الشرقي لبريز
اعلامي وكاتب مغربي
(Lebriz Ech-cherki)
الحوار المتمدن-العدد: 8434 - 2025 / 8 / 14 - 22:33
المحور:
الادب والفن
توفي يومه الأربعاء 13 اغسطس الجاري، الكاتب والأديب المصري صنع الله إبراهيم عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد صراع مع المرض، تاركًا خلفه إرثًا أدبيًا وإنسانيًا كبيرًا سيظل حاضرًا في ذاكرة الثقافة المصرية والعربية.
وُلد الراحل في القاهرة عام 1937، وقدم على مدى مسيرته الطويلة أعمالًا روائية وقصصية بارزة شكلت علامات مهمة في المكتبة العربية، وأسهمت في إلهام أجيال من الكُتاب والمبدعين، وستبقى أعماله شاهدة على مسيرته الإبداعية المتميزة.
ولعلّ فرادة الاسم كانت نذيراً بفرادة الحياة التي عشها الكاتب الذي لمع في عالم الأدب العربي في النصف الثاني من القرن العشرين.
انخرط إبراهيم في العمل السياسي في سنّ مبكرة، أثناء دراسته في كلية الحقوق في جامعة القاهرة، حيث انضمّ إلى "الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني" (حدتو)، الشيوعيّة السرّية.
وفي عام 1959، اعتقلته السلطات ضمن حملة قمع واسعة شنّها الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر ضد الشيوعيين، وقضى ما يقارب ستّ سنوات في السجون، من بينها سجون القلعة، وأبو زعبل، والواحات.
في تلك الزنازين، نضج مشروع صنع الله إبراهيم الأدبي، حيث كان يقرأ بنهم أعمال فرجينيا وولف وجورج لوكاش وغيرهما، كما تفاعل مع تيارات فكرية متعدّدة، وهي التجربة التي دوّنها لاحقاً في كتابه "يوميات الواحات".
قال صنع الله في إحدى المقابلات إن الاتجاه اليساري الذي اعتنقه باكراً "بدأ من المنزل":
"كان الوالد من عائلة بورجوازية، وبعد وفاة زوجته الأولى بسبب مرضها، تزوّج من الممرضة (والدة صنع الله) التي رفضتها العائلة لأسباب طبقية".
وصف إبراهيم السجن بأنه "جامعته" الحقيقية، حيث ترسّخت قناعته بأن الكتابة ليست مهنة فحسب، بل "شكلاً من أشكال المقاومة".
يُعتبر صنع الله إبراهيم من أهم الأدباء العرب المعاصرين، حيث شكّلت تجربته الروائية الممتدة لأكثر من خمسة عقود، مشروعاً روائياً فريداً قائماً على التجريب من جهة والالتزام السياسي الواضح من جهة أخرى.
بدأ صنع الله إبراهيم مسيرته المهنية كصحفي في وكالات للأنباء (وكالة أنباء الشرق الأوسط ثم وكالة الأنباء الألمانية في ألمانيا الشرقية)، ظلّ وفيّاً طيلة رحلته الأدبية للصحفي الذي سكنه.
ويعتبر صنع الله إبراهيم واحدًا من أعمدة السرد العربي المعاصر، إذ أن كتاباته تميزت بعمق الرؤية والتزامه الثابت بقضايا الوطن والإنسان، مما جعله نموذجًا للمبدع الذي جمع بين الحس الأدبي والوعي النقدي.
#الشرقي_لبريز (هاشتاغ)
Lebriz_Ech-cherki#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟