دور الذكاء الاصطناعي في تنمية مهارات القرن الحادي والعشرين لدى المتعلمين

رائد عصام محسن

الحوار المتمدن-العدد: 8376 - 2025 / 6 / 17 - 13:01
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

يفرض العصر الرقمي تحديات جديدة تتميز بالتحول السريع نحو متطلبات الفرد وسوق العمل، وأصبحت المهارات الحياتية والتكنولوجية ضرورة أساسية في تربية النشء وتقدم المجتمعات وازدهارها.
تؤدي المؤسسات التربوية دورًا حيويًا في تنمية مهارات القرن الحادي والعشرين لدى المتعلمين من خلال دمجها في المناهج الدراسية والأنشطة التربوية المتممة لها، وذلك لمساعدتهم على التكيف في عالم متغير والمشاركة بفعالية في تنمية المجتمع ومتطلبات سوق العمل المحلي والدولي، وقد حددت الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم ISTE من الولايات المتحدة الأمريكية مهارات القرن الحادي والعشرين لدى المتعلمين بالآتي: التفكير النقدي وحل المشكلات، العمليات التكنولوجية والرقمية، الابداع والابتكار، التعاون والتواصل، التعلم الذاتي والتعليم المستمر، والمواطنة الرقمية.
يُقدم الذكاء الاصطناعي (AI) العديد من الفرص لتحسين واقع العملية التعليمية والتعلمية، من أبرزها مساعدة المتعلم في التعلم وانشاء أنظمة تعلم تتكيف مع تقدم المتعلم وتحصيله وتسمى بالتعلم التكيفي التي تجعل التعليم أكثر كفاءة وفعالية، إلى جانب تحسين مهارات المعلمين في التدريس والجودة التعليم وأساليب التقييم.
اليوم، نرى أنَّ الذكاء الاصطناعي (AI) يؤدي دورًا متزايد الأهمية في تنمية مهارات القرن الحادي والعشرين لدى المتعلمين من خلال توفير أدوات وبيئات تعليمية متقدمة تدعم التعلم النشط والإبدعي والتفاعلي، ومن أبرز أدوار الذكاء الاصطناعي في هذا المجال، نذكر الآتي:
1- دعم مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات: يساعد الذكاء الاصطناعي على تقديم مواقف تعليمية واقعية ما يجعل المتعلم قادرًا على تحليل المشكلات واتخاذ قرارات صائبة، وترتكز على النقاط التالية:
أ-المحاكاة والتجارب الافتراضية: تتيح المحاكاة للمتعلمين تطبيق المفاهيم النظرية في بيئات محاكاة ونقصد بها عمليات تقليدية لتجربة حقيقية أو فيزيائية أو حيوية، ما يُساعدهم على فهم أفضل للمحتوى العلمي وتطوير مهاراتهم العملية.
ب-تحفيز التفكير الناقد والإبداعي: وذلك من خلال التفاعل مع طروحات متنوعة أي التكيف مع التغيرات المعرفية المرتبطة بالتعلم وحل المشكلات والتعامل معها بنجاح من خلال استخدام مجموعة من المهارات والحلول، ما يُشجَّع المتعلمين على التفكير الناقد واستكشاف حلول مبتكرة للصعوبات التي قد تواجههم.
ج-تأمين بيئة آمنة للتجارب: تمكّن التجارب الافتراضية للمتعلمين من إجراء تجارب علمية قد تكون خطرة أو مكلفة في الواقع، دون تعريضهم لأي مخاطر.
د-إمكانية التكرار والتقييم الفوري: يمكن للمتعلمين إعادة التجارب مرات عديدة لفهم النتائج بشكل أفضل، والحصول على تغذية راجعة فورية لتحسين أدائهم.
ه-تعزيز التفاعل والتعاون: تقدم أنظمة الذكاء الاصطناعي تغذية راجعة فورية ما يشجع المتعلمين على تصحيح أفكارهم الخاطئة.
2- تعزيز التعلم الذاتي والمستمر: تُساعد المتعلمين على التعلم أدوات التعليم المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل المنصات التكيفية وذلك وفقًا لاهتماماتهم، ويقترح AI موارد إضافية لهم، ما يعزز لديهم حب الاستطلاع والاعتماد على النفس.
3- تطوير المهارات الرقمية والتكنولوجية: يُقدم التعامل مع الذكاء الاصطناعي AI تدريبًا مباشرًا على مهارات استخدام التكنولوجيا وفهم الأنظمة الرقمية، ويتيح للمتعلمين تحليل البيانات، والتفاعل مع محركات البحث والروبوتات بطريقة مرنة.
4- دعم مهارات التواصل والتعاون: يُمْكن أنْ يُستخدم الذكاء الاصطناعي AI في منصات تعاونية لتسهيل العمل الجماعي والترجمة الفورية، أو في دعم تعلم اللغات، ويساعد المتعلمين بمختلف فروقاتهم الفردية على التعاون عبر أدواته لتبادل المعارف وبناء مشاريع علمية مشتركة.
5- تعزيز الإبداع والابتكار: يُقدم الذكاء الاصطناعي AI أدوات للمساعدة في الكتابة، التصميم، الرسم، والتأليف الموسيقي، ما يفتح آفاقًا جديدة أمام المتعلمين للإبداع والابتكار، كما أنَّ أدواته مثل الروبوتات وChatGPT تُساعدهم على توليد المحتوى واختبار أفكار جديدة لتحويلها إلى واقع.
6- المواطنة الرقمية والأخلاق: يفهم المتعلمون عند استخدام الذكاء الاصطناعي أهمية الخصوصية، الأمن الرقمي، وأخلاقيات استخدام التكنولوجيا، والتعبير عن الأفكار باحترام ومسؤولية بعيدًا عن التحيّز والعنصرية.
خلاصة
إنَّ الذكاء الاصطناعي ليس فقط أداة تقنية أو محرك بحث للعثور على مستندات أو معارف، بل هو شريك في العملية التعليمية والتعلمية، يُساعد على تنمية المهارات الضرورية لدى المتعلمين ليكونوا قادرين على التكيف مع مستجدات العصر الرقمي، وعلى مستخدمي الذكاء الاصطناعي التعامل معه بإيجابية وبأخلاقياته التي أوصت بها اليونسكو في العام 2021 واعتمدتها جميع الدول الأعضاء المائة والثلاث والتسعين.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل