لنرحم العراق!!!!

مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 1718 - 2006 / 10 / 29 - 08:52
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

هكذا كانت العبارة التي اختتمت أعلان عن العراق الجريح الذي بُث في قناة العراقية...
ولكن , وكما اعتقد , أن الإعلان لم يكتمل ولم يوضح لنا بالتفصيل من هؤلاء الذين علينا أن نرحم العراق منهم أو يرحمون العراق...فأحببت أن أكمل هذا الإعلان الناقص على صعيد المضمون..
لنرحم العراق... من القوات الأمريكية الغازية التي عاثت في الأرض فساداً وتواطئت , كما تشير الأدلة , مع الكثير من العناصر الإرهابية...
لنرحم العراق... من الإرهابيين التكفييرين السفلة الذين تلطخت أيديهم بدماء العراق والعراقيين المساكين....
لنرحم العراق... من الزرقاويين والحمراويين والسوداويين الذي أمدوا الاحتلال الأمريكي بنسغ الحياة والوجود في ارض العراق, وأعطوا لهم المبرر القوي والوحيد للبقاء في هذه الأرض التي انتقلت من الاحتلال الصدامي الى الاحتلال الأمريكي...
لنرحم العراق... من السياسيين الذين يمارسون السياسة في الصباح والإرهاب في الليل ,ويعيشون من اجل مصالحم الشخصية ورغباتهم الأنانية...
لنرحم العراق... من المنظمات الإسرائيلية التي ترتدي أقنعة لاحصر لها وتنفذ الكثير من الاغتيالات للكثير من العقول العراقية...
لنرحم العراق... من أيتام صدام وطغمته المأجورة التي لا تفرح أبداً إذا ما رأت الشعب العراقي يعيش قليلاً من الراحة كبقية الشعوب...
لنرحم العراق... من الأحزاب والحركات والمنظمات والتجمعات التي تعمل من اجل خدمة برامجها وأجندتها الخاصة البعيدة عن مصالح العراق...
لنرحم العراق... من كل الشعارات الزائفة والكليشهات المنهزمة والصراخ الأرعن والزعيق المقزز الذين لن يُرجع العراق مثلما كان قبل مجيء الدكتاتورية...
لنرحم العراق... من الخاطفين والمأجورين والسراق والأوباش والموتورين الذين يذبحون العراقيين كل يوم تحت ذرائع واهية...
لنرحم العراق... من السرّاق الذين نهبوا البلد وتركوه أرضاً جرداء قاحلة يابسة مقفرة بلا حياة...
لنرحم العراق... من الطائفية البغيضة والنعرات العنصرية والنزعات القومية التي ما فتأت تُشعل النيران في كل مكان, وتُحل الهوية الثانوية على هوية العراق الأساسية...
لنرحم العراق... من الأبواق الإعلامية (القنوات الفضائية والجرائد اليومية والإذاعات السمعية والمواقع الالكترونية ) التي تذكي جمر الإرهاب في العراق والتي سعرت الدم العراقي والأخلاق والقيم والمبادئ وحتى الشرف...
لنرحم العراق... من نقص الخدمات وانقطاع الكهرباء وارتفاع أسعار المحروقات التي تلقي بكاهلها على المواطن العراقي...
لنرحم العراق... من الكتاب الذين يعيشون في أوربا ويمارسون في مقالاتهم الوضيعة الكاذبة ما يفعله الإرهابيون في سلوكياتهم المشينة...
لنرحم العراق... من الإعلانات التي تكلف الميزانية العراقية مئات الآلاف من الدولارات بغير وجه حق ولا اعتدال بينما الطفل عباس يطلب بنطالاً يذهب به الى المدرسة...
لنرحم العراق... من أقلامنا ومقالاتنا وكتاباتنا وكتبنا التي ربما بعضها , بدون شعور منا , تؤذي العراق وتخدم مصالح أعدائه وتعين على حفر قبر جديد في عراق الدماء...
لنرحم العراق...لنرحم العراق... لنرحم العراق... من اجل أن يرحمنا الله سبحانه وتعالى...

#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل