أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سجاد خماس الساعدي - الضربة القاضية: عندما جاءت الخسارة من الداخل الإيراني














المزيد.....

الضربة القاضية: عندما جاءت الخسارة من الداخل الإيراني


سجاد خماس الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 8375 - 2025 / 6 / 16 - 16:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في خضم التصعيد العسكري الأخير الذي شهده الإقليم، تكشفت أمام الجميع حقيقة مُرّة قد تُعدّ الضربة القاضية الحقيقية لإيران، ليست في صواريخ تسقط أو منشآت تُدمر، بل في الانكشاف الداخلي الخطير الذي لم يكن في الحسبان.

لقد تبيّن بما لا يقبل الشك أن أهم ما خسرته إيران في هذه الحرب هو أمنها الداخلي، بعد أن نجحت القوى المعادية – عبر شبكات تجسس معقدة – في زرع معامل ومصانع لتجميع الطائرات المسيّرة في عمق الأراضي الإيرانية، لا سيما في المناطق التي يفترض أنها محصنة أمنياً، وتحت إشراف الحرس الثوري نفسه.

الأخطر من ذلك أن هذه المعامل – بحسب ما تم الإعلان عنه في الحملة الأمنية الواسعة التي أطلقتها السلطات الإيرانية يوم أمس – كانت تعتمد في استيراد قطع الغيار والمكونات الأساسية على شركات ومؤسسات مرتبطة بمصالح رسمية، بل وعائدة للحرس الثوري ذاته، في مشهد يثير الدهشة والاستغراب، ويستدعي وقفة تأمل وتحقيق جاد على أعلى المستويات.

أما الضربة العسكرية الموازية فقد تمثلت في النجاح الإسرائيلي اللافت في شلّ الدفاعات الجوية الإيرانية في الساعات الأولى للهجوم، وهو ما أتاح للطائرات الشبحية من طراز F-35 حرية التحليق في أجواء إيران دون مقاومة حقيقية، في سابقة عسكرية هي الأولى من نوعها.

من جهة أخرى، يعلم جميع المتابعين أن المدى التشغيلي للطائرات المسيّرة الانتحارية الإسرائيلية لا يتجاوز غالباً 1000 إلى 1400 كيلومتر، وهو مدى لا يكفي لضرب أهداف استراتيجية في عمق إيران – كطهران – انطلاقاً من الأراضي الإسرائيلية وحدها، ما لم يكن هناك تسهيلات انطلاق من أراضٍ قريبة، كالعراق مثلاً، أو الأسوأ من ذلك: من الداخل الإيراني ذاته. وهو احتمال صار اليوم أقرب إلى التصديق من أي وقت مضى.

لقد كشفت هذه التطورات المذهلة أن الخطر الأكبر لم يأتِ من الأجواء، بل من الداخل الإيراني، من تلك الثغرات الأمنية العميقة التي سمحت للعدو بالتغلغل حتى عصب الصناعات الدفاعية. وهذه الخسارة – مهما حاول الإعلام الرسمي التقليل من شأنها – هي الأخطر والأثقل كلفة، لأنها تنذر بأن الحرب المقبلة قد لا تبدأ من الخارج، بل من قلب إيران نفسها.

ورغم حالة الاصطفاف الشعبي الظاهرة خلف القيادة والدولة والعقيدة، إلا أن هذا الاصطفاف كان يجب أن يتحقق منذ سنوات، حين كانت إشارات الخطر تلوح في الأفق، ولم تُؤخذ بجدية كافية. فقد أفرز هذا الإهمال خسائر غير هيّنة، ستلقي بظلالها الكثيفة على مستقبل الصراع في المنطقة.

ويبقى المستقبل مفتوحاً على كل الاحتمالات، ومفتوحاً أيضاً على كل المخاطر.



#سجاد_خماس_الساعدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوانين الورقية تصارع القوانين الرقمية
- إذا انتهت الدورة وبقيت العائلة
- -غياب قاعدة بيانات دقيقة لمحامي البصرة وأثره على مشاريع تخصي ...
- أهمية تعديل سلم الرواتب في العراق: مقاربة قانونية واقعية لتح ...
- حق المحكوم عليه أو المتهم في رفض شموله بقانون العفو العام أو ...
- التواصل الاجتماعي في رمضان: بين الفائدة والهدر
- هل للمحكمة إن طلب المدعي -الدائن- بالتنفيذ العيني للعقد فقط ...


المزيد.....




- مشاهد تخطف الأنظار لأشجار معمرة على قمة جبلية في سلطنة عُمان ...
- هل وافقت إيران على إنهاء الحرب مع إسرائيل؟
- -بعدما وبخها-.. ترامب: إسرائيل لن تهاجم إيران وطياروها سيلقو ...
- هكذا فاجأ ترامب كبار مسؤوليه بإعلان وقف إطلاق النار بين إيرا ...
- قمة لحلف الناتو لرص صفوف الحلف واسترضاء ترامب
- ترامب -يفجّر مفاجأة- بوقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل.. ...
- أكثر فعالية وأقل كُلفة من القُبة الحديدية: ما هي منظومة الشّ ...
- إيران: تزايد القمع خلال الحرب تحت غطاء -مطاردة الجواسيس-
- بلدة قصرنبا اللبنانية.. موطن الورد ومائه
- التحول العظيم في العالم ونظرية النهايات


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سجاد خماس الساعدي - الضربة القاضية: عندما جاءت الخسارة من الداخل الإيراني