أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اياد عطية الخالدي - عواقب الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في مواجهة الإرهاب: الصدمة والتمكين














المزيد.....

عواقب الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في مواجهة الإرهاب: الصدمة والتمكين


اياد عطية الخالدي

الحوار المتمدن-العدد: 8357 - 2025 / 5 / 29 - 20:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عواقب الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في مواجهة الإرهاب:
الصدمة والتمكين
اياد عطية
منذ انسحابها من أفغانستان عام 2021، دخلت الولايات المتحدة مرحلة جديدة في استراتيجيتها لمواجهة الإرهاب، تقوم على تقليص التدخل العسكري المباشر، وتحويل التهديد من "إرهاب عابر للحدود" إلى "إرهاب محلي يمكن احتواؤه". وعلى الرغم من أن هذا التحول جاء استجابة لاعتبارات داخلية أمريكية تتعلق بالكلفة السياسية والبشرية والاقتصادية للحروب الطويلة، إلا أن آثاره على العالم العربي والإسلامي كانت عميقة ومزلزلة.

1. تحول الجماعات الإرهابية إلى نماذج سلطة مشروعة
أدى انسحاب أمريكا من أفغانستان وتسليم السلطة لطالبان، ثم تبنيها نهج الانفتاح مع جماعات مسلحة كـ"هيئة تحرير الشام" بقيادة أبو محمد الجولاني في سوريا، إلى تحول هذه الجماعات من منبوذة إلى جهات يُعترف بها بحكم الأمر الواقع. لم تعد تُقدَّم فقط كحركات مسلحة، بل كقوى سياسية "محلية" يُمكن التفاهم معها.

وهذا التحول أرسل رسالة صادمة إلى الجماعات المتطرفة في عموم المنطقة: "النصر ممكن، والتحول من مطاردين إلى حكام أمر قابل للتحقق"، شريطة تغيير الواجهة والخطاب، لا المضمون.

2. انهيار الثقة بالقوى المدنية والليبرالية
القوى المدنية، التي طالما تبنّت خطابًا تحالف مع القيم الغربية حول الديمقراطية ومناهضة التطرف، وجدت نفسها منكشفة أخلاقيًا، بعد أن شاهدت الغرب نفسه يتخلى عنها لصالح قوى متشددة طالما هاجمها.

باتت الشعارات المرتبطة بالحرية والمدنية تُقابل بالسخرية أو بالشك، وانتقل جزء من الشباب من دائرة الحلم بالديمقراطية إلى دائرة الانبهار بـ"الفاعلية الدينية" التي تصل إلى السلطة وتفرض إرادتها.

3. صعود خطاب جديد للإسلام السياسي: البراغماتية الذكية
استفادت الحركات الدينية من التجربة، وأعادت إنتاج نفسها بلبوس أكثر عقلانية وانفتاحًا ظاهريًا:

قيادات بلحى خفيفة وبدلات أنيقة.

خطاب سياسي ناعم يوظف مصطلحات الدولة والمؤسسات.

ابتعاد تكتيكي عن التصريحات المتطرفة، مع التمسك بالأهداف الأيديولوجية الكبرى.

هذا النمط الجديد، الذي يمثّله الجولاني وآخرون، يجذب الشباب أكثر من الخطابات المدنية الكلاسيكية، لأنه يجمع بين القوة والمشروعية والانتصار الفعلي على الأرض.

4. هدنة غير معلنة بين أمريكا والإسلاميين
ما يبدو كتحالف براغماتي بين واشنطن وبعض الحركات الإسلامية المتشددة، هو في حقيقته هدنة مؤقتة تُبرَّر بمصالح قصيرة الأمد: تحقيق الاستقرار المحلي، وتجنب تدخلات مكلفة.
لكن هذه الهدنة تُغذي وحشًا أكبر، إذ تمنح هذه الحركات شرعية دولية ورصيدًا نفسيًا ومجتمعيًا يمكّنها لاحقًا من الانقلاب على كل القيم التي يدّعي الغرب الدفاع عنها.

5. نحو مواجهة حضارية جديدة
عاجلًا أم آجلًا، سيتفاجأ الغرب بأن الحركات التي دعم صعودها لتثبيت الاستقرار المحلي، قد تحوّلت إلى قوى عابرة للحدود، تملك مشروعًا حضاريًا مضادًا. وحينها ستكون المواجهة أكبر وأخطر من ذي قبل، ليس فقط عسكريًا، بل ثقافيًا وقيميًا.

اليوم، تتآكل الثقة بالقيم الليبرالية والمدنية في أوساط واسعة من الشعوب العربية والإسلامية، وتتوسع القناعة بأن "القوة الدينية" هي وحدها القادرة على فرض التغيير.
في هذا السياق، لم تكن الاستراتيجية الأمريكية مجرد انسحاب تكتيكي، بل زلزالًا أخلاقيًا واستراتيجيًا يهدد بتقويض أي مشروع مدني في المنطقة لعقود قادمة.

فما لم تعترف أمريكا والغرب بخطأ هذه المقاربة، وتعيد تموضعها بشكل يوازن بين المصالح والقيم، فإن العالم قد يكون على موعد مع جولة أكثر تعقيدًا من الصراع بين الحضارات.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة العبادي : الحمائم قد تجلب السلام !
- افراح بالدم القاني


المزيد.....




- أمريكا: هبوط اضطراري لطائرة بملعب غولف.. ومصادرة كوكايين بقي ...
- سوريا.. عشائر الجنوب تعلق على بيان الرئيس أحمد الشرع
- سوريا.. أحمد الشرع يعلق على أفعال بعض الدروز في السويداء وال ...
- سوريا: الرئاسة تعلن وقف إطلاق نار -فوري- في السويداء وتدعو ك ...
- الشرع: سوريا ليست ميدانا لمشاريع الانفصال
- فريدريش ميرتس ..لماذا يشكر إسرائيل على قيامها بـ-أعمال قذرة- ...
- الاحتلال يوسع اقتحاماته بالضفة ويجبر فلسطينيين على هدم منازل ...
- لماذا لا تُصنّع هواتف -آيفون- في أميركا؟
- قوات العشائر السورية تدخل عددا من البلدات في محافظة السويداء ...
- القنبلة التي قد تعيد تفجير الصراع بإقليم تيغراي الإثيوبي


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اياد عطية الخالدي - عواقب الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في مواجهة الإرهاب: الصدمة والتمكين