أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عدوية السوالمة - أمة تتلاشى














المزيد.....

أمة تتلاشى


عدوية السوالمة

الحوار المتمدن-العدد: 8384 - 2025 / 6 / 25 - 13:04
المحور: قضايا ثقافية
    


في خضم اشكالياتنا العنيفة نقف عاجزين عن الفعل ورد الفعل . نسقط في أتون مرض جماعي يشل قدرتنا على الحركة والتفكير كنتيجة لاحساس مزمن بعدم جدوى الفعل . إحساس إلتصق عميقا بوعينا ,لتعود بنا انكساراتنا إلى زمن الطفولة كبناء معرفي يحمل في ثناياه تصورات واهمة عن قدراتنا عديمة التأثير .
الكل في خضم معالجات آنية ضيقة للإشكاليات اليومية نسير وكأن على رؤسنا الطير , نسبح في محيط تملؤه قاذرات السياسة والاقتصاد والمجتمع دون أن نعرف عن إمكانيات الخروج وفي حقيقة الأمر أن المسير بحاجة إلى قدرة على فك طلاسم المعرفة التي تجاوزتنا بإرادتنا .
لم نستطع الوصول لارتقاء معرفي مناسب لعدم تطور بنانا المعرفية التي وقفت عند مرحلة عمرية طفلية وهو ما يظهر بشكل جلي في اعتمادنا الفكري على مسلمات تشرح وتفسر العالم من حولنا دون محاولة خرق تلك المسلمات أو مراجعتها فتبدو معالجاتنا بعيدة عن الأصالة خائفة من الجديد تضفي جمودا على سلوكنا .
الكثير منا يعتمد الثقافة التي يضخها الفيسبوك عبر لافتات صغيرة تضم معلومات بسيطة و في الغالب غير صحيحة لنتداولها بدون أدنى مراجعة . معلومات تثق بعدم رغبتنا في المراجعة والتمحيص معتمدة في انتشارها على منطقنا الضحل في النقد والتفكير .
بحسب الرؤية البياجيه للتطور المعرفي نحن لم نبارح مرحلة الطفولة لإفتقارنا للمحرض اللازم للنمو ألا وهو التعرض لتأثير الصراعات المعرفية التي ستحقق اختلال توازن يدفعنا نحو التطور الذهني عبر عملية المواءمة .فالسعي نحو التوازن يعد الدافع وراء التعلم حيث أن عدم الرضا يحفزنا على تجاوز التحديات الجديدة لاستعادة حالة التوازن
التوتر المعرفي مرتبط بإمدادنا المعرفي المتنوع والذي يصلنا عبر مواد فكرية ذات طابع تحفيزي تغرق القديم وتحل الجديد , تردم بناءاتنا المعرفية ذات الطابع الجامد والرافض للتجدد والمقاوم للمجازفة والنقد .
زعزعة تلك البنى والتراكيب الجامدة يعتمد في الأساس على هذا الامداد الذي لن يصلنا طالما أننا في عداء وقطيعة مع فعل القراءة الذي ما زال يعتبر مجرد هواية في حين أنه يجب التركيز على عملية الالزام المجتمعي والتي تبدأ من المنزل والمؤسسات التعليمية . بدونه لن ننجز التطوير ومع الوقت تسقط قدرتنا على التعامل مع الجديد "ولن نشهد أي انتظام في تجاربنا مما قد يؤدي الى استنزاف مواردنا العقلية "
أي تغير نرومه نحو الأفضل لآبد أن يؤسس له تركيب معرفي أكثر حداثية من التركيب المعرفي السابق . الإشكالية الكبيرة في محيطنا العربي أننا لا نملك أرضية مناسبة لبناء تراكيب معرفية تماشي بأي شكل من الاشكال حداثية التراكيب المعرفية الموجودة في الغرب والعالم المتطور .
الثورات المعرفية التي شهدها الغرب كانت بفعل التراكم المعرفي الذي أسست له الثورات الفكرية التي مجدت الفرد ورفعت من سوية الرؤية الإنسانية لمفاهيم العدل والمساواة والحرية .
التغيرات الفكرية التي حدثت في أوروبه كانت بتأثير فلاسفة تلك العصور من أمثال روسو "الذي كان لأفكاره تأثير كبير على الحركات الثورية وقد اعتبر كتابه العقد الاجتماعي حجر الزاوية في الفكر السياسي والاجتماعي الحديث "
مازلنا نعتقد إلى الآن أن القراءة مجرد هواية يمكن استبدالها بهواية أخرى وفي حقيقة الأمر أن كل السر يعتمد على القراءة . لذا لا يمكن أن تكون علاقتي بالكتاب مجرد هواية في حين أنها يجب أن تكون من ضرورات الحياة التي لا يستغنى عنها . كل التطور والمعرفة مرهون بالكتاب والقراءة حتى الثمالة في ظل الطوفان المعرفي الذي نشهده
البعض غارق في ديونه والبعض الآخر في اشكالياته النفسية أو الجسدية وآخر في الإبحار في عالم الضياع والتفاهة الذي أمنه سوء استخدام المعلوماتية ومازلنا نتحدث عن القراءة وكأنها مجرد هواية . حتى الأديان أغرقتنا في الطقوس بدل الوصول للمغزى والهدف , وإلا لما وجدنا هذا النوع من اماتة الوقت والاستهتار به بدون أي إنتاجية تذكر مع العلم أن الأديان تركز على الأهمية القصوى للعمل .
لا شك أن التكنولوجيا قد أمنت للبشرية الرفاهية والوقت إلا أننا في العالم العربي قد منحنا المزيد من الوقت لاضاعته بدل المزيد من البحث والتطوير العلمي .
لا يمكنك أن تغير أمة إن لم يكن لديها خزان معرفي يرفع من مستوى قدرتنا على الفهم والاستيعاب والتحليل والتركيب وكل العمليات العقلية .
بالطبع معرضين للتلاشي إن لم نكن قادرين على السير في أوساط دائمة التغير والتجدد فلن يكتفي العالم بتهميشنا فقط .



#عدوية_السوالمة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى ندير رؤوس الرجال
- ما العلاقة بين الشرف والتحرش؟
- كل عام وأنتن بخير ....تبا لانسانيتنا
- العلاج الكلامي في مواجهة الحرب على الذات
- الكرة عربية ام امازيغية
- العلاقة بين التمكين والخراب الاسري
- هل علينا شنق القهوة أم اعدام الفناجين
- سيكولوجية متفردة للنساء
- كيف اساعد طفلي
- أنماط سلوكية جديدة يفرضها الزائر الغاضب كورونا
- النساء..تريد..اسقاط النظام
- لا يقلقنا تعدد الزوجات........ولكن
- هذيان في مهمة سماوية
- نحو تعزيز دور الشبكات النسوية العربية
- قصص من ذاكرة امرأة ( الوأد يقبع في أعماقنا )
- قصص من ذاكرة إمرأة ( عروس لتحسين )
- تجارب نسائية مريرة (2) الطلاق والبعبع المنتظر
- عدوية السوالمة - كاتبة وناشطة نسائية ومدير عام مركز آمن للتأ ...
- علم النفس الاعلامي والوعي بتقديم الذات الفلسطينية
- تعديل سلوك للكبار وهدايا حب لكل الاطفال


المزيد.....




- ترامب يتحدث عن تقدم بشأن غزة مع مقتل العشرات في قصف جديد
- رصد مجموعات شبابية يمينية متطرفة في ألمانيا
- هل فيديو قصف إسرائيل لسجن إيفين حقيقي؟ جدل حول الصور التي تظ ...
- فرنسا: ملف التقاعد يشعل الخلافات من جديد فهل باتت حكومة باير ...
- ابن المقريف: والدي بدأ معارضة القذافي بـ3000 دولار وإيمان لا ...
- كيف فشلت إسرائيل في إيران؟
- بين الدعاية والحقائق جدلٌ بين المغردين حول فاعلية ضرب النووي ...
- مستوطنون يقتحمون الأقصى والاحتلال يهدم منازل بمخيم نور شمس
- -ملحمة نارية-.. كمين القسام المركب بخان يونس يتصدر منصات الت ...
- ضغوط داخلية بإسرائيل لإنهاء الحرب على غزة


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عدوية السوالمة - أمة تتلاشى