أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عيسى مسعود بغني - التظاهر السلمي وزلات إخوة النفط














المزيد.....

التظاهر السلمي وزلات إخوة النفط


عيسى مسعود بغني
(Issa Baghni)


الحوار المتمدن-العدد: 8348 - 2025 / 5 / 20 - 00:13
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


التظاهر السلمي ظاهرة صحية في كل الأنظمة الديمقراطية، وهي جزء من الانظمة الرقابية للدولة، الذي يكفل النقد البناء للسياسات، من أجل تعديلها أو إلغائها، (وهو مناظر لمفهوم تقويم ولي الامر في عهد الخليفة الراشدة عمر بن الخطاب)، وبذلك يتطور المجتمع بمنع تغول الحكومة والأجهزة التشريعية بالدولة على الشعب، وعند الإصرار على السياسات المنحرفة او التي لا شعبية له، يعاقب الشعب السلطة الحاكمة بعدم انتخابها مرة أخرى.
وهذا التدافع السلمي في نظر الاسلام السياسي والدولة الحديثة، نظام سليم ينتج سياسات حكيمة، تصب في صالح الشعب والدولة، وتعمل به معظم الدول الديمقراطية، إن لم نقل كلها. إلا أننا لا نجد شعوبا تتظاهر من أجل إسقاط الحكومة أو الملك أو الرئيس في تلك الدول، لان الدستور لا يوثق ذلك، ولكن الضغط على الحكومة من الاحزاب المعارضة قد يعجل بالانتخابات وفق ضوابط وقواعد يكفلها الدستور والقوانين المنظمة له. أما حالات البلطجة بدخول مؤسسات الدولة والعبث بها فهي جرائم جنائية سواء كانت في مبني الكابتون بواشنطن علي المجلس التشريعي أو في المصرف المركزي الليبي ومركز الحكومة.
معضلة ليبيا الكبرى أن الاعلان الدستوري بتعديلاته الثلاث عشر معطل بسبب وجود مجلس نواب غير شرعي، ومجلس دولة مترمم، وعدم وجود دستور دائم يكون مرجعية لمؤسسات الدولة، وهنا يبرز اهمية الدستور كمرجعية لنظام الحكم وتنظيم العلاقة بين الشعب والسلطة.
ما حدث في الأسبوع الماضي في طرابلس، هو تظاهر سلمي استغلته بعض الجهات لتشويه تلك المظاهرات من جهة، بتحريف مساره، و لجني مكاسب لتلك الجهات من ناحية أخرى، فضلا عن الضغط الإعلامي من إخوة النفط في الشرق الليبي.
منذ ثلاثة أشهر والنشطاء في الغرب الليبي يؤكدون على أهمية التظاهر السلمي لإسقاط مجلس النواب ومجلس الدولة، وتفويض الرئاسي بإصدار مراسيم لتعطيل مجلس النواب ومجلس الدولة بعد أن فقدوا الشرعية وفقدوا أي ذرة من الحياء للاستقالة، يلي ذلك إيجاد حكومة جديدة مصغرة تابعة للرئاسي أو الإبقاء على الحكومتين حتى نهاية الانتخابات البرلمانية، التي ينتج عنها برلمان شرعي يقوم بتكليف حكومة جديدة موحدة، ويقوم بتعديل الدستور لاحقا لينتج عنه إنتخابات رئاسية تبعا للنظام الجديد في الدستور، وعندها تنتقل ليبيا إلى وضع الاستقرار الدائم.
لاسف بعد عملية إسقاط قيادة جهاز الدعم والاستقرار، وإبداء الحكومة الرغبة في إنهاء المجموعات المسلحة خارج منظومة الدولة، توجس المنتفعين في تلك الأجهزة من الخطر المحدق بمؤسساتهم، واستغلوا الظروف المنادية بتغيير النظام أي حل المجلسين والحكومتين، وتنادوا قدوما إلى التظاهر، استغلها بعض المندسين لإراقة الدماء حيث توفي أحد الشرطة في عين المكان بشغب المتظاهرين.
كان التظاهر خارج عن إطار المنطلقات السابقة وأصبح ينادي بإسقاط الحكومة من جهة وتوجيه شعارات بعيدة عن الذوق العام، وثوابت العرف والدين من جهة أخرى. وكما نعلم أن تغيير حكومة بحكومة (ونحن في الحكومة السادسة) فى 12 سنة لن يتغير شيء ولن يحقق اي أستقرار للدولة ولن ينهي حالة عدم الاستقرار، بل يساعد على تغول بعض المجموعات المسلحة وإبتزازها للحكومة كما أفاد رئيس الوزراء في معرض حديثه عن مثالب جهاز الدعم والاستقرار السيء السمعة.
لا شك أن جميع الليبيين سأمون من المنظومة الحالية، ومن استمرار الفترات الانتقالية التي لن تنتهي، لسبب واضح أن كل المنتفعين من مجلس النواب ومجلس الدولة والحكومتين والرئاسي والمجموعات المسلحة لا رغبة لهم في إنتخابات تزيلهم عن عروشهم، رغم سقوط الدينار الليبي إلى الحضيض وسوء خدمات التعليم، والصحة وتفاقم البطالة مع طوابير البحث عن السيولة، إضافة إلى الفساد المالي والاداري في مؤسسات الدولة.
حكومة الشرق وإعلامها وجد ضالته التي يبحث عنها للتغطية عن اختفاء وتعذيب النائب الدرسي، و جندت أبواقها ليل نهار لتحشيد الشباب المراهقين للمطالبة بإسقاط الحكومة، بدل إسقاط النظام، لأجل تعبيد الطريق لسيطرة إخوة النفط على مقاليد الامور بنظام شمولي وراثي أخر بعد أن خسروا السيطرة العسكرية، رغم ذلك استطاع بعض النشطاء العقلاء المتواجدين مع المتظاهرين تخفيف حدة تلك المظاهرة في بيانهم الأخير، والتأكيد على إسقاط كل الاجسام بلا تمييز.
والجدير بالذكر أن كل ذلك اللغط، نتج عن عدم وجود نخبة لها رؤية تقود الجموع نحو أهدافها وتكون متيقنة لأصحاب الأجندات من القبليين والجهويين التابعين لمجموعات منتفعة، تريد أن تجر البلاد على وتيرة الإجابة لمصالحها.
الأمر الآخر أن هذه المظاهرات كشفت القناع عن أولئك الذين ينادون بطاعة ولي الأمر، (وإن جلد ظهرك)، والذين يأمرون بعدم إطاعة المؤسسة العسكرية في خطب الجمعة وبعدم تنفيذ أوامرها، رغم أن النظام العسكري ينص على طاعة الاوامر منذ القسم الاول خلال التدريب وبعد التخرج.
رغم تلك الهانات يبقى التظاهر السلمي كظاهرة صحية في أمس الحاجة له في المشهد الليبي، وهو من مرتكزات ثقافة الديموقراطية التي نرنو إليها من أجل العدالة والعيش الكريم.



#عيسى_مسعود_بغني (هاشتاغ)       Issa__Baghni#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطوات التغيير والحل للأزمة الليبية
- فشل محاولات الاتفاق على ميثاق وطني
- الإنسداد السياسي وأفاق الحل الدائم
- السودان: حرب الهويات والغنيمة
- القضية الفلسطينية العادلة والحرب العبثية
- إستقلال شعب لبناء دولة فاشلة
- عمق العلاقات بين الشعبين الليبي والمغربي
- صناعة حكومة ليبية موحدة برعاية أمريكية لطرد الروس
- الحروب العبثية باسم الدين
- توسنا والاقصاء اللغوي
- لعبة الأمم: وهل للرئاسي الليبي من دور؟
- قصة طائرة لوكربي وفظاعة الموت
- كيف يفهم الغرب الإسلام
- نهاية كابوس المجالس المتهالكة
- الحراك الشعبي ضرورة لتغيير الاجسام القائمة بليبيا
- هل نحتاج إلى خطبة الجمعة في وجود الأوقاف الليبية الحالية؟
- التدخل المصري الهدام في ليبيا
- عسكرة الدولة: إهدار للموارد البشرية
- تنازع الحضارات والاستبداد
- برلمان العار: تقوده الأمم المتحدة للرشد بالسلاسل


المزيد.....




- تصاعد المانوسفير (الفضاء الذكوري) و اليمين المتطرف
- بنعبد الله يستقبل وفدا عن الحزب الاشتراكي الفرنسي بالمقر الو ...
- أوجلان: إصلاح العلاقات التركية- الكردية يحتاج إلى -تحول جذري ...
- دفاعا عن النقابة العمالية… أداةً ديمقراطية للنضال
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 19مايو 2025
- تونس.. تأجيل النظر في قضية شكري بلعيد
- رسالة عبد الله أوجلان ومستقبل الاضطهاد القومي في كوردستان
- بين سطور رسالة اوجلان
- حزب التقدم والاشتراكية ينعى وفاة الرفيق الحاج محمد الزعيم
- أوجلان يطالب بتحول جذري في العلاقة التركية الكردية


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عيسى مسعود بغني - التظاهر السلمي وزلات إخوة النفط