أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مهند حبيب السماوي - أبراهيم الموسوي يعانق عثمان العبيدي














المزيد.....

أبراهيم الموسوي يعانق عثمان العبيدي


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 1818 - 2007 / 2 / 6 - 11:29
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


هنالك الكثير من المواقف الأنطولوجية التي يجد الأنسان نفسه متسمراً أمام جدارها واقفاً وجهاً لوجه تجاه مضموناتها والتي عليه _ في لحظات ربما قليلة حرجة_ أن يقرر مايجب عليه أن يفعله ويتخذه في هذا الموقف من قرار سلبي أو أيجابي, نكوصي تقهقري أو تقدمي أندفاعي تكون له نتائج وعواقب ربما تكون مباشرة آنية او غير آجلة مباشرة وعلى كافة المستويات المتنوعة والأبعاد المختلفة .
يقول الفيلسوف الدنماركي سورين كيركجارد أن هنالك ثلاث قرارات كبيرة يتخذها الأنسان في حياته وتكون لهه نتائج متباينة الأهمية والدلالة وهي: الزواج والصداقة والرسالة , ويرى كيرجارد أن الرسالة متمثلة ومتجسدة بالموقف الايديولوجي الذي يتخذه الأنسان في حياته, هي أعظم وأسمى وأفضل وأرقى هذه المواقف الثلاثة أذ ربما يتوقف على الرسالة التي يقوم بها مستقبل مئات بل الاف الناس الاخرين.
والموقف الذي أتخذه اليوم الشهيد أبراهيم الموسوي في مدينة الحرية والذي اوقف تفجير سيارة يقودها أنتحاري مهووس مما أدى الى استشهاده وأنقاذ عشرات المواطنين العراقيين الأبرياء الذين كانوا يحيون ذكرى استشهاد الأمام الحسين عليه السلام ... هذا الموقف قد أعاد الي صورة وموقف الشهيد عثمان العبيدي في منطقة الاعظمية الذي أنقذ في حادثة جسر الائمة المأساوي عشرات من الغرقى حيث دفعته غيرته وأخلاقه ومبادئه والنظام الاكسيولوجي( القيمي) الذي يحكمه.... الى ان يقف موقف يتطلب منه أنقاذ العشرات منهم ليجد نفسه في أخر الاوضاع مرهق الجسد متعب القوى بحيث لم تستطع يده الكريمه ان تنقذه نفسه ليهوى الشهيد الرائع الى أعماق دجلة حيث انتقلت روحه الطاهرة الى بارئها حيث هنالك مقرها ومبدأها ومآبها.
وفعلا فقد انقذ كلا الشهيدين ارواح العديد من الاشخاص وقدما نفسيهما قرباناً على محراب حب الوطن....
وبالرغم من عدم التماثل التام والتطابق الكامل بين قصة استشهاد الموسوي الشيعي!!! والعبيدي السني!!! (وفقاً للتصنيفات اللاوطنية ), الا أن دلالاتها الانسانية ومعانيها الثرة ومغزاها العظيم قد تماثلت بشكل متكامل وتطابقت الى حد بعيد يفوق الوصف وينأى عن الكتابة والتنظير ....
هذا التماثل في الدلالة والتماهي في الموقف قد تجسد وتمثل في أن كلا البطلين قد ضحى بنفسه من اجل الاخرين وأتخذ من مبدأ الأيثار معياراً لفعله وموقفه بدلاً من مبدأ الأثرة التي ربما يقود أغلبنا _أن لم نقل جميعنا_ في مسيرة حياته ومجرياتها المختلفة ومطباتها المتنوعة ...
كان الشهيد ابراهيم الموسوي يعلم _ لانه أمر بديهي _ انه سوف يموت حينما سيمنع سيارة الارهابي المجرم من الدخول في موكب اهالي مدينته الذين كانوا يمارسون شعائرهم الخاصة بعاشوراء...الا انه منع السيارة والانتحاري واختار هذا الموقف الرجولي الشجاع وآثر السمو والارتفاع على ذاته وألأتجاه نحو الاخرين بحيث فضًل فيه الأستشهاد ومغادرة الحياة على ان يحيى لوحده ويموت ابناء شعبه وأصدقائه أذا ما ترك السيارة تمر من امامه لتقتل من كان يحميهم ...
وكان الشهيد عثمان العبيدي يعلم أيضاً_لانه سباح محترف_ انه سوف يتعب ويضنيه الاعياء من جراء انقاذ الغرقى وانه ربما سوف يغرق , الا ان آثر الاخرين على نفسه التي قدمها لأجل هؤلاء الغرقى الدين كانوا بحاجة ماسة الى يد العون من قبل اي انسان ...
ومثلما كان الشهيد عثمان العبيدي واعياً لفعله الذي يقوم به , كان الشهيد أبراهيم الموسوي أيضاً واعياً ومدركاً لتصرفاته التي حددت مصيره وجعلته ينتقل من هذه الحياة الى تلك الحياة الاخرى التي هي خير وابقى...
ومثلما نظر عثمان العبيدي لهولاء الغرقى من منطلق الأخوة الانسانية منتزعاً قيود الاثنية والعرقية والصراعات والطائفية التي استشرت في عقول الكثير من ابناء العراق اليوم , كان ابراهيم ينظر _ايضاً_ بعين الاخوة الانسانية متجرداً من كل حواجز القومية والاختلافات والخلافات التي تعصف بالعراق في هذه المرحلة الحرجة من تاريخه المعاصر...
ومثلما وقفنا كلنا باحترام امام فعل عثمان العبيدي , كذلك نقف اليوم بتقدير امام تصرف ابراهيم الموسوي بحيث لانشك يوماً ان هذين الفعلين سيبقيان مناراً وقدوة للكثير باعتبارها تصرفات نموذجية على العالم عموماً والعراقيين خصوصاً ان يضعوها في بالهم لكي نصدق حدسنا الداخلي الذي يؤكد على انه مهما كان الليل داكناًًَ متلحفاً بظلامه متلبساَ بسدوله فأن تباشير الصبح ذو الندى الرطب الجميل ستلوح في أفق العراق الجريح الذي ينزف منذ عشرات الاعوام.

ملاحظة حزينة
أنضم الشهيد مفوض الشرطة أحمد (ولا أعرف للأسف أسم والده او لقبه) الى قافلة هؤلاء الابطال بعد ان اعترض طريق الانتحاري الذي فجر نفسه في سوق شعبي في الحلة قبل يومين حيث حضن الشهيد احمد , الانتحاري المجرم من اجل أن يمنعه ان يقتل اكثر عدد من الناس...



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دستويفسكي روسيا والارهاب في العراق
- مشكلات الحكومة العراقية
- لهذه الاسباب قلنا انتصر حزب الله
- لنرحم العراق!!!!
- وستبقى لبنان رغماً عن انف اسرائيل
- هكذا نقد نيتشه الحضارة الاوربية
- ليل المقاومة ونهار الإرهاب
- حرية....ديمقراطية
- هكذا يموت العراقيون


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مهند حبيب السماوي - أبراهيم الموسوي يعانق عثمان العبيدي