أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد راشد صالح - وهم التحرير - حين يصنع العدو خلاصك بيده














المزيد.....

وهم التحرير - حين يصنع العدو خلاصك بيده


احمد راشد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 8377 - 2025 / 6 / 18 - 09:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعتقد بعض الحالمين أن سقوط نظام الملالي في إيران سيؤدي بالضرورة إلى تحرير العراق من الهيمنة والتبعية، وأن هذه التحولات ستفتح الباب أمام قيام نظام وطني حقيقي يقود البلاد نحو التنمية والرفاهية والازدهار. غير أنهم يتجاهلون سؤالاً جوهريًا: هل من مصلحة إسرائيل أن يقوم في العراق حكم وطني مستقل يسعى لتطوير اقتصاده وبناء قدراته؟

لقد كان عبد الكريم قاسم، رغم عدم تبنيه الفكر العروبي أو الدعوة إلى إزالة إسرائيل، من القادة الذين جعلوا مصلحة العراق أولويتهم، ومع ذلك، تحالفت القوى الغربية لإسقاطه، ونجحت في ذلك من خلال دعم القوميين الذين كانوا يرفعون شعار "محو إسرائيل". الأمر نفسه تكرر مع إيران، فالشاه كان الحليف الأقرب للولايات المتحدة، وكانت له علاقات مع إسرائيل، ورغم ذلك تم استبداله بخميني، الذي وصف أمريكا بـ"الشيطان الأكبر".

وصول القوى المتطرفة إلى الحكم في المنطقة لم يكن صدفة، بل خدم المخططات الغربية، إذ شغلت هذه الأنظمة شعوبها بنزاعات عبثية لا تُغني ولا تُسمن، وأوقفت عجلة التقدم والتطور. فإسرائيل، بحجمها الجغرافي الصغير، لا تستطيع أن تنافس دولًا أكبر منها مساحة وموارد وسكانًا، خصوصًا إذا ما توفرت لهذه الدول حكومات وطنية ديمقراطية. ولذلك، فإن مصلحة إسرائيل – والغرب عمومًا – تكمن في أن تبقى هذه الدول تحت حكم أنظمة عقائدية دكتاتورية.

لقد قدم القوميون والإسلاميون بلدانهم على طبق من ذهب لإسرائيل والغرب، سواء عن قصد أو عن غير قصد. فقد بلغت حالة النفور بين الشعوب وحكوماتها حداً جعل هذه الشعوب تنظر إلى القوى الإمبريالية كمنقذ، متناسية أن هذه القوى ذاتها هي من دعّمت تلك الأنظمة القمعية. ففي خضم الصراع بين إيران وأمريكا، نجد أن الأخيرة أدرجت منظمة "مجاهدي خلق" – وهي أشد أعداء النظام الإيراني – على قائمة الإرهاب، مما يكشف عن لعبة توازن تخدم بقاء النظام ضمن خطوط مرسومة مسبقًا.

الولايات المتحدة لا تسعى إلى إسقاط هذه الأنظمة إلا في حال تجاوزها الخطوط الحمراء. فبقاء الأنظمة مرهون ببقاء بلدانها في حالة تخلف، وأي نهوض، خاصة على المستوى العسكري، يعرّض تلك الأنظمة لوصفها بـ"المارقة". ولو كانت أمريكا حقاً تريد إنهاء البرنامج النووي الإيراني، لتمكنت من ذلك دون حرب، ببساطة من خلال تغيير الحكومة العراقية الحالية وتشكيل حكومة وطنية تقطع أهم شريان اقتصادي داعم لطهران، ما كان سيدفع الشعب الإيراني إلى الثورة وإسقاط النظام. لكنها لا ترغب في هذا الخيار.

وقد رأينا كيف أن إسرائيل، بما تمتلكه من قدرات استخباراتية، تستطيع الوصول إلى أي مسؤول في الحكومة الإيرانية وتصفيته، حتى خامنئي نفسه، لكنها لا تفعل، لأنها تفضل إبقاءه في السلطة مجرداً من أدوات القوة، ما دام لا يتجاوز الخطوط الحمراء. لكن، إن فعل، فلن تتردد في تصفيته.

ومع ذلك، فإن مقتل خامنئي أو سقوط النظام لا يعني بالضرورة تحسناً في واقع المنطقة، بل ستدخل في مرحلة "مخاض" مبرمجة مسبقًا، يُعاد فيها تشكيل الجغرافيا السياسية بما يخدم أولاً المصالح الأمريكية، وثانيًا الإسرائيلية. وفي نهاية المطاف، سيتوجه المشروع إلى ما يُعرف بـ"السلام الإبراهيمي"، الذي يُكرّس وجود إسرائيل كقوة حاكمة حقيقية في المنطقة، ليس من خلال الاحتلال المباشر، بل عبر إخضاع شعوب المنطقة اقتصاديًا، وتحويلهم إلى عبيد في قبضة البنوك ونظام السوق العالمي، لتتحقق بذلك أحلامهم القديمة من "النيل إلى الفرات"، لا كحدود سياسية، بل كهيمنة ناعمة ومتكاملة.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطوائف الغنوصية بين التأثير والتأثر (من كتاب صابئة فلسطين و ...
- ثورة تشرين ثورة المفاهيم الكبرى بين التمني والمقاومة الشعبية


المزيد.....




- ترامب يدخل على خط أزمة ميلانيا وهانتر بايدن بسبب العلاقة الم ...
- مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية
- أطباء بلا حدود: 40 وفاة في السودان بأسوأ انتشار للكوليرا منذ ...
- ردود دولية رافضة لمشروع -إي1- الاستيطاني
- خطة سموتريتش تهدف إلى منع قيام دولة فلسطينية
- نتنياهو يكشف حلم -إسرائيل الكبرى- ويقلق العرب
- كمين مركب للقسام جنوب مدينة غزة وإسرائيل تحشد قواتها لاحتلال ...
- سموتريتش يُحيي خطة -إي-1- لتقطيع أوصال الضفة الغربية
- استعدادات عسكرية إسرائيلية وفرق الهندسة تواصل تدمير غزة
- بن غفير يهدد البرغوثي في زنزانته وعائلته مصدومة من تغير ملاح ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد راشد صالح - وهم التحرير - حين يصنع العدو خلاصك بيده