أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - جيلاني الهمامي - الاتحاد العام التونسي للشغل أزمة تخفى أزمة














المزيد.....

الاتحاد العام التونسي للشغل أزمة تخفى أزمة


جيلاني الهمامي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8354 - 2025 / 5 / 26 - 08:02
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


انتهت الهيئة الإدارية الوطنية للاتحاد العام التونسي للشغل كما بدأت. فبعد أكثر من تسعة أشهر التأمت على أمل أن تطوي صفحة الأزمة التي تعصف بالمنظمة. ولم يكن من اليسير أن يحصل ذلك بالنظر إلى حدة الخلاف الذي شقّ المكتب التنفيذي شقين وعمّق الهوة بينهما حدّ القطيعة. ووصلت الأزمة ذروتها مع دخول “الخماسي” في اعتصام بمقر الاتحاد دام زهاء الشهر وتمّ تعليقه على أن تنعقد الهيئة الإدارية في غضون شهر مارس ويتقرر في شأن المؤتمر الوطني القادم سواء وقع تصنيفه في خانة “الاستثنائي” أو كمؤتمر “عادي مع تقديم تاريخ انعقاده”.
ونتيجة لذلك عاد الخماسي لاجتماعات المكتب التنفيذي وأثمر هذا الوئام اتفاقا على عقد الهيئة الإدارية يومي 21 و22 ماي 2026. وقد سبقت الهيئة الإدارية تحركات معلنة وخفية أضفت على الوضع مزيدا من الغموض والضبابية إذ لم يكن من السهل الجزم بحصول مصالحة بين فرقاء المكتب التنفيذي من عدمها. وكان لا بدّ من انتظار انطلاق اشغالها للوقوف على حقيقة الموقف.
هذا الغموض ساد أشغال اليومين الأوّلين للهيئة الإدارية وتعمّق لدى الكثير من أعضائها من خلال الصراع حول ترتيب نقاط جدول الأعمال طيلة الحصة الصباحية من اليوم الأول. فالخلاف حول بدء المداولات بنقطة “الوضع النقابي الداخلي” أو بنقطة “الوضع العام والوضع الاجتماعي” لم يكن مجرد خلاف بقدر ما كان يخفي حسابات وأغراضا لم يقع الإصداع بها إلا عند احتدام الجدل الذي حسمه الأمين العام بقرار توفيقي لإنقاذ الاجتماع.
وباستثناء بعض “الاشتباكات” المعزولة من حين لآخر فقد خيّم على أشغال كامل اليوم الأول وصبيحة اليوم الثاني جوّ من الأمل في أن تُقِرَّ الهيئة الإدارية موعد المؤتمر الوطني، بصرف النظر عن صيغته، في شهر جانفي 2026. كان ذلك واضحا من التوجه العام للغالبية العظمى من التدخلات، لكن تدخل عضو المكتب التنفيذي المكلف بالإعلام وقلة من الموالين له حال دون حوصلة رئيس الجلسة، الأمين العام نور الدين الطبوبي، للأشغال في هذا الاتجاه وسرعان ما انقلب الهدوء والوئام إلى صراع حادّ وضجيج أنهاه الأمين العام برفع الاجتماع للعودة من الغد في يوم ثالث لمواصلة المداولات.
لقد دخلت الهيئة الإدارية منعرجا أعاد إنتاج سيناريو المجلس الوطني الأخير. وبالنظر إلى حالة الاحتقان الناجمة عن حادثة البارحة ولعملية التعطيل التي تعمّدها المكتب التنفيذي المنعقد استثنائيا قبيل انطلاق أشغال صبيحة اليوم الثالث بات من شبه الثابت أنّ شيئا دُبِّرَ بليل حتى تنتهي الهيئة الإدارية على نزاع جديد وانقسام آخر حول بيان تُلِيَ على الحاضرين وأصبح لِتَوّهِ “عظم الخلاف” في المرحلة القادمة.
فعلى غرار ما حصل في المجلس الوطني السابق (سبتمبر 2024) انفضّت الهيئة الإدارية على نقاش حاد حول بيان غَيَّبَ عُنْوةً الموقف مِنَ المؤتمر الاستثنائي ولم يُحْظَ بالمصادقة. ومن غير المتأكد أنّ عودة الهيئة الإدارية للانعقاد الخميس القادم 29 ماي الجاري سيكتب لها أن تنعقد حقا أم كان مجرد وعد لتهدئة الخواطر وتجاوز اللحظة.
وانتهت الهيئة الإدارية كما بدأت. ما يعني أنها عادت بالاتحاد إلى أيّام سبتمبر الماضي وكأن الأشْهُر التي انقضت منذئذ بكل ما فيها من صراعات وتناحر و”تهتيك” للاتّحاد لم تكن أصلا وسيتعيّن علينا العودة من جديد إلى فصل أو فصول أخرى من “الاقتتال” النقابي وتدمير ما تبقّى من منظمة مُتعبة بل مُنهكة وعلى مشارف الاحتضار.
والسؤال الذي يَطْرَحُ نفسه بكل إلحاح هو من ذا الذي يخشى المؤتمر الاستثنائي؟ وما هو المغزى العميق لتعمّد أعضاء بارزين في المكتب التنفيذي بقيادة الأمين العام وسامي الطاهري الزجّ بالاتحاد في حالة تعطّل كهذه؟ كل هذا والحال أنّ الاتّحاد يمرّ بأزمة لم يسبق له مطلقا أن عاشها.
إنّ نهاية المجلس الوطني على تلك الشّاكلة وتكرار الحالة في الهيئة الإدارية الأخيرة يعمّق القناعة لدى أوساط نقابية وغير نقابية كثيرة بأنّ هناك نيّة في استدامة الأزمة واستفحالها وتعفينها وهو ما أثبتته الأشهر المنقضية منذ سبتمبر من العام الماضي. ويبدو من خلال المؤشرات الجديدة أنّ الاتّحاد مُقْدِمٌ على فصل جديد من أزمة أعوص وأعمق. من المستفيد من ذلك؟ إنهم بلا شك الذين يتسبّبُون في هذا التعطيل ولكن أيضا أعْدَاءُ العمل النقابي الذين لا يروق لهم وجود منظمة نقابية مستقلة ومناضلة ونشيطة في الدفاع عن منخرطيها في ظروف معيشية مثل الظروف التي يعيشها الشغالون اليوم.
ومِمَّا يُسْتشفُّ أيضا من نمط النهايات التي تتكرر لاجتماعات الهياكل التمثيلية القيادية في الاتحاد (المجلس الوطني والهيئة الإدارية)، فضلا عن فشل القيادة الحالية في إدارة شؤون المنظمة وخاصة في فترات الأزمات، هو التقارب الموضوعي في التوجّه والموقف بين رموز التعطيل داخل الاتّحاد وسلطة 25 جويلية. أفليس تفكيك الأجسام الوسيطة ودفعها رويدا رويدا إلى الانحلال فالاضمحلال من تلقاء نفسها هو المنهج الرّسْمي لتعاطي سلطة 25 جويلية مع المنظمات والأحزاب وعموم الأجسام الوسيطة؟
إنّ تكرار هذه النهايات في كل مرّة وإجبار الاتحاد على الدخول في حالة من الانقسامات والتطاحن وهدر الطاقة في نزاعات من قبيل النزاع الحالي بين “الاخوة الأعداء” هو تلهية متعمدة عن انشغال النقابيين بالقضايا الأساسية وبالتالي تحويل الاتحاد إلى جسم بلا روح من ناحية ودليل على أنّ هناك تنسيق محكم بين كل مكونات 25 جويلية في مختلف المواقع والأطر بما في ذلك في الاتحاد العام التونسي للشغل ومن خارجه.
لقد أثبتت القيادة الحالية وخاصة الشّقّ المعرقل لانعقاد المؤتمر الاستثنائي أنها أصبحت عبئا على الاتحاد وبات من الواجب التخلّص منها وذلك عَبْر مؤتمر استثنائي حتى لا تدخل الحركة النقابية التونسية في دوامة الانشقاقات والتعدد الذي لا يخدم في نهاية المطاف غير رأس المال ومصاصي دماء العمال وعرقهم.



#جيلاني_الهمامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف جاء قيس سعيد وهل أفلح في صنع قاعدته الاجتماعية وحزامه ال ...
- غرة ماي: الاحتفال ثم بعد ؟؟
- كيف جاء قيس سعيد؟ وهل أفلح في صنع قاعدته الاجتماعية وحزامه ا ...
- عاد الفاتح من ماي... وضاعت مكاسبه
- دونالد ترامب - النص الكامل
- دونالد هتلر (الجزء الثالث والاخيرة)
- دونالد هتلر - الجزء الثاني
- دونالد هتلر (الجزء الأول)
- حوار مع جريدة النهج الديمقراطي العمالي بالمغرب الشقيق
- العمال يدفعون فاتورة أزمة الاتحاد في ظل استشراس أعداء العمال
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ...
- حوار مع موقف -أفريكا براس- AFRICA press
- حتى تعود الأمور إلى نصابها (مقدمة كتاب الاتحاد العام التونسي ...
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحول (الجزء الثا ...
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل - الجزء ال ...
- ألمانيا تربط مع تاريخها النازي
- أزمة ... فهدنة وتبقى دار لقمان على حالها
- يا عمال العالم، اتحدوا شاخ البيان ولكنه ما زال راهنا وحيويا
- فشل سياسة -التهميش الاجتماعي- وعودة الحركة الاضرابية
- الخلافات الرئيسية داخل اليسار هي حول قيس سعيد


المزيد.....




- غزة.. الجيش الإسرائيلي يطرد المرضى والموظفين من مشفى العودة ...
- الحكومة العراقية تمنح الموظفين 100 ألف دينار عيدية في هذه ال ...
- الأردن يوقف باب استقدام العمالة الأجنبية حتى إشعار آخر
- الأردن يوضح الفئات المستثناة من قرار وقف استقدام العمالة الأ ...
- تقارير: القبض على عدة أشخاص بشأن إضراب واسع النطاق لسائقي ال ...
- الداخل المحتل: مظاهرة في بئر السبع وإضراب بالنقب احتجاجاً عل ...
- ما هي حقيقة زيادة 100,000 دينار في رواتب المتقاعدين بدء من ي ...
- “هتتحرم من الفلوس لو اتأخرت”.. تحذير رسمي للجزائريين بشأن تج ...
- نقابة الصحفيين الفلسطينية: ارتفاع عدد الصحفيين الشهداء في غز ...
- الفينيق يختتم جلسات توعوية لمنظمات مجتمع مدني حول العمل اللا ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - جيلاني الهمامي - الاتحاد العام التونسي للشغل أزمة تخفى أزمة