أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صالح مهدي محمد - إيجاز العنونة واقتضاب الحدث السردي














المزيد.....

إيجاز العنونة واقتضاب الحدث السردي


صالح مهدي محمد

الحوار المتمدن-العدد: 8408 - 2025 / 7 / 19 - 09:04
المحور: الادب والفن
    


ظهوره كظاهرة تحمل دلالات ملمحية في قصة (المصير)
الكاتبة سلمى عبد الهادي، مرةً أخرى.

صالح مهدي محمد

النص:
مصير
اللوحه التى رُسمت فيها احلامها بألوان الطيف ، ارتوت باللون الأحمر ، حين انهارت مدرستها بشظايا النار المميتة !.

التحليل:
ما بين ما تمنحه قراءة النص وبين تأويله، هناك حالة جدلية، ربما يوقع المؤول فيها نفسه، متحملا وجهة نظر خاصة به، وربما كل نص ليس كما هو لدى كل قارئ، بل يختلف من قارئ لآخر، حتى إن أفضل الكتابات هي التي تجد فيها الكاتب قد امتلك الإبداع الحقيقي ليجد حول مادته الأدبية أكثر من قارئ مؤول أو متلق يتباين في تحليله عن الآخر، سواء كان تفكيكا أو تحليلا أو دراسة أو قراءة أو مجرد رأي ذوقي للنص، كأنشغاله في حلحلة ارتباط المعنى أو استخدام اللغة، لما ترى التفكيكية أكثر بالنسبة لما يقع خارج النص، أو كما يقول جاك دريدا في كتابه (الكتابة والاختلاف): (إن حركات التفكيك لا تتوسل بنى الخارج، إنها ليست ممكنة ولا ناجعة ولا تحكم تسديد يد ضرباتها الإمسكناها هذه البنيات).
وعند قراءتنا لقصة (مصير) للقاصة سلمى عبد الهادي، نجد أننا أمام حالة تقارب بين نص سرد كمكونه، وبين تفكيك لعناصر القصة، أو اعتماد اختيار لبعض الألفاظ التي ركزت عليها القاصة، حيث نجد أنها تحاول عقد صلة رؤيوية، كعلاقة المفردات مع بعضها في خلق مشهد متوازن في ارتباطاته اللغوية
وقد جاء ذلك في وحدة رسم بياني تمثلت في أن
اللوحة ـــــــــــــ أحلام ـــــــــــــ بألوان الطيف
هذا الجزء الفني يكشف لنا مكنونات الربط، يمكن تحليلها:
اللوحة ـــــــــــــ لم تكن لوحة، بل كأداة مفردة تعبيرية، بمعنى الحياة المثقلة بما ترتكبه المأساة من خرق لتوازن الحياة، التي لم تكن بمستوى معبر عن ما يضمره الطموح، وما يتوجسه الإحساس من تلامس
أحلام ـــــــــــــ شفرة معتمدة لقرابة الصلة بين إنسان يسعى بيده وأحلامه، التي تعد مستوى الطموح ذاته، حيث أفضت بلغتها التركيبية إلى محاولة تجانس الأشياء بين مسميات أرادتها القاصة لتخرج عن مدار الواقع إلى لغة الخيال، رغم أن الخيال هنا لم يقصد تحول واقع المأساة، بل يقصد امتلاك لغة التعبير أو مقاربات الوصف بألوان الطيف ماذا يراد بألوان الطيف السبعة المعروفة؟ ولماذا برز اللون الأحمر؟ هل هناك حالة إخبارية؟ بالتأكيد إنها تعود بنا إلى شفرة (أحلام) أي ألوان (أحلام) لم تكن إلا كثرة، رغم أنها كألوان طيف معروفة العدد، لكنها اعتمدت في ذلك على الأساسيات، أي ما كانت تطمح له، بهذا المنهار شظا بتحوله إلى خراب، فلم يكن متسعا له، بل متحولا إلى حدث مأساوي.
إلى هنا، يمكن أن تنتهي القصة وتعطي مضامين ودلالات أخرى، ولو أُلغيت مفردة (فيها) او استبدلت باخرى لكانت أجمل بكثير، ومتابعة للدلالات يمكن أن نكتفي بالتأويل، إلا أنها أخذتنا في شطر آخر، جاء كما تعتبره سياقا جاريا بشكل طبيعي
حيث إنها أكملت: (حين انهارت مدرستها بشظايا النار المميتة) القاصة في هذا التتابع للحدث لم تجد ضرورة للتحريك أو وضع علامات للمفردات، ربما لغاية في نفسها، فتركتنا نسأل
هل حينما انهارت مدرستها بشظايا النار المميتة، تعني مدرستها بفتح الميم؟ وبالتالي، حتما، لو تقصد البناية المدرسية، هي المدرسة التي نتعلم ونتلقى العلوم والمعرفة منها
أو حين انهارت مدرستها بشظايا النار المميتة، مدرستها بضم الميم، تقصد شخصا بعينه، الشخصية التي تعد أنها مكون معرفي يلقي العلم والمعرفة ويتلقفه منه الطلبة، وبالتأكيد، موتها يعتبر حدثا محزنا
أقول، أو أعتقد، إن المرجح هو أول تلك الاحتمالات، لأن (مدرستها) البناية أكثر شمولية، وربما الوقع على مدرسة بالكامل أدهى وأمر من أن يكون شخصا بعينه، مهما كان دوره.
فهل يا ترى إن القاصة سلمى عبد الهادي حققت برسم دلالاتها القصصية هذه؟ لا شك فيه، إنها حاولت التلاعب بالمضمون وتضامنه مع بعضه، حيث إنها قصدت التلاعب اللغوي، وربما أبرز ما كان في هذا الصدد ما يستحضر في ذهننا عنوان قصائد بودلير، الذي أسماها بـ (أزهار الشر)، تلاعبا لغويا، وكيف هي العلاقة والربط، هذا كان له تحليله في وقته، لكن إن هذا يوصف بالتلاعب اللغوي، عكس ما جاء من القاصة بتلاعب المضمون.
أما العنوان كجزء مهم في فن القصة القصيرة جدا، أو كما يقول الدكتور خلدون الدالي في مقال نقدي نشر في رابطة القصة القصيرة جدا في اليمن، إن (العنوان هو الباب أو المدخل الوحيد للنص، وينتج من العنوان منتج دلالي من خلال قدرته الإيحائية التي تسهم في استشراف النص).
فإن القاصة أوصفت المشهد بكلمة، التي لو جاءت بعدها بمفردة تكمل معناها، لأصبح أيضا مفهوما، فما بالنا وأنها قد أسردت أحداثا لم تخرجها عن صلب الموضوع.
القصة باقتضابها المكثف أبرزت ملامحها كرؤية حدث وزمن من جانب، وطموح أدى إلى ارتطامه بالواقع، فكانت الصدمة، لذا إنها ومن عنوانها للقصة، أدخلتنا في حالة ترقب مصير، هذا المصير الذي آلت إليه الأحداث، كما مر به تفحصنا للنص.



#صالح_مهدي_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة دهشة .. موضوعة معاناة برهافة الحس
- الكاتب وتداعيات الكتابة
- الخراب والتضحيات : كأن في الحرب لا أحد يستحق النصر


المزيد.....




- كتّاب وأدباء يوثقون الإبادة في غزة بطريقتهم الخاصة
- حين أكل الهولنديون -رئيس وزرائهم-.. القصة المروّعة ليوهان دي ...
- تكريم الإبداع والنهضة الثقافية بإطلاق جائزة الشيخ يوسف بن عي ...
- أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي
- -خطر على الفن المصري-.. أشرف زكي يجدد رفضه مشاركة المؤثرين ف ...
- هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسو ...
- أحمد عايد: الشللية المخيفة باتت تحكم الوسط الثقافي المصري
- مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صالح مهدي محمد - إيجاز العنونة واقتضاب الحدث السردي