أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح بوزان - سوريا أمام مفترق حاسم: إما إسقاط الجولاني أو السير نحو دمار محتم














المزيد.....

سوريا أمام مفترق حاسم: إما إسقاط الجولاني أو السير نحو دمار محتم


صالح بوزان

الحوار المتمدن-العدد: 8411 - 2025 / 7 / 22 - 22:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشهد الساحة السورية اليوم تصعيداً إعلامياً غير مسبوق ضد الأقليات، ولا سيما ضد الكرد، تقوده جهات موالية لأبي محمد الجولاني، الزعيم العسكري الذي بات يفرض نفسه كلاعب رئيسي في سوريا. للوهلة الأولى، يبدو هذا التصعيد بمثابة محاولة لفرض سردية جديدة على الواقع السوري. غير أن المبالغة في هذا الخطاب تكشف هشاشة مضمونه، وتوحي بأن وراء هذا الصخب شعوراً دفيناً بالهزيمة لا بالانتصار.
لقد هُزم الجولاني في السويداء، كما هُزمت معه مشاريع تركيا، والخليج، والسعودية، وتوم باراك، بل وحتى الدعم الغربي المراوغ. فقد أثبتت الأقلية الدرزية، على صغر حجمها، شجاعة استثنائية أمام ضغوط داخلية وخارجية جمّة، ورفضت الانصياع لمعادلة طالما كانت سائدة في تاريخ سوريا الحديث: القبول بحاكم فاشي، مقابل وعود خادعة بالاستقرار.
ما يحدث اليوم هو إعادة إنتاج لمعادلة انتهت صلاحيتها بنهاية القرن العشرين. لم يعد ممكناً فرض مجرم طائفي يدير البلاد كما تشاء القوى الإقليمية والدولية، مقابل أن يُطلق له العنان ليفعل ما يشاء بالشعب السوري. لم تعد تلك المعادلة صالحة في ظل تنامي الوعي المجتمعي، وظهور مواقف نقدية حتى من داخل البيئة السنية نفسها تجاه سلطة الجولاني.
الهجوم الإعلامي الذي تقوده الأطراف الموالية للجولاني لا يمكن قراءته إلا كعلامة ضعف. فالصخب غالباً ما يكون سمة المهزوم لا المنتصر، كما كان الحال بعد هزيمة حزيران 1967، حين ضجّ الإعلام العربي بخطاب شعاراتي فارغ في محاولة للتغطية على الانكسار.
التحوّل في المواقف تجاه الأقليات، لا سيما الدروز والكرد، ينبع من أن التهديد لم يعد خارجياً. إنما المجرم هذه المرة يقف في الداخل، ويتغذى على خطاب استئصالي مدعوم بغطاء إقليمي ودولي. لقد تجاوزت الجرائم التي ارتكبتها جبهة النصرة (فرع الجولاني) بعد بسط سيطرتها على دمشق، حتى ما ارتكبه نظام الأسد نفسه في بعض المراحل.
ويثير هذا التناقض في المواقف الدولية تساؤلات حادة: لماذا تصمت الولايات المتحدة وأوروبا ودول الخليج حين تحتل تركيا مناطق سورية كعفرين وتل أبيض وسري كانيه، بحجة "الدفاع عن الأمن القومي التركي"، بينما ترفع أصواتها حين تكرر إسرائيل السلوك ذاته في الجنوب السوري؟ من الذي بدأ عملية تقسيم سوريا فعلياً؟ أليست تركيا التي ما تزال تحتل أجزاء واسعة من البلاد، وتدعم شخصيات مثل أحمد الشرع، لتثبيت سلطة استبدادية على حساب وحدة البلاد وتنوعها؟
إذا كانت تركيا صادقة في زعمها حرصها على وحدة سوريا، فلتنسحب من الأراضي التي تحتلها، وتدع السوريين يقررون مصيرهم بأنفسهم. أما النفاق السياسي الذي يدفع باتجاه تسليح جهة استئصالية مثل الجولاني وتجريد قوات سوريا الديمقراطية من سلاحها، فهو بمثابة دفع مفضوح نحو مجازر جديدة، لا ضد الكرد وحدهم، بل ضد كل مكونات المجتمع السوري.
إن الموقف الذي تتبناه قوات سوريا الديمقراطية، ويمثله الجنرال مظلوم عبدي، لا يُبنى على اعتبارات كردية فقط، بل على مسؤولية وطنية وإنسانية لقطع الطريق أمام الكوارث التي قد تُرتكب باسم استعادة الدولة أو وحدة التراب السوري. موقفه يعبّر عن فهم عميق للتوازنات، ورفض مطلق للمتاجرة بمبادئ المقاومة والنزاهة السياسية.
الخلاصة واضحة: سوريا اليوم أمام خيار مصيري. إما التخلص من سلطة الجولاني ومن يقف خلفه، وإما المضي نحو دمار لا يُبقي ولا يذر.
تحية لقوات سوريا الديمقراطية، وتحية لقائدها الذي اختار طريق المبدأ لا المصلحة، في زمن تُباع فيه القيم بأبخس الأثمان.



#صالح_بوزان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب العمال الكردستاني يحرق سلاحه
- دعوة أوجلان للسلام والمجتمع الديمقراطي
- العقل الكردي المعطَّل
- الاسلام وتبعية العقل الكردي
- ما حقيقة قوات بيشمركه روجافا..؟
- لنتحاور بعيداً عن المقدسات
- ماذا في حديث جميل بايك..؟
- الصبينة السياسية كردياً
- الدكتور برقاوي -دفاعاً عن العرب-
- قليل من التفكير العقلاني كردياً
- سعيد كاباري لك الرحمة
- لنوقف هذا الجهل حتى لا يتحول إلى كارثة
- (خيارات الكورد الصعبة في سوريا وسط معطيات معقّدة)
- ما أصعب مواجهة الحقيقة (حول مقال الدكتور آزاد علي: نقد الروم ...
- نيجرفان برزاني رئيساً
- الحركة الكردية السورية بين أربيل وقنديل
- الاسلام مشكلتنا وليس مشكلة الغرب - القسم الثالث
- الاسلام مشكلتنا وليس مشكلة الغرب- القسم الثاني
- الاسلام مشكلتنا وليس مشكلة الغرب - القسم الأول
- حساسية تركيا


المزيد.....




- ترامب يتهم أوباما بالخيانة في ملف التدخل الروسي بانتخابات 20 ...
- السلطات السورية تفتح تحقيقا في تقارير الإعدامات الميدانية با ...
- عاجل | مصادر المستشفيات في غزة: 7 شهداء وأكثر من 15 مصابا في ...
- استشهاد طفل في جنين والكنيست يصوت على قرار ضم الضفة
- -وعود مبالغ فيها-.. خبراء يشككون في خطة ستارمر لوقف الهجرة غ ...
- 3 هزائم لنتنياهو ستطارده وتقضي عليه
- مبعوث ترامب سيزور الشرق الأوسط بشأن غزة.. والخارجية الأمريكي ...
- مشروع استيطاني جديد.. خطة إسرائيلية لتحويل غزة إلى وجهة سياح ...
- محادثات محفوفة بالتوتر بين إيران والترويكا الأوروبية في إسطن ...
- سوريا تشكل لجنة تحقيق في إعدامات بالسويداء


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح بوزان - سوريا أمام مفترق حاسم: إما إسقاط الجولاني أو السير نحو دمار محتم