أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد وردي - شيخ الإنسانيين.. التنوير بالحكمة والشريعة















المزيد.....



شيخ الإنسانيين.. التنوير بالحكمة والشريعة


محمد وردي

الحوار المتمدن-العدد: 8404 - 2025 / 7 / 15 - 22:19
المحور: قضايا ثقافية
    


سردية إنسانية جديدة تجسّر العلاقة بين الإسلام والعالم
عبدالله بن بيه هو أحد أهم الحكماء الإنسانيين في العالم المعاصر

محمد وردي
ربما؛ ما يجعل العلامة الشيخ عبدالله بن بيه، أحد أهم الشخصيات في العالم المعاصر على مستوى الحكمة الإنسانية، هو تقديم سردية جديدة للسلم غير مسبوقة على مر تاريخ الحداثة الراهنة، ليس لاختلافها أو تمايزها عن سابقاتها في الكمال (بالمعنى الفلسفي) أو إمكانية التلقي المريح (بالمعاني الأخلاقية أو الوجدانية)، أي القبول المتناغم الذي يجمع ما بين استجابة العقل والقلب فحسب، وإنما لأنها تمتح مغايرتها الرائقة وغوايتها الأنيقة من روح الإسلام الأصيلة. ذلك لأن الجوهر أو سقف التنوير وحدوده في السردية، إنما هو "الكتاب والسنة". وهذا الأمر لا يحتاج إلى بيان، فهو جلي بوضوح في مختلف تفاصل الخطاب، كما أن الشيخ الجليل عبّر عن ذلك غير مرة من دون أدنى لبْس، في مختلف محاضراته الثقافية وملتقياته العلمية، وبعضها منشورة على "الانترنت" ومقاطع فيديو على "اليوتيوب".
تنطوي معاقد سردية السلم في خطاب الشيخ المجدد على ما نحب أن نسميها "غواية عقلانية إيمانية فارهة" واقعية أو عملية، وهي كذلك بحق؛ لأنها تستثير الاستجابة الإنسانية على أحسن وأفضل ما يمكن أن يكون عليه الأمر؛ باعتبار أن السلام هو المهاد الخصبة لبناء الحياة النامية، التي يُفترض أنها غاية الحكمة ومقصود الشريعة، فكلاهما يتقصدان سعادة الإنسان في العاجلة والآجلة، وإنْ اختلفت الطرق إليها. هذا فضلاً عن حقيقة أن الخطاب يقتفي أثر النظام اللغوي القرآني في التقريب والتحبيب أو اليُسر والتيسير بقدر المستطاع الإنساني.
ترتكز سردية السلم في الخطاب على تأويلية مقاصدية مائزة، مؤسسة على استلهام حديث "ركاب السفينة" من المأثور النبوي الشريف (1 ). وذلك للدلالة على وحدة المسار والمصير المشترك للبشرية جمعاء، حيث يقول صلوات الله عليه: مَثَلُ القَائِمِ في حُدودِ اللَّه، والْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَومٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سفينةٍ، فصارَ بعضُهم أعلاهَا، وبعضُهم أسفلَها، وكانَ الذينَ في أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الماءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا في نَصيبِنا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا. فَإِنْ تَرَكُوهُمْ وَمَا أَرادُوا هَلكُوا جَمِيعًا، وإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِم نَجَوْا ونَجَوْا جَمِيعاً( 2). الأمر الذي يحيل العقل والفطرة الإنسانية بداهة إلى أننا شركاء أكفاء في الحياة على هذه الأرض، وما يترتب على ذلك من ضرورات الحوار والتفاهم حول المعنى الذي يستحق أن يعيش من أجله الإنسان، وحول القيم التي يجب أن يستظل بفيئها، واستطراداً حول حق كل فرد بالتفرد والتمايز المغروس في أصل فطرة الخلق، وما يمكن أن يكون عليه المرء من السعادة أو الشقاء؛ بإرادة حرة واختيار عزيز.
الكرامة الإنسانية تعلو على الجنس والنوع والتناظر
الأمر عينه في موضوع الكرامة الإنسانية، حيث نجدها في سردية السلم على رأس المشتركات البشرية. لذلك تتقدم في تأويلية الشيخ المجدد كرامة الإنسان على كرامة الإيمان؛ باعتبار أن "الآخر في رؤية الإسلام ليس عدوا ولا خصما، بل هو على حد عبارة الإمام عليّ رضي الله عنه، "أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخَلْقِ"، أو كما تقول العرب، "الأخُ بزيادة راء الرحمة والرأفة والرفق". إنه الأخ الذي يشترك معك في المعتقد أو يجتمع معك في الإنسانية.
ويتجلى هذا بسُمُوٍّ في تقديم الإسلام الكرامة الإنسانية؛ بوصفها أولَ مشترك إنساني؛ لأن البشر جميعا على اختلاف أجناسهم وألوانهم ولغاتهم ومعتقداتهم؛ كرّمهم الله عز وجل؛ بنفخة من روحه في أبيهم آدم عليه السلام. يقول الله تعالى، "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا". ولهذا فإن الكرامة الإنسانية سابقة في التصوّر والوجود على الكرامة الإيمانية.
وهذا التصور الإيجابي للعلاقة بين الذات والآخر أساس متين للتسامح"( 3). ومن ناحية ثانية يؤسّس تقديم الكرامة الإنسانية وعياً برهانياً، يقينياً، مستمدّاً من نور العقل والحكمة، ليس حول حقيقة جذع "الأخوّة الإنسانية" المؤكد علمياً، كما يقول ميشال سار في كتاب "الإصبع الصغيرة" فحسب، وإنما أيضاً، حسبما يقول الشيخ ابن بيه؛ لأنها "رباط يعلو على اعتبار الجنس والنوع والتناظر"، أي رباط يسمو على التفاضل في صورة المادة (أصلها وفصلها)، ويتجاوز كل أشكال التماثل، حيث يتطلع الرباط هنا إلى التسامي نحو الكمال في المثال الأعلى، أي يصبو نحو الله بالضرورة؛ لأنه حسب المعنى الذي تواضع عليه علماء المسلمين في تفسير قوله تعالى "وخلقنا الإنسان في أحسن تقويم"، أجمعوا على أن الإنسان مخلوق على صورة الله. بذلك تؤسّس التأويلية المقاصدية الجديدة ما يمكن أن نسمّيه "وعياً مركباً" ليس بتساميه فحسب، وإنما أيضاً بغوايته "العقلانية الإيمانية" من حيث الاستجابة للحاجات المعنوية والمادية التي يتقصدها الإنسان.. إنه وعي يقوم على إمكانية توليف محبة راقية، وألفة نبيلة، تنبع من العقل والقلب أو الروح، فتزيد الإنسان يقيناً وإيماناً؛ بطبيعة الحياة الممتلئة بالنعم التي ينشدها الإنسان في العاجلة والآجلة.

الإقرار بالحق ليس إنعاماً على الآخر
أما جوهر تأويلية "سردية السلم" في خطاب الشيخ عبدالله بن بيه، فتنبني على فلسفة مقاصدية، تختزل أهم قيمة في السرديات الدينية والفلسفات الوضعية التاريخية أو المعاصرة على تعدد النِحَل والمعتقدات، وعلى تباين الرؤى والتصورات أو اختلاف الثقافات في الماضي كما في الحاضر الراهن، وهي قيمة "الحق" التي بدأت في الوعي البشري على معيارية الضمير (الخير والشر، الخطأ والصواب، الحسن والقبيح..الخ)، وترسخت في الوعي الحداثوي على مرجعية العقل، في معياريات فلسفة التشريع والقانون، التي برزت بشكل جلي مع كانط في مشروع "السلام الدائم". ولكن في الحالين (الحداثي وما قبله) كان الحق في مختلف السرديات (الدينية والوضعية) يعني "منح الآخر ما هو أصلاً له" بتعبير الشيخ المجدد، وبالتالي لا يمكن اعتبار الإقرار بالحق وكأنه إنعام على الآخر، ولا يمكن أن يُنسب كفضل للحداثة أو أهلها. ومع ذلك لم يبق لهذا الأصل من معنى في زمن العولمة أو سيرورات الحداثة وتغول الرأسمالية، وما نجم عن ذلك من مفاصلات ومنازعات ومغالبات، حيث راحت تُهدر الحقوق والكرامات، بل تُستباح الحُرمات وفي مقدمتها الحياة، تحت عناوين حقوقية مختلفة. ولذلك من صواب العقل ومعقول المنطق أن يتقدم السلم في فلسفة الحقوق على قيمتي "المحبة و"الإحسان"، حسب تأويلية الشيخ عبدالله بن بيه، التي تعيد موضعة الحق بين العقل والروح والمثال الأعلى، أو بمعنى أدق، تعيد وصل ما انفصل بين الأرض والسماء أو بين الله والإنسان، الذي عُرف في الأدبيات السياسية الغربية تحت مسمى إزاحة الوعي الأسطوري، أو "نزع الطابع السحري عن العالم"، حسب تعبير ماكس فيبر، أي إزاحة الدين والأخلاق بعيداً عن فلسفة التشريع في الحقوق والقانون، أو ما يُفترض أنه يجمع الإنسانية على السواء.

عقلانية الجمع بين المعقول والمنقول
وربما ما يزيد من قوة أو جاذبية غواية "العقلانية الإيمانية" في التأويلية المقاصدية الجديدة التي انطوى عليها الخطاب، أنها تختزل الجمع بين ما يمكن أن نسميه "حكمة المعقول" على كل المستويات الفلسفية، و"رحمانية المنقول" في مختلف السرديات الدينية، وخاتمها الإسلام، وهي التي استقطبت في واقع الأمر، قوى التنوير الإنساني الجديدة، وجهات الحوار الديني والأخلاقي، وعلماء نُصرة إنسانية الإنسان، وفئات المجتمع المدني العالمي الداعية إلى تقوية المؤسسات الدولية، وجهات الاعتدال والتسامح والحوار على اختلاف الفلسفات وتباين الثقافات البشرية على مستوى العالم، في إطار "منتدى أبوظبي للسلم"؛ حيث تضافرت النوايا وتكاملت المبادرات وتعاضدت الإرادات؛ لإقامة شراكات وتشكيل تحالفات عابرة للثقافات، تتجاوز حدود الانتماءات الوطنية/القومية أو العقدية؛ من أجل التعاون والتضامن الأخلاقي والإنساني لخير البشرية جمعاء؛ تحت خيمة "سردية السلم الجديدة"، وفي ظلال التنمية الإنسانية المستدامة، كما يراهن على ذلك خطاب الشيخ المجدد عبدالله بن بيه، القائم في الأصل والجوهر على اعتبار أن "يد المعروف غُنمٌ حيث كانت"، كما تقول الحكمة العربية، ولا بدَّ من التمسك بها متى امتدّتْ ببذل النّدى، وكفِّ الأذى؛ لما لها من تأثير قوي في نشر جو الطمأنينة والأمن بين أفراد المجتمع وفئاته.

شراكات وتحالفات إنسانية عابرة للثقافات
إن الشراكات الأخلاقية والتحالفات الإنسانية العابرة للثقافات هي في الواقع على رأس أجندة "منتدى أبوظبي للسلم"؛ برئاسة الشيخ عبدالله بن بيه، وفي صميم التأويلية المقاصدية الجديدة في سردية السلم، التي ينطوي عليها الخطاب، وجرى ترسيم آفاقها منذ عقد ونيّف، "نحن نبحث عن أولي بقية من العالم، أولي عقول وتمييز لنكوّن معهم حلف فضول يدعو إلى السلام، يدعو إلى المحبة والوئام، يدعو إلى الارتفاع عن وهدة الحروب إلى ربوة الازدهار والنماء"(4 ). وبدأت أولى الخطوات في سياق التأويلية الجديدة مع "إعلان مراكش التاريخي" عام 2016 حول حقوق الأقليات في الديار الإسلامية، الذي مثَّل بحق فرصة أمل للأقليات في العالم الإسلامي، ولاقى تفاعلاً وقبولاً وترحيباً دولياً واسعاً.

حلف الفضول العالمي الجديد
وعن هذه الدعوة التي استنهضت هِمم "أولي بقية" من العقلاء والحكماء الملتزمين بالقيم الإنسانية المشتركة، والمحبين للسلام والتسامح والعدل والإنصاف، المستعدين للتحالف القيمي والتشارك في التماس الخير للإنسانية.. عن هذه الدعوة انبثقت لُـحمة موحّدة بين محبي الخير، جسَّدها "منتدى أبوظبي للسلم"؛ برئاسة الشيخ عبدالله بن بيه، من خلال إطلاق "حلف الفضول العالمي الجديد" في أبوظبي عام 2019، الذي تنص المادة الخامسة من ميثاقه على "انخراط العقلاء والحكماء في نشر السكينة والسلم". والمعنى بذلك كما يشرح الشيخ ابن بيه أنه يقع على عاتق "أولي بقية" من العقلاء أو الحكماء الإنسانيين - وفقاً لمبادئ هذا الميثاق- الإسهام في نشر السكينة والتآخي الإنساني، من خلال:
1. التنسيق بين معتنقي الأديان السماوية والوضعية ضمن العائلة البشرية.
2. التصدي للتطرف والإرهاب والفكر العنيف، وخطابات التحريض على الكراهية والاحتراب في مختلف الثقافات وفي كل زمان أو مكان.
3. انتهاج مقاربة تصالحية في كل دين؛ لترسيخ التسامح والتعايش الإنساني السعيد؛ بشتى أبعاده القيمية، الأخلاقية والدينية، القانونية والحقوقية.

قوافل السلام وإعلان تحالف القيم

وقبل حلف الفضول العالمي الجديد كانت هناك أيضاً "قوافل السلام" التي خطّت أولى انطلاقاتها برعاية ومباركة الشيخ ابن بيه على دروب السلام من أبوظبي إلى الرباط، ثم إلى الولايات المتحدة، حيث صدر "إعلان واشنطن لتحالف القيم" في شباط/فبراير عام 2018؛ كبادرة من ثمرات التأويلية الفقهية الجديدة، التي تمضي قدماً في عملية استنبات بذور التعايش والتسامح بين مختلف الثقافات؛ برؤية تنويرية راسخة الجذور على المستويين الفكري والشرعي، رؤية يتقدم فيها مقصد السلم؛ بوصفه من الكليات التي تتقدم مقاصد الشريعة: "إذا كانت المطالبة بالحق حقاً، فإن البحث عن السلم أحق"( 5). وهي تندرج ضمن سردية السلم في الخطاب التي تؤسس ثقافة التسامح والتعايش، وتشكل جوهراً أصيلاً في الحاجة إلى سردية فلسفية جديدة، ترسي دعائم أنموذج إرشادي (براديغم) للسلم، يشمل المعاقد الأساسية لرؤية "تنويرية عقلانية إيمانية"، تعيد للإسلام بعده الكوني، وتتيح في الوقت عينه الفرصة لتحقيق سلم مستدام، جوهره السلام بين الإنسان وذاته، والسلام بين الأديان. ومن دون ذلك ستبقى النزاعات قائمة؛ باعتبار أن تمزق روح الإنسان والغلو في الأديان يؤديان لا محالة إلى التطرف العنيف وكل أشكال الإقصاء. وهما نتيجة أصيلة عمًّا تدفع إليه منزلقات الحداثة الراهنة على مستوى تنامي الفردانية الأنوية الضيقة والعدمية العبثية. فضلاً عن التغريب والتصحر الأخلاقي أو التجريف الإنساني الذي طال مختلف العلاقات الإنسانية؛ سواء على مستوى المجتمعات الوطنية أو الكونية؛ باعتراف العقلاء والحكماء وجميع فلاسفة الأخلاق الكبار على مستوى العالم.

التعايش السعيد في الأذهان قبل الأعيان
إن بنية التأويلية المقاصدية الجديدة في الخطاب تتخطى الحواجز الوهمية الفاصلة بين الشعوب على اختلاف الثقافات والانتماءات وتباين المعتقدات؛ بوصفها نظرات مفتوحة على الأفق الإنساني الرحيب، وتتأسس على منطلقات صلبة من التعارف والتسامح وحوار الثقافات، تُقَعِّدُ التعايش الإنساني السعيد في "الأذهان قبل الأعيان"، حسبما ينص الخطاب، الذي يقتفي الأثر القرآني، فيهتدي بمثال سيد الوجود؛ بمقتضى الحكمة وسلطان العقل.
وإذا كان خطاب الشيخ ابن بيه بدأ مقاصده الإنسانية ومراميه التنويرية في سردية السلم على قاعدة تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، من حيث التصدي للفكر المأزوم ومواجهة التطرف ولجم اندفاعة الإرهاب، من خلال تصحيح المفاهيم وتأصيل ثقافة السلم في الإسلام؛ بغرض استعادة البعد الإنساني المختطف أو المغيَّب في الخطاب الإسلامي عموماً، واستطراداً في الشخصية العربية والإسلامية، فإنه يرتقي إلى قمة جديدة من التحديات المعرفية الإنسانية، الأخلاقية أو الدينية؛ بكل المعاني الفلسفية أو الإيمانية، وذلك من خلال التصدي إلى أبرز مشكلات الإنسانية المعاصرة وأكثرها تعقيداً؛ بل أصعبها استشكالاً على التفلسف وأعوصها استغلاقاً على الفهم، تلك التي سميناها في كتابنا "من أين ندخل إلى التسامح"، المفارقة العجيبة أن الإنسان بمقدار ما يزداد مدنية وحداثة، يزداد عنفاً وشراً! وهو ما يتجسد في الغلو والتطرف الغالب على الشخصية الإنسانية في اللحظة الراهنة، وهو نزوع مؤسس على المركزية الذاتية المتعالية حيناً، والذاتية الأنوية الضيقة في أغلب الأحيان، التي تتجلى بالتغريب والفردانية والعدمية العبثية، التي تدفع إليها الحداثة في وجوه متعددة (كما أسلفنا آنفاً). وهو الأمر الذي تحدث عنه العديد من المفكرين الغربيين المعاصرين، وربما أبرزهم تيار "مدرسة فراكفورت". وتقف هذه المفارقة على رأس الدواعي "من أجل سلم مستدام" الآن وعاجلاً، وليس آجلاً؛ لدرء خطر العنف والإرهاب وصد اندفاعة الاحتراب الغالب على الوعي البشري الراهن، الذي راح يهدد المجتمعات المعاصرة بأخطار غير متناهية، قد تصل إلى الفناء العدمي وتدمير كل أشكال الحياة على كوكب الأرض؛ بما ملكت يد الإنسان من وسائل دمار شامل. هذا فضلاً عمَّا اكتسبه الإنسان من معارف وتقنيات وافتئات على الطبيعة "أدّى إلى الإخلال بالنظام الإيكولوجي، واستفحال الفساد في الأرض - بجميع أنواعه - بحجّة احتياجات الإنسان "المطلقة"( 6). "في الواقع؛ نحن أمام نُذُر فشل حضاري، يحطُّ من قيمة الإنسان، فما جدوى أن يغزو الإنسان الفضاء ويبلغ أقصى الكواكب، بينما يظلُّ عاجزا عن التفاهم مع أخيه ونظيره ومثيله، وجاره على كوكب الأرض. هذا ناهيك عن حقيقة أننا "لأول مرة في التاريخ صارت لدى الإنسانية القدرة التكنولوجية على تدمير ذاتها، ومع فشو الفكر المتطرّف بكل أصنافه أصبح احتمال استعمال هذه القدرة أمرا واردا.. وعلى مستوى آخر طال هذا التطور التكنولوجي الأعمى مسار الحياة البشرية جميعها؛ من خلال تقنيات الجينوم البشري، وما أفضت إليه من معضلات أخلاقية. كل ذلك أدى إلى شيوع حالة من القلق والترقّب وعدم اليقين وفقدان الثقة، صارت تحتم على الإنسانية السعي الحثيث إلى أن يتوازى التقدم العلمي مع التقدم الأخلاقي؛ لتأطير وتحصين هذه الاختراعات؛ بسياج من قيم الخير والمحبة والسلام"( 7).
تمزيق روح الإنسان وضياعه في دوامة من البهتان
كيف يكون السبيل إلى مقاربة إشكاليات هذه المفارقة العجيبة أو العويصة؟ وما هي الإمكانات النظرية والفرص العملية التي يمكن أن تفضّ المستغلق في هذه المفارقة العويصة؟ وما هي الرهانات الموضوعية أو العلمية التي يمكن أن تستعيد إنسانية الإنسان الذي ذهب إلى أبعد مدى في العدمية؛ بما ملكت يداه من قوة، اكتسبها من تطور وتنامي ملكاته المعرفية، ومن استقواء جنحت إليه النفس البشرية تحت وطأة نزعة "الإشباع" التي لا تعرف الإشباع، فضلاً عن المنزلقات العبثية التي تدفع إليها الحداثة في سياقات المكننة التقنية والعقلانية الأداتية، التي أزاحت العقلانية الأخلاقية والإنسانية جانباً، عن طريق الاستهلاك، الذي لا يرد الكائن إلى الطبيعة البهيمية فحسب، وإنما هو أشبه بالطريق إلى جهنم؛ باعتبار أن "النزوع للاستهلاك هو نزوع لابتلاع العالم بأسره. والإنسان الاستهلاكي هو الرضيع الأبدي الذي لا يكف عن الصياح في طلب زجاجة الرضاعة (..). "باختصار الاستهلاك هو أحد أشكال التملك (...)، وهو "عملية لها سمات متناقضة"، يخفف القلق من جهة، ومن جهة أخرى "يدفع الإنسان إلى مزيد من الاستهلاك (...)، وبالتالي يستحيل الإنسان إلى رهينة للاستهلاك، "أنا موجود بقدر ما أملك وما استهلك"( 8). هذا فضلاً عن سيطرة فلسفة السوق أو آليات الانتاج والتوزيع.. وغير ذلك من أدوات استعباد الإنسان وتمزيق روحه وضياعها في دوامة من البهتان، الذي يتدثر غالباً بعباءة "الحق المشروع في الإشباع"، وهو في جُلِّ أحواله عبودية طوعية واستجابة لحاجات وهمية كاذبة، كما يقول روبرت ماركوز في كتاب "الإنسان ذو البعد الواحد".

الرهان على قابلية الكمال في الفطرة البشرية
المسألة تبدو نظرياً وكأنها معضلة مستحيلة الحل في الواقع؛ إلا أن القراءة الدلالية في التأويلية المقاصدية الجديدة في سردية السلم في خطاب الشيخ ابن بيه، تحيلنا إلى ما يمكن أن نسميه، الرهان بادئ ذي بدء على إنسانية الإنسان أو قابلية الكمال في الفطرة البشرية؛ بمقتضى الخيرية الوجودية الأولى التي قامت عليها فلسفة الخلق من دون سببيات ضرورية أو حتميات طبيعية، وهي التي سماها ابن رشد، "أوصاف الكمال الموجودة في الإنسان، وهي سبعة: العلم، والحياة، والقدرة، والإرادة، والسمع، والبصر، والكلام"( 9). ومن ثم هو رهان على رحمة الرحمن؛ لأنه سبحانه وتعالى أولى برحمة عياله من عياله. وتكشف ذلك بوضوح (حسبما نعتقد) البِنية الدلالية (المفهومية والأسلوبية) في خطاب الشيخ المجدد التي تتقصد مخاطبة الوجدان أو القلب والروح؛ بمقدار ما تتقصد مخاطبة العقل، فيستثير الاستجابة الأخلاقية والدينية في الذات الإنسانية على أحسن ما يكون عليه الأمر. وهو بذلك يقتفي الأثر القرآني في الإقناع والإمكان، من حيث مخاطبة العقل والقلب من خلال التفكر والتركيز "على معرفة النّفس أو الذات أوّلاً، وتزكيتها؛ لأن معرفة النّفس أولى درجات الإصلاح، ثم معرفة العالم، ثم معرفة الباري سبحانه وتعالى"، كما ينص خطاب الشيخ في أكثر من مرجع. وهي رؤية متناغمة مع فلسفة ابن رشد؛ حينما اعتبر أن "معرفة السعادة الإنسانية والشقاء الإنساني يستدعي معرفة ما هي النفس وما جوهرها؟ وهل لها سعادة أخروية وشقاء أخروي أم لا؟ وإن كان فما مقدار هذه السعادة وهذا الشقاء". ( 10) وهي معرفة من جنس ما سماه ابن رشد في فصل المقال: "معرفة المصنوعات تؤدي إلى معرفة أتم بالصانع". ولا يكون ذلك متيسراً إلا من خلال إعادة النظر في الطبيعة البشرية من أجل إعادة تأسيس إنسية الإنسان أولاً، وفي السيرورات الاجتماعية؛ بما تمثله من "أفق ثقافي" عام يغلب على سلوك الأفراد والجماعات ثانياً.

المغايرة والجديد في سردية السلم
لا تغيب عن خطاب الشيخ المجدد التجارب الإنسانية في هذا الشأن، حيث يبين للمتلقي الحصيف ذلك التمايز في الخطاب؛ سواء من حيث المغايرة في المنظور، أو من حيث تأسيس مفهوم جديد للسلم المستدام مختلف عن المفاهيم الكلاسيكية القديمة (كالسلام العادل، والسلام الشامل، والسلام الدائم، والسلام الأبدي) التي عالجها الفكر الغربي، ولم تُفض إلى نتائج حقيقية، لا بل ارتكست إلى ما يحب أن يسميها البعض "فلسفة الحرب العادلة"، وفق منظور بعض المهووسين من الانجيليين الجدد، الذين وقفوا إلى جانب جورج بوش الابن في حربه المزعومة على الإرهاب، وما زال هؤلاء وأمثالهم يفلسفون قانون القوة لتبرير العدوان والحروب العبثية؛ لأنه بمقتضى العقل والحكمة لا توجد حروب عادلة، إلا في الذهنيات المريضة التي تسوغ استخدام حق القوة كقانون؛ بدل قوة القانون كحق. وكما يقول الشيخ ابن بيه: إن حماية السلم بالحرب مثل تكليف الذئب برعي الغنم!. ومع الأسف، هذا ما يتكرر اليوم؛ بذريعة الحرب على الإرهاب، حيث نشاهد يومياً على مدى يزيد عن عشرين شهراً ونيف، مقتلة مريعة، شنيعة في غزة الجريحة المجوعة، تحدث والعالم يتفرج بالصوت والصورة وببرود غريب عجيب، على تلك العنجهية الجلفة والغطرسة الصلفة، التي تمارس نهاراً جهاراً باسم قانون القوة من دون رمشة جفن أو رفة عين (باعتبار العين مرآة كأول إشارة للتعاطف الإنساني). وهو الأمر الذي كشف بوضوح ما بعده وضوح، مدى بلادة الحس الإنساني، قبل كشف مدى أعطاب القيم الحقوقية والإنسانية التي نادت بها الحداثة، ومدى زيف الحضارة البشرية الراهنة عموماً!؟

سردية السلم وفرصة تجديد القيم الكونية المشتركة
إن التأويلية المقاصدية في خطاب الشيخ عبدالله بن بيه تقدم سردية جديدة للسلم، وبخاصة على مستوى إمكانية تجديد القيم الكونية المشتركة، وبعث النواميس الإنسانية في إطار من المقاربات العقلانية، ترتكز على النظر الموضوعي في السيرورات الاجتماعية، وما يمكن أن يكون عليه الإنسان في ظلال "الأفق الثقافي" الذي يتقصده الخطاب على مستوى ما سميناها في كتابنا "الأنسنة والتجديد في فكر العلامة الشيخ عبدالله بن بيه"، تأسيس "إمكانية اجتماعية عقلانية إيمانية" واقعية، تتيح الوسيلة العلمية والعملية؛ لأن يكون الفرد فاضلاً بالضرورة. الأمر الذي يمكن أن تنبثق عنه إمكانية تأسيس مفهوم كوني جديد للسّلم المستدام، مفهوم يمكن أن يستقر بالوعي ويكتسب مشروعيته بالممارسة اليومية. ما يتيح للمجتمعات البشرية إمكانية استعادة فرصة الوفاق من جديد؛ بين الإنسان والسلم المستدام والحياة الطيبة، متجاوزة بذلك أخلال الحداثة الراهنة، وما نجم عنها من أزمات روحية وأخلاقية واجتماعية، نشهد تداعياتها كل يوم.

وصل ما انقطع بين الله وإنسان الحداثة
ولذلك؛ من الطبيعي أن تتوقف التأويلية المقاصدية الجديدة في الخطاب عند جملة من المفاهيم الحداثية، التي تحكمت برؤية الإنسان المعاصر على المستوى الكوني، وضرورة بيان جذور بِنيتها المعرفية ودلالاتها القيمية؛ بغرض إصلاح أخلالها التي "آلت به إلى حتفه الأنطولوجي، وبناء أنموذج إرشادي جديد (براديغم)، يكون خطوة إلى بناء عالمٍ أكثر إنصافاً، وأكثر تسامحاً". وذلك من خلال ملاحظة بعض قيم الحداثة، مثل: "حقوق الأغلبية" و"حقوق الأقلية" في القيم الديمقراطية، التي يُفترض أن لا تطغى حقوق الأولى على الثانية ولا ابتلاعها؛ باعتبار أن "المساواة في الكرامة لا تعني محو الفوارق، بل تعني تحويلها إلى طاقة إبداع، بدل أن تكون مدخلاً للتوتر أو الهيمنة. وحين تتحول الكرامة إلى مرجعية جامعة (في الحقوق، أي وفق فلسفة الحق التي تطرحها التأويلية الجديدة في الخطاب)، يُصبح بإمكان الدولة أن تصوغ سياسات عمومية عادلة، لا تخضع لموازنات الأغلبية والأقلية، بل تنبني على مبدأ المواطنة الأخلاقية، حيث لا يُقاس الفرد بانتمائه، بل بإنسانيته، ولا يُقاس ولاؤه بالإخضاع، بل بالاحترام. وكذلك الأمر على مستوى ضرورة الموازنة بين "الخصوصيات الثقافية وفلسفة الحريات والحقوق" في التشريع والقانون، أو بين "الحرية والمسؤولية"؛ بمقتضى الضمير الأخلاقي. فمثلاً: الإساءة للمعتقدات لا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال؛ بتُكأة وهمية كاذبة على حق حرية التعبير!. والأمر عينه بالنسبة للخصوصيات الثقافية، فما يمكن أن تقبله ثقافة ما، ربما لا ترضاه ثقافة أخرى، وقد يكون غير مقبول في ثقافة ثالثة، ومحرم في رابعة.

الإنسان وارتباطه بالمعرفة الميتافيزيقية
في هذا السياق؛ تقدم التأويلية الجديدة معالجة لأخلال الحداثة من خلال ما يسميها الخطاب "رباعية التجاذبات" التي تعصف بالنفس البشرية في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البشرية، وهي، "التجاذب بين حفظ النَّفْسِ والمال، ومنطق العلم والسوق، واليقين والشك، والضعف والقوة".
أما الطريق إلى ذلك، فيتمحور على ثلاث مقدمات، تبحث عن سبيل "تحرير الإنسان من ضيق الرؤية المحدودة السائدة إلى سعة مفهوم السّلم المستدام، وكيف أجهزت المفاهيم الحداثية المعاصرة (التقدّم، العلموية، الأداتية، أصولية السوق في الإدارة والإنتاج والتوزيع، السيطرة على الطبيعة.. إلخ) على روح الإنسان، وكيف يمكن أن يؤدّي استكشاف طبيعة الإنسان وارتباطها بالمعرفة الميتافيزيقية (التي غابت عن الفلسفات الحداثية الراهنة) إلى رؤية كونية جديدة، تضع حداً للفردانية والتغريب والتشييء وكل النظم المعرفية والتطبيقات العملية (ميكانيزمات الثقافة التي تنتظم فيها ومن خلالها السيرورة الاجتماعية) التي تحول دون تحقيق السّلم المستدام، وبخاصة عندما تتقدم فيها المطلقات المنفلتة من الضبط أو المعايير الموضوعية؛ على المستوى الحقوقي، وقيم الحرية والمسؤولية الذاتية في الوعي الإنساني، وهي التي أدت -في الواقع - إلى انهيار الإنسانية في ضمير الإنسان المعاصر؛ بانهيار الروح في أعماقه. فلم تعد لديه قاعدة للروح أو منطلق للاطمئنان لمثل أعلى، وإنما هو القلق والشك والاغتراب، والانغماس في ثقافة "الاستهلاك" التي حصرته في النطاق الضيق للطبيعة البهيمية، فتسيّدت العَدَمية، وتسلّعَت القيم، وانعكس الأمر على معايشه وأمنه داخل المجتمعات المحلّية والكونية.
إذن؛ ثمة حاجة ماسة إلى إحداث تحوّل في المنظور الكلّي، يزيحُ عن الإنسان الحجُب التي تفصل بينه وبين العوالم الفسيحة الممكنة، عالم الروح، وعالم المعنى والغائية، وعالم "التّسامي"(11 ). ويمهد إلى ذلك بجملة من التساؤلات التي تستدعي البحث، من قبيل: كيف يمكن أن يستعيد الإنسان ذاته المنهوبة، أو كيف يستعيد الإنسان شتات روحه الممزقة؟ وما الذي جعل الإنسان المعاصر يفقد سكينته وسلمه الروحي؟ وكيف نشخص أعراض الاستنزاف الروحي الذي خضع له؟ وما العوامل التي أدّت إلى ذلك؟ كيف يمكن الاستفادة من التراث الروحي للإنسانية من أجل إعادة ترميم السّلم المستدام؟ ما البرامج الروحية والفكرية التي من شأنها أن تؤدّي إلى ميلاد إنسان سوِيّ، ومجتمع سوِيّ، وعالم سوِيّ؟

السلام بين الإنسان وذاته وبين الأديان
المؤكد أن هذه التساؤلات تشكل مقدمات تمهيدية؛ كمداخل نظرية للبحث والتفكير، يؤطرها الشيخ الجليل، وفق رؤية متكاملة في سياق خطاب مفتوح على أفق دلالي متكامل، يؤسس ما سبق وأشرنا إليه.
لقد أهملت الثقافة الحديثة معرفة الأصل في النفس البشرية، فحصّلَ الإنسان معارف هائلةً على جميع الصُّعُد، لكنه أهملَ معرفةَ حقيقة نفسه، وهي الأصل في النظر العقلاني والإيماني على حد سواء. وإذ يحاول الخطاب من خلال هذه العناصر؛ بعلائقها المتداخلة، التمحيص بمشكلات الإنسان فلا يغفل عن الأزمات الكونية، التي يعتبر أن الآس الذي يرفعها عن كاهل البشرية إنما هو السلام، ولن يتحقّق سلامٌ مستدامٌ بأيّ معنى من المعاني ما لم يتحقّق السلام بين الإنسان وذاته، وبين تحقيق السّلام بين الأديان(12 ).
هذا ما تجيب عنه التأويلية الجديدة في خطاب الشيخ عبدالله بن بيه بإسهاب متجدد، وبخاصة في تأطيريات ملتقيات "منتدى أبوظبي للسلم"، و"المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم" السنوية. هذا فضلاً عن مؤلفات الشيخ ابن بيه في سلسلة تصحيح المفاهيم الإسلامية، إلى جانب غيرها من المؤلفات، على مستوى التجديد الجوهري في الخطاب الإسلامي، ومنها: "إيثارات تجديدية في حقول الأصول"، و"فتاوى فكرية"، و"مشاهد من المقاصد"، و"صناعة الفتوى وفقه الأقليات"، و"تنبيه المراجع على تأصيل فقه الواقع"، و"حوار عن بعد حول حقوق الإنسان في الإسلام"، و"خطاب الأمن في الإسلام وثقافة التسامح والوئام".. وغيرها العديد من المؤلفات في شتى المباحث التي تهتم بالإنسان وسعادته في العاجلة والآجلة.
المراجع:
1 - انظر: تأطيرية ملتقى منتدى أبوظبي للسلم السابع.
2- رواه البخاري في الجامع وأحمد والترمذي عن النعمان بن بشير رضي الله عنه.
3- انظر: الشيخ عبدالله بن بيه، التسامح وأسسه المنهجية في الإسلام، حوارات المواطنة الشاملة، أبوظبي 2018.
4- أنظر: تأطيرية الشيخ عبدالله بن بيه لملتقى "منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" الأول (أصبح اسمه "منتدى أبوظبي للسلم" منذ عام 2019).
5- المرجع السابق: تأطيرية ملتقى "منتدى أبوظبي للسلم" الأول.
6- انظر: المرجع السابق، تأطيرية ملتقى "منتدى أبوظبي للسلم" الأول.
7- انظر: الشيخ عبدالله بن بيه، صناعة المستقبل رهينة الاهتمام الصادق بالحاضر، حوارات شرق غرب، أبوظبي 2016.
8- إريك فروم، الإنسان بين الجوهر والمظهر، ت- سعد زهران، سلسلة عالم المعرفة 140، ط-1989، ص-39-40.
9- الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة، تقديم محمد عابد الجابري، مركز دراسات الوحدة العربية، سلسلة التراث الفلسفي العربي- ابن رشد2، ص- 129.
10- المرجع السابق ص- 182
11- انظر: تصورية وتأطيرية ملتقى "منتدى أبوظبي للسلم" الأول.
12- المرجع السابق: تصورية وتأطيرية ملتقى "منتدى أوظبي للسلم" الأول.



#محمد_وردي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سردية السلم وحوار الثقافات في فكر الشيخ عبدالله بن بيه
- سردية السلم والتنوير والأنسنة والغواية العقلانية الإيمانية


المزيد.....




- -لسنا مكب نفايات لترامب-.. دول أفريقية غاضبة بعد وصول مرحلين ...
- غرائب المطبخ الأميركي.. كرات لحم خنزير وإعصار الزبدة يتصدران ...
- تسعة اختراعات لا نعلم أن وراءها نساء
- مقتل ثلاثة أشخاص في -حادث- بمركز تدريب للشرطة في لوس أنجلوس ...
- ترامب يقاضي مردوخ و -وول ستريت جورنال- ويطالب بتعويض -خيالي- ...
- التحدي والاستجابة
- عبد القادر الشهابي خطاط فلسطين الأول
- الأمين العام لحزب الله: نواجه خطرا وجوديا ولن نسلّم سلاحنا ل ...
- عاجل | مصادر للجزيرة: هبوط مروحيات إجلاء إسرائيلية شرق خان ي ...
- مصير الرئيس التنفيذي بعد كشفه بفيديو يعانق موظفة بحفل كولدبل ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد وردي - شيخ الإنسانيين.. التنوير بالحكمة والشريعة