أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عزالدين - العراق نحو التقسيم














المزيد.....

العراق نحو التقسيم


احمد عزالدين

الحوار المتمدن-العدد: 8367 - 2025 / 6 / 8 - 18:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لطالما كانت مسألة تقسيم العراق جزءًا من البرنامج الأمريكي، حيث كان الحديث يدور حول تقسيمه إلى ثلاثة أقاليم: كردستان، وسنة ستان، وشيعة ستان.
بالطبع تأخر هذا التقسيم يعود إلى الهيمنة الإيرانية التي تسيطر على أجنحة المنطقة، ما عرقل تنفيذ هذه الخطة ، لذلك شعرت الولايات المتحدة وإسرائيل بأن المرحلة المقبلة تتطلب أولًا التخلص من هذه الأجنحة الإيرانية، ومن ثم البدء في تدمير النظام الإيراني.

وكانت أحداث السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023 فرصة ذهبية للولايات المتحدة وإسرائيل، حيث كانا على علم بالهجمات على غزة، وشجعا حركة حماس بشكل غير مباشر على تنفيذ هذا الهجوم، إذ كانوا يعتقدون أن نتيجته ستكون حجة قوية لبدء القضاء على الأجنحة الإيرانية ، هذه الخطة بدأت بالقضاء على حماس في غزة، وحزب الله في لبنان، ثم الانتقال إلى النظام السوري، ليكون اليمن في المستقبل. لكن المهم بالنسبة لنا الآن هو العراق، وإقليم كردستان.

لا أريد التطرق كثيرًا إلى الماضي، بل أركز على مستقبل العراق وإقليم كردستان، لأننا نعيش في هذه الجغرافيا، ومستقبل هذه المنطقة هو ما يهمنا.

العراق: تاريخ طويل من الصراع والهيمنة
العراق تاريخيًا كان ساحة صراع مستمر على السلطة، حيث سعت القوى المختلفة إلى محو المكونات الأخرى ، هذا الصراع كان نتيجة طبيعية لتوزيع السلطة في هذه الجغرافيا، من هذا المنطلق نجد أن العراق ظل يعيش في حالة من الحروب العرقية والدينية منذ نشأته، والآن يبدو أن العراق على أعتاب حرب أكبر قد تكون أكثر تدميرًا.

كما أشرت في مقالات سابقة، فإن العراق سيواجه قريبًا حربًا كبرى، حرب تحرق كل شيء في طريقها.
السياسة العالمية والإقليمية تؤثر بشكل مباشر على العراق، كما رأينا في انتفاضة عام 2011، وتمرد الجماعات المسلحة ضد نظام الأسد في سوريا، والذي انتقل لاحقًا إلى العراق وأسفر عن أحداث 2014. واليوم، انهارت السلطة في سوريا، والعديد من المقاتلين الخارجين عن السيطرة سيكونون مشكلة كبيرة في العراق في المستقبل ، لذا نرى أن بعض السياسيين السنة قد بدأوا يتجهون نحو تركيا كطريق نحو التغيير في العراق، وهم يأملون في أن يكونوا أبطال هذا التغيير.

الخطوات المستقبلية لتقسيم العراق
لن أطيل أكثر، دعونا ندخل في صلب الموضوع.
الخطوة الأولى لتقسيم العراق تكمن في رغبة الولايات المتحدة في استخدام اتفاقية النفط مع إقليم كردستان كورقة ضغط سياسية ضد الحكومة الاتحادية ، الحكومة العراقية صرحت أنها لا توافق على هذه الاتفاقية، لكن أمريكا ترى أن هذا الاتفاق جزء من خطتها للاستفادة من الأكراد كحلفاء في المستقبل ، من خلال هذه الاتفاقية تسعى الولايات المتحدة إلى إدخال قوات البيشمركة إلى مناطق المادة 140 وكركوك كخطوة أولى، بحيث تظل هذه القوات موجودة بشكل دائم في هذه المناطق في حال حدوث أي فوضى مستقبلاً.

الخطوة الثانية
من جهة أخرى، هناك تصاعد كبير في عدد البطاقات الانتخابية في المناطق السنية، وهو ما يشير إلى مفاجأة كبيرة قد تحملها هذه الانتخابات ، في حين أن المناطق الشيعية تشهد تراجعًا في أعداد البطاقات الانتخابية ، هذا يدل على أن السنة قد يكون لديهم فرصة كبيرة في الانتخابات القادمة، ما قد يغير معادلة الهيمنة الحالية.

وفي ذات الوقت، تسعى الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة إلى تغيير نظام الحكم في العراق، مما يوفر فرصة للسنة لإدارة شؤون العراق. عودة محمد الحلبوسي إلى الساحة السياسية تشير إلى هذا التوجه، حيث يتحدث دائمًا عن منصب رئيس العراق، مما يوضح أن النظام الرئاسي قد يكون هو المستقبل.

الخطوة الثالثة
أما الشيعة، فلا يقبلون بهذا التغيير، حيث يرون أنفسهم الأغلبية ولن يسلموا السلطة بسهولة، مما سيؤدي إلى بداية صراع عسكري، الولايات المتحدة الأمريكية قد تجد الفرصة المثالية الآن لتنفيذ ضربات مشابهة لتلك التي استهدفت قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، لاستهداف قادة آخرين موالين لإيران.

في هذه الأثناء، ستظهر قوات متطرفة في المناطق السنية، تعلن الحرب على القوات الشيعية، ويبدأ التنظيم السني في ترتيب صفوفه كما كان في فترة تنظيم القاعدة ، بالنظر إلى نقل المقاتلين المتطرفين من سوريا إلى العراق، فإن هذه المرحلة ستكون فرصة كبيرة للسنة لإعادة ترتيب أوراقهم.

سيناريو الحرب المقبلة
هذا الصراع لن ينتهي بسهولة، بل سيستمر لفترة طويلة، ومن المتوقع أن تنجح القوى المتطرفة في السيطرة على بغداد، مما يمهد الطريق لفرض هيمنتها العسكرية والسياسية. في النهاية، وبما أن الموضوع يتعلق بإيران، فإن هذا سيعني تراجع دورها في العراق، وكذلك تراجع دور تركيا، التي فشلت في فرض هيمنتها في الانتخابات الأخيرة في كركوك والموصل.

النهاية والتحولات الكبرى
ختامًا، لا شك أن المتغيرات في الشرق الأوسط، بما في ذلك تقسيم إيران وتركيا، ستعيد صياغة المنطقة، تمثل القوى المتطرفة أدوات لتغيير الخرائط القديمة، وخلق شرق أوسط جديد، يحل محل اتفاقية سايكس بيكو التي مضى عليها أكثر من مئة عام. في النهاية، لن تقاتل القوى المتطرفة من أجل الإسلام، بل من أجل النظام العالمي الجديد.

لن تُحل هذه الصراعات في يوم أو يومين، لكن إذا لم تحدث هذه السيناريوهات هذا العام، فإن عام 2026 سيكون بالتأكيد عام التغيير في العراق ، العراق هو المرحلة الأخيرة من الهيمنة الإيرانية في المنطقة.

علينا أن نعمل بجدية على هذه القضية، وأن نحمي أنفسنا من هذه الحرب المدمرة. يجب أن نضع خططًا استراتيجية لمواجهة التحديات القادمة، لأن من لا يملك خطة لن ينجو من الصراع. الأمة الديمقراطية هي البديل الأفضل، لأنها تبني المجتمع على أساس حقوق الفرد والشعوب، وليس على السلطة والتسلط.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- دبابات في قلب واشنطن.. استعدادات ضخمة للعرض العسكري التذكاري ...
- السودان: كيف يواجه السودانيون مأساتي الحرب وانتشار الأوبئة ف ...
- دوري أمم أوروبا: نزال العمالقة بين كريستيانو رونالدو ولامين ...
- الديمقراطية الفرنسية أمام تحدي تدخل -لوبي- المال في الحياة ا ...
- توسع الخلافات والاتهامات بين ترامب وماسك
- موقع أكسيوس يزعم بأن ترامب عرضة لمكالمات الاحتيال
- زيلينسكي يشتكي من تسليم الشرق الأوسط صواريخ كانت مخصصة لكييف ...
- بوليتيكو تؤكد حصول المحادثة الهاتفية بين ممثلي ترامب وماسك ف ...
- وسائل إعلام كويتية: هبوط طائرة بسلام في الكويت بعد إبلاغ عن ...
- السلطة الفلسطينية تنفي علاقتها بالجماعة المسلحة التي تنهب ال ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عزالدين - العراق نحو التقسيم