شادي أبو كرم
كاتب سوري
(Shadi Abou Karam)
الحوار المتمدن-العدد: 8361 - 2025 / 6 / 2 - 20:13
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
لم يكن اسم سمير قصير سطراً في صحيفة، ولا توقيعاً على هامش المقالة. كان اختراقاً مباغتاً في جدار الوعي. كان الباب الذي انفتح فجأة على ذاتي، في غرفة ضيقة بالمخيم، حيث تعلّمنا أن الحقيقة تهمس، وأن اسم الرئيس لا يُكتب إلا بصيغة المديح، وأن الخوف ليس حالة، وإنما نظام حياة. قرأت سمير وأنا لا أزال أتلمّس اللغة كما يتلمّس الجريح موضع النزيف، لا أفهم كل ما يقول، لكنني أدرك أنني أمام نصّ لا يخاطب رأسي، نص يفضح أقنعتي. للمرة الأولى، شعرت أن أحداً يكتب لا ليُعجب، بل ليكسر التماثيل. لا ليُقال عنه "كاتب شجاع"، لكن لأنه لا يستطيع أن يكون غير ذلك. في زمن كان فيه الحاكم ظلّ الله، والصمت فضيلة وطنية، جاء سمير ليقول العكس، وليفتح ثغرة في الجدار جعلتني أرى أن العالم أوسع من اليرموك، وأضيق بكثير حين يُحكم من قبل أجهزة.
قرأت عن نظام الوصاية وارتجفت. لم تكن الارتجافة جمالاً لكن فزعاً: فزع المكتشِف الأول للحقيقة حين تُقال بصوتٍ عالٍ، لا تختبئ في زاوية، ولا تطلب الإذن لتُعلن. لم أكن أملك آنذاك أدوات التحليل، ولا لغة المقاومة، ولا حتى شجاعة الفهم الكامل، لكنني عرفت أنني أقرأ ما كنت أتهجّاه خفيةً بين جدران المخيم، وما كنا نهمس به ليلاً ونبلعه صباحاً. كنت صبياً، محاطاً بجداريات الطغيان التي لا تسقط، وبكتب مدرسية تُدرّسك الطاعة كما تُدرّسك قواعد اللغة، وبجمهور يتقن فن الإنكار. وكان سمير، في قلب كل هذا، يعرض نصه كمن يرمي قنبلة في غرفة مكتظة بالأكاذيب. نصه لم يكن معلومة معلبة جاهزة للاستهلاك، كان اعتداء على العالم المصنوع حولي. لحظة قراءته كانت كأن أحداً انتشلني من البركة الراكدة التي غُمرنا بها، وقال لي: انظر، هذا العالم ليس كما قالوه لك. هو أبشع، لكنه أيضاً ممكن التغيير. في مقالاته رأيت للمرة الأولى أن ما نعيشه ليس قدَراً، كان مشروع اغتيال يومي للمعنى، وأن القول الصريح يمكن أن يكون سلاحاً، وليس شعاراً فقط. هناك، في ذلك النص، اكتشفت أن اللغة قادرة على انتزاع الهواء من فم السلطة، وأن الكتابة قد تكون أول شكل للعدالة، حتى في غياب المحاكم.
ثم جاء الخبر، كصفعة بلا مقدمات. الثاني من حزيران، بيروت. سمير قصير، الكاتب الذي اقترب منّا أكثر مما فعل أي سياسي أو مثقف، اغتيل. الكلمة التي كانت تحمينا تحوّلت فجأة إلى تهمة عقوبتها الموت. لم أفهم كل شيء لحظتها، لكنني شعرت بانكسار داخلي لا يشبه الحزن، كان شيئاً أقرب إلى الخيانة: كأن العالم الذي بدأ لتوّه يتّسع في رأسي عاد وانكمش دفعة واحدة. كانت المرة الأولى التي أفهم فيها، دون شرح، أن الحقيقة تُغتال. أن الكتابة في بلاد مثل بلادنا ليست مهنة، إنما مجازفة وجودية.
لم أبكِ، لم يكن هناك متّسع للدمع. الصدمة كانت أوسع من أي انفعال. كنت يافعاً في المخيم، بالكاد أفهم السياسة، لكنني شعرت أن أحداً من عائلتي رحل. ليس بالدم، وإنما بالانتماء. كان سمير يشبهني: فلسطيني الهوى، لبناني الأصل، سوري الوجع. لم يكن من "نخبتهم"، كان من أولئك الذين يحلمون وهم يعرفون أن الحلم خيانة في زمن الولاء. يكتب، رغم الخوف. ينتقد، رغم سرطان الطائفة. يحلم، رغم الوقائع. اغتياله كان زلزالاً بكل ما تحويه الكلمة من معنى. ومن يومها، تغيّرت علاقتي بالكلمة. صارت مسألة حياة أو موت. صرت أقرأ كمن يتحسس سكيناً في كل سطر. وعرفت أن من يشبهنا، ويفضحهم، لا يُسمح له أن يُكمل الجملة.
سنوات بعد ذلك، التقيت جيزيل خوري. كانت الجلسة موجعة بلا دموع، حنونة بلا طمأنينة. لم تحدّثني عن سمير كما يفعلون في الندوات أو التذكارات، بل كمن يستحضر شخصاً ما زال دافئاً في الذاكرة، حاضراً رغم كل هذا الغياب المدجّن. حكت عن ضحكته حين ينتصر للحقيقة، عن غضبه حين تُهان الكلمة، عن ضعفه الجميل أمام ما لا يُحتمل. كان صلباً في العلن، هشاً في التفاصيل، عنيداً لا ينكسر إلا من شدّة الإحساس.
استمعت، وأحسست بشيء داخلي يتململ. لم تكن الغيرة محض شعور عاطفي، بل ارتباك الهوية أمام من سبقنا إلى الحلم ذاته. كنت أستمع إليها وأقاوم فكرة أنه كان لها أولاً، لا لنا. لكنها كانت تعرف. لم تحرسه كذكرى، فقد أهدته لنا كما يُهدى المعنى: قابلاً للامتداد، للانتماء، للحبّ المشترك. شعرت لوهلة أنني أنافسها، لا على الرجل، وإنما على الأثر. على ذلك النوع من الحبّ الذي لا يحتاج إلى تواصل، يكفي فيه أن تعثر على جملة كُتبت ذات يوم لتشعر أنك لست وحدك في هذا الخراب. لم يكن سمير حبيبها فقط. كان حبّنا جميعاً. كلنا الذين كتبنا يوماً من دون إذن، الذين نظرنا إلى السماء ولم نخَف، الذين حلموا بالحرية لا كشعار، وإنما كخيار ممكن، مؤلم، مكلف.
انتميت لاحقاً إلى مؤسسة سمير قصير. لا من باب الانضواء، ولا بدافع الانتماء المؤسسي، لكن لأنني كنت بحاجة إلى سقف يشبه النص الذي أنقذني. لم أنتمي إلى حزب وقتها، ولا أثق بالشعارات. لكن هذه المؤسسة لم تكن لافتة، كانت بيتاً. بيتاً ضيّقاً على كل المقاسات المريحة، لكنه واسعٌ بما يكفي لاحتواء التوتر، والصراع، والبحث المستمر عن الحقيقة في زمن الخداع. في مؤسسته، وجدت ما يشبه جملة سمير: حرة، متوترة، شاقة، عنيدة، ترفض الترويض، وتتشكل بالشك لا باليقين. هناك كتبتُ، وهناك دافعتُ عن المعنى حين كان الدفاع عنه مكلفاً. وهناك أيضاً اختبرت ما يعنيه أن تكون على هامش السوق، بعيداً عن التصفيق، قريباً من الحافة.
أعطتني تلك المؤسسة الكثير: فرصاً، أماناً، علاقات، وربما وهماً بالاستقرار. لكنها أيضاً منحتني ما لا يُشترى: فكرة أن الكتابة، حتى حين تصبح عبئاً، تظل ضرورة. أن العمل من أجل حرية التعبير ليس وظيفة، إنما معركة أخلاقية ضد الخوف، ضد النسيان، ضد الانصياع لما هو "معقول". ما زلت حتى اليوم أدين لها بكل ما بقي لي من حب وقوة وإيمان. أدين لها بتلك اللحظة الصغيرة التي ما زالت تحدث أحياناً حين أكتب: لحظة أشعر فيها أن الكلمة ما زالت قادرة على خرق العتمة. أن المعنى لم يُصادر كلياً، طالما بقي هناك من يحرسه لا بالصوت العالي، وإنما بالكتابة العنيدة، الصامتة، التي ترفض أن تموت.
رحل عمر أميرالاي قبيل انطلاق الثورة التي كان يحلم بها، يحذّر منها، ويشتاق إليها في آن. مات قبل أن يرى ما تمنّاه طويلاً، وما كان يعرف أيضاً أنه قد يُجهض. لم يكن يُخفي قلقه من الشعب الذي ربّته الأنظمة على الصمت، لكنه ظلّ يؤمن أن الصمت نفسه قد ينفجر. فتَح لي أرشيفه ذات مرة، قبل رحيله بوقت قصير، كمن يسلّم جزءاً من ذاكرته وهو يعرف أن المعركة طويلة. حدّثني عن سمير كما لا يُحدَّث عن صديق، لكن عن توأم في المعنى. قال لي: كان يكتب كما نصوّر، دون إذن، ودون قناع. جلسنا في بيته وكان الحزن ساكناً في عينيه، لا صراخ فيه، فقط ذلك الهدوء لمن يعرف أنه سلّم الأمانة، ولا يملك أكثر. أهداني كتباً لسمير، وقال لي: احملها، هذه نصوص لا تبلى. ما زلت أحمل تلك الكتب كما تستحق أن تُحمل الأمانات. أشعر أنني حين أقرؤها، أواصل الكتابة مع سمير، لا بعده ولا لأقلده. فقط لأني أخاف أن تُغلق الجملة الأخيرة دون أن نُكملها معاً.
ثم رحل إلياس خوري لاحقاً، لكن صوته ما زال يجاورني كأنه لم يغب. لم يكن صديقاً بالمعنى الحميم، لكنه كان أحد أولئك الذين إن التقيتهم، شعرت أنك عدت إلى نغمة أصيلة في داخلك، لم تكن تعرف أنك تحفظها. في بيروت، جمعتني به سهرات لا تُنسى. طاولة متقشفة، كؤوس متشابكة، ونقاشات تتنقّل بين الكتابة والسياسة والخذلان. كنت أشرح له كم أحب سمير، كيف تعلّقت به منذ المخيم، كيف قرأته قبل أن أقرأ نفسي، وكيف صار جزءاً من بنيتي الأخلاقية لا الثقافية فقط. كان ينصت لي بحنان دون أن يقاطع، ثم يرمقني بنصف ابتسامة ويقول: "لسانك جريء... لا تهادن أبداً، لا تكتب كي يرضى عنك أحد". تلك العبارة ظلت ترنّ في رأسي طويلاً، لأنها لم تكن مجاملة، كانت اعتراف من رجل لا يوزّع الثناء مجاناً. علّمني إلياس أن الرواية ليست مرآة الواقع، إنما مطرقة تكسر زجاجه المزيّف. أن البطولة ليست في تطهير البطل من الخطأ، وإنما في جعله ينهار، ويتراجع، ويعود أقوى. لم يكن من الذين يتغزّلون بالثورات من بعيد، كان يسأل أسئلتها الصعبة حتى في ذروتها. وكان يعرف، مثل سمير، أن الخيانة لا تبدأ في الميدان، وإنما في اللغة.
ربما لم يكن الرابط بيني وبينه كالرابط مع سمير أو عمر. لكنّه، في تلك الليالي، جعلني أشعر أنني لست وحدي. أن هناك من يشبهنا، حتى لو سبقونا بالعمر والتجربة، من لا يزال يرى في الكلمة فعلاً، لا وظيفة. من يتعامل مع الكتابة لا بوصفها نشاطاً ثقافياً، لكن كطريقة للبقاء في هذا العالم دون أن تبيع روحك. إلياس، مثلهم، لم يكن حارس نص، كان شريكاً في خلق مساحات جديدة للقول. وفي زمن صارت فيه الجرأة تهمة، كان حضوره بمثابة تذكير دائم: لا تصمت. ولا تكتب إلا كما لو كنت تحفر قبرك بيدك وتبتسم.
اليوم، في زمنٍ صار فيه الشعار بديلاً عن المعنى، والخطاب بضاعة تُعبّأ حسب الطلب، والدم مجرد خلفية باردة لنشرات الأخبار، أفكّر في سمير أكثر من أي وقت مضى. كلما رأيت كاتباً يحاذي السلطة بحذر، أو ناشطاً يتلوّن باسم التعقيد، أو مثقفاً يبرّر الصمت بواقعية السوق، أعرف أن غيابه ليس غياب فرد، وإنما غياب معيار. حين يُحتفى بالتطبيع بوصفه "فتحاً دبلوماسياً"، ويُعتبر الحياد "نضجاً"، والخوف "ذكاءً تكتيكياً"، أعرف أن مكان سمير ما زال فارغاً. لم يأتِ بعد كاتب يمتلك وضوحه، لا في الرؤية ولا في اللغة. لم يأتِ من يعاند التعليب، ويصطدم بالجميع دون أن يبحث عن عدو واضح، أو حليف مضمون. سمير، بكل هشاشته، كان أكثر ثباتاً من كثيرين بنوا مجدهم على التوازنات. هشاشته لم تكن ضعفاً، لكن إنذاراً دائماً بأن لا شيء مستقر، لا شيء مضمون، وأن القلق هو أصدق أشكال الانتماء للمعنى.
ولذلك لا أستطيع أن أرثيه كما تُرثى الشخصيات العامة. لا أستطيع أن أضع اسمه في بيان مكتوب بلغة السلامة، وأختتمه بدقيقة صمت. سمير ليس اسماً في سجلّ الشهداء، ولا نصاً محفوظاً في ذاكرة النقاد. سمير جرحٌ مفتوح فينا، جرح من النوع الذي لا يُشفى، لأنه لا يجب أن يُشفى. هو سؤال يتكرر فينا كلما همسنا بدل أن نصرخ، أو ساومنا بدل أن نكتب: هل ما زال للكلمة وزن؟ وهل تستحق أن نموت من أجلها؟ نعم، سمير أجاب، ومات وهو يكتب إجابته. ونحن، من بعده، نعيد تكرار السؤال ذاته، لكن دون أن نملك شجاعته.
أنا مدين له بكل شيء، لأنه لم يسلّمني رأياً بل بوصلة. علّمني أن العدل لا يُصاغ في البيانات ولا يُصوَّت عليه، وإنما يُعاش كموقف، كرفض يومي، كمعيار لا يتبدّل بتبدّل التحالفات. وأن الاحتلال لا يدخل فقط على ظهر الدبابة، لكن يتسلّل في اللغة، في المناهج، في الروايات الرسمية التي تُجبرك على تصديقها تحت طائلة العزل، أو القتل.
أحبّ سمير دمشق كما أحببتها أنا، كوعد. دمشق الممكنة، التي لا تُختصر بأجهزة، ولا تُختزل بعمامة أو صورة قائد. المدينة التي تكتبها، لا التي تُكتب لك. التي تبني هويتها بالكلمة، لا التي تُعيد إنتاج نفسها تحت القمع. وعلّمني أن بيروت، التي يتغزّل بها الجميع، ليست مدينة الشهداء كما يشاع، بل مدينة المرتجفين، الذين يغتالون من يُربكهم، لا لأنه عدو، لكن لأنه لا يطلب الإذن ليفكّر.
أشعر بالخيانة، نعم. لا لأن القتلة ما زالوا أحراراً، لكن لأننا نحن من نزع عنهم صفتهم، وأعدنا إدماجهم في الحياة العامة. نحن من غسّل أيديهم بصمتنا، بتأقلمنا، بعجزنا عن حمل الجملة الناقصة. الجملة التي كتبها سمير، ثم توقفت، ولم نكملها. نرفع صوره في المناسبات، نقتبس جُمله كما تُقتبس أبيات الشعر، لكننا نرتعب من أثرها إذا كُتبت اليوم. نُعيد إنتاجه كرمز مريح، لا ككاتب مقلق. نُحنّطه كي لا يُوجِع، ونُشيد به كي لا نُشبهه.
لكني أعدك، كما لو كنت لا تزال تكتب في الغرفة المجاورة، أن نستمر. لا لأننا نحلم بنهاية سعيدة لهذا الخراب، لكن لأننا نرفض أن نكون شهود زور عليه. سنكتب، لا لنُرضي جمهوراً، ولا لنحظى بمكان على الطاولة، سنكتب لأن الكتابة وحدها تُبقي أثرك حيّاً، تُعيد صوتك كلما خفتت الأصوات، وتفضح التواطؤ حين يصير قاعدة.
لن نكتب لأننا واثقون بالانتصار، وإنما لأننا نعرف أن الصمت هو الهزيمة الوحيدة التي لا تُغتفر. لن نكتب كي نحتمي، فقط كي نُعرّي، كي نشهر الخوف، لا لنخفيه. نكتب ونحن نعرف أن الكلمة قد تقتلنا، لكننا نعرف أيضاً أن السكوت هو ما أعاد القتلة إلى حياتنا، كضيوف شرف في حفلات المصالحة، وكخبراء في "المصلحة الوطنية".
سنكتب حتى يسقط القناع الأخير، حتى تُكسر صورة الشهيد المغلّفة، ويُعاد إليك صوتك دون مونتاج. حتى تصبح الذاكرة سلاحاً لا لوحة، وشاهداً لا زخرفة. نكتب لأن المعنى نفسه صار مستباحاً، ولأنك تركت لنا ما يكفي من الشكّ لنواصل، وما يكفي من الغضب لنصمد.
نم يا سمير، لا كما ينام الأبطال، وإنما كما ينام من عرف الحقيقة قبل الجميع ودفع الثمن دون أن يساوم. وابقَ يقظاً فينا، لأن من علّمنا أن الكتابة فعلُ حرية لا تُهدى، لا يُختصر في صورة، ولا يُعلّق على جدار. من مات لأجل الكلمة، يبقى حيث المعنى يُهدّد، والسكوت يُباع، والحقيقة تُفخّخ. ابقَ، لأننا نحتاجك أكثر مما ظننا.
#شادي_أبو_كرم (هاشتاغ)
Shadi_Abou_Karam#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟