أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح بوزان - حزب العمال الكردستاني يحرق سلاحه














المزيد.....

حزب العمال الكردستاني يحرق سلاحه


صالح بوزان

الحوار المتمدن-العدد: 8401 - 2025 / 7 / 12 - 15:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك أن منظر أولئك الأبطال والبطلات وهم يحرقون سلاحهم أمام الكامرات محزن للكثيرين من الكرد. غير أن الجميع يعلم أن هذه الخطوة لم تأت نتيجة إجبار الحكومة التركية لحزب العمال الكردستاني بترك السلاح، وإنما هو قرار ذاتي.
كنت قد أشرت في مقال سابق إلى أن المبررات النظرية والسياسية التي قدّمها السيد عبد الله أوجلان لحل حزب العمال الكردستاني والتخلي عن العمل المسلح، لا تبدو مقنعة. وبما أن هذه الدعوة صدرت من داخل السجن، وبتوافق ضمني مع الحكومة التركية، فإنه من المنطقي أن نفترض بأنها خضعت لرقابة أجهزة الاستخبارات التركية، ومرّت عبر معاييرها الصارمة. لذلك، ينبغي قراءة دعوة أوجلان بعناية، مع التوقف عند ما بين السطور لا عند ظاهر النص فقط.
لن أكرر ما تناولته سابقاً في بوستات عديدة في هذا السياق، لكنني مقتنع بأن أوجلان لم يتخلّ عن القضية الكردية في تركيا، خلافاً لما يروّج له بعض الأوساط الكردية. لا بد من الاعتراف بأن أوجلان يُعدّ مفكراً سياسياً قل نظيره في الشرق الأوسط. وفي الوقت نفسه، يتّسم بالبراغماتية السياسية التي لا تقل عن تلك التي يُعرف بها الرئيس رجب طيب أردوغان.
برأيي، إن أوجلان يسعى إلى تحقيق الأهداف الأولية التالية:
1. قبل كل شيء، يسعى إلى الخروج من السجن واستعادة حقوقه المدنية والسياسية كاملة، ليتسنى له لعب دور سياسي فعّال في تركيا، دون عوائق من قبل الأجهزة الأمنية.
2. الإفراج عن آلاف المعتقلين الكرد المنتمين إلى حزب العمال الكردستاني، وحزب المساواة والديمقراطية، والذين يقبعون في السجون التركية.
3. إلغاء القوانين المعروفة باسم "قوانين مكافحة الإرهاب" في تركيا، والتي تستهدف الكرد بشكل خاص، سواء من حيث الصياغة أو التطبيق.
4. إزالة القيود والممارسات القمعية التي تمارسها الحكومة التركية وأجهزتها الأمنية ضد النشاط السياسي الكردي، لا سيما فيما يتعلق بحرية الدعاية السياسية، وخصوصاً خلال فترات الانتخابات على مختلف المستويات.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا: ماذا ستكون النتيجة في حال تحقق هذه المطالب؟
من الناحية العملية، سيؤدي تحقيق هذه الأهداف إلى نشوء قوة سياسية كردية ديمقراطية ذات ثقل حقيقي في تركيا. وستكون هذه القوة أكثر تأثيراً في المشهد السياسي من العمل المسلح الذي تابع حزب العمال الكردستاني ممارسته في القرن الواحد والعشرين. من المحتمل أن يشكّل عبد الله أوجلان حزباً جديداً، أو أن يتولى قيادة حزب المساواة والديمقراطية، من خلال تبنّي استراتيجية جديدة شاملة تطال جميع مكونات المجتمع التركي، بحيث تصبح القضية الكردية جزءاً من برنامج أوسع، لا محوره الوحيد.
في ظل هذا التحول، قد يُنتخب أوجلان عضواً في البرلمان التركي ديمقراطياً، وسيرتفع عدد النواب الكرد في أي برلمان مستقبلي إلى حدّ يصبح معه من المستحيل تشكيل حكومة دون مشاركتهم. ومع مرور الزمن، من المرجّح أن تُحدث هذه الديناميكية السياسية تحوّلاً ملموساً في سيكولوجية الشعب التركي تجاه الكرد، بحيث تنحسر النزعة العدائية التاريخية، ويضعف استخدام خطاب معاداة الكرد كوسيلة للكسب السياسي.
في هذه الحالة يصبح الوصول إلى حل نهائي وعادل للقضية الكردية في تركيا ممكناً، ضمن إطار دولة موحدة، وبما يضمن مصلحة جميع مكوناتها، وليس مصلحة الكرد فقط.
في الخاتمة سأقول
إن التحول من الكفاح المسلح إلى مشروع سياسي ديمقراطي شامل ليس مجرد خطوة تكتيكية، بل يمثل نقلة نوعية في مسار النضال الكردي داخل تركيا. وإذا صحّت القراءات التي تستشف من دعوة أوجلان، فإننا أمام محاولة لإعادة تعريف موقع الكرد في الدولة التركية، ليس كجماعة تطالب بحقوقها فقط، بل كقوة مؤسسة تسعى إلى إعادة تشكيل النظام السياسي نفسه.
هذا المسار، رغم صعوبته وتعقيداته، قد يكون السبيل الوحيد نحو تسوية تاريخية مستدامة، تُخرج القضية الكردية من دائرة الصراع الأمني إلى أفق الشراكة السياسية. وفي هذا الإطار، تبدو طوباوية الفكرة أقل سذاجة مما يُظن، إذا ما قورنت بحجم الإخفاقات التي رافقت مقاربات العنف والإقصاء على مدى العقود الماضية.
ربما لا نملك اليوم مؤشرات قاطعة على تحقق هذا السيناريو، لكنه، على الأقل، يمثل أفقاً للتفكير السياسي يتجاوز ثنائية السلاح والقمع، ويطرح بديلاً يمكن أن يكون أكثر فاعلية وأقل كلفة، لجميع الأطراف المعنية.



#صالح_بوزان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة أوجلان للسلام والمجتمع الديمقراطي
- العقل الكردي المعطَّل
- الاسلام وتبعية العقل الكردي
- ما حقيقة قوات بيشمركه روجافا..؟
- لنتحاور بعيداً عن المقدسات
- ماذا في حديث جميل بايك..؟
- الصبينة السياسية كردياً
- الدكتور برقاوي -دفاعاً عن العرب-
- قليل من التفكير العقلاني كردياً
- سعيد كاباري لك الرحمة
- لنوقف هذا الجهل حتى لا يتحول إلى كارثة
- (خيارات الكورد الصعبة في سوريا وسط معطيات معقّدة)
- ما أصعب مواجهة الحقيقة (حول مقال الدكتور آزاد علي: نقد الروم ...
- نيجرفان برزاني رئيساً
- الحركة الكردية السورية بين أربيل وقنديل
- الاسلام مشكلتنا وليس مشكلة الغرب - القسم الثالث
- الاسلام مشكلتنا وليس مشكلة الغرب- القسم الثاني
- الاسلام مشكلتنا وليس مشكلة الغرب - القسم الأول
- حساسية تركيا
- استراتيجية العلاقة بين حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال ال ...


المزيد.....




- الأزرق يطغى على إطلالات أميرة موناكو شارلين ولمسات عربية حاض ...
- مصر: فيديو ما فعله شخصان بـ3 سيدات أثناء خروجهن من المنزل.. ...
- هجوم بطائرة مسيّرة يعلّق العمليات في حقل نفطي بإقليم كردستان ...
- إمبراطورية إيلون ماسك في خطر والسبب مغامراته السياسية
- واشنطن توقف مراقبة سيناء.. ومسؤول إسرائيلي: -انتهاك خطير لمع ...
- خبراء أمميون ينددون بالتضييق على المحامين في تونس
- كمائن الأسر.. المقاومة تعيد هندسة القرار العسكري
- مظاهرة في باريس رفضا للعنصرية وللتضامن مع القضية الفلسطينية ...
- أوروبا تواصل التفاوض مع واشنطن بشأن الرسوم الجمركية
- متنفسهم ومصدر رزقهم.. بحر غزة ممنوع على أهلها بأمر من الاحتل ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح بوزان - حزب العمال الكردستاني يحرق سلاحه