أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - قاسم علي فنجان - أعياد دينية وأحزاب يسارية














المزيد.....

أعياد دينية وأحزاب يسارية


قاسم علي فنجان

الحوار المتمدن-العدد: 8366 - 2025 / 6 / 7 - 22:14
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


اغلب الأعياد التي توجد في العالم هي أعياد ذات طابع ديني، أو لنقل ان منشأها ديني، قليلة جدا ونادرة تلك المناسبات ذات الطابع الإنساني العام، مثل الأول من أيار او الثامن مارس، في هذه الأعياد الانسانية لا تتواصل الناس بتقديم التهاني والتمنيات بينهم، خصوصا في هذه المنطقة من العالم، حتى على مستوى الشيوعيين والتقدميين، وكأن التهاني امر مخجل بمثل مناسبات كهذه، بينما تغرق مواقع التواصل الاجتماعي بالتهاني والتبريكات بالأعياد الدينية.

المشكلة لا تكمن هنا، فهذه التهاني بين الناس في الأعياد الدينية باتت "امر طبيعي"، وعلى حد تعبير ادم سميث في كتابه "المشاعر الأخلاقية" يقول: "أن تبدو غير مكترث أو مشارك بالسعادة التي يشعر بها اقرانك، فهذا يعني أنك غير مؤدب البتة"؛ لهذا فحتما من يرسل لك "كل عام وانت بخير" ترد عليه بمثلها، او إذا كتب أحدهم على صفحته الشخصية مهنئاً اصدقاؤه بالعيد، فيجب ان مشاركته التهاني،، فأهم شيء لدى الانسان ان لا يكون عاجزا عن التعاطف ومشاركة الاخرين افراحهم واحزانهم.

نقول ان المشكلة لا تكمن بمشاركة الناس مشاعرهم، المشكلة عندما تقوم أحزاب يسارية وشيوعية بفتح مقراتها وجلوس قياداتها لتبادل التهاني بهذه المناسبات الدينية، وهذه الممارسة صارت او تحولت الى تقليد عند تلك الأحزاب، وأعضاء هذه الأحزاب ينشرون الصور عبر مواقع التواصل فرحين بهذه المناسبات والاعياد، لا يعرفون انهم يساهمون الى حد بعيد بإعادة انتاج تلك المناسبات وتقويتها داخل المجتمع.

لو ان الأحزاب والقوى الليبرالية هي من تقعل ذلك لكان الامر فيه اتساق وتناغم الى حد ما، بسبب ان الليبرالية كفكر وممارسة تنسجم مع الرؤى الدينية، فهي "الليبرالية" ترى في الدين "شأن شخصي"، وعبر هذه الكلمة المضللة تمرر كل الممارسات الدينية، وتؤكد على احترام تلك الممارسات؛ فمثلا الدين عند منظر الليبرالية "جون رولز" يؤخذ على المستوى التفسيري وليس على المستوى الدلالي، ومن هنا تنطلق الليبرالية من المحافظة على قيم الدين، وتحاول قدر الإمكان استخدام استراتيجية "دمج الدين في المجال العام"؛ أي "الشأن الشخصي" يصبح "مجالا عاما".

الأحزاب الشيوعية تلك لم تستطع فصل فهمها السياسي للدين عن الفهم الليبرالي، وكأنها اندمجت به، أو لنقل بشكل أوضح انها تبنت الطرح الليبرالي وانسجمت وتماهت معه، فما الذي يعنيه ان سكرتير حزب شيوعي "س"، يجلس مع قيادات الحزب من الصف الاول، داخل مقر الحزب، في صباح اول أيام العيد الديني، ليستقبل المهنئين ويتبادل التهاني بهذا العيد؟ فقط ليقول للناس واعضاؤه ان "حزبنا الشيوعي" يحترم القناعات الدينية!!!!!

هذه الممارسات خاطئة جدا، انها تزيد من عزلة تلك الأحزاب عن المجتمع، وتزرع القلق والحيرة داخل أعضاء الحزب الجدد والصغار في العمر، فضلا عن انها لن تقنع ابدا الجمهور الديني بهذه الممارسة.

فرد شيوعي ما يقول او ينشر تهنئة بمناسبة عيد ديني، ذلك امر يمكن التغاضي عنه، مع انه يجب على الأحزاب الشيوعية اقناع أعضاؤها بان الدين واعياده وممارساته لا تمت بصلة للحركة الشيوعية، بل انه -الدين- النقيض التام للشيوعية، انه أحد اهم أسلحة الطبقة المسيطرة.

حقيقة لا نعرف ما حل بعبارات "نقد الدين هو الشرط الممهد لكل نقد" او "الدين افيون الشعب"، او "ان الماركسية هي المادية، وبما انها كذلك، فهي معادية للدين بقسوة لا رحمة فيها، تماما مثلما كانت مادية موسوعيي القرن الثامن عشر او مادية فيورباخ، هذه قضية لا يرقى اليها الشك".
مع انها عبارات واضحة وصريحة وحادة جدا، لا تهادن او تناور ابدا، لكن تم نسيانها واستعيض عنها بعبارات "الدين شأن شخصي" او "الدين قضية حساسة"... الخ من ترهات الأحزاب الشيوعية الحالية.



#قاسم_علي_فنجان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السُّفسطائي
- نقد منصور حكمت والأحزاب اليسارية وعي متأخر أم تصفية حساب؟ ال ...
- نقد منصور حكمت والأحزاب اليسارية وعي متأخر أم تصفية حساب؟
- رشيد غويلب والتجمع المدني الوطني العراقي
- سلوى زكو والخجل من المصارحة - عن انقلاب الثامن من شباط
- مثقفو السلطة والطائفة.... مؤيد ال صوينت نموذجا
- مجرد ذكريات
- النقابات العمالية و(الأوبلوموفية)
- (المرأة والحرب)
- بين جوليان أسانج واليكسي نافالني
- دروس في الاخلاق الليبرالية.. مقتل طفلين
- تساؤلات حول بعثة وفد المثقفين الى تونس
- حول ذكرى التاسع من نيسان
- عشرون عاما من البؤس - قطار الديموقراطية الأمريكي
- ستون عاما من الاجرام الثامن من شباط وقطار الليبرالية الامريك ...
- التمايز في اللغة او رسم الحدود بين المذكر والمؤنث
- (الڨيروس الليبرالي)
- (حق الشعوب الجيدة التنظيم في الحرب)
- عبد اللطيف الراوي و (الفكر الاشتراكي في الادب العراقي)
- مخاطر ازمة.... ومخاطر حرب


المزيد.....




- طريقة جلوسها وإطلالتها.. أول ظهور لزوجة أحمد الشرع لطيفة الد ...
- تحديث مباشر.. مظاهرات لوس انجلوس وترامب ينشر الحرس الوطني
- السعودية.. محمد بن سلمان يشعل تفاعلا بما قاله عن -إخوتنا في ...
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات قرب موسكو خلال ساعتين ...
- -ليس من مصر ولا قطر-.. تقرير إسرائيلي عن حل لأزمة الرهائن في ...
- ترامب ينشر الحرس الوطني الأمريكي بعد اشتباكات في لوس أنجلوس ...
- البرازيل تواجه انتكاسة بيئية حادة في الأمازون
- ترامب يهدد ماسك بـ-دفع ثمن باهظ-!
- العلماء يستبعدون وجود -الكوكب إكس- في 75% من مواقعه المحتملة ...
- آلاف الأوكرانيين يراسلون روسيا بحثا عن أقاربهم من الجنود الم ...


المزيد.....

- نعوم تشومسكي حول الاتحاد السوفيتي والاشتراكية: صراع الحقيقة ... / أحمد الجوهري
- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - قاسم علي فنجان - أعياد دينية وأحزاب يسارية