أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خالد محمد احمد - السودان .. السيناريو الثاني لنهاية الحرب















المزيد.....

السودان .. السيناريو الثاني لنهاية الحرب


خالد محمد احمد

الحوار المتمدن-العدد: 7606 - 2023 / 5 / 9 - 13:33
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


يتحدث الجميع عن سيناريو واحد لنهاية الصراع علي حكم السودان الذي بدأ في 24 رمضان 1444هـ الموافق 15 ابريل 2023م .. وهو (تقسيم السودان) .. لكن يوجد سيناريو ثاني له أساس علي الأرض .. وهو سيناريو (القائد المنقذ).
----------------------------------------------
يتلخص سيناريو (القائد المنقذ) في الآتي:
1 – نظام حكم طاغية.
2 – ليضمن الطاغية استمرار حكمه أطول فترة ممكنة يتعمد تكوين جماعات مصالح في المجتمع وكل واحد من هذه الجماعات له قائد مختلف.
3 – كل قائد يملك قدر محدود من مقومات القوة .. مثل احتكار سلعة معينة أو قدر محدود من الشعبية أوعلاقات اقليمية أو دولية محدودة.
4 – كل قائد فيهم تم تصعيده خلال حكم الطاغية وفق مشروع سياسي واضح وهو استمرار حكم هذا الطاغية أطول فترة ممكنة ليكون لقائد كل جماعة مصالح دور في هذا المشروع.
5 – يتعمد الطاغية تجميع مصادر القوة (احتكار سلع معينة والسلاح وعلاقات محدودة بالخارج .. الخ) في يد جماعتان فقط من جماعات المصالح .. ليتزن ميزان حكمه وليضرب طرف بالطرف الآخر إذا احتاج ذلك في سبيل سيطرته علي المجتمع.
6 – بضغط حقيقي من الشعب يسقط الطاغية .. ويتخلي عنه قادة جماعات المصالح بما فيهم الجماعات التي تحتكر السلاح.
7 – بعد سقوط حكم الطاغية يظهر قائد كل جماعة مصالح .. لكن القائدان اللذان سمح حكم الطاغية الساقط لهما بامتلاك مقومات القوة مجتمعة يكونا الأكثر ظهوراً وتأثيراً بفعل الأمر الواقع.
8 – لمحدودية شعبيتهم يلجأ كل قائد جماعة للخارج لتدعيم سيطرته علي المجتمع .. ويترجم الدعم الخارجي في المنطقة العربية لطلب دعم الاحتلال الاسرائيلي والشركات الدولية.
9 – ثم يبدأ واحد من الجماعتين الكبيرتين في التحرك والحشد ضد الجماعة الأخري.
10 – وبعد انتشار قدر من الخراب في المجتمع .. يتقبل المجتمع مجبراً أي نهاية لهذا الصراع بصرف النظر عن هوية المنتصر .. المهم ساعتها بالنسبة للناس هو نهاية الخراب.
11 – يبدأ دعم خارجي حقيقي يقدم لأحد طرفي الصراع الذي يقدم أكبر قدر من التنازلات للخارج.
12 – ولا يمكن لوم المجتمع .. فالخراب قد أجبرهم علي قبول النتيجة .. المخطئ هنا هم جماعات المصالح فقط.
13 – يقدم قائد جماعة المصالح المنتصر نفسه للمجتمع انه المنقذ من تقسيم البلاد .. ويستثمر سياسياً في الخوف من الحرب الأهلية لأجبار الشعب علي قبول سيطرته علي المجتمع.
---------------------------------
يمكن أكون غلطان .. اختلفت تفاصيل هذا السيناريو (القائد المنقذ) من مجتمع لآخر عن السودان .. لكن المضمون واحد .. يوجد نمط هنا .. تكرار للفكرة مع اختلاف الاحداث.
طرفان يملكان مقومات القوة وليس لقادتهم شعبية كبيرة .. طرف غبي يلجأ لأستخدام القوة لفرض قيادته للمجتمع .. والطرف الثاني ولأنه الأقوي عسكرياً يقدم نفسه انه المنقذ .. ومع الوقت يقدم الطرفان تنازلات كبيرة للخارج بسبب محدودية شعبيتهما بين افراد المجتمع .. الخارج هنا هو الاحتلال الاسرائيلي والشركات الدولية .. وفي النهاية وبعد السقوط المتوقع للطرف الغبي الذي بدأ الصراع .. سيقدم المنتصر نفسه للمجتمع علي انه الحامي من الفوضي .. وبدعم خارجي ونتيجة للأزمة الاقتصادية التي حدثت بفعل الصراع علي الحكم سيتقبل المجتمع النتيجة مرغماً.
-----------------------------
إذا حاولنا تطبيق هذا السيناريو (القائد المنقذ) علي أحداث السودان سنجد الآتي:
1 – في السودان الآن صراع عسكري علي الحكم بين وزير الدفاع عبد الفتاح البرهان وقائد ميليشيات تسمي الدعم السريع حميدتي بدأ في 24 رمضان 1444هـ الموافق 15 ابريل 2023م.
2 – وبتطبيق هذا السيناريو (القائد المنقذ) .. نجد أن البرهان وحميدتي صعدا للحكم في عهد البشير وليس لأي منهما شعبية أو كفاءة معروفة.
3 – والهدف من تصعيدهما هو مساعدة البشير في البقاء في حكم السودان أطول فترة ممكنة.
4 – حدثت مظاهرات قوية في السودان ليسقط البشير .. ويتخلي عنه قادة الجيش والدعم السريع في موقف ذكي وحقير لينقذا نفسيهما من السقوط والمحاكمة.
5 – القائدان بفعل الأمر الواقع ونتيجة طبيعية لسنوات في خدمة النظام الساقط يملكان مقومات القوة العسكرية والمالية ولهم علاقات خارجية واقليمية .. لكن ليس لهما شعبية في الشارع السوداني.
6 – وبضغط حقيقي من المتظاهرين يتم تحديد اتفاقيات لتسليم الحكم لحكومة منتخبة .. في السودان يوجد نخب سياسية لها قدر من الشعبية .. ولهذا لا يمكن اتهام مظاهرات السودان بأنها دعوة للفوضي .. يوجد قادة بدائل يثق الشعب السوداني فيهم .. وهذه هي معضلة قادة الجيش والدعم السريع من فلول حكم الطاغية .. فالشعب يريد محاكمتهم علي فسادهم وجرائمهم.
7 – الحل إذاً هو تحرك أحد الأطراف ليقضي علي الطرف الثاني ويسيطر عسكرياً علي المشهد السياسي فارضاً نفسه علي الجميع.
8 – قائد الدعم السريع ولأنه الطرف الأقل شعبية لارتباط قواته بعمل مذابح في عهد البشير في دارفور وغيرها للقضاء علي المظاهرات التي كانت تطالب البشير بمطالب عادلة .. تحرك قائد الدعم السريع الغبي للقضاء علي قوات الجيش والسيطرة بالقوة العسكرية علي حكم السودان .. وسبب غباءه هو محدودية خبرته العسكرية ومحدودية تسليح وتدريب قواته.
9 – سيأخذ الصراع وقتاً لحسم المعركة لصالح قائد الجيش.
10 – وبعد الانتصار المتوقع لقائد الجيش .. وبسبب الخراب الذي طال كل شئ في السودان بسبب هذا الصراع المسلح علي الحكم .. سيتقبل الشعب السوداني مرغماً بقاء قائد الجيش رئيساً للبلاد.
11 – وبالنسبة للدعم الخارجي .. فقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان اعترف صراحة بلقائه رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي .. وقد أعلن رئيس وزراء الاحتلال وجود خطواط لتطبيع العلاقات بين السودان والاحتلال الاسرائيلي .. وهذا يفتح الباب لدعم امريكي واوروبي للبرهان.
ادعو الله سبحانه وتعالي ان أكون مخطئ.
----------------------------------------
دور دول الجوار في سيناريوهات السودان:
----------------------------------------
لا أقول المجتمع المصري .. ولكن أقول نظام عبد الفتاح السيسي يريد عدم وجود تداول سلمي للحكم في السودان .. وذلك لسببين .. أولاً: سياسياً هو لا يريد نموذج لتداول الحكم بشكل سلمي في الدول العربية .. علي الأقل في الدول المجاورة لمصر .. كي لا يهدد هذا النموذج الحكم المطلق في مصر ويتكرر ما حدث من ثورة سنة 2011 التي أسقطت حكم حسني مبارك.
والدليل علي صحة هذا الرأي .. رد فعل عبد الفتاح السيسي ومجموعته أمام ما يحدث في ليبيا .. فبعد سنوات من التقدم البطئ في التغيير السياسي .. وبعد انقسام بين قيادات ليبيا بين حكومة في طرابلس وأخري في الشرق .. فشلت الحملة العسكرية علي طرابلس بعد أكثر من عام علي بدايتها .. وبدأ تقهقر قوات خليفة حفتر للشرق .. ساعتها سنة 2020 أعلن عبد الفتاح السيسي ان الخط الواصل بين مدينتي سرت والجفرة خط أحمر .. هذا اعلان واضح بموافقة السيسي علي تقسيم ليبيا .. لأن المعلن هو موافقة وتفضيل تونس والجزائر لوحدة الأراضي الليبية وان تتولي منظمات الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية المسألة الليبية مع عدم تدخل دولي أو أوروبي في هذا الأمر .. كما يوجد دعم مالي من الامارات لجيش خليفة حفتر .. لا مبرر واضح لفشل هذه الحملة العسكرية سوي سوء الإدارة .. وقد كان السيسي هو الداعم الواضح للجميع لخليفة حفتر عسكرياً .. فرغم وجود قرارات دولية بعدم تسليح طرفي الصراع في ليبيا .. لكن تركيا رجب طيب اردوغان كانت تسلح حكومة طرابلس بمعدات وأسلحة حديثة مثل الطائرات المسيرة والدفاعات الجوية .. لقد فرض السيسي علي الجميع تقسيم ليبيا بعدم دعمه الجيش الليبي فكان سوء الادارة والتسليح المحدود سبب الهزيمة والتقسيم .. والهدف النهائي للسيسي هو عدم وجود نظام حكم عادل وبه تداول سلمي للحكم علي حدود مصر .. كي يحافظ علي استقرار حكمه.
والسبب الثاني لعدم رغبة نظام عبد الفتاح السيسي في وجود تداول سلمي للحكم في السودان هو سبب يتعلق بالعدل والاقتصاد: ان تستمر سرقة ثروات السودان .. فالسيسي مستفيد من هذه السرقات .. فالسودان يمتلك الكثير من الثروات التي لم تستغل بشكل يفيد الشعب السوداني .. مثل وجود أكثر من مئة مليون فدان صالحين للزراعة ومناجم الذهب وغيرها من ثروات ومن مصلحة نظام السيسي ان تستمر هذه السرقات.
والدليل علي صحة هذا الرأي .. رد فعل السيسي تجاه ضياع ثروات ليبيا .. ما حدث في ليبيا باختصار شديد .. ان طاغية ليبيا القذافي كان يكنز الذهب والفضة لتكون أساس لعملة موحدة لدول افريقيا .. وفي مختلف التقديرات وصل ما تم كنزه لمئات الملايين .. وبعد سقوط معمر القذافي .. لا احد يعرف علي وجه الدقة أين ذهبت هذه الثروات .. فقبل الحملة العسكرية لخليفة حفتر علي طرابلس بهدف توحيد ليبيا تحت لواء حكومة واحدة .. كان يوجد تحرك ليبي لاستعادة أموال وثروات القذافي وفتح تحقيق حول سرقة ذهب وفضة ليبيا .. وبعد فشل حملة حفتر لم يعد أحد في حكومة طرابلس أو حكومة الشرق يتحدث عن هذا الأمر .. فكان فعل السيسي ودوره في عدم تسليح الجيش الليبي رغم تسليح تركيا رجب طيب اردوغان لحكومة طرابلس .. وموافقته بعد هزيمة جيش حفتر لسوء الادارة ومحدودية التسليح علي تقسيم ليبيا باعلانه خط سرت والجفرة خط أحمر يجب علي قوات طرابلس عدم تخطيه .. كانت هذه الأفعال دليل علي دوره في سرقة أموال ليبيا .. فحكومة السيسي تتعامل مع نفس الشركات الأوروبية التي تتعامل معها حكومة طرابلس .. فلماذا لم يقاطع هذه الشركات؟ .. لأنه يدعم تقسيم ليبيا كي لا تكون نموذج لتداول الحكم ولعدم تحقيق العدالة في معرفة أين ذهبت ثروات ليبيا.
لهذه الأسباب أري ان دور عبد الفتاح السيسي في السودان سيكون دور سلبي .. لتحقيق مكاسب شخصية له تتمثل في بقاءه في الحكم أطول فترة ممكنة.
السبب الحقيقي في تدخل السيسي في ليبيا والسودان هو عدم رغبته في وجود نموذج لتداول الحكم يهدد سيطرته علي المجتمع المصري .. كما انه وبصفة عامة هو ومجموعته يفتقدوا الكفاءة المطلوبة لحل المشاكل.
**************
وقد أكون علي خطأ .. بداية خروج السودان من هذا الصراع المسلح يكون بعدم عقد صفقات سياسية بين الأحزاب والنخبة السياسية السودانية وأطراف هذا الصراع .. عدم صبغ شرعية سياسية علي أحد فيهم.
*************
ادعو الله سبحانه وتعالي ان يحفظ السودان من كل سوء.



#خالد_محمد_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دستور تونس 2022 .. شئ من الخوف


المزيد.....




- قيادي بحماس لـCNN: وفد الحركة يتوجه إلى القاهرة الاثنين لهذا ...
- مصر.. النائب العام يأمر بالتحقيق العاجل في بلاغ ضد إحدى شركا ...
- زيارة متوقعة لبلينكن إلى غلاف غزة
- شاهد: -منازل سويت بالأرض-.. أعاصير تضرب الغرب الأوسط الأمريك ...
- الدوري الألماني ـ كين يتطلع لتحطيم الرقم القياسي لليفاندوفسك ...
- غرفة صلاة للمسلمين بمشفى ألماني ـ مكان للسَّكينة فما خصوصيته ...
- محور أفدييفكا.. تحرير المزيد من البلدات
- خبير ألماني: بوتين كان على حق
- فولودين: واشنطن تضحّي بالآخرين للحفاظ على القطب والواحد
- فرنسا تتهم زوجة -داعشي- سابقة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خالد محمد احمد - السودان .. السيناريو الثاني لنهاية الحرب