عاطف السوافيري
الحوار المتمدن-العدد: 8419 - 2025 / 7 / 30 - 18:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما كنت صغيرا وانا بالغربة كنت افتخر كوني فلسطيني وصاحب قضية عادلة ،كنت اتابع كل شئ ولم اترك خبرا او كتاب عن قضيتنا الا وقرأته ، ولكني حين كبرت فهمت ان الامور ليست كما درسنا بالتاريخ وان القصة اكثر تعقيدا مما اظن وان صراعات خارجية وداخلية تؤثر بشكل أو باخر على قضيتنا وان الاحلام تبقى في دائرة الاحلام ما لم ترتبط بعمل نضالي وجهد شاق لكي تتحق
فتحرير الارض ليس مجرد مقولة تأتينا على طبق من فضه وانما الامر يحتاج منا تحرير العقول اولا وفهم ان الامجاد لا تصنعها المناصب او الالقاب بل الافعال والوحدة الوطنية
ابو عمار ورفاقه كانوا من تلك الطائفة التي تحررت عقولها وبذلوا على درب الكفاح ارواحهم لنصل لنقطة الانطلاق نحو وطن ربما كان اقل مما حلمنا او تخيلنا او خططنا عن كبر او صغر مساحته لكنها النبتة التي احتاجت الغرس والعناية لتصبح اشجارا شامخات فلا عجب ان قلنا ان رحمة الله عليهم شهدائنا قد ذهبوا الى الخلد لنكمل نحن مسيرة النضال
والنضال المؤدي للتحرير لا ياتي بالخطابات الرنانه او بابيات الشعر او حفظ المعلقات وايات من الذكر الحكيم ، انما بالعمل الدؤب من خلال وحدة وطنية تصحح لنا البوصلة وتأخذ سفينتنا نحو بر الامان .
رحل من رحل على درب الكفاح لكنهم لم يخدعونا ولم يقولوا وهم في الفنادق الفاخرة وعلى الموائد العامرة وعلى بعد الالاف الكيلو مترات سنحرر فلسطين من النهر الى البحر بل قالوا وطن حقيقي نتركه خلفنا ليكملوا من بعدنا درب التحرير .
لازال الحلم حلم والامنيات باقيات في وطن يتسع للجميع دون ارهاب او حقد او فكر متخلف او تعلق بخيوط ذابلات فالوطن باق طالما ان الشمس تأتي وتغيب وسيمحو التاريخ من تاجروا بالقضية وجعلوا من شعبنا وقود للغير وفئة متسولة تنتظر الرحمة من عالم ظالم واخوة خونه !
رحم الله شهدائنا الابرار وشفى جرحانا .
#عاطف_السوافيري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟