أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - النهج الديمقراطي العمالي - الدولة الاجتماعية “تلك الشجرة التي يحاولون عبرها إخفاء غابة الاستبداد” والتفقير والقهر الطبقي















المزيد.....

الدولة الاجتماعية “تلك الشجرة التي يحاولون عبرها إخفاء غابة الاستبداد” والتفقير والقهر الطبقي


النهج الديمقراطي العمالي

الحوار المتمدن-العدد: 8344 - 2025 / 5 / 16 - 10:26
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    



الدولة الاجتماعية “تلك الشجرة التي يحاولون عبرها إخفاء غابة الاستبداد” والتفقير والقهر الطبقي
افتتاحية:
الدولة الاجتماعية “تلك الشجرة التي يحاولون عبرها إخفاء غابة الاستبداد والتفقير والقهر الطبقي
لا يفوت المسؤولون أية فرصة أو مناسبة، وآخرها مناسبة فاتح ماي العيد الأممي للطبقة العاملة، إلا ويستغلونها لترديد شعار “الدولة الاجتماعية” التي يعرفون، هم أنفسهم قبل غيرهم، أنه مجرد خرافة لم تعد تنطلي على أحد، وخاصة على عمال وكادحي هذا الوطن الجريح الذين يكتوون يوميا بنار “الدولة الاجتماعية” الحقيقية والواقعية ألا وهي الدولة المخزنية التي أغرقتهم، بسياساتها الاستبدادية والرأسمالية المتوحشة، في مستنقع القمع السياسي والاستغلال والفقر والقهر والبؤس الاجتماعي.

فهذا الخطاب الديماغوجي المخزني حول “الدولة الاجتماعية” لن يستطيع الصمود طويلا أمام الواقع بحقائقه المرة والصادمة كما تكشفها إحصائيات المؤسسات الرسمية نفسها حول حياة المغاربة بالإضافة إلى احصائيات المؤسسات الدولية والتي تصنف المغرب في المراتب المتأخرة في التنمية البشرية والحريات العامة منها والفردية، والتي لم يعد النظام نفسه يشكك في صحتها كما كان في السابق. وسنكتفي بآخر مؤشرين حول “السعادة” و”الحرية الإنسانية”.

فالمغرب يحتل المرتبة 112 من بين 147 دولة في مؤشر السعادة، حسب تقرير مؤشر السعادة العالمي لسنة 2025 الصادر يوم الخميس 20 مارس 2025، بمناسبة اليوم العالمي للسعادة. وهو مؤشر يعتمد على عدة معايير من بينها الدخل الفردي والاستفادة من الدعم الاجتماعي ومستوى الصحة والحرية والكرامة ومدى انتشار الفساد… والمرتبة 130 من مجموع 165 دولة حسب مؤشر “الحرية الإنسانية” لسنة 2024 والذي يعتمد على معايير تربط بين الحرية والكرامة الإنسانية بمفهومها الشامل.

إن هذا الترتيب يعكس بوضوح مدى حياة الاستغلال والقهر الطبقي والفقر التي تحياها الأغلبية الساحقة من المغاربة. حياة كلها بؤس ومعاناة وصراع من أجل الشغل ولقمة العيش والدواء والسكن وتوفير الحد الأدنى من شروط الحياة والبقاء إن استطاعت إلى ذلك سبيلا، في ظل البطالة والأزمة الخانقة وتحلل الدولة من مسؤولياتها الاجتماعية اتجاه المغاربة وتعميمها للقمع السياسي والاجتماعي.

ترتيب يبين بوضوح أن الشعب المغربي بعيد كل البعد عن أن يعيش شيئا اسمه “السعادة” بما تعنيه من كرامة وحرية وعدالة اجتماعية ومساواة. أما شعارات “الدولة الاجتماعية” و”التنمية البشرية” و”الدعم المباشر” وغيرها فما هي سوى شعارات فارغة وزائفة هدفها التضليل وزرع الأوهام كمحاولات يائسة للتغطية عن واقع الاستغلال واليأس والبؤس الاجتماعي، ولامتصاص الاحتقان الاجتماعي حتى لا ينفجر.

هذا الترتيب ليس مستغربا، بل هو ترتيب موضوعي تبرره معطيات الواقع المرير والصعب الذي تعيشه الطبقة العاملة من استغلال طبقي رأسمالي مكثف وعموم الشعب المغربي من قهر وبؤس اجتماعي رهيب. واقع هو نتيجة منطقية وموضوعية للسياسات الطبقية المفترسة المنتهجة من طرف الدولة المخزنية، منذ الاستقلال الشكلي وإلى حدود الآن، على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. سياسات شعارها إغناء الأقلية الطبقية المسيطرة التي تستحوذ على أكثر من 65% من ثروات البلاد، وتفقير الشعب المغربي بمختلف طبقاته وفئاته. هذا التفقير الذي بلغ مستويات قياسية ومرعبة كشفت عن أهوالها جائحة “كورونا” والجفاف وزلزال الجنوب، حيث يعيش أكثر من 60% من المغاربة في الفقر، وأكثر من 21% في البطالة، ولا زال المئات من العائلات من ضحايا الزلزل تعيش في خيام بلاستيكية في غياب أدنى مقومات الحياة البشرية الكريمة. وقد ازدادت هذه السياسات الطبقية توحشا خلال العقود الثلاثة الأخيرة مع الانبطاح الكلي للنظام المخزني لإملاءات المؤسسات المالية الإمبريالية المتمحورة حول الخوصصة والتحرير الكلي للاقتصاد والإجهاز المتواصل على الخدمات الاجتماعية وتفكيك الوظيفة العمومية التي شكلت تاريخيا إحدى وسائل الترقي الاجتماعي لأبناء/ات الفقراء والاستيلاء على اراضي الفلاحين الفقراء وتفويتها للرأسماليين بمن فيه الصهاينة، ومع توسع وتعمق اقتصاد الريع والاحتكاروالمصاربات ونهب ثروات البلاد من طرف الكتلة الطبقية السائدة والمافيا المخزنية، ومع تكريس إغلاق الحقل السياسي عبر تشديد سياسة القمع السياسي ضد المعارضين والاصوات الحرة والقوى المناضلة.

في مقابل هذه الدولة الطبقية المخزنية الفاشلة يطمح الشعب المغربي، من خلال حراكاته وانتفاضاته الشعبية المجيدة ونضالاته البطولية المتواصلة وما يرفعه خلالها من شعارات معبرة، إلى بناء دولة الديمقراطية والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. ولن تكون هذه الدولة المنشودة، بالمضمون أعلاه، سوى دولة وطنية ديمقراطية شعبية تكون فيها السيادة والسلطة للشعب يمارسها بكل حرية وبدون وصاية أحد. دولة يشارك في بناءها كل الطبقات والفئات الشعبية والقوى المجتمعية المتضررة من النظام القائم والتي من مصلحتها التغيير، مما يتطلب بناء جبهة الطبقات الشعبية، وهي سيرورة لابد لليسار والقوى الديمقراطية من أن تلعب الدور الأساسي في تشكيلها عبر توحيد صفوفها في إطار الجبهة الديمقراطية. وتعتبر “الجبهة الاجتماعية المغربية”، كجبهة ميدانية بين القوى اليسارية والديمقراطية، لبنة أساسية في تشكيلها يجب تفعيلها والرقي بها لتصبح أداة للدفاع عن مكتسبات الشعب المغربية وحقه في الحرية والعيش الكريم ومواجهة المخططات الطبقية الرأسمالية المتوحشة.

وهو ما يناضل من أجل تحقيقه حزب النهج الديمقراطي العمالي من خلال بذل كل الجهود الممكنة وعلى رأسها التواصل مع مكونات الجبهة الاجتماعية ومكاتبتهم في الموضوع لمعالجة وتجاوز واقع الجمود غير المفهوم الذي تعيشه الجبهة في وقت يشتد فيه القمع السياسي والقهر الطبقي وتتصاعد فيه النضالات العمالية والشعبية في جل القطاعات ومناطق البلاد.

فلننصت لنبضات الشعب، ولنكن في مستوى طموحاته، وفي مستوى متطلبات اللحظة التاريخية. ومن يخلف الموعد مع التاريخ، فالتاريخ لن يرحمه.



#النهج_الديمقراطي_العمالي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء للطبقة العاملة المغربية بمناسبة عيدها الأممي، فاتح ماي ...
- نضال مستمر من أجل تحقيق التغيير المنشود
- إسقاط التطبيع إرادة سياسية
- حزب النهج الديمقراطي العمالي يدين بشدة المجازر المروعة للملي ...
- بيان فاتح ماي 2024
- بمناسبة اليوم العالمي للنضال من أجل حقوق المرأة
- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي 12 فبراير، ...
- من أجل وحدة الماركسيين-اللينينيين المغاربة
- لا لسياسة القمع وتكميم أفواه المتضامنين/ات مع الشعب الفلسطين ...
- لابديل عن توحيد النضالات الشعبية لصد الهجوم الرأسمالي الكاسح ...
- التقرير السياسي المقدم للمجلس الوطني المنعقد بتاريخ 17 شتنبر ...
- حزب النهج الديمقراطي العمالي يعزي الشعب المغربي وأسر ضحايا ا ...
- بيان الذكرى 53 لتأسيس منظمة “إلى الأمام” الماركسية-اللينينية ...
- لا خيار عن المقاومة العمالية والشعبية الوحدوية، كل المساندة ...
- في سيرورة بناء التنظيمات الذاتية المستقلة للجماهير الشعبية
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- فاتح ماي 2023: ترتيب تحديات الطبقة العاملة وسبل المواجهة
- بيان فاتح ماي 2023
- نداء إلى الماركسيين (ات) – اللينينيين(ات) المغاربة
- افتتاحية: في الحاجة للإعلام الملتزم بقضايا الطبقة العاملة وع ...


المزيد.....




- للعاطلين في الجزائر.. طريقة التسجيل في منحة البطالة 2025 وال ...
- في ظل انتعاش سوق العملات الرقمية: توقّعات بوصول عملة -إيثيري ...
- سجل الآن.. رابط manpower.gov.eg التسجيل في منحة العمالة الغي ...
- النسخة الألكترونية من العدد 1849 من جريدة الشعب ليوم الخميس ...
- أزمة ستاربكس.. إضراب ألفي موظف بسبب قوانين الملابس الجديدة
- وقفة احتجاجية أمام رئاسة الوزراء في لندن
- موعد صرف رواتب المتقاعدين للمستفيدين في السعودية دفعة شهر يو ...
- صرف مرتبات الموظفين قبل العيد وجدول الحد الأدنى للأجور هيفاج ...
- المالية العراقية تُعلن صرف رواتب المتقاعدين قبل عيد الأضحى
- بيرو: عمال النقل يطالبون بإجراءات حكومية لمواجهة عمليات الس ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - النهج الديمقراطي العمالي - الدولة الاجتماعية “تلك الشجرة التي يحاولون عبرها إخفاء غابة الاستبداد” والتفقير والقهر الطبقي