التحضير الصيني الان سيكون خطيراً

ماجد احمد الزاملي
باحث حر -الدنمارك
(Majid Ahmad Alzamli)

الحوار المتمدن-العدد: 8349 - 2025 / 5 / 21 - 18:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

خلال سنتين بالكثير، فكوكب الارض سيتقلب رأسًا على عقب... وكل الحروب الحالية في العالم ستكون ولا شيء بالنسبة لما مقبل عليه العالم. والسبب يا صديقي ليس زلزالاً، ولا وباءً، ولا انهيار اقتصادي بل بسبب جزيرة تايوان الصغيرة. وهذه الجزيرة الصغيرة تنتج أكتر من 90% من الرقائق الإلكترونية المتطورة التي في العالم… والرقائق هذه تشغل الطائرات والغسالات . وترى الصين إن هذه الجزيرة تاريخيًا كانت جزء منها، وتحضر الان استعداداتها العسكرية واللوجستية لاخذ الجزيرة بالقوة.وأمريكا تحاول ان تسبق الكارثة قبل حصولها ، وتنهي شركاتها التكنولوجية بيدها في سبيل ذلك ... لان لو حصلت الكارثة ، فهي ممكن تكون سبب في بداية النهاية لامبراطوريتها العسكرية والتقنية التي بنتها على مدار السبعين سنة الماضية.
أمريكا تعرف إن لو الصين قررت تتحرك وتاخد تايوان، فهذا ليس سيهدد الديمقراطية على حدود آسيا فقط ، كما ما يعلنون في الإعلام... بل سيهدد الاقتصاد الأمريكي والعالمي القائم عليه.لإن تايوان ليست مجرد جزيرة عادية... بل هي المصنع الذي ينتج منه العقل الإلكتروني الذي يُشغِّل الذكاء الاصطناعي في العالم.
يعني تايوان لو وقعت… العالم كله يقع معاها.. والصناعات الدفاعية والعسكرية التي تصرف عليها أمريكا أكتر من تريليون دولار سنويًا لكي تبقى محافظة على قوتها وتفوقها العسكري عالميًا، وستكون في مهب الريح.
لذلك أمريكا بعد فترة ستتحرك وتاخد خطوة استباقية مهمة جدًا، ولا احد يتكلم عنها إعلاميًا برغم انها أهم بكتير من كل الأخبار التي نسمعها الان.
وفعلًا وبعد فترة طويلة من المباحثات والصفقات اللي تمت مع مسئولين تايوانيين وضغوط مورست على قياديين في شركة، الشركة وافقت... وبقي لها اشهر تبني مصانع باستثمارات تجاوزت حوالي 100 مليار دولار في أمريكا.. ونتج عنها واحد من أكبر مصانع إنتاج الشرائح أو القارة كلها، في ولاية أريزونا... لكن هنا حصلت مشكلة كبيرة... والمشكلة هي ان أمريكا كانت تعلم انها ستحصل، لكنها اختارت التجاهل ، ترتب نفسها وأمنها القومي..
لقد دخلت السوق الأمريكية الركود فالشركة التي كانت سابقاً أسطورة أشباه الموصلات والمعالجات الحاسوبية الأمريكية، والتي كانت معروفة عالميا بقت الان حرفيًا غير قادرة ايجاد مكان في السوق الذي هو أصلًا سوقها وفي بلدها الأم. لإن كل الشركات الأمريكية الان تحجز عند حسب تقارير اقتصادية وتكنولوجية فـ مصانع TSMC الأمريكية بقيت محجوزة بالكامل، وأكبر شركات التكنولوجيا في أمريكا والعالم كله مثل Apple وNVIDIA وAMDوحتى سامسونج الكورية نفسها، تقاتل لاجل تحجز خطوط إنتاج
والابتعاد عن أي خطر ممكن يحصل لو الصين غزت تايوان، ويبقى إنتاجهم وسلاسل التوريد في مأمن داخل الأراضي الأمريكية. الصين من ناحيتها لا تقف تتفرج…وهي تعرف إن أمريكا تحاول تسحب TSMC
من تحت رجليها، وتعرف إن هذا معناه ضربة مباشرة لطموحاتها في الهيمنة التقنية على تكنولوجيا أشباه الموصلات التي أمريكا مانعتها عنها الان بقوانين الحظر التجاري.. لذلك فان ، بكين الان تعمل بأقصى طاقتها لتطوّر صناعة الرقائق المحلية عندها، وتسترجع علمائها... في نفس الوقت، Intel – التي كانت طول عمرها رمز صناعة المعالجات الأمريكية – بقت الان تصارع لكي تبقى في السباق.. شركات كثيرة كانت تصنع عندها، بدأت تنقل شغلها لـ TSMC... يعني الشركة التي كانت المفروض تبقى مجرد ضيف مؤقت في أميركا، بقت الان هي التي تقود الصناعة على أراضيها.
لإن الأمن القومي بالنسبة لها مهم أكثر من الصناعة المحلية شركة TSMC أصبحت قادرة تنتج شرائح بقدرة خرافية هي الأفضل في العالم، توصل لدقة عالية ، ولايوجد غيرها يستطيع يعمل كل هذه الامور وبكفاءة في العالم كله... والقصد هذا ؛ إنتل لحد الان تجاهد حتى توصل لتكنولوجيا متأخرة عن TSMC بجيلين على الأقل... ومنذ فترة أصلًا تخسر خسائر بالمليارات، عشان مش قادرة تنافس TSMC
، ولا حتى قادرة تجاري منافستها الأمريكية. الصين اذن لم تسكت AMD في سوق المعالجات
وأهم خطوة في كل الدول انها تدعم شركاتها التكنولوجية الأضخم ويمكن الأهم في العالم حاليًا... "هواوي
منذ اسابيع ، شركة Huaweiالتي أمريكا تحاصرها منذ سنين وقفلت عليها حنفية المنتجات الأمريكية ومنعتها تستخدم نظام آندرويد لجوجل، فجّرت مفاجأة قلبت العالم باكمله. عملت شرائح ذكاء اصطناعي جديدة اسمها Ascendوبنت فيها مجموعات أو عناقيد معالجة ضخمة قادرة تنافس، بل وتتفوق على معالجات إنفيديا
"إنفيديا" برغم ان الشرائح أقوى بشكل فردي، لكن لما يتم جمعهم مع بعض، "هواوي" عملت نظام معالجة شديد الكفاءة لدرجة انها خلت شرائحها بتوصل لأداء إجمالي أعلى من حيث القدرة الكلية والذاكرة المشتركة.
لذلك ، فأمريكا من 4 أيام ، ردت على ذلك بأقسى تهديد تقني رأه السوق العالمي من سنين... وزارة التجارة الأمريكية أعلنت في تصريح رسمي إن "استخدام شرائح Huawei في أي دولة في العالم يعتبر خرق مباشر لقوانين التصدير الأمريكية، وقد يعرض الدولة المستخدمة لعقوبات اقتصادية ضخمة". يعني حتى لو دولة أفريقية، أو عربية، أو آسيوية، أو حتى شركة أوروبية، استخدمت شرائح هواوي، فهي ستتعرض لعقوبات... وذلك لانها تجرأت على استعمال تكنولوجيا الصين التي أمريكا تتهم الصين مسروقة من الشرائح الأمريكية.!
وعلى الناحية الثانية، الصين تصعّد كل يوم... وكل ساعة تظهر تقارير وصور وفيديوهات عن زوارق صينية توصل لشواطيء تايوان وطائرات حربية صينية بتخترق مجالها الجوي، وصينيين ينزلوا يغرسوا أعلام صينية على شواطيء تايوان ، واستفزازات كبيرة جدًا لفرض السيطرة. والبنتاغون من ناحيته يجهز للقادم لحملة تجنيد ضخمة وتخزين للسلاح وتجديد للقواعد العسكرية المبنية من أيام الحرب العالمية التانية.. وكل ذلك ان الحرب هذه المرة ستكون حرب على العصب الحقيقي لأي اقتصاد حديث. ولو حصلت الحرب فتكون شلل لجوانب كثيرة يعتمد عليها الاقتصاد بسبب توقف سلاسل توريد الشرائح الإلكترونية التي تغذي الصناعات الحديثة كلها.. فنحن نتعتمد على هذه الشرائح في اعمالنا والتعليم، وفي المعاملات البنكية، وحتى في السيارات والتليفون... المصانع تقف، الأسعار ترتفع ، شركات كثير تتوقف والإنترنت نفسه ممكن يتأثر… يعني العالم يا صديقي سيتم تشكيله من جديد امام اعيننا ...والسنين القادمة ستحدد مصير التكنولوجيا على الكوكب.

#ماجد_احمد_الزاملي (هاشتاغ)       Majid_Ahmad_Alzamli#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل