أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد وديع - القوة الناعمة ودورها فى تغير الأوطان














المزيد.....

القوة الناعمة ودورها فى تغير الأوطان


عماد وديع

الحوار المتمدن-العدد: 8365 - 2025 / 6 / 6 - 16:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عالم يتسم بتسارع التواصل وتداخل الثقافات لم تعد فيه القوة العسكرية أوالاقتصادية وحدها كافية لتحديد مكانة الدول فقد برز مفهوم القوة الناعمة كأحد أهم أدوات النفوذ في العلاقات الدولية الحديثة هذا المفهوم يرجع إلى جوزيف ناى أستاذ العلوم السياسية بجامعة هارفارد في الولايات المتحدة الأمريكية والذي صاغه عام 1990 في كتاب له بعنوان وثبة نحو القيادة الطبيعة المتغيرة للقوة الأمريكية
وقد عرف ناي القوة الناعمة بأنها القدرة على الحصول على ما تريد عن طريق الجذب والإقناع بدلًا من القسر والإرغام والإكراه و بقدرة الدولة على التأثير في سلوك الآخرين عبر الجاذبية الثقافية والقيم السياسية وليس عبر الإكراه أو القوة الصلبة كما يرى ناي أن الدولة القوية هي تلك التي تستطيع أن تجعل الآخرين يريدون ما تريده
ثم قام جوزيف ناي بعدها بتطوير المفهوم لاحقًا في كتاب صدر له ايضاً عام 2004 بعنوان القوة الناعمة ووسائل النجاح في السياسة الدولية متطرقًا إلى مزيد من التفاصيل بشأن مصادر وأدوات القوة الناعمة التي يمكن استخدامها لتحقيق الأهداف المرجوة دون حروب أو تدمير أو صراعات أو أيٍ من أدوات الإكراه
وقد اكتسب مفهوم القوة الناعمة اهمية كبيرة يستخدم على نطاق واسع في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية من قِبَل المحللين والسياسيين والدبلوماسيين وواضعي الاستراتيجيات طويلة المدى ومتخصصي علم الاجتماع السياسي والقيادات الأمنية.
وترتكز الناعمة في جوهرها على عدة عناصر أبرزها الثقافة والتعليم والإعلام والفن التي يجب ان تروج لها الدول إضافة إلى الدور الذي تلعبه على الساحة الدولية من حيث التوسط في النزاعات أو تقديم الدعم الإنساني أو تبني خطاب سياسي متوازن
هذه الأدوات الناعمة تتيح للدولة بناء صورة إيجابية وتوسع نفوذها دون اللجوء إلى أدوات القوة الصلبة المتداولة
ولا تقتصر القوة الناعمة على تحسين سمعة الدولة دولياً بل تتعداها لتشمل تحقيق مكاسب استراتيجية واقتصادية فالدولة التي تتمتع بصورة إيجابية لدى الرأي العام العالمي تُستقبل سياساتها بقبول أكبر وجذب للاستثمارات وازدهار السياحة وتُفضيل منتجاتها وخدماتها في الأسواق الخارجية واكتساب مصدقية في تحركاتها الدبلوماسية
يُعتبر الفن أحد أبرز أدوات هذه القوة الناعمة وعن طريق الفن يكون القدرة على التأثير في الآخرين وجذبهم دون إكراه من خلال الثقافة و الفنون والإعلام الذى يعتمد على الإقناع و الجاذبية
والفنانون هم يحملون ثقافة أوطانهم إلى العالم عبر أعمالهم سواء كان ذلك من خلال الموسيقى اوالمسرح او السينما أو الرسم فإنهم يقدّمون صورة حيّة ومؤثرة عن المجتمع الذي ينتمون إليه والأغاني على سبيل المثال تستطيع نقل مشاعر وألأفكار يصعب التعبير عنها بالكلمات المجردة لتصل إلى كافة شعوب العالم كما يمتلك الفنانين جماهيرية ضخمة على وسائل التواصل الاجتماعي مما يجعلهم مؤثرين في تشكيل الرأي العام العالمى
ويسهم الفنانون في كسر الصور النمطية السلبية التي قد ترتبط بثقافة أو بلد معين من خلال مشاركتهم في مهرجانات دولية و التعاون مع فنانين من ثقافات أخرى فيبنون جسورًا للتفاهم ويقدّمون وجهاً أكثر إنسانية وشمولًا لبلدانهم وهناك أمثلة واقعية مثل انتشار الدراما التركية في العالم العربي مما ساهم في زيادة الاهتمام باللغة والسياحة والثقافة التركية
اذن توظيف الفن في خدمة القوة الناعمة ليس مجرد ترف ثقافي بل هو استثمار إستراتيجي طويل الأمد فالفنان لا يحمل فقط موهبة بل يحمل رسالة قادرة على التأثير في العقول والقلوب وبناء علاقات بين الشعوب وبعضها أساسها التفاهم والاحترام المتبادل.
إن دعم الفن والفنانين هو دعم لقوة الدولة الناعمة ولحضورها الإنساني فيكافة انحاء العالم

إن دور الثقافة كقوة ناعمة لا يمكن أن تعمل بمعزل عن القوى الأخرى فالثقافة يجب أن تشارك بأدوار في تعزيز النمو الاقتصادي كما يجب أن تكون ظهيرًا لكل عمليات التنمية وتحقيق العدالة الاجتماعية عن طريق الصناعات الثقافية مثل صناعة النشر والسينما
إن القوة الناعمة بطبيعتها حساسة وسريعة التآكل إذا لم يتم تجديدها وتطويرها مع ذلك، فإن القوة الناعمة يمكن استعادتها إذا توفرت الإرادة والرؤية كما يمكن للدول عبر الاستثمار في الثقافة والتعليم والفن والإعلام الحديث والسياحة أن تستعيد حضورها الرمزي وتخاطب العالم بلغته وإشراك المجتمعات المحلية وتقديم صورة متكاملة للدولة كقوة منفتحة حديثة تحترم وتُرحب بالعالم وتتعاون معه .



#عماد_وديع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متلازمة ستوكهلم
- مابين الاسباب والنتائج
- ما بين علم اللغة وفن الكلام
- ﺍﻟﻘﻨﺒﻠﺔ  ...
- العالم على صفيح ساخن هل تقودنا الصراعات الى حرب عالمية ثالثة ...
- لماذا يدوم الحب فى الصداقة أكثر من الزواج!!
- منظمة اليونسكو تحتفل بألعيد العالمى للكتاب
- حتى لاتختلط الآوراق بين مسلمى الايغور والدولة الصينية
- دعوة لقرأة التاريخ


المزيد.....




- عائلات الرهائن الإسرائيليين تُطالب بإنهاء الحرب وتتّهم نتنيا ...
- مسؤولة: أمام ألمانيا ثلاث سنوات لتسليح جيشها لصد هجوم روسي م ...
- ترويكا.. الحلقة التاسعة
- قطار محمل بعدد هائل من الدبابات والمدفعية يتجه إلى العاصمة و ...
- فشل الخطة الامريكية الإسرائيلية للمساعدات واستعداد حكومة غزة ...
- رئيس بولندا المنتخب يعارض انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي
- الجيش الروسي يدمر 32 مسيرة جوية فوق مقاطعتي كورسك وأوريول خل ...
- شاهد.. الحي الذي نشأ فيه لامين جمال نجم برشلونة
- إلى أين يقود التصعيد الحالي الحرب الروسية الأوكرانية؟
- متظاهرون في باريس يطالبون بوقف حرب الإبادة في غزة


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد وديع - القوة الناعمة ودورها فى تغير الأوطان