أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن جبار - إسرائيل… الكعكة اللذيذة التي كشفت عُري العالم














المزيد.....

إسرائيل… الكعكة اللذيذة التي كشفت عُري العالم


حسن جبار

الحوار المتمدن-العدد: 8378 - 2025 / 6 / 19 - 13:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أن تم إنشاء الكيان الصهيوني في قلب العالم العربي، على أنقاض أوطانٍ مغتصبة، وبدعم مباشر من قوى الاستعمار والاستكبار العالمي، بدا أن المشروع لم يكن سوى أداة وظيفية، لا كياناً طبيعياً نابعاً من إرادة شعوب أو من سياق تاريخي مشروع. لقد صُنع هذا الكيان في مختبرات السياسة الغربية، لا على أرض الواقع. فالدول التي كانت تدّعي التنوير والتحضّر، هي ذاتها التي مارست القتل والحرق والإبادة ضد البشر، كما لو كانوا جرذاناً، وبابتسامة باردة لا تليق إلا بمن فقد إنسانيته.

في هذا السياق، كان لا بدّ لها ولأمثالها من دول الاستكبار، من استخدام القاعدة البشرية ككمية لا نوعية؛ فالكمّ هو وسيلة كل نظام استعماري لفرض سلطته. وقد وجدوا في الشعوب العربية – التي فُكِّكت هويتها، وضُرب وعيها التاريخي، وأُنهك تعليمها وثقافتها – أرضاً خصبة لهذا الغرض. إنهم لم يبحثوا عن حلفاء، بقدر ما بحثوا عن “جمهور قابل للتوظيف (عديمي البصيرة)”، حتى لو كان ذلك على حساب دمه وكرامته.

ومن هنا، تبدو إسرائيل، في نظري، “كعكة لذيذة”؛ فبقدر ما تدرّ عليهم من أرباح استراتيجية وعسكرية، فإنها أيضاً تُمثّل قاعدة متقدمة للمشروع الإمبريالي في الشرق الأوسط. ولكن تحوّلت هذه “الكعكة” إلى عنصر كاشف للبصيرة. فإسرائيل لم تكن مجرد مشروع استيطاني عنصري، بل كانت أيضاً أداة فضحٍ شاملة للنظام العالمي. هي التي عرّت زيف شعارات حقوق الإنسان، وبيّنت أن ما يُسمى بـ”المجتمع الدولي” ليس سوى أداة لحماية مصالح الأقوياء.

لقد أصبحت إسرائيل مِحكًّا أخلاقياً وسياسياً وفكرياً؛ فمن وقف معها، لا يمكن أن يُوصف بالمبدئية أو الإنسانية. ومن عارضها، فإنه إما واعٍ لمجريات التاريخ، أو صاحب موقف ثقافي وفكري يُدرك جذور المسألة. فالمواقف من فلسطين لم تعد مواقف سياسية فحسب، بل تحوّلت إلى مؤشرات على وعي الفرد وهويته ومخزونه الحضاري. ومن هنا، انكشفت إسرائيل، ليس فقط كمصدر للاستعمار الحديث، بل كبيئة تاريخية مارست الاضطهاد بحق البشرية فكرياً وجسدياً لعقود، ثم بدأت تنقل عقدتها وفكرها إلى أدمغة العرب، لتجعلهم كيانًا آخر يعتقد بأن الإرهاب منبعه إيران لا غير.

إسرائيل ليست كياناً عادياً؛ بل هي جرح مفتوح في الضمير الإنساني، واختبار يومي للعدالة الدولية. لقد كشفت حجم النفاق العالمي، وبيّنت بما لا يدع مجالاً للشك أن العالم لا يُدار بالمبادئ، بل بالمصالح. ولكنها، في المقابل، أنجبت وعياً مضاداً، وصنعت لدى الكثيرين يقظة فكرية ومعرفية دفعتهم للبحث في تاريخ العالم والأديان، وفي جوهر المشروع الصهيوني، بعيداً عن المعرفة السطحية للتاريخ.

هكذا، فإن “كعكة إسرائيل” التي فرح بها البعض، أظهرت حقيقة الزيف الثقافي، وفضحت هشاشة الضمير الإنساني عند من يدّعي الوعي والتحضر، حينما يغضّ طرف من طرفي معادلة الحق والباطل عن الاحتلال والعنصرية والإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان، ويتربّص بمن يمسّ الكيان ولو بكلمة.

ومع ذلك، فإن التاريخ لا ينسى، والحق لا يموت، ما دام هناك من يدافع عنه، ولو بالكلمة



#حسن_جبار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعلمت درسًا اخلاقيًا هامًا


المزيد.....




- -قد تُلغى بأكملها-.. أول تعليق لهيئة الانتخابات في مصر بعد ب ...
- نواف سلام لوفد سعودي: لبنان لن يكون منصة تهدد أمن أشقائه الع ...
- العدد الجديد الستون المحكم من مجلة جامعة ابن رشد في هولندا
- الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء في العثور على الكسور وعلاجها ...
- ردود فعل إسرائيلية وفلسطينية قبل التصويت على مشروع قرار في م ...
- مصر - هل تعاد المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب المصري؟ ...
- -الكتلة الأكبر- في العراق .. كابوس السوداني لتشكيل الحكومة
- بسبب الجوع.. ملايين اليمنيين يحلمون فقط بالبقاء على قيد الحي ...
- ترامب يعفو مجددا عن أحد مداني هجوم الكابيتول
- ما أهمية إصدار مجلس الأمن قرارا يدعم خطة ترامب بشأن غزة؟


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن جبار - إسرائيل… الكعكة اللذيذة التي كشفت عُري العالم