أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - غالب المسعودي - الإعلام والتاريخ المعاصر: امتزاج السفلي والاسفل















المزيد.....

الإعلام والتاريخ المعاصر: امتزاج السفلي والاسفل


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 8424 - 2025 / 8 / 4 - 21:06
المحور: قضايا ثقافية
    


هناك تداخل كبير بين منهجي "التاريخ من أسفل" و"التاريخ السفلي"، حيث يتشاركان في بعض المبادئ الأساسية ،كلا المنهجين يسعيان إلى إبراز الأصوات والتجارب التي غالبًا ما تُهمل في السرد التاريخي التقليدي، يستخدم كلاهما مصادر غير تقليدية، مثل الشهادات الشخصية، اليوميات، والمقالات الصحفية، لفهم التجارب الحياتية، يسعى كل من المنهجين إلى إعادة تشكيل السرد التاريخي ليكون أكثر شمولية ودقة من خلال دمج وجهات نظر متعددة ،كلاهما يعترف بتأثير الفئات الشعبية على الأحداث التاريخية الكبرى وكيف يمكن أن تؤثر هذه الأحداث على حياة الأفراد، "التاريخ من أسفل" يركز أكثر على الأفراد وتجاربهم، بينما "التاريخ السفلي" يهتم بكيفية تأثير هذه التجارب على الأحداث الكبرى، يمكن القول إن المنهجين يكملان بعضهما البعض، حيث يعززان الفهم الشامل للتاريخ من خلال التركيز على التجارب الشعبية والأصوات المهمشة.
الإعلام المعاصر مزيج من الإعلام السفلي والإعلام من أسفل
وسائل الإعلام المعاصرة مثل وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر كيف يمكن للأصوات الفردية أن تتجمع وتؤثر على السرد العام، الإعلام المعاصر يعكس الأحداث الكبرى ويشكلها من خلال تغطية فورية وشاملة، مما يتيح للأفراد التأثير على مجرى الأحداث ،الإعلام من أسفل يسعى إلى إبراز تجارب الفئات المهمشة والمجتمعات التي لا تُسمع بشكل كافٍ، من خلال المدونات والفيديوهات المستقلة التي تعطي صوتًا لأولئك الذين غالبًا ما يُغفل عنهم ،يعتمد إنتاج المحتوى على الأفراد، يحاول ان يعكس تجاربهم الحياتية وآرائهم بشكل مباشر، يمكن القول إن الإعلام المعاصر هو مزيج من الإعلام السفلي والإعلام من أسفل. فهو يعكس تأثير الفئات الشعبية على السرد التاريخي، بينما يسلط الضوء على الأصوات والتجارب التي غالبًا ما تُهمل. هذا يجعل الإعلام المعاصر أداة قوية للتغيير الاجتماعي والتعبير عن التنوع.
الإعلام وتعزيز الوعي التاريخي
التوثيق والتحقيق عبر إنتاج أفلام وثائقية تسلط الضوء على أحداث تاريخية مهمة، يمكن للإعلام تقديم سرد شامل وموثوق الذي يمكن الصحفيين التحقيق في الأحداث التاريخية المثيرة للجدل، مما يساعد على كشف الحقائق المظلمة، السرد المتوازن في تناول الأحداث التاريخية من زوايا مختلفة، يساعد على تطوير فهم شامل ،كما ان الالتزام بالموضوعية في عرض التاريخ، يعزز مصداقية المحتوى والربط بين الماضي والحاضر من خلال دراسة الأحداث التاريخية وربطها بالأحداث الراهنة لتوضيح تأثير الماضي على الحاضر، من خلال هذه الأساليب، يمكن للإعلام أن يلعب دورًا حيويًا في تعزيز الوعي التاريخي، ويسهم في بناء مجتمع مدرك لتاريخه وثقافته.
الاعلام والتاريخ من الاسفل
التاريخ من الأسفل والإعلام من الأسفل مفهومان مترابطان ،التاريخ من الأسفل يشير إلى دراسة تاريخ الطبقات المسحوقة والمهمشة، مثل الفقراء، العمال، والنساء، بدلاً من التركيز فقط على الأحداث والسياسات التي تتعلق بالطبقات الحاكمة ،يكشف هذا النوع من التاريخ عن تجارب ومعاناة الناس العاديين، مما يعزز الفهم الشامل للتاريخ ويعطي صوتًا لمن لم تُروى قصصهم، الإعلام من الأسفل يركز على الأصوات والأخبار التي تأتي من المجتمع المحلي أو الطبقات المهمشة، بدلاً من السرد السائد الذي تروج له وسائل الإعلام التقليدية كما يعزز التنوع في الروايات الإعلامية ويتيح للناس التعبير عن قضاياهم واهتماماتهم، مما يمكّنهم من المشاركة الفعالة في النقاشات العامة. كلا المفهومين يسعى لإبراز قصص وتجارب الأفراد والمجموعات التي غالبًا ما تُغفل أو تُهمش في السرد التقليدي، التاريخ من الأسفل والإعلام من الأسفل يتحديان الروايات الرسمية التي تركز على النخب، مما يساهم في تشكيل روايات أكثر شمولية ويسلط الضوء على ضرورة أن تكون وسائل الإعلام مسؤولة تجاه القضايا الاجتماعية، الاقتصادية والسياسية التي تؤثر على الطبقات المسحوقة، التاريخ والإعلام من الأسفل يمثلان أداتين حيويتين لفهم المجتمع بشكل أعمق، ويعزز الوعي بالقضايا الاجتماعية كما يساهم في تحقيق العدالة الاجتماعية.
التاريخ من الأسفل والتاريخ التقليدي
التاريخ التقليدي يركز على الأحداث الكبرى والشخصيات البارزة مثل الملوك، القادة، والحروب، يميل إلى تقديم سرد مركزي يركز على النخب ،التاريخ من الأسفل يعتمد على مصادر غير تقليدية مثل الشهادات الشخصية، الأدب الشعبي، والمصادر الشفوية، يستخدم منهجيات متعددة مثل الأنثروبولوجيا ودراسات الهوية، التاريخ التقليدي يعتمد غالبًا على الوثائق الرسمية، السجلات الحكومية، والتواريخ المكتوبة التي تركز على الأحداث الكبرى ويتبع منهجيات تاريخية تقليدية تعتمد على التحليل الأركيولوجي للنصوص، التاريخ من الأسفل يوفر منظورًا مغايرًا يساهم في تشكيل فهم أعمق للتاريخ ويعزز تمثيل أصوات المهمشين، بينما التاريخ التقليدي يركز على السرد الرسمي للأحداث الكبرى والشخصيات البارزة في حين يركز الإعلام من الأسفل على تقديم الأخبار والقصص من منظور محلي ويعزز التفاعل كما ان التاريخ من الأسفل يركز على دراسة تجارب المهمشين في سياق تاريخي.
التحديات التي تواجه التاريخ والإعلام: السفلي والأسفل
يواجه الإعلام السفلي ومن الأسفل صعوبة في تأمين مصداقية المعلومات، حيث يمكن أن تتعرض الأخبار للتشويه أو التلاعب، نقص الموارد المالية والقدرة على الوصول إلى التكنولوجيا اللازمة لنشر المحتوى يمكن أن يحد من فعالية هذا الإعلام ، يتعرض الإعلام من الأسفل للانتقادات بسبب تقديم وجهات نظر معينة دون غيرها، مما يمكن أن يؤدي إلى تحيز في التغطية، يمكن أن يتعرض الصحفيون والإعلاميون للرقابة أو القمع من قبل السلطات، مما يحد من قدرتهم على العمل بحرية، كذلك التحديات التي تواجه التاريخ من الأسفل اذ يكون من الصعب العثور على مصادر موثوقة حول تجارب الطبقات المهمشة، مما يؤثر على دقة البحث ،غالبًا ما يتم التقليل من قيمة التاريخ من الأسفل في الأوساط الأكاديمية، حيث تُفضل الدراسات التي تركز على الشخصيات والأحداث الكبرى كما يمكن أن يتأثر المؤرخون بوجهات نظرهم الشخصية، مما قد يؤدي إلى تحيز في تفسير الأحداث التاريخية، توثيق تجارب الأفراد والمجموعات المهمشة يمكن أن يكون تحديًا، خاصة عندما تكون تلك التجارب غير موثقة رسميًا ،كلا من الإعلام من الأسفل والتاريخ من الأسفل يواجهان تحديات فريدة تعيق قدرتهما على تقديم روايات دقيقة وشاملة. بينما يسعى الإعلام إلى إبلاغ الجمهور بالحقائق، يسعى التاريخ إلى تفسير تلك الحقائق في سياقاتها الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية. تقوم السلطات غالبًا بفرض رقابة على المعلومات، مما يؤدي إلى تهميش الروايات التي لا تتماشى مع السرد الرسمي. هذا يمكن أن يعوق قدرة الإعلام من الأسفل على الوصول إلى الجمهور، تميل السلطات إلى التركيز على الروايات التي تعزز من صورتها، مما يؤدي إلى تهميش تجارب الأفراد والمجموعات المناهضة، هذا يساهم في طمس تاريخهم وتجاربهم، يمكن للسلطات أن تعمل على إعادة كتابة التاريخ بما يتماشى مع مصالحها، مما يؤدي إلى تحريف الحقائق وتغييب الأحداث المهمة التي تعكس تجارب الفئات المجتمعية المختلفة، الإعلام التقليدي، الذي غالبًا ما يتلقى دعماً من السلطة، يمكن أن يعزز الروايات الرسمية على حساب الروايات البديلة، مما يؤدي إلى طمس المعلومات الهامة.
السرديات التاريخية والتهميش
السرديات التاريخية تنشئها السلطات أو المؤسسات الرسمية، مما يؤدي إلى تعزيز وجهة نظر معينة وتهميش الروايات البديلة كما تُغفل تجارب المجتمعات المهمشة والأفراد الذين لا تتناسب قصصهم مع السرد السائد، تحدد السرديات التاريخية ما يُعتبر مهمًا وما يُعتبر غير مهم، مما يؤدي إلى إقصاء الأحداث والتجارب التي تعكس وجهات نظر متنوعة، تُدرّس الروايات التاريخية الرسمية في المدارس، مما يُعزز من تصديق السرديات السائدة ويقلل من أهمية السرديات البديلة ،يساهم الإعلام التقليدي في نشر الروايات الرسمية ويعزز من تصديقها، مما يعوق انتشار السرديات من أسفل، تعمل السرديات التاريخية على إعادة كتابة الأحداث بطريقة تخدم مصالح معينة، مما يؤدي إلى طمس الحقائق وتجارب الفئات المهمشة، كما تؤثر السرديات التاريخية على تشكيل الهوية الثقافية، حيث تُعزز من سرديات معينة على حساب أخرى، مما يؤدي إلى فقدان الارتباط بالتاريخ المحلي، تساهم السرديات التاريخية في تهميش التاريخ من أسفل من خلال الهيمنة على السرد، وتحديد المعايير، وتأثير التعليم والإعلام. يتطلب الأمر جهودًا لاستعادة الأصوات المهمشة وتعزيز السرديات المتنوعة لتقديم صورة أكثر شمولية للتاريخ.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (الزوفوبيا) السياسية و(الزوتوبيا)*
- تأمل الجوعى وهم يموتون تسلية استعمارية
- قتامة الظل والقناع الأسود
- شعوب يصنعها الخوف
- النشوة بديلا عن مفهوم اللذة والسعادة
- سرديات السلام بالقوة والأخلاق النيتشوية
- السرديات التاريخية ومقاومة ظلم السلطة
- السرديات التاريخية وتأهيل الانسان للموت
- السرديات التاريخية اعادة انتاج للفيودالية
- السرديات التاريخية ميتومانيا* فلسفية قاصرة
- السرديات التاريخية وطلاسم الشعر البصري الملموس*
- فينومينولوجيا تسويق الوهم في السرديات التاريخية
- الدلالة الاسترجاعية في السرديات التاريخية
- السرديات التاريخية تأصيل لسلطة الخوف
- السرديات التاريخية اوهام للنجاة من العدم
- داياكراما* سرديات الاستعمار
- السرديات التاريخية نصوص إستسقاطية
- السرديات التاريخية: أثر السحر الرمزي في الطقوس
- السرديات التاريخية ثنائيات قيمية في السياق
- الرحلة إلى العالم الآخر في سرديات الحضارة السومرية


المزيد.....




- حبيبة شون -ديدي- كومز السابقة تطالب بإطلاق سراحه بعد انسحابه ...
- -لا عمل ولا حماية-.. نساء عائدات من إيران يواجهن المجهول في ...
- خمس سنوات على انفجار بيروت.. قصة تحقيق غرق في متاهات السياسة ...
- نساء بلا سند.. أرامل غزة يصارعن شبح التجويع وحدهن
- بالفيديو.. الناطق باسم الدفاع المدني في غزة يُضرب عن الطعام ...
- روسيا تترقب زيارة ويتكوف وزيلينسكي يتحدث عن مرتزقة يقاتلون ل ...
- الدويري: قرار احتلال غزة ليس جديدا لكنه يتم بالتدريج
- ما دلالات زيارة ويتكوف إلى روسيا وأثرها المحتمل على حرب أوكر ...
- أسئلة المجوعين في غزة للعالم والعرب
- عامل مزرعة في جنوب أفريقيا يقول إنه أُجبر على إطعام جثتي امر ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - غالب المسعودي - الإعلام والتاريخ المعاصر: امتزاج السفلي والاسفل