الحزب الحكمتي (الخط الرسمي)
الحوار المتمدن-العدد: 8391 - 2025 / 7 / 2 - 21:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لقد خمدت نيران الحرب التي استمرت 12 يومًا من القصف الصاروخي والغارات الجوية بين إسرائيل وإيران مؤقتًا، بوقف إطلاق نار هش. وكما أكدنا مرارًا، فإن هذه الحرب، وبمعزل عن الأضرار التي لحقت بالجمهورية الإسلامية أو بإسرائيل، خلّفت عواقب وخيمة لا تُعالج على جماهير إيران والمنطقة. فبعد وقف إطلاق النار الهش والتفاهمات غير الرسمية بين الطرفين، شن كلا الجانبين هجومًا واسعًا على حرية وأمن وحياة الناس. إن إسرائيل تُحمّل الشعب الفلسطيني المحروم ثمن هذه المغامرة العسكرية، بينما تُحمّل الجمهورية الإسلامية الطبقة العاملة والمحرومين ومحبي الحرية في إيران نتائجها.
تحاول الجمهورية الإسلامية، من خلال الاستثمار في خوف الناس وقلقهم العميق، ومن خلال الدمار والقتل، وباستخدام دعاية واسعة النطاق تحت غطاء "الوطنية"، أن تظهر بمظهر "البطل" في مواجهة العدوان الإسرائيلي-الأمريكي، لتُحسّن وضعها المتدهور أمام الجماهير. وفي الوقت نفسه، تسعى من خلال دفع الناس إلى مظلة "الوطنية" والمصالحة مع الجمهورية الإسلامية، إلى تنفيذ أعنف الهجمات على الأجواء السياسية في المجتمع، وعلى معيشة الطبقة العاملة والفئات المحرومة وعلى النساء وعلى حركة الحرية في إيران. تنطلق الجمهورية الإسلامية، عبر نشر دعوات قومية ووطنية صاخبة، إلى حرب مع عدوّها الحقيقي: جماهير إيران المطالبة بالحرية والمساواة، وعلى رأسهم الطبقة العاملة الواعية. إنها حرب لا تعرف التوقف ولا تعترف بوقف إطلاق النار أو تفاهمات.
إن هذه الحرب، بالنسبة لنا نحن العمال والكادحين، ولحركة حقوق النساء، ولحركة التحرر الثقافي، ولكل من يناضل من أجل أبسط حقوقه الإنسانية، ليست سوى حرب من أجل الحرية والحياة والدفاع عن الكرامة الإنسانية. إنها حرب مستمرة منذ أكثر من أربعة عقود بأشكال متعددة. شهدت السنوات الأخيرة تصعيدًا في المواجهة بين العمال والنساء ومحبي الحرية، ما أدخل الرعب في قلب الجمهورية الإسلامية، ووسمها بخوفها من ثورة من الأسفل، ومن السقوط، ومن الثورة والانهيار. بعد 12 يومًا من الحرب مع إسرائيل، تسعى الجمهورية الإسلامية لاستغلال نتائجها لتعزيز سلطتها وضمان بقائها وإضعاف الحركة التحررية في إيران.
إن أولى مؤشرات هذا الهجوم الممنهج باتت واضحة جدًا: ارتفاع واسع في الأسعار والفقر ومساعٍ لتثبيتها بذريعة الحرب والهجوم على الأجور في صفوف العمال وعمليات تسريح وتفكيك للعمالة بحجة "اقتصاد الحرب"والاعتقالات الواسعة والمحاكمات الميدانية والإعدامات بتهم "التعاون مع إسرائيل" و زيادة نقاط التفتيش وتوسيع الأجواء العسكرية بذريعة "خطر العدو الخارجي"، كلها أمثلة على هذا الهجوم المنظم. كذلك، فإن حملة الاعتداءات الواسعة على العمال والمهاجرين من أصل أفغاني وترحيل مئات الآلاف منهم إلى جحيم أفغانستان وحملات الدعاية العنصرية واللاإنسانية ضدهم تمثل جانبًا آخر من هذا الهجوم الشامل.
في هذا السياق، فإن الدعاية الحربية من جميع الأطراف — إيران، إسرائيل، والدول الغربية — إلى جانب بعض أطراف المعارضة التي تسعى لاستئناف الحرب و"تغيير النظام" على الطريقة الأمريكية-الإسرائيلية، لا تستهدف الجمهورية الإسلامية فحسب، بل تستهدف جوهر الحركة التحررية في إيران ومطالب جماهير إيران بالحرية والمساواة. إن هذه الأصوات المتعاونة، والتي قدمت حتى اليوم أعظم الخدمات للجمهورية الإسلامية عبر قمع كل صوت احتجاجي باسم دعم هذه المعارضة الرجعية وأسيادها في واشنطن وتل أبيب، ليست إلا خدمًا للرجعية. من وجهة نظر الطبقة العاملة ومحبي الحرية في إيران، فإن الجمهورية الإسلامية وإسرائيل وأمريكا وأتباعهم من المعارضين، جميعهم جزء من جبهة رجعية، وأعداء لكل رفاهية وحرية وأمن للجماهير في إيران وللعمال في إيران والمنطقة والعالم.
أيها الجماهير في إيران المحبة للحرية، أيها العمال وأنصار الحرية!
يجب ألا نسمح، تحت ذريعة الحرب وصراعات الحكومات، وتحت ذريعة هجوم إسرائيل وأمريكا على إيران، أن تستهدف الجمهورية الإسلامية قلب الحركة التحررية في البلاد. يجب ألا نسمح أن يُضعف الخوف من الفقر والطرد والبطالة والخوف من استئناف القصف والمجازر مقاومة المجتمع لهذا الهجوم الوقح ودفاعه عن نفسه.
يجب ألا نسمح للجمهورية الإسلامية أن تستغل هذه الظروف كفرصة للتهديد والترهيب والهجوم على الأجواء السياسية في المجتمع. لقد أثبتت الجمهورية الإسلامية أنها لا تملك القدرة على الصمود أمام الطبقة العاملة والفئات المحرومة وأمام النساء والمتمدنين ودعاة الإنسانية. من الضروري اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أن ندافع بشكل موحد وبطرق مختلفة عن حياتنا، عن كرامتنا، عن مكتسباتنا، عن حقنا في التنظيم والاحتجاج، وعن رفاهيتنا وأمننا.
أيها الشيوعيون، أيها القادة العماليون، أيها الناشطون من أجل الحرية والمساواة!
في هذه المرحلة، إن دوركم في الدفاع عن الجماهير في مواجهة هجمات البرجوازية الإيرانية وحكومتها هو دور حاسم. لقد وقفتم طوال هذه الفترة بطرق متعددة ضد الحرب، وضد الهجوم العسكري الإسرائيلي وضد داعمي الحرب وضد محاولات الجمهورية الإسلامية في الهجوم على معيشة الجماهير المعدمة. لقد شكلتم سلاسل بشرية لدعم بعضكم البعض وللتعاون ومد يد العون في ظل ظروف الحرب. اليوم، أنتم عيون وآذان المجتمع للحفاظ على هذا التضامن وتعزيزه ولتنظيم الجماهير المحبة للحرية من المصانع والجامعات إلى صفوف المعلمين والمتقاعدين، ومن المدن إلى الأحياء.
لا يجب أن نسمح للنظام المعادي للعمال، الرجعي، أن يحمّلنا نحن مسؤولية هجمات إسرائيل. لا يجب أن نسمح لهم بتحويل أماكن العمل والمعيشة إلى أجواء للخوف والاعتقال والملاحقة، ولا أن نسمح لهم باستهداف أضعف شرائح المجتمع من المهاجرين الأفغان، الذين يشتركون معنا في المصير، بذريعة الفرار من أفغانستان، أو لكونهم مهاجرين، أو لأصلهم الأفغاني.
إن الجماهير المحبة للحرية تنتظر تدخلكم الفعّال. ندعوكم، أيها الرفاق، إلى بذل جهد مشترك وشامل لصد هذه الهجمات دفاعًا عن الحياة وعن الأمن، وعن أجواء سياسية حرة في المجتمع.
1 تموز - يوليو 2025
#الحزب_الحكمتي_(الخط_الرسمي) (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟