أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - لا مساندة لأعداء وحدتنا الترابية.














المزيد.....

لا مساندة لأعداء وحدتنا الترابية.


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 8382 - 2025 / 6 / 23 - 20:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الوحدة الترابية معيار الوطنية.
يمثل ملف الوحدة الترابية القضية الوطنية الأولى للشعب المغربي التي لا تخضع للمزايدات الحزبية ولا للمتاجرة السياسوية بها. فهي ثابت من الثوابت الوطنية الجامعة بين المغاربة. واعتبارا لقدسيتها، فإن المغرب جعلها محور سياسته الخارجية وأساس شراكاته الاقتصادية والتجارية. بل إن جلالة الملك، في خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب لسنة 2022، جعل "ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات". ومن ثم فإن المغرب لم يترك مجالا لبناء صداقات أو إقامة شراكات مع دول تناصب العداء لوحدته الترابية. وقرار جلالته بجعل ملف الصحراء معيار علاقاته الخارجية هو تعبير عن إرادة الشعب المغربي وتجسيد لموقفه المبدئي.
انطلاقا من هذا الثابت الجامع بين المغاربة، وانسجاما مع الإرادة العامة التي عبر عنها جلالته، فإن قضية الوحدة الترابية تصير بالضرورة معيار الوطنية الصادقة. إذ لا يمكن للفرد أن يكون وطنيا إلا إذا انسجم مع موقف الشعب المغربي من مناهضي وحدته الترابية. إذ لا منزلة بين الوطنية وبين مساندة دعاة الانفصال ومناهضة مغربية الصحراء. فالوطنية قناعة وموقف تتجاوز العقيدة والقومية والإيديولوجية. فهي الجامع بين كل مكونات الشعب على اختلاف أصولها وعقائدها وقناعاتها الفكرية والإيديولوجية.
عدو وطني عدوي.
كشفت الحرب على غزة الوجه الحقيقي للتيار الخوانجي الذي ظل يصر على رهن المصالح العليا للوطن بمصير غزة الذي تسبب فيه القرار المتهور لحركة حماس خارج حساب موازين القوة وخدمة للأجندة الإيرانية. إذ لا تهمه قضية الوحدة الترابية وما يحاك ضدها من مؤامرات عدائية ولا أساليب الابتزاز التي انتهجتها قوى غربية لنهب ثرواتنا الوطنية. وقد أغاظه انقلاب الموازين الدولية لصالح المغرب بالاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء؛ وهو الاعتراف الذي قوّى موقف المغرب وصار سندا له، سواء دبلوماسيا بحيث اضطرت دول الابتزاز إلى تغيير موقفها، وباتت تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء وبمصداقية مقترح الحكم الذاتي كحل جدّي ووحيد للملف، أو عسكريا بحصول المغرب على أسلحة نوعية، أمريكية وإسرائيلية، جعلت المتربصين بالمغرب يعيدون حساباتهم وقد كانوا على وشك شن حرب عليه. فالتيار الخوانجي يجعل الولاء الإيديولوجي/الطائفي أسمى من الولاء للوطن. لهذا يهاجم كل من يجعل الولاء للوطن يسمو على أي ولاء. لأجل ذلك لا يكف عن مهاجمة الدولة على اختياراتها الوطنية والضغط عليها، عبر المظاهرات والاحتجاجات والمسيرات، بهدف الانخراط في خدمة أجندات خارجية معادية لقضيتنا الوطنية. علما أن المغرب، ظل ولا يزال وفيا في دعمه المالي والدبلوماسي الثابت للقضية الفلسطينية؛ بل جعلها في منزلة قضيتنا الوطنية الأولى، فيما أصحاب الأجندات لم يقدموا لها غير الشعارات والمخططات التي تضر بالقضية وتعمّق مآسي الفلسطينيين (الانقسام الداخلي، إفشال أوسلو، طوفان الأقصى).
فلا غرابة أن يزيد انفجار الحرب الإسرائيلية الإيرانية أصاب التيار الخوانجي سعارا بسبب الموقف المغربي، الرسمي والشعبي، الرافض للتضامن مع إيران بخلفية وطنية صرفة. ذلك أن إيران لم تكتف بالاعتراف بالبوليساريو كما هو شأن عدد من الدول التي لم يقطع معها المغرب علاقاته الدبلوماسية والتجارية، وإنما انخرطت في مسلسل عدائي يقوم على تدريب عناصر البوليساريو وتسليحهم ودعمهم في المحافل الدولية. فبعد أن أفشل المغرب خططها الرامية إلى نشر المذهب الشيعي وتمزيق النسيج الثقافي والاجتماعي والمذهبي للمغاربة كمقدمة لتشكيل تنظيم موالي لها يتحول، مع الزمن، إلى ذراع سياسية ضاغطة على شاكلة ما يقع في عدد من دول الشرق الأوسط، انخرطت إيران في المخططات العدائية التي تستهدف وحدة المغرب الترابية واستقراره الأمني والعسكري. وقد كشفت عدة تقارير استخباراتية وصحفية تورط إيران في تدريب عناصر البوليساريو، سواء في مخيمات تندوف أو في سوريا لاكتساب الخبرات القتالية قصد مهاجمة المغرب، ناهيكم عن تزويدهم بالأسلحة وصواريخ سام6 وسام 9 والطائرات المسيرة. كل هذا العداء لم يوقظ في الخوانجية أدنى شعور بالغيرة الوطنية ولا هزّتْهُم النفس على المغرب، ولا أيقظت فيهم مشاعر العزة والكرامة المشهود بها للمغاربة عبر التاريخ. ومن أجل المداراة على نضوب مشاعرهم الوطنية، لجأوا إلى اتهام رافعي شعار "تازة قبل غزة وإفران قبل إيران" بالتصهين؛ متوهمين أنهم بصنيعهم هذا سيدارون عن متاجرتهم بالقضية الفلسطينية وخدمتهم للأجندة الإيرانية. فالتاريخ لن يرحم الخوانجية حين بلعوا ألسنتهم لما هاجم البوليساريو السمارة والمحبس بالأسلحة الإيرانية، كما لم ينددوا بتدخلات ممثلي إيران في الأمم المتحدة الذين صنفوا المغرب "كمحتل" عليه "وقف انتهاكاته لحقوق الإنسان في الأجزاء المحتلة".
لا شك أن من لم تستفزه مواقف إيران وتصريحات مسؤوليها وممثليها في الأمم المتحدة ضد المغرب ووحدته الترابية لا يحق له الحديث عن الوطن والوطنية. ولا يشرّف المغاربة أن يكون بينهم من قلبه ولسانه مع أعداء الوطن. فأعداء الوطن ليسوا فقط حملة السلاح ضده، بل هم أساسا المتحالفون معهم والناطقون بلسانهم والمروجون لأيديولوجياتهم التخريبية، والذين قال فيهم الشاعر محمد الغامدي:
عَـدَوٌّ يَرْتـَدِيْ ثَـوْبَ الـطَّـهَـارَة // وَتَـصْـعَدُ مِنْهُ رَائِـحَةُ الـقَـذَارَة
يُظَـاهِرُهُ مِـنَ الأذْنَـابِ حَمْقَىٰ // أذَاقُـوا إخْـوَةَ الـوَطَنِ المَـرَارَة
كَـأَنَّـهَـمُ الـدُّمَـىٰ إِذْ حَـرَّكَـتْـهَا // يَدُ الشَّيْطَانِ مِنْ خَلْفِ السِّتَارَة.



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران في خدمة الأمريكان.
- حين يصيب العمى السياسي حماس والبوليساريو.
- نهج الجمعية م.ح.إ: الإقصاء والاستبداد ومصادرة الحقوق.
- زمن الميليشيات المسلحة إلى زوال.
- تفجيرات 16 ماي: الذكرى والعبرة.
- لم يعُد السّكوت خيرا من إجابة السفيه.
- ملاحظات على البيان الختامي للمؤتمر9 للبيجيدي.
- قبْل أن يتّسع الخرْق على الرّقْع.
- بيان التخوين والعصيان من شيوخ الإخوان.
- بيان التوخين من شيوخ الإخوان.
- غزة بين فكي كماشة الاحتلال والتطرف (2/2).
- غزة بين فكي كماشة الاحتلال والتطرف (1/2). سعيد الكحل.
- اللجوء السياسي غاية النضال الابتزازي.
- هل تخلى الغرب عن دعم إفريقيا في مواجهة خطر الإرهاب؟
- المغرب: ارتقاء أمني وتقهقر اجتماعي.
- الجزائر تحارب المغرب بدعمها الانفصال والإرهاب.
- أما آن لهذا الفساد أن ينتهي؟
- تعديل مدونة الأسرة يكشف عداء جماعة ياسين للنظام وللنساء.
- التكفير والتحريض على الكراهية أخطر منابع الإرهاب وجب تجريمهم ...
- سوريا بعد طوفان الأقصى الذي جرف نظامَها.


المزيد.....




- المواطنون المسيحيون يؤكدون دعمهم للقيادة وللقوات المسلحة الا ...
- مفتي القاعدة السابق: هذه الرؤى جعلت بن لادن يعتقد أنه المهدي ...
- حزب الله يُصدر بيانًا حول -النصر الإلهي- للجمهورية الإسلامية ...
- بعد تفجير انتحاري داخل كنيسة بدمشق.. هل المسيحيون مهددون في ...
- -رحل صدام والجمهورية الإسلامية لا تزال موجودة-.. دبلوماسي سا ...
- السنة الهجرية: حقائق عن التقويم القمري الذي سبق الإسلام بمئت ...
- -تعازي الرئيس غير كافية-... أكبر رجل دين مسيحي في سوريا ينتق ...
- -سرايا أنصار السنة- تتبنى تفجير الكنيسة بدمشق والبطريرك يازج ...
- المسيحيون في سوريا.. قلق وتخوف بعد هجوم كنيسة مار الياس
- إيران تعلق على مواقف دول عربية وإسلامية متفاوتة بالشدة والله ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - لا مساندة لأعداء وحدتنا الترابية.