أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بركات قبية - الاستقطاب السياسي في مصر: القضية الفلسطينية نموذجًا














المزيد.....

الاستقطاب السياسي في مصر: القضية الفلسطينية نموذجًا


محمد بركات قبية

الحوار المتمدن-العدد: 8372 - 2025 / 6 / 13 - 12:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في خضم نيران الحرب التي لم تنطفئ في غزة منذ أكثر من 18 شهرًا، يبدو أن ألسنة اللهب لم تقتصر على حدود القطاع، بل امتدت لتحرق ما تبقى من مناخ نقاش عقلاني داخل المجتمع المصري، وتكشف بوضوح حجم الاستقطاب السياسي الذي صار يحكم تفاعلاتنا ومواقفنا من كل قضية، مهما كانت عادلة أو إنسانية.

القضية الفلسطينية، التي كانت دومًا محل إجماع شعبي عربي، لم تعد كذلك. ليس لأن الموقف من عدالة هذه القضية قد تغير، ولكن لأن الموقف منها أصبح مرآةً تعكس فقط الموقف السياسي من النظام الحاكم في مصر.

فالمؤيدون للنظام، يذهب بعضهم إلى حد التشكيك في أي دعوة للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ويرون أن من ينظمون قوافل دعم لغزة هم خلايا نائمة أو عملاء يسعون لإعادة إنتاج حالة الفوضى التي ارتبطت بجماعة الإخوان. على الجانب الآخر، يرى قطاع واسع من المعارضين أن النظام المصري – وتحديدًا الرئيس عبد الفتاح السيسي – متواطئ مع إسرائيل في خططها لتصفية القضية الفلسطينية، وأنه يغلق معبر رفح ويتقاعس عن دعم غزة عن عمد.

لكن الحقيقة ليست هنا ولا هناك. الحقيقة المؤسفة هي أننا لم نعد نملك رفاهية التحليل السياسي أو الاستراتيجي الرصين. لا ننطلق من دراسة المعطيات الجيوسياسية، أو فهم التوازنات الإقليمية والدولية، أو استشراف ما يجب أن تقوم به الدولة المصرية للحفاظ على أمنها القومي دون أن تتخلى عن دعمها للحق الفلسطيني في الحياة والكرامة. بل أصبحنا نُصنِّف المواقف تبعًا لموقع صاحبها على خارطة التأييد أو المعارضة، لا بناءً على مضمونها أو وجاهتها.

في هذا المناخ، تضيع الحقيقة. وتتحول كل قضية إلى مجرد أداة في معركة داخلية لا تنتهي. كل طرف يضع أصابعه في أذنيه، لا يسمع إلا صدى صوته. كل رأي مختلف يُواجَه باتهامات الخيانة أو العمالة. لم نعد نختلف حول ما يجب فعله، بل حول نوايا من يطالب بأي فعل.

خذ مثلًا "قافلة الصمود" التي تحركت من دول المغرب العربي، محاولةً كسر الصمت العربي أمام ما يجري من إبادة جماعية في غزة. القافلة ليست موجهة ضد مصر، بل ضد جريمة تُرتكب يوميًا بحق المدنيين العزّل. ومصر – كدولة ذات ثقل – من الطبيعي أن تتخذ ما يلزم من إجراءات احترازية وأمنية لحماية حدودها وضمان عدم استغلال القافلة لأغراض غير معلنة. لكن ذلك لا يعني أن تُغلق الأبواب تمامًا، أو تُقرأ كل مبادرة دعم على أنها محاولة اختراق سياسي.

الإدارة المصرية مطالَبة بالتعامل مع هذه المبادرات بقدر من الحكمة والذكاء، بما يضمن السيادة والأمن من جهة، ويعكس في الوقت ذاته موقفًا إنسانيًا داعمًا لحق الفلسطينيين في الحياة. ويمكن السماح للقافلة بالوصول إلى معبر رفح، وتنظيم وقفة تضامنية سلمية، على أن تُسلّم المساعدات للجهات المصرية المختصة لإدخالها إلى غزة وفق الآليات الرسمية.

الاستقطاب لا يخدم أحدًا. لا النظام ولا المعارضة ولا القضية الفلسطينية ذاتها. ما نحتاجه هو صوت ثالث، يعلو فوق الضجيج، يؤمن بأن الرأي المختلف لا يُقصى، وبأن الوقوف مع غزة لا يعني الوقوف ضد مصر، وبأن حماية الأمن القومي لا تتناقض مع دعم الشعوب المقهورة.

علينا أن نتعلم مجددًا كيف نُصغي، كيف نختلف، وكيف نتحرك لأجل القضايا العادلة، لا من أجل إثبات المواقف.



#محمد_بركات_قبية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار المصري بين العزلة الجماهيرية والصراعات الداخلية


المزيد.....




- بعد سنوات من الغموض.. ماذا كشف هجوم إسرائيل -غير المسبوق- عل ...
- سماع دوي انفجارات في سماء القدس مع انطلاق موجة جديدة من الصو ...
- شركة سويسرية أخطر على السيادة الأمريكية من تيك توك
- خصوم حماس يَعِدون بإدارة قطاع غزة
- الرد الإيراني بدأ.. صليات متتالية من الصواريخ على إسرائيل ود ...
- ضربات جوية إسرائيلية تطال مواقع استراتيجية في إيران
- +++تغطية متواصلة ـ الهجوم الإسرئيلي على إيران ورد طهران+++
- باحث مصري: مكتب تابع للموساد بدولة آسيوية جارة لإيران نفذ ال ...
- علامات غامضة في الحواس تنذر بالخرف قبل سنوات من فقدان الذاكر ...
- المنتجات الأكثر فائدة للأمعاء


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بركات قبية - الاستقطاب السياسي في مصر: القضية الفلسطينية نموذجًا