أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد زناز - إلى متى نتجاهل الفيلسوف السعودي عبدالله القصيمي














المزيد.....

إلى متى نتجاهل الفيلسوف السعودي عبدالله القصيمي


حميد زناز

الحوار المتمدن-العدد: 8344 - 2025 / 5 / 16 - 17:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم يكتف المفكر السعودي عبدالله القصيمي برفض التراث الديني برمته، بل أراد تدميره بالكامل. لقد دعا طيلة حياته إلى الابتعاد التام عن كل ما هو ديني. ولم يكن يتحدث من خارج التراث الإسلامي بل من داخله، إذ كان يعرف جيدا عما كان يتحدث. كان عالما دينيا في حياته الأولى، وكتب عدة مؤلفات دافع فيها بشدة عن الدين وحتى عن الوهابية. ولما صار طالبا في جامعة الأزهر تم طرده سريعا بسبب وهابيته.

ولكن لم يستطع الشيخ مقاومة عقله، فأعلن تركه نهائيا لهذا التراث وطقوسه في كتب أصبحت مع مرور الأيام من كلاسيكيات التنوير العربي المعاصر، رغم ردود الفعل الظلامية العنيفة ضده وضدها. كتب عدة كتب نقد فيها علماء الأزهر وكشف ألاعيبهم وجهلهم المدقع بالعالم المعاصر.

وعلى الرغم من البيئة المحافظة وكل العداء الذي طاله، فإنه لم يتخل قط عن أطروحته الرئيسية: التمسك المرضي بالأطروحات الإسلامية هو العائق الرئيسي أمام تطور المجتمعات العربية.


◄ دعا طيلة حياته إلى الابتعاد التام عن كل ما هو ديني

لقد بذلت القوى الثقافية الرسمية كل ما في وسعها لرميه في سلة النسيان. وحتى بعد وفاته، حاول كثيرون تدنيس أفكاره من خلال شراء بعض الشهادات الكاذبة التي تدعي عودته إلى الدين قبل وفاته، وكان ذلك عبارة عن محاولة اغتيال فكري مفضوح ثالثة بعد محاولتي اغتيال جسدي نجا منهما في بيروت والقاهرة.

ولحسن حظ التنويريين وسوء حظ الظلاميين تواصل اليوم الإنترنت إحياءه وتقديمه للأجيال العربية الشابة التي تمت أسلمتها وأخونتها من خلال المدارس في كل البلدان العربية. من الآن فصاعدا، يمكن قراءة كتبه مجانًا عبر الإنترنت. وقد أتحفنا الرجل ببعض العناوين الجميلة قبل أن يتوفى عن عمر ناهز 89 عاماً في عام 1996 في مصر.

من مؤلفاته: أيها العقل من رآك، عاشق لعار التاريخ، لئلا يعود هارون الرشيد، العالم ليس عقلا، يا كل العالم لماذا أتيت، صحراء بلا أبعاد، هذا الكون ما ضميره.

ويرى السعودي في كتابه “العرب ظاهرة صوتية” أن العرب القدماء لم يكونوا يميزون بين التكلم وإصدار الأصوات. ونتيجة لذلك، لم يعد بإمكان قارئ هذا التراث أن يتعلم إلا الأصوات، وهو قارئ يعيش في قبور أجداده.

القصيمي معاصر لمحمد أركون ومالك شبل وعبدالوهاب المؤدب، ولنذكر هنا فقط أشهرهم في فرنسا، أولئك الذين يدعون التخصص في الفكر الإسلامي بل ويدعون أنهم حماته. ومع ذلك لم يذكر أحدهم الفيلسوف عبدالله القصيمي، وهو الذي نشر بعض كتبه باللغة العربية في باريس هرباً من الرقابة العربو-إسلامية.

لقد تجاهل هؤلاء الاختصاصيون الكبار المفكر السعودي ونقده اللاذع والعميق للتراث الديني، بينما عملوا هم على تبييض وأمثَلة ذلك التراث وتقديمه كحامل للأنوار العربية الإسلامية.

لقد أخفوا مفكراً حراً لأنه كان سيفضح تجارتهم الرابحة في الغرب. لقد تم إهماله وإقصاؤه عمدا. ومع ذلك إذا كان هناك من يستحق صفة الفيلسوف في القرن العشرين العربي، فهو عبدالله القصيمي؛ لأنه الوحيد الذي تجرأ على زعزعة المنظومة الدينية في منطقتنا، بموهبة عظيمة، جمالية وفلسفية.

فهل من المعقول إقصاء مفكر عقلاني في زمن تغول فيه اللاعقلانيون الظلاميون؟



#حميد_زناز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا أو الطوفان.. وجه أردوغان الحقيقي
- في استحالة النصر العسكري اليوم
- ماذا تبقى من جان ماري لوبان
- هل خوفًا من -ما بعد الأسد- تريدون سوريا ما قبل الأسد.. إلى ا ...
- لماذا سيفوز دونالد ترامب على كامالا هاريس
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
- لا حل في حل البرلمان.. فرنسا نحو المجهول
- لهذه الأسباب سيحكم حزب مارين لوبان فرنسا
- مؤسسة تكوين/ الازهر ذراع داعش الايديولويجية
- الأمم المتحدة: لماذا تعادي العلمانية
- سقوط الغرب.. ذلك الوهم المزمن
- كيف يتفلسف اليابانيون
- الغرب.. المرض العضال للشرق الإسلامي
- الفريق الوطني الجزائري، ذلك الفشل المبرمج
- لماذا نحن شعوب انتحارية تمجّد الموت ؟
- ما يؤخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة .. تلك الاكذوبة الكبرى
- رسالة من المثقفين العرب إلى مثقفي الغرب.. سطحية و أصولية مست ...
- أخطار بقاء حماس في السلطة بعد الحرب
- طوفان الأقصى .. أغرق غزة
- لماذا فشل التنوير في الجزائر؟


المزيد.....




- يا غنماتي ماء ماء.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد ...
- في بعض العائلات اليهودية الجهر بنصرة فلسطين يثير السخط
- اضبط تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات وعرب سا ...
- ماما جابت بيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي نايل سات وعرب سات ...
- البابا ليو الرابع عشر يعرض الفاتيكان كمنصة سلام بين روسيا وأ ...
- البابا ليو الرابع عشر يعرض استضافة محادثات سلام بين روسيا وأ ...
- بعد جولة ترامب.. ما عليك معرفته عن الكنيس اليهودي والكنيسة ا ...
- الاحتلال يواصل اقتحام بروقين وكفر الديك ويحتجز الشبان غرب سل ...
- ترامب بكنيس يهودي في أبوظبي.. شاهد جولته ببيت العائلة الإبرا ...
- سلفيت -سلة العنب- الفلسطينية


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد زناز - إلى متى نتجاهل الفيلسوف السعودي عبدالله القصيمي