أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعادة خليل - أم الرشراش والاقتتال الفلسطيني-الفلسطيني*















المزيد.....

أم الرشراش والاقتتال الفلسطيني-الفلسطيني*


سعادة خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1819 - 2007 / 2 / 7 - 01:02
المحور: القضية الفلسطينية
    


جاءت العملية الفدائية الأخيرة في أم الرشراش (إيلات) في وقتها لتذكر فصائل المقاومة الفلسطينية المتقاتلة بالتناقض الرئيس. إن التناقض الرئيس هو مع الاحتلال الصهيوني وكل ما عدا ذلك هو تناقض ثانوي يجب أن يتم حله بالحوار بين إخوة السلاح. وعلينا ألا ننسى أننا لا نزال تحت الاحتلال وليس لنا دولة ولا سلطة حقيقية نتصارع حولها. ولا بد من العودة إلى العقل والتبصر في عاقبة إراقة الدم الفلسطيني.

فلمصلحة من يسقط أكثر من 30 قتيلا بينهم الأطفال في خلال أيام وأكثر من 100 جريح بالإضافة إلى عمليات الخطف والاختطاف. إن منظر الصبية المختطفين الذين لا تتجاوز أعمارهم الخامسة عشرة منظر تقشعر له الأبدان ومرعب للمستقبل الفلسطيني. السمتفيد الوحيد هو الاحتلال الصهيوني. إني أكاد أرى الإرهابي (أولمرت) وزمرته يستلقون على أقفيتهم من الضحك على هذا المشهد المأساوي في فلسطين ولسان حالهم يقول: كفانا الله شر القتال ودعوهم يقتلون بعضهم بعضا. فأين التعهدات والشعارات والوعود من كل القيادات الفلسطينية التي تعهدت بأن يكون الدم الفلسطيني خط أحمر؟ ومن هنا لا يمكن وصف الشعور بالألم والخجل بل والخزي لمشهد الأيام السابقة وما تخلله من اقتتال بين إخوة السلاح بعد كل التعهدات والشعارات والوعود التي تحرم الدم الفلسطيني. إن ما يحصل في فلسطين لا ينفصل عن مخطط المشروع الصهيو-أمريكي للمنطقة.

فهل يعقل أن ما عجز عنه الاحتلال الصهوني طوال عقود ستة من السنوات من اشعال الفتنة بين أبناء الشعب الواحد يقوم به أهل البيت أنفسهم؟ لا شك أن الشعب يرفض الاقتتال ولكن للأسف تدفعه قياداته بقوة نحو ذلك الاتجاه. ولا شك أيضا أن الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني يدفعان بهذا الاتجاه عبر أدوات داخلية وخاصة بعد نجاح حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إثر انتخابات تشريعية ديموقراطية بشهادة جميع الأطراف. وعندئذ فرض المجتمع الدولي وعلى رأسه أمريكا الحصار الاقتصادي والسياسي على الشعب الفلسطيني عقابا له على خياره الديموقراطي. وبدأت بوادر الفتنة عبر تصرفات فريق لم يصدق هزيمته في الانتخابات مما دفع الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني لمساندة والوقوف العلني والسري ماديا ومعنويا مع فريق فلسطيني ارتضى أن يؤلب الشارع الفلسطي ضد حكومته.

وبصراحة تامة ولكي نضع أيدينا على الجرح النازف ونتلمس أسبابه ونتائجه الوخيمة على الساحة الفلسطينية يجب أن نشير إلى أن هناك مشروعان متناقضان متعاكسان: المشروع الذي يتبناه رئيس السلطة الفلسطينية ومن يسانده من أطراف معينة في فتح ألا وهو مشروع الاستمرار فيما يسمى بعملية "السلام" والمفاوضات مع الاحتلال الصهيوني في ظل اختلال التوازنات. وأما المشروع الثاني فهو المشروع الذي انتخبت على أساسه حركة حماس المتمسك بالثوابت الوطنية وعدم الاعتراف بالكيان الصهيوني واستمرار المقاومة.

وهكذا ما كادت نتائج الانتخابات التشريعية تعلن حتى بدأت بعض الأطراف التي لم يرق لها نجاح حماس بوضع العقبات والعصي في دواليب الحكومة الجديدة وتطور الأمر إلى الإضرابات والمظاهرات والمسيرات والاعتصامات الموجهة التي تخللها أعمال العنف والتخريب والتكسير لمؤسسات الحكومة وتبادل الاتهامات.

وفي كل مرة، تحت الضغط الشعبي والمطالب القوى الوطنية، يذعن الفريقان للجلوس إلى طاولة الحوار ويحدو الشعب الأمل في الاتفاق على حكومة الوحدة الوطنية،يخرج تصريح من أركان الإدارة الأمريكية أو من أوروبا أو من الكيان الصهيوني يقضي بعدم التعاون مع الحكومة أو بعد كل زيارة الرئيس الفلسطيني (أبو مازن) للخارج للأردن أو لمصر أو لأوروبا يتراجع عن كل التفاهمات والاتفاقات وتبدأ دورة العنف من جديد.

وفي خضم هذه الخلافات خرجت وثيقة الأسرى وما تبعها من شد وجذب بين القوى الفلسطينية حتى تم التوافق عليها وأصبحت وثيقة الاتفاق الوطني وحصل الحوار ثانية على أساسها وتم الاتفاق على حكومة الوحدة وصرحت الأطراف بحل جميع نقاط الخلاف. وذهب الرئيس الفلسطيني لإلقاء كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة والتقى هناك بمن التقى وتراجع في تصريحات له عن الاتفاق وهكذا دواليك. وبعد صدامات وإشكالات واتهامات متبادلة، يطرح رئيس السلطة فكرة الانتخابات المبكرة التي رفضتها حماس على الفور. وبعد شد وجذب أيضا وبعد وساطة أطراف داخلية وخارجية تواضع الرئيس الفلسطيني واجتمع مع رئيس المكتب السياسي (خالد مشعل) في دمشق وتم الاتفاق على مواصلة الحوار من أجل الوصول إلى تشكيل على حكومة وحدة وطنية. وفعلا تم عقد جلسات للحوار وتكونت لجان صياغة وما إلى ذلك. وجاء تصريح كونداليزا رايس بأن الإدارة الأمريكية لن تقبل ولن تتعامل مع حكومة يرأسها (إسماعيل هنية). ويا سبحان الله بدأ الاقتتال والاغتيالات وعمليات الاختطاف!! أليس هذا غريبا؟ أهو صدفة؟!!

وهكذا في كل مرة عند وصول الحوار إلى طريق مسدود، تشتعل الساحة الفلسطينية. وفي كل مرة تطلب الرئاسة من الحكومة تلبية شروط اللحنة الرباعية والاعتراف بالكيان الصهوني وبكل الاتفاقات الموقعة معه الأمر الذي ترفضه الحكومة الفلسطينية.

إن الذي يحدث في غزه وغيرها من المدن الفلسطينيه لهو تمهيد لتمرير مخططات امريكيه صهيونيه وانتزاع تنازلات من هذا الشعب المحتل وليست تصريحات (تسيبي لفني) عن ذلك ببعيد. تجب الموفقه على الإملاءات الخارجية إنن بقي هناك ما يتم التنازل عنه من القضية. وهناك إصرار عجيب من جميع الأطراف على تركيع الشعب الفلسطيني والدليل هو الوثيقة السرية(التي أصبحت علنية فيما بعد) وضعها (إليوت أبراهامز)، الموكل إليه ملف القضية الفلسطينية في محلس الأمن القومي، والتي كشفها أليستر كروك، المساعد السابق لخافير سولانا المفوض السياسي للاتحاد الأوروبي، في برنامح (بلا حدود) الذي يقدمه (أحمد منصور) في قناة الجزيرة. تتضمن الوثيقة خطة للانقلاب على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد فوزها في الانتخابات التي جرت في يناير 2006. تتلخص الخطة في العمل على إشعال حرب أهلية بين فتح وحماس لإزاحة حماس من الحكومة. وحسب ما قاله ألستر كروك أن الخطة وضعت على أساس تمويل مباشر من الرئيس الأمريكي إلى وكالة المخابرات المركزية وجاء هذا التمويل على شكل 86 مليون دولار أمريكي دعما لقوات أمن الرئاسة التي يشرف عليها الرئيس الفلسطيني.

لايمكن إنهاء الخلاف بين السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس والحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية مادام بعض هذه السلطة يربط مصالحه بمصالح إمريكية وإسرائيلية ويتلقى التعليمات تبعا لذلك وتعمل وفق أجندات دول عربيه وأجنبية. وإذا لم يتم التوصل إلى قواسم مشتركة بين حماس وفتح والاتفاق على برنامج سياسي منبثق من الثوابت الوطنية ووثيقة الاتفاق الوطني، يبقى أمام الحكومة الفلسطينية وحماس ثلاث خيارات عليها أن تختار بينها:
الخيار الأول، هو أن تنفذ حماس الشروط المطلوبة منها من قبل المجتمع الدولي وهي الاعتراف بالاحتلال ونبذ العنف والاعتراف بجميع الاتفاقات المعقودة مع الكيان الصهيوني. وفي هذه الحالة وعندئذ تذهب للمفاوضات بنفسها مع الاحتلال الصهيوني ولا داعي أن تفوض محمود عباس أو غيره للتفاوض مع الاحتلال.
الخيار الثاني، بقاء حماس في السلطة كما هي على ثوابتها الوطنية وتحافظ على خيار الشعب الفلسطيني مع محاولة درء الفتنة والحرب الأهلية قدر الإمكان. وفي هذه الحالة لن يسكت الطرف الثاني وسيواصلون خططهم لأحباط وإفشال الحكومة الفلسطينية.
الخيار الثالث، الإنسحاب من الحكومة والسلطة والمشروع الحكومي بكله وكليله والإعلان للشعب الفلسطيني الاسباب والنتائج بكل أمانة ومن ثم تعود إلى قواعدها الشعبية وإلى خيار الشعب (المقاومة) وتعلن أي حكومة قادمة هي غير شرعية.
وكان الله في عون الشعب الفلسطيني.


* أم الرشراش الاسم العربي لمستعمرة إيلات



#سعادة_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يهود يقيمون الحجة ضد الكيان الصهيوني
- وشهد شاهد من أهله: بوش يكابر ويضلل الرأي العام الأمريكي
- الإلتفاف على خيار الشعب الفلسطيني
- قراءة في أسباب وتداعيات العدوان الصهيوني على لبنان
- توظيف اللاسامية الجديدة في وأد الحريات وتكميم الأفواه
- إلى أين أنتم ذاهبون بالشعب الفلسطيني؟
- إدارة بوش وانتهاك القانون في كتاب جديد
- الرسوم الكاريكاتورية في سياقها السياسي والاجتماعي والتاريخي
- غابريال غارسيا ماركيز ورؤيته للحياة في روايته الأخيرة:-مذكرا ...
- آخر تقليعات هوليوود -البحث عن الكوميديا في العالم الإسلامي-
- سيريانا:فيلم يفضح الجيو-الاستراتيجية الأمريكية النفطية
- الشعب الفلسطيني بين مطرقة الاحتلال وسندان التهدئة
- منطق جديد للتفجيرات الانتحارية مغاير للسائد في الغرب
- خطوة على طريق التحرير: إنها البداية
- إنتل تستمر على أنقاض التطهير العرقي
- علم الإبداع: علم القرن الحادي والعشرين
- تجري الرياح بما لا تشتهي السفن الأمريكية
- هل عاد محمود عباس من واشنطن خالي الوفاض؟
- محنة العمال الفلسطينيين
- هل من مغيث للقدس؟


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعادة خليل - أم الرشراش والاقتتال الفلسطيني-الفلسطيني*