أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أسمهان عبد القدوس القره غولي - خطاب المرأة : بين التحديات الاجتماعية وسرديات التمكين














المزيد.....

خطاب المرأة : بين التحديات الاجتماعية وسرديات التمكين


أسمهان عبد القدوس القره غولي

الحوار المتمدن-العدد: 8400 - 2025 / 7 / 11 - 16:20
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لطالما شكل خطاب المرأة أحد أهم مرايا المجتمعات، حيث يعكس مدى تطورها ووعيها بقضايا العدالة والمساواة. ولا يتجلى هذا الخطاب في النصوص الأدبية أو الإعلامية فحسب، بل يتعداه ليصبح مجالاً لصراع التأويلات، ولصياغة معاني الهوية والدور الاجتماعي والحقوق. وبينما يُظهر لنا التأريخ مراحل متعاقبة من تهميش المرأة وقمع صوتها، يبرز في المقابل نضال مستمر لإعادة صياغة هذا الخطاب بما يعبر عن كرامتها وحقوقها وإنسانيتها.
ويواجه خطاب المرأة اليوم العديد من العراقيل التي تُعقد من حضوره وتأثيره. لعل من أبرزها الخطابات الذكورية المهيمنة التي غالباً ما تصوغ صورة المرأة في أطر نمطية ضيقة؛ إما بوصفها رمزاً للعاطفة والضعف، أو حبيسة أدوار الأمومة والزوجية. كما تُضاف إلى ذلك السياقات الاجتماعية والثقافية التي قد تكرس الصمت أو الرقابة الذاتية عليها، فتمنعها من التعبير عن معاناتها أو مطالبها.
من جهة أخرى، تتعرض المرأة يومياً لأشكال متعددة من العنف الرمزي المباشر؛ مثل التحرش، التمييز في أماكن العمل، والحرمان من فرص التعليم أو الترقي. وهذه الظواهر تجد صداها في الخطاب العام، فتكون إما مهملة أو مبررة تحت غطاء العادات والتقاليد، ما يعمق من أزمة خطاب المرأة ويقلل من فرص سماع صوتها الحقيقي.
في المقابل، شهدنا في العقود الأخيرة بروز خطاب نسوي وحقوقي قوي يسعى لتفكيك هذه الصور النمطية وإعادة بناء سردية المرأة. إذا أصبحت المرأة أكثر حضوراً في الإعلام والبرلمانات ومراكز الأبحاث ومواقع التأثير، وصار خطابها يتناول قضايا جوهرية مثل حقها في تقرير مصيرها الجسدي، ورفض العنف، والمطالبة ببيئات عمل عادلة.
ويعتمد هذا الخطاب على أدوات متعددة؛ من الحملات الاعلامية، إلى الأعمال الأدبية والفنية، وصولاً إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي منحت النساء مساحات حرة للتعبير عن تجاربهن ومشاركة قصصهن. فأصبحنا أمام تحول نوعي يربط خطاب المرأة بالكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.
ولا ينفصل هذا الخطاب عن مجمل الخطاب الانساني الذي يطالب برفع الظلم وتحقيق المساواة، فكلما تعزز وتنوعت روافده، اقتربنا أكثر من مجتمعات عادلة تسمع صوت نصفها المغيب وتمنحه فرص التحقق والازدهار، وربما يكون التحدي الأكبر في المستقبل هو تجاوز الخطابات الرمزية إلى ممارسات عملية تغير حياة النساء على أرض الواقع، ليصبح خطابها ليس فقط صدى لمعاناتها، بل مشروعاً لبناء مجتمع أكثر إنسانية.
ولا يُبنى الخطاب المستقبلي فقط على ما راكمته من تجارب نضالية، ولا على ما فرضته التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية من أدوار جديدة، بل على وعي متجدّد بذاتها وبمكانتها في مجتمعاتها، كالوعي الهويّاتي المركّب، فحين تدرك المرأة وبوعي متكامل أنها تمثل ذاتاً متعددة الأبعاد، تتقاطع فيها الخصوصية الثقافية مع القيم الإنسانية الكونية، ستسعى دائماً لإنتاج خطاب متوازن يحفظ هويتها ويعبر عن انفتاحها. كذلك ضرورة امتلاكها للجرأة في الطرح والتفكير النقدي، خاصة مع تزايد المنصات الحرة وتراجع الرقابة التقليدية، تتوسع مساحات الجرأة في خطابها، ويصبح بإمكانها أن تستثمر هذه الفضاءات الرقمية ليس فقط للتعبير عن ذاتها بل لصناعة الرأي العام، وتشكيل حركات ضغط تساهم في صياغة السياسات. مما يجعلها تساهم في طرح أسئلة صعبة حول السلطة والمعنى والأدوار الاجتماعية، دون خوف من الوصم أو الإسكات.
ونتيجة لذلك سيصبح خطاب المرأة مستقبلياً أكثر شمولاً، لا يقتصر على الدفاع عن حقوقها المباشرة فقط، بل يمتد ليشمل قضايا العدالة البيئية، الاقتصادية، والإنسانية التي تتأثر بها النساء والفئات المستضعفة عموماً. وسيكون خطابها المستقبلي وسيلة لتفكيك الأساطير والصور الجامدة حولها، ليُظهرها في تعددها وكفاءتها وإنسانيتها، بعيداً عن قوالب «الضحية» أو «الرمز» أو «الزينة»، مما يجعلها تتحرر أخيراً من الصور النمطية والتمثيلات الضيقة التي احاطت بها لفترة طويلة.



#أسمهان_عبد_القدوس_القره_غولي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العهد غير المعلن: صراع الذات والرغبات والضمير
- -حين تشرق الروح- رواية الوجدان والاغتراب للكاتبة سمر السامرا ...


المزيد.....




- فرانشيسكا البانيزي.. المرأة الشجاعة التي تستحق جائزة نوبل
- في العراق.. كابوس الحضانة يفتك بصحة النساء النفسية والجنسية ...
- بيان تضامني مع سنية الدهماني واستهداف الناشطات في تونس
- مادلين.. صيادة من غزة تتحول إلى رمز لصمود المرأة الفلسطينية ...
- لأنني لم أجد أمًّا تحضن وجعي.. قررتُ أن أكونها
- رئيس الاتحاد الدولي للملاكمة للجزيرة نت: اللجنة الأولمبية تح ...
- هنا الآن لينك التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائر ...
- رئيس الاتحاد الدولي للملاكمة للجزيرة نت: اللجنة الأولمبية تح ...
- أعراض ارتفاع هرمون الحليب..كيف تختلف بين النساء والرجال؟
- شرطة عُمان تكشف بفيديو تفاصيل ضبط امرأة دخلت كسائحة صينية وم ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أسمهان عبد القدوس القره غولي - خطاب المرأة : بين التحديات الاجتماعية وسرديات التمكين