أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مصطفى علوش - عملية إيلات من المستفيد من رسائلها؟















المزيد.....

عملية إيلات من المستفيد من رسائلها؟


محمد مصطفى علوش

الحوار المتمدن-العدد: 1812 - 2007 / 1 / 31 - 07:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المؤكد أن العملية الفدائية التي وقعت في إيلات ، والتي أودت بحياة ثلاثة إسرائيليين ، إضافة إلى عدد من الجرحى في منطقة تعتبر من أكثر المناطق الإسرائيلية تحصناً لأهميتها الإستراتجية الكامنة في إطلالها على البحر الأحمر من ناحية ولمتاخمتها لكل من الحدود الأردنية والمصرية من ناحية أخرى ، فضلاً عن أن المُنفذ لها جاء من قطاع غزة ، الذي يحيط به أسلاك شائكة ، من خلفها مناطق عازلة زرعت بالألغام ، وذلك تحسباً لعمل من هذا النوع، في وقت يعيش الفلسطينيون اقتتالاً داخلياً غير مسبوق حلمت أكثر من دلالة وأرسلت أكثر من رسالة وفي أكثر من اتجاه .

لقد جاءت "عملية إيلات" بعد 9 أشهر من توقف العمليات الفدائية داخل إسرائيل ، كما أنها الأولى من نوعها، في عام 2007م، بعد التفجير الذي استهدف محطة الحافلات المركزية، وأوقع عددًا من القتلى والجرحى "الإسرائيليين" في نيسان/ أبريل الماضي. كما تأتي بعد شهرين من هجومين ، نفذتهما سيدتان في قطاع غزة. في ظل هذه المعطيات فإن الرسائل التي حملتها العملية كانت ساخنة وكثيفة من أهمها:

الرسالة الأولى : تبني حركة الجهاد الإسلامي لها بعد عمليتها الأخيرة في نيسان/ابريل الماضي يعني أن الحركة لا تزال غير معنية في الهدنة الموقعة في غزة ، التي اتفقت عليها إسرائيل وجماعات النشطاء في نوفمبر/ تشرين الأول . وقد كانت الحركة طالبت بأن تمتد الهدنة لتشمل الضفة الغربية حيث تشن القوات الإسرائيلية غارات لاعتقال نشطاء لها.

الرسالة الثانية : أن الاقتتال الداخلي الذي أشعلت أواره إسرائيل لن يجعلها في مأمن عن ضربات المقاومة . وقد أكد ذلك المتحدث باسم سرايا القدس ، أن العملية هي الأولى في إطار ما أسماها بعمليات "ذوبان الجليد الاستشهادية"، والتي جاءت ردًا على الخروقات "الإسرائيلية" ضد الفلسطينيين وعمليات الاغتيال لناشطي "الجهاد الإسلامي" و"كتائب الأقصى" في الضفة وغزة ، متوعداً بتنفيذ سلسلة من العمليات النوعية التي قال إن "إسرائيل" لم تشهدها من قبل، وحذرها من مغبة تصعيدها ضد الفلسطينيين.

الرسالة الثالثة: هي للداخل الفلسطيني ، الذي يعيش الآن على أنغام الاقتتال الداخلي الذي راح ضحيته أكثر من 33 شهيد فلسطيني خلال أربعة أيام ، بأن النضال الفلسطيني لا يكون بالتصارع بين فتح وحماس على سلطة وهمية لا وجود لها . فقد دعا المتحدث السابق في بيانه، فصائل المقاومة إلى التوقف الفوري عن الاقتتال الداخلي وتوجيه البندقية نحو "العدو الإسرائيلي"

الرسالة الرابعة: رسالة مزدوجة ، وجهها الأول أن المقاومة ليست حكراً على المتصارعين من فتح وحماس باسم النضال الفلسطيني ، وأن العالم العربي ينبغي أن يسمع لأصوات أخرى غيرهما . أما وجهها الثاني فهي موجهة للمجتمع العربي والدولي المتفرج على ما يحدث داخل الشعب الفلسطيني من اقتتال، لأن ضرب إسرائيل سوف يحرك المساعي العربية والغربية للتحرك فوراً.

الرسالة الخامسة: أن سياسة التجويع الاقتصادي ، التي تمارس على الشعب الفلسطيني برغبة أمريكية وتواطؤ عربي واضح أدى إلى عدم المركزية في القرار داخل الشارع الفلسطيني ، وأن قيادتي حماس وفتح غير قادرتين على ضبط كوادرهما في عدم خرق الهدنة، وأن الحل هو الإسراع في فك الحصار .

العملية تنقذ حماس وتربك السلطة

حماس الذي تحارب من الداخل والخارج ، رأت في العملية تخفيف من الضغط الذي يمارس عليها. إذ قالت على لسان متحدثها إسماعيل رضوان أن عملية ايلات تأتي في سياق الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال المتصاعدة من حصار للشعب الفلسطيني واجتياحات واغتيالات واعتقالات في الضفة الغربية وقطاع غزة"، وبحسب المتحدث فإن "المسؤول عن تصاعد الوضع الميداني على الساحة الفلسطينية إنما هو العدو الصهيوني ".

أضف ، أن هناك ثمة قرار مركزي لحركة فتح في الانقلاب على الانتخابات التي أوصلت حماس للسلطة ، سواء بالقوة ، أو بالضغط على حماس من أجل ترك ثوابتها تمهيداً لإقصائها في جولة قادمة، من خلال الضغط على حماس لتشكيل "حكومة قادرة على فك الحصار"، أي حكومة تعترف بالشروط الرباعية الدولية الداعية إلى الاعتراف بإسرائيل ونبذ السلاح في الحصول على الحقوق المسلوبة.

لقد جاءت العملية لتلفت النظر عن الاقتتال الداخلي ، وتحوله إلى الصراع الأساسي ، وبالتالي تدفع في الضغط على المجتمع الدولي لفك الحصار عن الفلسطينيين ، الهادف أصلاً إلى إقصاء حكومة حماس غير المرغوب فيها دولياً لما تحمل من اتجاهات إسلامية ولقربها من إيران فضلاً عن عنادها المستميت في عدم الاعتراف بإسرائيل كدولة قائمة ، وعدم الرغبة في سلام دائم معها في إطار حل شامل للمنطقة. فالعملية التي قال مسلحون في مؤتمر صحفي إن التخطيط لها استمر سبعة أشهر، جاءت لتصب في مصلحة حماس خلال ساعات.

لا شك أن "عملية إيلات" أربكت السلطة الفلسطينية أمام "اللجنة الرباعية" التي سوف تلتئم خلال أيام . وقد ظهر الامتعاض على لسان نمر حماد مستشار الرئيس الفلسطيني الذي أدان عملية "إيلات" قائلاً :" إن موقف السلطة معروف وهو إدانة العمليات التي تستهدف مدنيين، واعتبرها لا تخدم النضال الفلسطيني رغم التضحية التي قدمها الشاب منفذ الهجوم"، مشيرًا إلى أن "إسرائيل" ستستغلها مبررًا لمزيد من التصعيد ضد الفلسطينيين.

كما أن "اللجنة الرباعية" المعنية بعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، والذي ينتقد أعضاؤها السلطة الفلسطينية باعتبارها المسئولة الأولى عن اتفاق الهدنة مع اسرئيل ، أظهرت امتعاضها في تصريحات أدان الفارو دي سوتو مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى الشرق الأوسط الذي قال "انه كان هجوما على أشخاص عاديين كانوا يقومون بنشاطهم اليومي وهذا أمر لا يمكن تبريره". في حين دعت موسكو السلطات الفلسطينية إلى "بذل كل ما يمكن من اجل احتواء مظاهر التطرف التي لا مبرر لها والتي لا تفيد مصالح الشعب الفلسطيني على الأمد الطويل".. أما المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو العملية في بيان وقال إن "الإخفاق في التحرك ضد الإرهاب سيؤثر لا محالة على العلاقات بين تلك الحكومة والمجتمع الدولي ويقوض طموحات الفلسطينيين بإقامة دولة لهم".


الرد الإسرائيلي

على الرغم من توعد اولمرت بشن "حرب بلا هوادة" ضد من أسماهم "الإرهابيين وقادتهم" عقب العملية ، فضلاً عما أكدته وزيرة الخارجية تسيبي ليفني أن "إسرائيل أظهرت ضبط نفس استثنائيا من أجل منح الفلسطينيين فرصة لمكافحة الإرهاب ووقف الهجمات. وللأسف فقد فشل الفلسطينيون في وقفها" فإن إسرائيل برأيي لن تقدم على شن حملة واسعة، وإنما إذا أرادت أن ترد فإنها سوف تستهدف تصفية قيادات في حركة الجهاد في عمليات محدودة لأسباب عديدة من بينها

- إسرائيل تعلم جيداُ أنها لم تنجح في وقف العلميات الاستشهادية بالقوة العسكرية وخصوصا مع تغير الحكومات الإسرائيلية بين القصور والحمائم كما يسمونهم.
- ما تعيشه اسرئيل اليوم من صراعات داخلية أهمها فضحية الرئيس الجنسية وفضائح التحقيق بالإخفاق العسكري على لبنان إضافة إلى استقالة بعض الوزراء المحتملين عقب استقالة حالوتس، والتنازع الحاصل بين أولمرت وفريق حكومته .
يبدو مما سبق ، أن حكومة أولمرت الضعيفة التي من هدفها الابتعاد عن أي عمل يوحد الفلسطينيين سوف تؤجل أي رد واسع على عملية إيلات وستظل تصب الزيت على النار في مزيد من الاقتتال الداخلي بين الفلسطينيين حتى لا توحد الفلسطينيين في مواجهتها ضد أي رد محتمل لها من جهة ولتعطي صورة للغرب أن المجتمع الفلسطيني غير قادر على حكم نفسه بنفسه



#محمد_مصطفى_علوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوش وسياسة الهروب الى الأمام
- الى أين تتجه الأزمة في لبنان
- المعارضة اللبنانية كيف تشكلت وما أجندتها؟
- لماذا تُقوض الديمقراطية في لبنان؟
- هل ستشهد المعارضة اللبنانية شرخاُ جديداً؟
- الحكومة والمعارضة والسباق المحموم نحو الإنفجار
- لبنان بعد الإغتيال
- البصمات الإسرائيلية والقرار 1706: تفتيت للسودان أم حماية لدا ...
- هل لبنان على طريق الفدرالية ؟
- إيران والولايات المتحدة..هل حان النزال بينهما؟
- هل وراء استقالة الوزراء الشيعة استحقاقات إقليمية
- هل سينفجر الوضع في لبنان وما نصيب المنطقة من ذلك؟
- بعد تقسيم العراق وأفغانستان ..هل سنشهد حلفاً إيرانياً أمريكي ...
- الإستراتجية الإسرائيلية في تخريب الدول الإفريقية
- تفتيت العراق ومطامع إيران في الخليج
- كوريا الشمالية كما تراها أجهزة المخابرات الأمريكية
- الأهداف الحقيقية للولايات المتحدة من التهويل من الملف النووي ...
- الوجود التنظيمي للقاعدة في لبنان
- سوريا واللعب بورقة القاعدة في لبنان
- الأجندة الخفية للقوات الدولية في لبنان


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مصطفى علوش - عملية إيلات من المستفيد من رسائلها؟