أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عدوية السوالمة - تجارب نسائية مريرة (2) الطلاق والبعبع المنتظر















المزيد.....

تجارب نسائية مريرة (2) الطلاق والبعبع المنتظر


عدوية السوالمة

الحوار المتمدن-العدد: 5891 - 2018 / 6 / 2 - 16:57
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لست هنا بصدد الترويج لفكرة الطلاق , فالشراكة الحياتية مهمة للتخفيف من وطأة المعاناة الحياتية وهو ما أشارت إليه الأدبيات النفسية التي تناولت في البحث مدى تأثير متغير الارتباط والشراكة في تخفيض نسب المعاناة النفسية لدى الطرفين ,إلا أن ذلك يصح فقط في حالة الشراكة الايجابية والفاعلة أما حين نتحدث عن انهيارات العلاقة بشكليها الصامت المسالم أو المعلن العنيف عندها يصبح من الانسب انهاء الشراكة لاعتبارات تحولها لعلاقات ضاغطة يمكنها أن تتسبب بالاطاحة بالكرامة الانسانية وبالدفع نحو تعويض خارجي مضطرب لشركاء هذه العلاقة / والدين وأبناء.

الفكرة تبدو غير مخيفة للذكور في مجتمعاتنا على الاقل ولكنها فكرة تشكل بعبعا حقيقيا للنساء .استخدم كلمة بعبع للاشارة الى المبالغة في الخوف من شيء غير واضح التكوين والمعالم, شيء لا وجود له الا في المخيلة البشرية القادرة وحدها على صنع الحدود والعوائق الوهمية وتؤمن بوجودها رغم منافاتها لحس المنطق .
غول تهددنا به أسرنا ومجتمعاتنا بأنه سيقضمنا ان تجرأنا وطالبنا بحقنا لتصحيح مسار حياتناالذي خرج عما كنا قد خططنا له .

دائما هناك تكريس لفكرة البعبع الملتهم فيما يرتبط بالوجود النسوي الحرالمستقل الكيان يترجم على شكل الوقوع فريسة للطامعين بما يشبه ليلى والذئب .
حتى في عالم الحيوان الافتراس لايقع إلا لمن يتصرف كضحية فيسلك سلوك الخائف المهزوم المقتنع بأحقية المفترس بافتراسه .

الموروث الفكري المجتمعي في هذا الشأن يحرص على دمغ تصوراتنا للبيئة المحيطة على أنها بيئة معادية ورافضة , تلهمنا الخوف واستجداء القبول , وتدفعنا نحو البحث عن ملاذ آمن نعتقد بأنه الرجل وبدونه نبقى في العراء , لذا باستمرار نبحث عنه كظل آمن يقينا مخاطر البقاء لوحدنا تماما كالأطفال .القناعة بضعف الكفاءة يمكنها أن تقدم البيئة المثالية لضمان عدم تطور بنى معرفية تتيح للنضج فرصة التواجد في البناء النفسي كأداة مناسبة للإستجابة لمتطلبات التوافق البيئي الفاعل والمؤثر لتبقى بنانا المعرفية محدودة النمو بشكل قصري بفعل الرغبة في استجداء القبول الاجتماعي وليس لأنها غير قابلة للتطور والنمو .وهو أمر يجعلنا نفكر بطريقة تتسم إن شئتم بالسذاجة وأقرب للقصور الذهني فيما يتعلق بأشياء كثيرة منها على سبيل المثال رؤيتنا لمنظومة توزيع الحقوق والواجبات .

أعتقد أنه في الكثير من الحالات أن _المرأة المواجهة _ قد اكتشفت قدراتهاالفاعلة عن طريق الصدفة وبعيدا عن أي موروث أو جهد تربوي . اكتشفت فجأة أنها قادرة على السباحة والنجاة بمفردها .

حقيقة نسبة لابأس بها من النساء ترتاح لفكرة إلقاء اللوم على المجتمع وترضخ لتبعات ما تسميه حظها العاثر لتكمل حياتها عليلة النفس والجسد وفي أحيان أخرى يصبح البحث عن علاقة موازية خارج الاطار الشرعي مبررا للثأر من المجتمع ومن ضعفها وقلة حيلتها وخوفها من مواجهة البعبع .

المعالجات الدرامية كثيرا ما نراها تختزل اشكاليات وضع المرأة بعد الطلاق بفكرة واهمة حول التفكير فقط بمشاعية جسدها, إلا أن الحقيقة تتعلق اصلا بالبحث عن علاقة بلا أي تبعات ينتظرها الطرف الاقوى من الطرف الاضعف , فالامر لايتعلق بوضعية الطلاق فقط , وانما بجميع الوضعيات التي تكون فيها المرأة, طالما أنهاتجسد فكرة الحمل الضعيف في الحياة . فالتحرش والمساومة لا تقتصر على النساء في وضعية الطلاق وانما تطال النساء في جميع الوضعيات .

القضية الاساسية التي يجب مواجهتها في اشكاليات ما بعد الطلاق تتعلق بقضايا متعددة ومتشابكة جزء منها يتعلق بالتنشئة الخاصة بالاناث تنشئة تدعو للطاعة بمفهوم العبد والسيد, وهو ما يمكنه أن يبني سور عدم القدرة على التجاوز , ويخزن في وعي المرأة عدم الاهلية ويتركها تحت تأثير عجز العيب والحرام .الاحساس بذلك العجز يمكنه ببساطة أن يجعلها طرف يسهل استغلاله لايستطيع الدفاع عن نفسه ولا يرى في التقليل من شأنه أمر يجب اعادة النظر فيه, ولا في انتزاع حقوقه وهدر كرامته شيئ غير جائز .

التكريس الثابت والممنهج للدور المرسوم مجتمعيا للنساء يحتم على المرأة تبنيه, للطمأنينة المرتهنة بالمسايرة الاجتماعية في مجتمعات تختص بصتع القوالب والانماط الفكرية مسبقة الصنع وترتاح في التعاطي معها. حتى الأنماط الفكرية الحداثية حين يتم استيرادها من الخارج تبقى محنطة في قالبها النظري لا تتجاوزه لحيز التطبيق الذي من شأنه أن يمنحها القدرة على الحياة والاستمرار من خلال التغيير السلوكي المصاحب لها . ولعلنا لاحظنا ان الفكرة في الغرب يتم استدراجها لتغيير حياة الفرد من خلال دمجها كقيم تربوية يجب تشبع الاجيال بها وتقديمها للممارسة السلوكية لتثبيتها وضمان استمرارها في الوعي الانساني في حين انها تبقى لدينا فكرة ترددها النخب لتميز نفسها عن العامة فقط .

لا يجب الاستمرار في تشجيع النساء على الاعتقاد بعدم الأهلية وتمرير ايحاء أنهن مخلوقات تابعة.
الميديا في الكثير الغالب تحمل تلك الرسائل المحبطة المحملة بصورة للمرأة الضحية , تقدمها على أنها صورة نموذج لنبقى في ظل التماهي معها , فماذا لوكان هناك دراسة لتكريس طرح صورة نموذج للمرأة يخدم تطورها النفسي ووعيها السليم بذاتها وبأهليتها وكفاءتها ويسهم في تشكيل حافز نسوي للتماهي معه يطرح بكل المجالات وجميع الوضعيات النسوية وبكل اشكال الميديابشكل مكثف ومستمر يؤمن فرصة لاحداث فرق وتغيير ممكن.

صورة تتناسب بامكانياتها مع ما تطرحه اشكاليات الحياة الجديدة من خروج للعمل , والتحصل على تعليم رفيع المستوى ,إضافة إلى تبدل دور المرأة في كثير من البلدان العربية التي غرقت في الحروب واللجوء , وهو ما جعلها قائدة لأسرتها بدون حماية نفسية تجعلها قادرة على القيام بأعباء الأسرة وحيدة الوالدية بدون ترك فرصة لاستغلالها .

حقيقة, مللنا من تقديمنا كضحايا قصر وعجز بوضعية الطلاق وغير الطلاق فلا أحد سيفترسنا لكوننا نساء بل لكوننا خائفات وبلا قرار . تنطلي علينا خدعة البعبع فنبحث عن حامي يظلنا بظله .
علينا طرح معالجة ايجابية ولا نكتفي بطرح واقع ,علينا تبني نهج تربوي ثوري يقدم المرأة بشكلها الواثق القادر على تحمل المسؤولية بعيدا عن ضرورة الاحتماء برجل خاصة في ظل الظروف الحالية التي تمر بها مجتمعاتنا العربية , لتدرك أن ميزان الحقوق والواجبات ميزان وضعي يمكن تعديله ليتناسب مع أي وضع جديد يطال الفئات البشرية ليخدم تقدمهم لا أن يسلط كالسيف على رؤوسهم ويزيد في بؤسهم .



#عدوية_السوالمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عدوية السوالمة - كاتبة وناشطة نسائية ومدير عام مركز آمن للتأ ...
- علم النفس الاعلامي والوعي بتقديم الذات الفلسطينية
- تعديل سلوك للكبار وهدايا حب لكل الاطفال
- شيخوخة القهر لدى النساء
- جدلية الارتباط العاطفي والاشباع النفسي الطفلي
- التوحد / الحب قبل العلاج
- فرضية كمون الشر و المرأة السعودية
- ظل امرأة ثائرة
- الحل يكمن في سائق متهور
- عريس اللقطة قد يشعر بالملل.....؟
- اعترافات من تجربة انهيار- من تجارب النساء
- الصمت تكنيك نسائي قاتل
- ما الذي يجعلنا نخاف من العلاج النفسي في مجتمعاتنا ؟
- النساء في مواقع السلطة /لما يفعلن ذلك ؟؟؟؟
- فضيحة الستر والحرمان من الايزو
- لا حاجة للنساء في المستقبل
- ملهاة التمثيل السياسي النسوي
- المرأة .....من منطوق الذئب والحمل
- نساء جلسات العلاج النفسي
- ضعي الحجاب يا ايمان


المزيد.....




- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عدوية السوالمة - تجارب نسائية مريرة (2) الطلاق والبعبع المنتظر