أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - اسعد عبدالله عبدعلي - غريب ما حصل مع الرئيس!














المزيد.....

غريب ما حصل مع الرئيس!


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 8368 - 2025 / 6 / 9 - 13:01
المحور: كتابات ساخرة
    


في شهر حزيران من عام 1996 مررت بأصعب الظروف يمكن ان يمر به إنسان, حيث خسرت عملي في المطعم بعد مشاجرة مع زبون مترف, ولم اتوفق في الدراسة حيث رسبت في الكلية مرة اخرى بسبب استاذ "بعثي", وتزوجت حبيبتي من رجل أعمال يملك سيارة نوع "سوبر", كنت ساخطا جدا على نفسي وعلى المجتمع, ابحث عن المشاكل لأغرق اكثر, لم اعد انام اقضي الليل أتجول في شوارع الحي, فأبي كلما يراني يكيلني بأقبح كلمات العتب والخيبة.
المجتمع تغير بعد الحروب, اصبحت الكراهية تنتشر فيه بفعل نهج السلطة, انه ينشطر على نفسه والكراهية تمزقه, لو كان بالإمكان تحويل الكراهيّة إلى كهرباء، لأضأنا العالم بأسره, وبغداد تغط بالظلام منذ هزيمة الريس في "ام المعارك", الا ساعات معدودة يسمح فيها "الريس صدام" بوصول الكهرباء للبيوت, عطفا وكرما منه! وهي ثلاث ساعات في الليل وثلاث ساعات في النهار, كم انت كريم أيها التكريتي المتعفن, أنه كلام لا يخرج من نطاق حنجرتي والا تسببت بمقتل كل قبيلتي.
ويمكن ان اتصالح مع نفسي بالقول: ان بطولة الإنسان في هذه المرحلة، هو أن يبقى حيًّا وشريفًا، وألّا قد يفقد عقله وكرامته, بل وحياته.


تلك ليلة كنت حانقا جدا على نفسي بسبب تعدد الخيبات وعسر الحال, وكنت اسير في احد شوارع بغداد الجميلة التي لا يسير فيها الا المترفين, مطاعم وفنادق وبيوت ساحرة, والناس متأنقين ببدلات جميلة, وفجأة جدت رجل ببدلة زيتونية اللون ذو شارب كث, يقف قرب سيارة مرسيدس ساحرة للعين, وهو سكران وجالس على الرصيف, اقتربت منه وجدته يشبه "الريس صدام" جدا, بل اكاد اجزم انه هو, لكن لم اصدق ان يكون هو! فهل يعقل الريس يترك الاجتماعات والقصر والغانيات ويأتي هنا ليسكر؟ سألته وقلت له: من انت؟ فقال بصوت مرتفع جدا: ايها الاحمق القذر الا تعرف رئيسك, ايها الصعلوك انا المهيب الركن صدام, ايها التافه انا قائد القادسية وام المعارك, ايها النكرة ان قائد الحملة الايمانية", ادركت حقيقة الحكمة التي تقول: "كلما صغرت العقول ارتفع صوتها".
لحظتها احسست اني سأنفجر غضبا بعد كيل الشتائم من هذا السكير المتعفن, لا اراديا تحركت يدي و صفعته صفعة شديدة, اسقطته على الارض, وصاح "اااخ يا ويلي"!
ثم جاء رجال الأمن يتراكضون: وهم يتصايحون: سيدي سيدي من ضربك, اين هو؟ قبل وصولهم قفزت في حاوية نفايات قريبة, حصلت ضجة في المكان, الكل يبحث عني, ثم بدأت أسمع صوت نائب الرئيس عزت الدوري وهو يقول للجنود: "خذو الرئيس انظروا لخده اصبح احمرا بفعل صفعة! وسيبقى هكذا لأيام, يجب ان نخفي الرئيس عن الاعلام لأيام, ثم صاح بالجنود: " سنجد هذا الشخص قريبا, انه لن يفلت من الحزب والرفاق الابطال, ولكن الان انسحبوا قبل ان تحصل فضيحة, ان السيد الرئيس سكران".

عندما واجهت "صدام" أدركت كم هو تافه الى حد لا يمكن تخيله, هذا المجرم الجبار مجرد صعلوك سكير, وهو اصبح هكذا بفعل تخاذل الناس وسكوتهم, ان اكبر جريمة التي لا يغفرها التاريخ هي ان نعلي من شأن التافه.
بعد ساعتين خرجت من الحاوية, وهرولت مسرعا نحو البيت وانا خائف, فلقد صفعت صدام حسين, لكن من سيصدق كلامي.


مر اسبوع والريس لا يظهر بالتلفاز! وكثرت الإشاعات عن محاولة اغتيال فاشلة للرئيس, من قبل مجموعة من الضباط, انتشرت الأقاويل وتوسعت الافتراضات, حتى ان اذاعة ال(BBC) التي يصدقها العراقيون تفترض حصول محاولة اغتيال فاشلة في بغداد.
لكن فقط انا من يعرف حقيقة ما جرى, بقيت مدة طويلة انظر ليدي ولا أصدق أنها صفعت "صدام حسين", وجعلته يسقط على الارض وهو يتلوى من الوجع, لقد صفعت الريس.



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأكراد وموقفهم من الانتخابات القادمة
- عدي صدام والفترة المظلمة للرياضيين العراقيين
- ترامب والرغبة بالسيطرة على قناة السويس
- التشابه بين نظام هتلر ونظام صدام -2-
- التشابه بين نظام هتلر ونظام صدام -1-
- حوار ايران وجريمة تكريت
- امريكا والامارات والصهاينة سرقوا آثار العراق
- الخطايا الثلاث لمرشح الانتخابات
- كيف يمكن ان تغير عقلك الى الابد ؟
- العقارات في بغداد اغلى من باريس
- كيف يمكن لكيان سياسي الفوز بالانتخابات؟
- سوريا الجديدة بين الاحتراق ومخاطر التقسيم
- مشاكل التعليم المحاسبي في العراق
- البنك المركزي العراقي والضغط على الشعب العراقي
- الكيان الصهيوني وإشعال نار الحرب السيبرانية
- العراقيون بحاجة لمخصصات بدل ايجار
- السفر الى الماضي: العالم قبل 26 عاما
- العراق والتحديات الكبيرة مع عودة ترامب
- ارتفاع اسعار ايجار السكن وغياب الدور الحكومي
- أسباب تركيز -إسرائيل- المتجدد على سوريا


المزيد.....




- شيرين عبد الوهاب وماجدة الرومي تختتمان مهرجان -موازين- 2025 ...
- عرض فيلم وثائقي عن جون لينون في موسكو الخريف المقبل (فيديو) ...
- انطلاق فعاليات مهرجان -أوراسيا - سينمافِست- الدولي الثاني في ...
- رحلة الفلبينية كويني باديلا من أضواء الشهرة إلى الإسلام
- علماء روس يجرون اختبارات محاكاة زلزالية لنموذج من قوس النصر ...
- مصر .. الفنان صبري عبد المنعم يتجاوز الخطر
- فنان سوري يثير الجدل بعد تعليقه على لقاء وزير الثقافة مع طفل ...
- إيران: المحكمة العليا تؤيد حكم الإعدام ضد مغني الراب تاتالو ...
- كراسي ماري أنطوانيت.. كنوز ملكية تبيّن أنها مزيفة!
- قراءة شاملة لجذور الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من منظور المؤر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - اسعد عبدالله عبدعلي - غريب ما حصل مع الرئيس!