أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خالد محمد احمد - مصر 2050 .. هل ستصبح ولاية تابعة لقوة إقليمية؟















المزيد.....

مصر 2050 .. هل ستصبح ولاية تابعة لقوة إقليمية؟


خالد محمد احمد

الحوار المتمدن-العدد: 8382 - 2025 / 6 / 23 - 08:39
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


هذا تحذير مما هو قادم، وقد أكون مخطئاً، أرى في حالة استمرار إدارة مصر 2025 على هذا المنوال، ومع ظهور قيادة في الجزائر أو تركيا أو المملكة العربية السعودية أو السودان أو سوريا، قيادة تملك مشروعاً سياسياً متماسكاً ذو طبيعة توسعية، فاحتمال كبير ان تصبح مصر سنة 2050، ولاية تابعة لهذه القيادة، وسيكون ذلك بدون حرب.
--------------------
وسيكون هذا المصير:
---------------------
1 – التوريث:
--------------------
من الدروس المستفادة من فترة حكم جمال عبد الناصر وانور السادات هو عدم تعيين خليفة، فقد كان ولايزال الهدف النهائي لكل حكام مصر، ما بعد جلاء الاحتلال الانجليزي، هو السيطرة علي المجتمع، للبقاء في الحكم أطول فترة ممكنة.
وما حدث ان انور السادات الذي اختاره جمال عبد الناصر نائباً للرئيس هو من انقلب علي كل ميراث جمال السياسي، وذلك بعد موت جمال وتولي انور حكم مصر. بينما انور قد اختار حسني مبارك نائباً له بناء علي نصيحة المخابرات الأمريكية. وبعد موت انور فضَّل حسني عدم اختيار نائب، وكانت معضلة، فمع تقدم حسني في السن اصبح السؤال عن (الخليفة) أمر واقع. فكان الحل هو (التوريث).

وثار الشعب التونسي ليسقط طاغية تونس.
ثم ثار الشعب المصري ليسقط طاغية مصر.

اتوقع ان يمهد عبد الفتاح السيسي للتوريث (ان يتولي احد ابناءه الحكم من بعده). ومن مظاهر هذا التمهيد هو عملية (نبش القبور) بالمعني السياسي التي يمارسها الطاغية من وقت لآخر.
بمعني: رأيي ان غالبية الشخصيات العامة والساسة الذين ظهروا في مصر، مابعد 2011، قد انتهي أمرهم سياسياً، لأنهم أخذوا فرصتهم في الظهور والعمل، وفشلوا في احداث تغيير للأفضل. الآن نحن في مصر، ومنذ سنة 2014، نعيش فراغ سياسي تستغله جماعات المصالح في الداخل والخارج، وكي يؤكد الطاغية علي حقيقة عدم وجود ند له أو بديل فهو يطلق يد أجهزته الأمنية للتنكيل بشخصيات يعتبرها معارضة لحكمه، بصرف النظر عن تأثيرهم الحقيقي في الشارع المصري، فعن طريق تذكير الناس من وقت لآخر بهؤلاء الجثث (بالمعني السياسي) سيتأكد للناس عدم وجود بديل لحكمه.
كذلك فإن عملية (نبش القبور) هذه تفيد الحاكم في صرف الانتباه عن أي وجه جديد قد يظهر، فهي فرصة لوأد أي محاولة جادة للتغيير.
في عام 1952، كان معظم الساسة، وليس كلهم، بعد سقوط النظام الملكي ساقطين أخلاقياً في نظر الشعب المصري، بسبب سياستهم للبلاد فترة الاحتلال الانجليزي، والتي خدمت الاحتلال والأسرة المالكة أكثر مما خدمت الشعب المصري، والاخوان ساعتها ورغم قدرتهم علي الحشد، لكن قادتهم (المرشد وأعوانه) كانوا غير مقنعين للشعب المصري بأنهم فعلاً قادة، لذلك، في رأيي، كانت مسألة وقت كي يزيح الضباط الأحرار الاخوان من المشهد السياسي، فالبديل التافه الغبي يخدم دائماً الطاغية.
كذلك بعد سقوط حسني مبارك بثورة شعبية سنة 2011، الشعب المصري لم يخطئ في الثورة عليه، ولكن ما حدث أن البدائل كانت لا تصلح للقيادة، كانوا أغبياء وتافهين، سواء كانوا اخوان أو علمانيين، لذلك كانت مسألة وقت كي يعود احد (أفراد) نظام حسني مبارك للحكم.
وما حدث في رأيي، ان قادة الجيش (أفراد) صعدوا في عهد حسني مبارك (فرد) ليمهدوا الطريق أمام توريث الحكم لأبن حسني، ثم حدثت ثورة تونس لتجيب عن سؤال: هل يمكن إزاحة حاكم أستمر في الحكم 30 عاماً ويسيطر علي مفاصل الدولة؟ الاجابة نعم، الاجابة تونس.
ثم وبعد إزاحة حسني مبارك من الحكم، لم يجد قادة الجيش (الأفراد) سوي التحالف مع الاخوان (الأفراد)، وهو تحالف ليس ضد الثورة أو الشعب، هو ببساطة تحالف كان الهدف منه هو ان يحتفظ كبار موظفين الدولة (قادة الجيش والشرطة والقضاة وغيرهم) بامتيازاتهم مع عدم محاكمتهم علي جرائمهم، وان يتوسع نفوذ الاخوان في مؤسسات الدولة، فهي ليست مؤامرة علي الثورة أو الشعب المصري، هو تحالف (الأفراد) للحفاظ ولتعظيم مكاسبهم الشخصية فقط لا غير.
وبسبب أداء أفراد الاخوان، أضحت الثورة عليهم مسألة وقت، وطبيعي بسبب عدم كفاءة محمد مرسي في قيادة مؤسسات الدولة، أن يتكون تحالف خفي من كبار موظفي الدولة لملء الفراغ السياسي في حالة الثورة علي الاخوان، وهو ما حدث فعلاً، ثم سيطر عبد الفتاح السيسي قائد الجيش هو ومجموعة من قادة الجيش مع كبار موظفين الدولة علي حكم مصر، ثم أطاح عبد الفتاح بكل من تعاونوا معه من قادة الجيش وكبار موظفين الدولة وأستبدلهم برجال آخرين، لينفرد وحده بحكم مصر.
والآن عبد الفتاح السيسي يتعمد التوسع في تعيين ابناء العاملين ليضمن ولاء وتبعية مؤسسات الدولة (أفراد) له، بحيث إذا توفر البديل لعبد الفتاح أمام الشعب المصري، سيجد هذا البديل ان (أفراد) مؤسسات الدولة يعملون ضده بدون إعطاءه أي فرصه.
انا لا أعرف المستقبل، ما عشته هو أن عبد الفتاح تعمد علي مدار حكمه منذ 2014 ان يزيد الفقر في المجتمع المصري في دورات محددة نسبياً مستغلاً الظروف الداخلية والعالمية، (بداية حكمه – تعويم مفاجئ للجنيه المصري 2016 – التعديلات الدستورية 2019 – جائحة كورونا 2020 – الحرب الروسية الاوكرانية 2022 – تعويم بطئ للجنيه منذ أواخر 2022)، واتوقع في الفترة من 2030-2035 ستكون الذروة .. تمهيداً للتوريث.
الفقر يكسر الرجال وهذه وسيلة حاكم مصر لتحقيق هدفه وهو توريث الحكم .. ستكون أياماً لم يحياها الناس من قبل .. قرأنا عن البؤس والهوان .. لكن من قرأ وسمع ليس كمن رأي وأختبر.
باختصار أري ما فشل فيه حسني مبارك من توريث حكمه سينجح فيه عبد الفتاح السيسي.
-------------------------------------
2 – بداية ونهاية دولة كبار الموظفين:
-------------
وبسبب سياسة نشر الفقر والجهل في المجتمع المصري .. كثرت في عهده الدعوه للثوره عليه .. وفشل دعاة هذه الثورات في حشد الناس بسبب عدم توفر أهم شروط لنجاح الثورة .. وهو وجود بديل للطاغية يثق فيه معظم افراد المجتمع .. ووجود قادة للفكر .. وهي شروط لم يوفرها الله سبحانه وتعالي في المجتمع المصري منذ 2014 وحتي تاريخ كتابة هذه السطور .. ولا أعلم لماذا .. ولا أعلم الغيب .. ما أعلمه ان الشعب المصري لم يخطئ في الثورة سنوات 2011 و2013 .. بل حكامنا وجماعات المصالح هم المذنبون .. لأنهم خونه .. خانوا الأمانه وخانوا ثقة الناس فيهم .. والشعب صابر لحين ظهور مخرج .. فالشعب المصري ليس بالأحمق الذي يذهب لحرب أهلية أو الفوضي تحت يافطة مكتوب عليها الثورة.
ان السبب الرئيسي في توسع عبد الفتاح السيسي في تعيين ابناء العاملين هو ضمان ولاء الجهاز الإداري للدولة وعدم انقلاب كبار الموظفين علي حكمه، وعند مرحلة معينة من تقدم سنه سيختار احد أبناءه لخلافته في الحكم، فهو لا يضمن ان يختار احد آخر فينقلب علي ميراثه السياسي.
الأبن سيفتقد الشرعية، لذلك سيقدم المزيد من التنازلات للخارج وسيعطي المزيد من الصلاحيات لكبار موظفين الدولة.
دولة كبار الموظفين مع تقدم سنهم وانتشار الفساد ومحدودية الكفاءة وتبعية الاقتصاد للخارج، سيؤدي كل ذلك لتحلل الجهاز الإداري من الداخل، مما سيعطي فرصة أفضل لأستسلامهم لإرادة قيادة إقليمية تملك مشروع سياسي توسعي.
---------------------------------------------
3 - متي سيبدأ نفوذ القوة الإقليمية الصاعدة في السيطرة على مصر؟
--------------
رأيي ان النظام فى مصر الذي ساعد الاحتلال الاسرائيلي على حصار غزة سنة 2023 وصمته على المذابح .. قد تحول سياسياً لجثة تتحلل ببطء منذ تلك الفاجعة .. والتي ساعد وأيد ارتكابها طمعاً في دعم الاحتلال واوروبا وامريكا لبقاءه في حكم مصر.
وفي رأيي، بعد 2040، سيكون معظم أساتذة الجامعات (عقل النظام) الداعمين لهذا النظام قد ماتوا أو تقدموا جدا في السن لدرجة لا تسمح لهم بالعمل، ساعتها سيكون البديل هم تلامذة هؤلاء الاساتذة، تلامذة محدودي المعرفة والخيال السياسي، ولن يجد حاكم مصر عقل يعتمد عليه لمواجهة ما سيحدث.
في 2011، حدثت الثورة نتيجة تراكمات، وعلي رأس هذه التراكمات ظهور جيل جديد من الشباب المتعلم المثقف الواعي بمشاكل بلده، في 2040 سيكون الوضع مختلف، النظام الحاكم يعتمد علي أساتذة الجامعات الموالين له، وكلهم تقريباً من كبار السن، ومنهم من خدم كل الحكام، هؤلاء هم ترزية القوانين، القوانين التي يتحكم من خلالها الحاكم وجماعات المصالح في كل شئ، هؤلاء من ينفذوا إرادة الحاكم وجماعات المصالح ويصيغوا الاتفاقيات الدولية التي تضيع حق البلد في مواردها وحدودها، هؤلاء هم (عقل النظام) الذي يساعده في تنفيذ ما يريد.
وسيبدأ نفوذ القوة الإقليمية الصاعدة في السيطرة على مصر بعد فنائهم.
------------
ساعتها، ومع الفرضية الأساسية لهذا المقال بظهور قيادة في الجزائر أو تركيا أو المملكة العربية السعودية أو السودان أو سوريا، تملك مشروعاً سياسياً متماسكاً ذو طبيعة توسعية، سيكون قادة مصر من كبار موظفين الدولة، معدومين الخيال السياسي، وبهم محدودية كفاءة إدارية، وهذه أصلاً أسباب تصعيدهم للمناصب القيادية، ساعتها، لن يملكوا إرادة سياسية لمقاومة هذا النفوذ، سيستسلموا له، طمعاً في بقاءهم في مناصبهم، ولأجل احتفاظ أسرهم بالامتيازات التي لم يستحقوها، ستصبح مصر تحت قيادتهم، ولاية تابعة للقوة الإقليمية صاحبة المشروع التوسعي، وبدون حرب.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السودان .. السيناريو الثاني لنهاية الحرب
- دستور تونس 2022 .. شئ من الخوف


المزيد.....




- إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضرب ...
- مهرجان موازين يحتفي بدورته العشرين بحضور فني عربي وعالمي ممي ...
- غزة تشيع نضال وكندة.. رضيعان قتلهما الحصار الإسرائيلي
- رئيس وزراء إسرائيل يتحدث عن فرص جديدة لتوسيع -اتفاقات السلام ...
- مصدر إسرائيلي: دعوة ترامب لوقف محاكمة نتنياهو جزء من تحرك لإ ...
- هل يثير اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران زخما لوقف ح ...
- أول اعتراف رسمي.. وزير الخارجية الإيراني: أضرار كبيرة طالت ا ...
- مصادر إسرائيلية تتحدث عن قتال صعب وإجلاء جنود جرحى بخان يونس ...
- هل تجبر عمليات المقاومة نتنياهو على إبرام صفقة شاملة في غزة؟ ...
- تزايد اختطاف الأطفال على يد جماعات مسلحة بموزمبيق


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خالد محمد احمد - مصر 2050 .. هل ستصبح ولاية تابعة لقوة إقليمية؟