بنزكري أو -أبو منجل- المناضل الذي فضل الالتزام السياسي ...
- حوار مع المخرج محمد الكغاط
- رحمة بأبناء الوطن
- الفساد الانتخابي
- أسماء بعض الجن: مازر، كمطم، طيكل، قسورةاستخراج الكنز حقيقة أ ...
- هل من حق المغاربة معرفة الحياة الخاصة للملك؟
- مائة عدد من -المقاومة- وصنع المستحيل
- حكمت عليها الظروف.. تشرب الكاس وترضي الخواطر
- عبد الله الحريف الكاتب العام لحزب النهج الديمقراطي ..لابد لك ...
- ثقافة التكريمات بالمغرب
- هل تاريخنا يعيد نفسه؟
- سنة، بعد نصف قرن من الاستقلال
- حوار مع ندية ياسين نجلة المرشد العام لجماعة العدل والإحسان
- متى يعلن الملك الحرب على فساد جنرالات الجيش؟
- الحركة من أجل ثلث المقاعد المنتخبة للنساء.. في أفق المناصفة


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - أسبوعية المشعل المغربية - هل تراهن الإدارة الأمريكية على الانتخابات المغربية المقبلة؟