مطلوب اصلاح مسار الحزب الاشتراكي اليمني

محمدالنعماني

الحوار المتمدن-العدد: 8370 - 2025 / 6 / 11 - 08:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    

لم أرَ في حياتي رموزاً سياسية اشتراكية تتبنى النظرية الاشتراكية العلمية كمنهج عملي في السلوك والمواقف تجاه قضايا الوطن والأمة العربية والإسلامية وحركات التحرر العربية والعالمية، كما كنت أشهدها في الماضي. كانت هذه الرموز تدافع عن الاشتراكية، التحرر الوطني، والموقف الصلب تجاه الرجعية العربية، الإمبريالية، الرأسمالية الأمريكية، والصهيونية العالمية.

ولكنني اليوم أشهد تحولاً مذهلاً؛ فقد تخلت هذه القيادات، التي تأتي من الرياض والقاهرة، عن تلك المبادئ بمجرد أن قالت لي إحدى الصديقات إن هذه القيادات تسعى للتطبيع مع الرجعية العربية، متخلية عن مواقفها الوطنية تجاه قضايا الوطن والقضايا العربية والعالمية. وبهذا، أصبحت اليوم في أحضان الرجعية العربية، تمارس الخيانة لكل المبادئ الوطنية والحزبية، وتضحي بقضايا الوطن، الحزب، وكل القيم الجمالية، الأخلاقية، والإنسانية.

هذه الممارسات تتناقض مع الضمير الإنساني والقيم النضالية والوطنية، حيث إن البعض تخلى عن كل شيء، وبدأ بممارسة "الدعارة السياسية" بأساليب متعددة، بما يتناسب مع المتغيرات والوقائع السياسية اليمنية. لقد باتت تلك الصراعات السياسية بين الأحزاب اليمنية مجرد وسيلة للوصول إلى السلطة وتقاسم النفوذ، بدلاً من أن تكون من أجل الإصلاح، البناء، والتنمية.

إن الصراع السياسي بين هذه الأحزاب والسلطة لم يكن يهدف يوماً إلى بناء الوطن، بل كان دائماً منصباً على تحقيق المكاسب الفردية. واليوم، تجد هذه الأحزاب نفسها في مواجهة وقائع جديدة تتعلق بالموقف من العدوان الخارجي على اليمن. ومع ذلك، يمارس البعض ازدواجية خطيرة، حيث يبرر العدوان على اليمن ويرتكب خيانة وطنية تحت غطاء المصالح والارتزاق.

كيف يمكن لمن يدعي الوطنية أن يقف إلى جانب العدوان الذي يدمر وطنه، ويبرر جرائم دول التحالف بحق الشعب اليمني؟! هذه خيانة واضحة لا يغفرها التاريخ. إن اليمن بحاجة اليوم إلى مواقف وطنية صادقة وشجاعة، تتصدى للعدوان الخارجي والداخلي على حد سواء.

واليوم، بينما يساند اليمن شعب فلسطين في غزة، قولاً وفعلاً، ويفرض حصاراً جوياً وبحرياً على الكيان الصهيوني، نرى بعض الأحزاب والقادة يتخاذلون عن نصرة القضية الوطنية والإنسانية. أين أنتم من كل هذه الأحداث؟! إن التاريخ لن يرحم أحداً، وسيُسجل المواقف الحقيقية تجاه الوطن والقضايا العربية والعالمية.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل