أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد مكتبجي - لا لل نيرنجات في زمن التريليونات















المزيد.....

لا لل نيرنجات في زمن التريليونات


أحمد مكتبجي

الحوار المتمدن-العدد: 8345 - 2025 / 5 / 17 - 07:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قالوا في الحكم "من المحال خداع كل الناس في كل الوقت" ، نعم قد يحدث ذلك لبعض الناس ولبعض الوقت ،ولكن أن يتواصل خداع الجماهير كلها والكذب عليها طوال الوقت، فهذا ولاشك أمر محال وبما يفوق الخيال، لأن مثل هذا المستوى من الخداع الزماني أو المكاني وإن شئت قلت (الزمكاني) على حد تعبير مكتشف النسبية "آينشتاين"، يمكن أن نطلق عليه في هذه الحالة مجازا ما سماه أجدادنا بعلم –النيرنجات- وهو العلم الذي يبحث في الحيل التي يستخدمها المشعوذون لإيهام الناس وابتزاز أموالهم بالباطل،أو هو العلم المعني بـ مزج قوى الجواهر الأرضيّة، ويما يتمخض عنها أمور غريبة،على قول المختصين يقابلها في أيامنا ما يعرف بألعاب الخفة، وقراءة الحظ والطالع، وقراءة الفنجان، والخدع السحرية، وأشهر من كتب في هذا المضمار(أبو عامر الأندلسي)الذي يعد كتابه "الباهر في عجائب الحيل"مرجعا لكل من حث الخُطى قدما لخداع الناس والضحك على ذقونهم طمعا بالإثراء السريع وعلى مختلف الصعد .
ولا شك بأن مافعله العقاري المحنك، والتاجر الامريكي المخضرم دونالد ترامب ، في رحلته الشرق أوسطية الأخيرة والتي حَلَب خلالها وأفرغ جيوب وخزائن المنطقة التي تغص بالعاطلين والفقراء والايتام والمشردين والمحرومين وبما لا يقل عن أربعة تريليونات دولار = 4 آلاف مليار دولار على شكل استثمارات وعقود واتفاقيات ومذكرات تفاهم مقابل توزيع الابتسامات البلهاء،واطلاق المدائح الجوفاء نحو"أنت رجل عظيم..أنت قائد وسيم..أنت أمير فارع الطول ..أنت زعيم قوي..أنت شجاع .. ما أروع رخام قصرك الأبيض ..لقد جاءني حفيد عربي جديد للتو" فيما ختم تاجر العقارات زيارته للمنطقة بما يسمى بالبيت الإبراهيمي الذي يصدر التعايش السلمي بين الأديان في وقت يقصف فيه الكيان ويهدم كل عامر في فلسطين واليمن ولبنان، ليعلن الكاوبوي الأشقر وبلساني الحال والمقال عن "إحياء اتفاقات ابراهام مجددا " والكشف عن انخراط أربع دول عربية فيها من دون تسميتها حاليا وان غدا لناظره قريب ، فيما ركز الإعلام العربي والإقليمي ومثلهما الدولي على المظاهر والشكليات وأولاها اهتماما منقطع النظير بينما تعيش المنطقة بأسرها ولعدة أسابيع مقبلة حالة من الحراك السياسي والاقتصادي والأمني والدبلوماسي المحموم وعالي المستوى وفوق العادة،كما تشهد اجتماعات رفيعة وغير مسبوقة وعلى المستويات كافة ستتمخض بمجملها عن قرارات مصيرية حاسمة للغاية وفي منتهى الخطورة، وبالتالي فإن إنشغال ما يحلو لي تسميته بـ" الإعلام النيرنجي "الذي يركز على المظهر من دون الجوهر،على ساعات وخواتم المجتمعين ولون ربطات عنقهم ودشاديشهم وعقلهم وسجادهم من دون توصياتهم..على طبيعة ابتسامات المجتمعين وطريقة جلوسهم من دون محادثاتهم..على مصافحات المجتمعين من دون مقرراتهم ..على ملابس المجتمعين من دون نتائج اجتماعاتهم..على موائد المجتمعين وصلعاتهم وكروشهم وأحذيتهم ونعالهم وحركاتهم وسكناتهم وأقلام تواقيعهم من دون مدخلات ومخرجات جلساتهم واجتماعاتهم..التركيز على وهم ما يسمى بـ "لغة الجسد "وثلاثة أرباع من يتحدث بهذا الفن لا يفهم منه شيئا على الإطلاق ..على التساؤلات الحائرة غير المثمرة نحو " لماذا لم يشرب ترامب قهوته وهل لذلك علاقة بعادات العرب من أن الضيف الذي لايشرب قهوته له طلب من مضيفه ولن يشرب قهوته قبل تلبية طلبه، أم لأن ترامب فعلا لايشرب القهوة إلا نادرا بخلاف مشروب الكوكا كولا ؟"و" لماذا لم يعزف السلام الملكي والجمهوري في المطار وعزف داخل القصر " وخلط ذلك كله بـ "مبالغات وتجديفات بعض نيرنجات التنمية البشرية "جل احترامي لمن يعتاش عليها، في مثل هذه الوقائع الحاسمة والأحداث الجيو - سياسية القاصمة ومثلها الانعطافات الجسيمة التي سترسم خارطة المنطقة بأكملها ولـ 50 عاما مقبلة إن لم يكن أكثر ، كلها تصرفات غير ذكية وغير مجدية بالمرة فيا أيها الإعلام "النيرنجي " تحلى ولو لمرة واحدة في حياتك ببعض المهنية والفروسية والموضوعية والرجولة لأن مصير المنطقة بأسرها سيتحدد في هذه الاجتماعات واللقاءات سواء ابتسم الحضور للكاميرا أم لم يبتسموا ،شربوا قهوتهم أم لم يشربوا ، دخلوا بكامل أناقتهم أم لم يفعلوا ، تعثروا على سلم الطائرة أم لم يتعثروا ،كانوا بصحبة زوجاتهم أم لا ،ولابد من مغادرة لوثة ولغة وتفاهة إعلام الترندات و"الطشة "ولو قليلا، فالأمر بحق جلل ولا يحتمل السخرية والتهكم والتنكيت على الاطلاق !
ولعل من الغرائب والعجائب النيرنجية هي المتاجرة بمأساة ومعاناة أهل غزة ومن أمثلتها الصارخة أن أحد الزملاء الصحفيين العرب المعروفين كتب بوستا قبل أيام أصابني بالدوار واليرقان قال فيه " إن القمة العربية المنعقدة في بغداد قد كلفت 180 مليون دولار، وكان الأولى أن تذهب هذه الأموال الى غزة الجائعة المحاصرة " مع أن جل جلسات القمة العربية تدور حول غزة ومنع تهجير أهلها والدعوة الى فتح المعابر لإدخال المساعدات الانسانية اليها" فسألته قائلا " عفوا لو أنك تحدثت وكتبت ونطقت وغردت عن 2 تريليون و800 مليار دولار ذهبت الى جيب ترامب وشركائه في جولته الأخيرة مع التعهد برفع سقفها الى 4 تريليونات دولار من دون أن يأتي أحد على ذكر غزة، ولا على معاناة أهلها الجياع المنكوبين المحاصرين، لكنت قد استوعبت تساؤلاتك تلك ولهضمتها وصرفت النظر عنها، ولكن أن تغض الطرف كليا عن التريليونات المتطايرة كسرب حمام لتدور كقطب رحى حول الملايين فحسب ، فهذه والله عجيبة من العجائب وبما يصدق فيها مقولة الفنان الرائع جعفر السعدي ،رحمه الله تعالى، في مسلسل الذئب وعيون المدينة والتي أصبحت أيقونة - عجيب أمور غريب قضية - ؟!" وهناك مثل بغدادي شهير يقول " أكعد أعوج واحجي عدل " ولكن " أن تكعد أعوج، وتحجي فشك " فهذه والحق يقال لم تدخل موسوعة الأمثال البغدادية بعد!!
والمضحك المبكي أنه وبينما كان ترامب يحلب العرب كان الكيان الفاشي يواصل قصفه وتجريفه وأخيرها وليس آخرها قصف "الجامعة الاسلامية "في خان يونس هذه الجامعة العريقة التي تأسست عام 1978 وتضم واضافة الى كليات الشريعة والقانون وأصول الدين واللغة العربية، كليات التربية والتجارة والعلوم والطب وتكنولوجيا المعلومات ..
لتنضم الجامعة بهذا العدوان النتن جدا ياهوي الى 137 مدرسة وجامعة دمرها العدوان بشكل كامل داخل القطاع المحاصر، اضافة الى 357 مدرسة وجامعة دمرت بشكل جزئي ما أسفر عن استشهاد 12800 طالب وطالبة، و 760 معلما وموظفا تربويا ، و150 أكاديميا وأستاذا جامعيا ، في وقت توقف فيه 785 ألف طالب وطالبة عن الدراسة والتعليم كليا منذ السابع من أكتوبر / 2023 !
وبعد كل ما قرأتم وسمعتم "أليس من الواجب الشرعي والأخلاقي والإنساني والأجدر بوزارات التربية والتعليم العربية والاسلامية كافة حول العالم ، أن تقيم ، وقفات تضامنية مع أقرانهم ونظرائهم الطلبة والطالبات والاساتذة والمعلمين الجياع المحاصرين وإن كانت تلكم الوقفات لاتسمن ولا تغني من جوع ،ولكن أن أسجل موقفا ولو ضعيفا فهذا ولا ريب أولى من لا شيء ؟!
ختاما وبالعامية : ارجعلي زميلي المخرج،وبدربك صحن باقلاء وكثر الخل والبطنج بانتظار شعوب نائمة لا تخترع ولا تكتشف ولا تزرع ولا تصنع ولا تنتج لعلها تصحوا من رقدتها قبل أن يواصل "النيرنجيون" الضحك على ذقونها، ونهب ثرواتها،وسرقة خيراتها ، فيما ستظل وهي غائبة عن الوعي تواصل جدالها البيزنطي في كل ما أكل عليه الدهر وشرب متبوعا باثارة النعرات وتناقل الشائعات واستهلاك كل ما يفرق جمع الأمة ويشتت شملها ويزيد من مهام ومسؤوليات وأعباء المصلحين وصناع الوعي الهائلة ليضيف عليها كل ما يزعج ويخبث الخاطر ويضيع الوقت ويبدد الجهود و يحرج !



#أحمد_مكتبجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فنجان قهوة افتراضية بمقهى الماسنجر الثقافي مع الدكتور حارث ع ...
- القاصة والروائية العراقية الكبيرة ميسلون هادي بضيافة مقهى ال ...
- ما زال عاشق العراق هناك وسيبقى !
- جامع الجزائر الكبير بعيون وعدسات عراقية
- دردشة أدبية وفنجان قهوة افتراضية مع الروائي المضيء سعد سعيد
- تجارب ومقترحات إنسانية تطوعية لافتة جديرة بالتقدير و الإقتبا ...
- -التعليم الإلكتروني..آمال وتحديات-كتاب جديد للدكتور حارث عبو ...
- حوار لا يخلو من الصراحة مع نقيب أشراف -سُرَّ مَن رأى-البروفي ...


المزيد.....




- بعد أسابيع من افتتاحه.. كوريا الشمالية توقف استقبال السياح ا ...
- الاتحاد الأوروبي يفرض حزمة عقوبات جديدة على روسيا ويخفض سقف ...
- بطريركا القدس للاتين والروم الأرثوذكس في زيارة إلى غزة عقب ه ...
- المرصد السوري: مواجهات عنيفة في ضواحي السويداء وما يجري خطير ...
- ما يحصل في السويداء هو الأخطر في سوريا منذ سقوط نظام الأسد.. ...
- احتجاجات غاضبة في ماليزيا لرفض اعتماد سفير أميركي
- حماس: لا خيار لإسرائيل سوى صفقة وفق شروط المقاومة
- تزاحم الغزيين للحصول على وجبة طعام مع بلوغ الجوع ذروته
- جهود المتطوعين بالخرطوم تطمح للانتقال من مرحلة الإطعام إلى د ...
- عاجل| جنبلاط: جبل العرب في السويداء جزء لا يتجزأ من سوريا وا ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد مكتبجي - لا لل نيرنجات في زمن التريليونات