أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تأييد الدبعي - مسكينة اليابان














المزيد.....

مسكينة اليابان


تأييد الدبعي

الحوار المتمدن-العدد: 8386 - 2025 / 6 / 27 - 08:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن تاريخ 14 آب 1945 يوما عاديا من أيام الحرب بالنسبة لليابان بل وللعالم كله، فقد أعلن الإمبراطور الياباني هيروهيتو في هذا اليوم استسلام اليابان عبر الإذاعة بصوته الذي لم يسمعه الشعب قط قبل هذا اليوم لاعتقادهم بألوهية الإمبراطور. أيام فقط بعد جريمة القنبلة النووية ضد مدينتي ناكازاكي وهيروشيما، كانت كافية لتأخذ الإمبراطورية اليابانية قرارا بالاستسلام غير المشروط لمحور الحلفاء بقيادة عدوها اللدود الولايات المتحدة الأمريكية.
مسكينة اليابان، ففيها إمبراطور آثر سلامة وبقاء شعبه على سلامته الشخصية، بينما ننعم نحن في فلسطين ببعض أهلنا المنتمين لأيديولوجيا لا تعير سلامة الشعب ولا بقاءه على أرضه أي أهمية، فهي تؤمن فقط بالعقيدة التي تعتبر أنها ممثلها الوحيد على هذه الأرض.
ولطالما اعتبرت هذه الأيديولوجيا " الوطن" مشكلة تتحطم عليها آمالها في بناء الدولة المنشودة القائمة على أساس أيديولوجيا التنظيم. يقول حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في مصر:" يجب أن نصل إلى أستاذية العالم، والوطن وسيلة وليس غاية". وقد ظهر هذا المفهوم " الميكافيللي" للوطن جليا في تاريخ هذه الأيديولوجيا فمن أفغانستان إلى سوريا إلى فلسطين، معتبرة الشعوب ليس أكثر من قربان على مذبحها العقائدي، فلا عجب إذن أن تخرج تصريحات لقياديي هذا التنظيم تعتبر إبادة الشعب الفلسطيني مجرد خسائر تكتيكية وأوراق ضغط، وأن استشهاد الشعب والنساء والأطفال ليس تضحيات، فالتضحيات فقط هي استشهاد القادة والمقاتلين المنتمين له.
هاجمت الجماعات الإسلامية عبر التاريخ مفهوم الوطن فعلى سبيل المثال في تسعينيات القرن الماضي شنت هجوما على أغنية بعنوان " الحلم العربي" وأصدرت بدلا عنها مستخدمة نفس اللحن أغنية " الحلم الإسلامي"، داعية الناس للاستماع للحلم الإسلامي ومقاطعة هذه "الهرطقة" فلا شيء اسمه " وطن عربي" ما يجمع الناس هو العقيدة فقط، لذا فالغناء والانتماء لها وحدها.
مسكينة اليابان، فقد اعتبرت أن الاستسلام لوقف إبادة شعبها مكسبا ونصرا، فطالما الشعب باق ستبقى اليابان وستنهض من جديد. بينما في فلسطين فكرة تختزل النصر في بقائها واستمرار نهجها، لأنها تعتبر الوطن حيث "الفكرة"، والفكرة يمكن أن تكون في أي مكان، وبناء عليه لا غرابة في أن نجد قائدا مرموقا تشهد له الفضائيات بكثرة تصريحاته يعبر عن هذه الأيديولوجيا الرافضة لمفهوم الوطن يرد على تهديدات رئيس وزراء الاحتلال بتهجير أهالي قطاع غزة إلى صحراء سيناء، بالتقليل من خطورة كارثة تهجير جديد للشعب الفلسطيني بقوله": حتى إن تم تهجير أهل غزة إلى سيناء، سنجعل سيناء قاعدة مقاومة أكثر رسوخا".
مسكينة اليابان، فقد نجحت في جعل القنبلة النووية حدثا مؤسَسا راسخا في ذاكرة البشرية كلها، بينما لدى الشعب الفلسطيني حركة طبَعت الإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا وجعلتها خبرا يوميا عاديا مثل أخبار الطقس.
استسلمت اليابان حفاظا على الوطن والشعب والمقدرات، نفضت عنها غبار الهزيمة ونهضت لتبني دولة متماسكة مزدهرة قوية متحضرة ذات هيبة فرضت نفسها على العالم كله. بينما في فلسطين يستمر اجترارلخسائر وتكرار الأخطاء، والرهان على أوراق خاسرة على رأسها ورقة الرهائن الذين يتناقص عددهم كل يوم. وهم النصر أخطر من الهزيمة، لا يزيَف الواقع وحسب، بل يقف سدا أمام أي جهد عقلاني للخروج من دائرة الهزيمة، يعمَق الأزمة، يخدَر الجماهير، يجعلهم يهتفون للنصر وهم ينزفونـ، يصفقون لمن يقودهم لفنائهم المحتوم ويدعونه الباسل المغوار. والأخطر من ذلك أن النصر المزيف يجعلنا أسرى مسلسل لا ينتهي من المعاناة والتراجع، فأول خطوة للخروج من أي هزيمة أو فشل هو الاعتراف بحدوثها، الاعتراف بالهزيمة ليس عارا، فالاعتراف يفجر الأسئلة ويدعو لتحمل المسؤوليات، بل هو نصف الطريق نحو التحرر من الانهزام والبدء بعملية نهوض تحمي أكبر نصر سطرته أجيال الشعب الفلسطيني في وجه الحركة الصهيونية وهو بقاء الشعب الفلسطيني على ما تبقى من أرضه، وتعمل على تعزيز وتنمية هذا الوجود ليصبح أكثر قوة ومنعة.



#تأييد_الدبعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فواعل الحيز الجغرافي في رواية يافا أم الغريب
- مثقفون في وجه التغيير
- قدر أم مسؤولية؟
- ماذا بعد رفح؟
- درس من التاريخ لغزة وللمستقبل
- بين القرارات بقانون والقانون .. حكاية طويلة
- ذهب الاستعمار البلجيكي وبقيت سن باتريس لومومبا


المزيد.....




- رجل اصطاد سمكة ليتفاجأ بسيارة في قاع البحر.. والصدمة مما وجد ...
- ماذا نعرف عن خليل الحية رئيس وفد حماس المشارك في مباحثات ال ...
- ألمانيا ترفض خطة -أي 1- الاستيطانية تنسف حلّ الدوليتين
- الوحدة الشعبية: تصريحات نتنياهو حول رؤيته بتحقيق “اسرائيل ال ...
- لماذا يستعر القتال بأوكرانيا قبل قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين ...
- موجات الحر تخفض أعداد الطيور الاستوائية بحدة
- صحيفة روسية: 4 أسئلة عن قمة ألاسكا المرتقبة
- انضمامات لافتة وجدل قضائي يشعلان ذكرى تأسيس -العدالة والتنمي ...
- رئيس الكنيست: أقيموا الدولة الفلسطينية في لندن أو باريس
- مفاوض الكرملين يوضح لمراسل CNN -ما يتفهمونه- بالعلاقات الأمر ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تأييد الدبعي - مسكينة اليابان