أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد العجيلي - الانتخابات العراقية بين سجن الطائفية وأوهام القومية














المزيد.....

الانتخابات العراقية بين سجن الطائفية وأوهام القومية


محمد العجيلي

الحوار المتمدن-العدد: 8358 - 2025 / 5 / 30 - 11:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في عالم يشتد فيه الصراع على السلطة والثروة، تبقى الانتخابات واحدة من أبرز أدوات السلطة الحاكمة لإعادة إنتاج ذاتها، خاصة في مجتمعات ما بعد الاستعمار، حيث تنمو الدولة القومية على أنقاض المكونات، وتُبنى السياسات على خطوط الطائفية والقومية، لا على أسس العدالة والمواطنة. العراق نموذج صارخ لهذا المشهد، وأفكار عبد الله أوجلان تمنحنا رؤية نقدية لفهم آليات هذا النظام المتآكل.

فكرة الدولة القومية: جذور الأزمة

أن الدولة القومية في الشرق الأوسط لم تكن يومًا مشروعًا محليًا، بل صناعة استعمارية فرضها الغرب لضمان تفتيت المنطقة، وإشغال شعوبها في نزاعات قومية وطائفية. في العراق، ورثت الأنظمة المتعاقبة هذا النموذج، حيث تم تأطير المجتمع على أساس مذهبي وعرقي، فصار “السني” و”الشيعي” و”الكردي” و”التركماني” عناوين انتخابية قبل أن يكونوا مواطنين في وطن واحد.

ونؤكد أن الدولة القومية بطبيعتها إقصائية، تبني شرعيتها على إلغاء الآخر، وهو ما نشهده في كل دورة انتخابية عراقية، حيث يُعاد رسم الخارطة السياسية وفق مصالح أمراء الطوائف وقادة القوميات، معززين الانقسام لا الانتماء.

الانتخابات… وهم الديمقراطية

حسب رؤيتي، فإن الانتخابات في هكذا أنظمة ليست تعبيرًا عن إرادة الشعب، بل وسيلة لإضفاء الشرعية على نظام مهيمن. وفي العراق، كل دورة انتخابية تُختزل في معركة توزيع غنائم، لا في بناء مشروع وطني.

الأحزاب السياسية - بما فيها الكردية - رهنت قرارها لإرادة الخارج، سواء عبر المحاور الإقليمية (إيران، تركيا، السعودية) أو القوى الدولية (الولايات المتحدة، بريطانيا). وعليه، فإن النتائج لا تعكس إرادة العراقيين، بل مصالح الفاعلين الإقليميين، حيث يُمنح الفوز لمن يخدم تلك الأجندات.

التدخلات الخارجية… إدامة الانقسام

لا يمكن فهم أزمة الشرق الأوسط دون قراءة أدوار القوى الخارجية. فهذه القوى، بحسبه، لا تسعى لتحقيق سلام أو استقرار، بل لضمان استمرار نظام الهيمنة عبر خلق أزمات دائمة. العراق مثال ساطع على ذلك.

فمنذ 2003، تناوبت الولايات المتحدة وإيران وتركيا والسعودية على التحكم في مفاصل العملية السياسية، عبر تمويل جماعات، وتوجيه التحالفات، وتفجير الأزمات عند الحاجة. الانتخابات تحولت إلى مسرحية معلنة، نتيجتها تحددها السفارات أكثر مما تحددها صناديق الاقتراع.

الأمة الديمقراطية … البديل الوحيد

“الامة الديمقراطية” كبديل عن الدولة القومية. الأمة الديمقراطية، بنظره، مشروع تعددي يضمن الحقوق الجماعية والفردية لكافة المكونات ضمن نظام سياسي لا مركزي، يحترم التنوع الإثني والديني والمذهبي، ويُدار من القاعدة إلى القمة.

في العراق، يمكن لهذا النموذج أن ينقذ البلاد من مستنقع الطائفية، عبر بناء إدارات ذاتية للمكونات المحلية ضمن إطار وطني موحد، يتحقق فيه الأمن الجماعي والعدالة الاجتماعية، بعيدًا عن هيمنة المراكز الطائفية.


ما من خلال تحليلي، فإن الانتخابات العراقية الحالية ما هي إلا جزء من نظام مختل، يُعيد إنتاج الصراع ويُعطل إرادة الشعوب. الطريق الوحيد للخلاص يكمن في ثورة ذهنية، تخلع عن المجتمع عباءة الطائفية والقومية، وتؤسس لنظام الأمة الديمقراطية.

ربما تبدو هذه الأفكار طوباوية للبعض، لكنها في الحقيقة الخيار الأكثر واقعية في مواجهة نظام فقد صلاحيته، وعالم يعيد تشكيل موازينه بعيدًا عن الشعوب.

فإما أن نبني دولة للجميع… أو نعيش في دوامة صراعات لا تنتهي



#محمد_العجيلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة الحرة… جوهر الثورة وبوصلة الحرية
- منظمات المجتمع المدني والديمقراطية الرأسمالية: بين التغيير ا ...
- نحو مرحلة جديدة من التحول الديمقراطي وإعادة البناء
- اليوم نلاحظ هناك الكثير من مشكلة المساواة في العراق


المزيد.....




- -لم أتحمّل الحلم الأمريكي-: محارب متقاعد ينتقل للعيش في البر ...
- عُثر عليه على بُعد 300 قدم داخل غابة.. ممثل أمريكي يصف نجاته ...
- لأول مرة.. -داعش- يتبنى هجومين ضد قوات موالية للحكومة الجديد ...
- الخارجية الروسية: بكين تتفهم موقف موسكو بخصوص الأزمة الأوكرا ...
- فضيحة طبية تهز أوروبا: متبرع دنماركي أنجب 67 طفلًا ونقل جينً ...
- ماكرون يحذر من تركيز واشنطن على الصين على حساب أوكرانيا
- بعد عرقلة إسرائيلية.. وزراء عرب يؤجلون زيارتهم لرام الله
- بيان مصري تونسي جزائري مشترك حول ليبيا
- رئيس جورجيا يتحدث عن مطالبة دول غربية لبلاده بالانخراط في ال ...
- مصادر تركية تنفي نية لقاء أحد قيادات تنظيم -بي كي كي-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد العجيلي - الانتخابات العراقية بين سجن الطائفية وأوهام القومية