قتلة نحن يا غزة !

عاطف السوافيري

الحوار المتمدن-العدد: 6735 - 2020 / 11 / 17 - 15:03
المحور: المجتمع المدني
    

من منا لم يفقد عزيزا ، ومن منا لم يزر مستشفى او عيادة ويرى بكلتا عيناه كيف يعاني المريض من شدة الاوجاع وحوله ذويه واصدقائه يدعون له بالشفاء العاجل ؟!
طبيعي ان جمعينا قد مر بتلك المواقف واخذ الدروس والعبر ، وراح يزرف ايام وشهور وربما سنوات انهار من الدموع لذكرى ايام سعيدة امضاها مع مفقوده وهذا امر بديهي ومشاعر تحترم ، لاننا بشر ...
ومعلوم اننا مجتمع متدين بفطرته و نعلم علم اليقين ان لا رد لقضاء الله ، ولكن الستم معي ان الاخذ بالاسباب من بديهات المعرفة الطبية ولا يحتاج فهم هذه النظرية شهادة دكتواره بالطب البشري ، فالله أمرنا ان نحرص على صحتنا وصحة من يشاركوننا هذه الارض وان لا نكون سبب في ضرر الاخرين ؟!
اننا في غزة هاشم شعب لم ينل من عزيمته او كرامته جيش جرار أو قوة عاتية مثل الكيان الصهيوني او حصار وفقر ، ووصفنا بأننا بفلسطين عامة ، قوم جبارين ولكننا وبقدرة قادر بتنا مع جانحة كورونا قوم مستهترتين الا من رحم ربي وبتنا في الدرك الاسفل من الوعي الانساني ، وراح بعضنا يعاند الاقدار بجهل وغباء واستهتار منقطع النظير متذرع بأنه قد اوكل الامر لله دون ان يعقلها وكأن الله سبحانه وتعالى امرنا ان نقتل انفسنا ومن حولنا ونسلك طريق الجهل واللامبالاة والبعض الاخر انكر وجود الجانحة واعتبرها اختراع سياسي واقتصادي غرضه استثماري محض!
ومع هذا وذاك ننسى ان كل شئ بغزة مهترئ ومنتهي الصلاحية بالاصل ونفتقر في حياتنا الى ابسط المتطلبات الانسانية ، فرحنا نجوب الشوارع بدون ايا من الاحتياطات الطبية ، كأن لا شئ يهدد صحتنا ، وكأن الحياة وردية ولا فيروس في الارجاء متربص بنا وبأبناءنا ونحن لا حول لنا ولا قوة ، حتى اطباءنا وممرضينا لقوا حتفهم ، فرحنا نفتح المغلق ونسمح بانشطة عادية وغير ضرورية وزد على ذلك فتح المدارس ورياض الاطفال !
لا ادري اذا كان قد اصابت عقولنا لوثة او فعل من افعال الشياطين او اننا نجد المتعة في استعجال اسباب الموت وقتل انفسنا ومن نحب، ولا ادري لماذا لا نطيع الخالق القائل سبحانه وتعالى (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن اللّه يحب المحسنين‏) ؟!

#عاطف_السوافيري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل