أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ماسة الرمادي - - الجزء المفقود من الجثة-














المزيد.....

- الجزء المفقود من الجثة-


ماسة الرمادي

الحوار المتمدن-العدد: 8430 - 2025 / 8 / 10 - 08:55
المحور: حقوق الانسان
    


بدأ الظلم الممنهج والمنظم ضد النساء منذ مئات من العصور المنصرمة، لم يكن الأمر وليد العصر الحديث اطلاقًا،
ظهرت في التاريخ بعض الملامح غير الضبابية في النقل والسردية بما يخص السلوك العدائي العنيف ضد النساء
لكونهن نساء منذ أن قُتِلت هيباتيا الفيلسوفة البارزة في مدينة الاسكندرية وعالمة الفلك والرياضيات والتي صنعت
الأسطرلابات ولديها من الإضبارات العلمية التي تشهد على نتاجها الفكري الثري؛ حتى قامت مجموعة دينية متعصبة
من الكنيسة بقتلها وسلخ جلدها لأنها في رأيهم لم تكن عالمة بل ساحرة ومشعوذة لكونها امرأة تفكر! نعم هذه هي التهمة
التي كانت تلاحق النساء المفكّرات والمبدعات في حقبة قبل و إثناء وبعد القرون الوسطى، واللواتي كان لديهن فلسفة
وفكر خارج إطار الزواج والانجاب. أستمرت هذه العدائية الممنهجة القائمة على اساس التمييز الجنسي العنصري
ضد النساء حتى مذبحة مدينة سالم في امريكا حيث تم أعدام أكثر من عشر نساء لإشتباه الكنيسة بكونهن ساحرات،
في حين أوضحت الروايات بأن بعضهن كان لديهن فلسفة فكرية خاصة بهن، رافضات الامتثال لقوانين الكنيسة،
و أخريات منهن كانن يعانن من الإضطرابات النفسية كالاكتئاب والذهان وغيره! حتى شهدنا في العصر الحديث
وعلى وجه التحديد في الأرض السوداء المعروفة بالعراق و أرض مابين النهرين، حيث سادت ثقافة تقتل النساء
لكون مجموعة من الرجال المتعصبين دينيًا وقبليًا قرروا بأنهن عاهرات، زانيات، سلفع، سفيهات، والخ ..
فهناك تلال خاصة بالمخطئات في مدينة الناصرية التي تضم اجساد دُفِنَت دون أن نعرف الحقيقة منهن،
دون أن نسمع اصواتهن وهن يدافعن عن ذواتهن بكونهن نساء عاديات اخطأن كما يخطأ الانسان بطبيعته المعروفة.
تلال تضم العشرات من الاجساد التي لُطِخَت بالعار و أنتزعت الحياة منهن عنوة دون محاكمة او شهود،
اما اليوم فالنساء تُقتَل ويتم تشويه وتقطيع وحرق أجسادهن امام الشهود والعدسات والإعلام والصحافة
ولا تزال الاحكام بحق المجرمين باردة، مستفزة، ليس لكون المجرمين رجال فقط، بل لكون الضحية هي مرأة،
وهذا هو الفرق مابين الجرائم التي تحدث للانسان عمومًا والتي تحدث للكائن الأعجوبة الأنثى، ففي سياق أيديولوجي عنصري
منظّم على اباحة قتل النساء يجعلنا نشك دائمًا ونشعر بحزنٍ دميم وصامت تجاه موت اي مرأة هو احتمال كبير بأنها جريمة
قتل سيتم دفنها بطريقةٍ ما!فحسب التقرير الأُممي الذي كشف أن 60 في المائة من جميع جرائم قتل الإناث في العالم يرتكبها
شركاء حميمون أو أفراد آخرون من الأسرة. وأكد أن العنف ضد المرأة لا يزال منتشرا على نطاق واسع، بما في ذلك في
أكثر مظاهره تطرفًا، وهو قتل الإناث، وهي ظاهرة عالمية تتجاوز الحدود والوضع الاجتماعي والاقتصادي والفئات العمرية.
لذلك نحن اليوم في قضية بان وما سبق ومايلي بان نُطالب بأخذ جرائم القتل العمد تجاه النساء على محمل الجد والاحترام،
بغض النظر عن وصم المجتمع للجثث التي تُلقى امام المحاكم دون أن ينبس ضمير بحكم عادل ولو لمرة واحدة!
ولأننا ناجيات ولسنا ضحايا ستبقى هذه الجرائم رمزية نضالنا المدوي.



#ماسة_الرمادي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرفض واثمانه
- النسوية والوحش
- مساحة نملة


المزيد.....




- الداخلية السورية تفتح تحقيقا بعد فيديو -الإعدام الميداني- في ...
- مفوضية حقوق الإنسان: استهداف إسرائيل للصحفيين في غزة متعمد ل ...
- اعتقال مراهق خطط لهجوم إرهابي على مسجد في بريطانيا
- منظمة العفو الدولية: أنس الشريف وزملاؤه كانوا عيون وصوت غزة ...
- -رايتس ووتش-: إسرائيل قتلت عمدا عشرات الصحفيين في غزة
- مفوضية حقوق الإنسان: استهداف إسرائيل للصحفيين في غزة متعمد ل ...
- إندونيسيا: الحكم بجلد شابين 80 جلدة علناً بتهمة المثلية الجن ...
- المجاعة متواصلة في غزة.. والأمم المتحدة تحذّر: معاناة السكان ...
- الأمم المتحدة تدين جريمة اغتيال إسرائيل فريق الجزيرة بغزة
- الأمم المتحدة تدين جريمة اغتيال إسرائيل 6 صحفيين بغزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ماسة الرمادي - - الجزء المفقود من الجثة-