احمد ابو جعفر
الحوار المتمدن-العدد: 8413 - 2025 / 7 / 24 - 23:08
المحور:
الادب والفن
التعويذة السادسة
(تراتيل الغياب)
فلحن الغياب يطول…
ويؤرّق العاشقين كأنما هو نايٌ مكسور
يُصرّ على أن يواصل العزف
رغم أن النَفَس انقطع.
لم تعد خطاها على البلاط،
ولا رائحتها في الوسادة،
لكن صوتها…
صوتها يملأ المعبد،
كأن المزامير نُسخت من شهقتها الأخيرة.
أجلس في منتصف الليل،
والشموع تذوب حولي بلا وعي،
أراقب ظلّي على الحائط،
وأتخيلها تقف خلفي…
تقرأ من كتاب الأسرار
أسماءَنا التي نُقشت يوم كنا كيانًا واحدًا.
أناديها، ولا أريدها أن تأتي،
أشتاقها… وأخاف حضورها،
كمن يعرف أن الملاك الذي سيطرق الباب
يحمل في جيبه سكينًا.
المعبد؟
لم يعد من حجر…
بل من ذكرى،
من كلمة قالتها مرة،
من تنهيدة قبل أن تغادر.
والمزامير؟
ليست دينية، ولا طقسية،
إنها تخرج من داخلي،
صوتي حين أنطق اسمها
بصوت خفيض كمن يطلب المغفرة
وهو يعلم أنه لا يُغفر له.
تعويذتي السادسة؟
هي لحنُ الغياب الذي لا يسكت،
هي الصلاة التي لا تُستجاب،
هي الحُب بعد أن انتهت الحرب…
لكن بقي الجندي واقفًا
ينتظر قنبلة لم تنفجر.
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟