أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - حول زيارة دونالد ترامب لدول الخليج














المزيد.....

حول زيارة دونالد ترامب لدول الخليج


جلبير الأشقر
(Gilbert Achcar)


الحوار المتمدن-العدد: 8342 - 2025 / 5 / 14 - 09:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



وصل دونالد ترامب إلى الرياض يوم الثلاثاء، بادئاً زيارة لثلاث من الدول الخليجية هي المملكة السعودية وقطر والإمارات المتحدة. وهي المرة الثانية التي يستهل فيها ترامب زياراته للخارج بصفته رئيساً للولايات المتحدة بزيارة للمملكة السعودية، لو استثنينا حضوره تأبين بابا الكنيسة الكاثوليكية الذي كان حدثاً طارئاً، اضطرارياً وليس اختيارياً. أما المغزى من إعطاء الرئيس الأمريكي الأولوية لدول الخليج العربية، فهو ذاته في الحالتين: لا يمت للصداقة بصلة، بل يقتصر على رؤية هذه الدول كخزانات من النفط والغاز وما يرافق ذلك من ثروات تُعدّ بمليارات الدوارات. والحال أن ترامب يتطلع إلى إقناع الدول المعنية بتوظيف ما يزيد عن ألف مليار (تريليون) من دولاراتها خلال سنوات ولايته الرئاسية الراهنة. وهذا الموقف النفعي، الذي لا يخفي ترامب حقيقته بل يجاهر به، لا يقتصر على منفعة الولايات المتحدة، بل يشمل منفعته الشخصية ومنفعة عائلته بصورة وقِحة، لم يشهد تاريخ الولايات المتحدة مثيلها قبله.
ويتعامل ترامب مع دول المنطقة بتعال، بصورة كان أفصح نموذج عنها استقباله ولي العهد السعودي في البيت الأبيض خلال ولايته السابقة، حينما أشهر كرتونة كان طلب من معاونيه إعدادها تبيّن المبالغ التي سوف تخصصها المملكة لشراء أسلحة أمريكية. أما الفخ الجلي المنصوب للدول الخليجية، فيتمثل الوقوع فيه بتنافسها على تقديم وعود الاستثمار والشراء لترامب بلا مقابل، بدل استخدام قدراتها الاقتصادية رافعة لتفرض عليه ذلك الحد الأدنى الذي كان ينبغي أن تفرضه على سلفه جو بايدن، ألا وهو وقف حرب الإبادة الإسرائيلية ضد شعب غزة وإجبار الحكومة الصهيونية على القبول بتسوية تتضمن مشاركة فلسطينية وفق رؤية دول الجامعة العربية لهذا الأمر.
هذا ويراهن العديد من المراقبين على أن تشترط المملكة السعودية، وهي صاحبة الموقف التفاوضي الأقوى إزاء الولايات المتحدة، وقفا للإبادة في غزة وقيام «دولة فلسطينية» في إطار تسوية للنزاع لقاء التحاقها بقافلة التطبيع التي هندست الإمارات المتحدة أحدث محطاتها في ما سمي باتفاقيات أبراهام. بيد أن الملف الإقليمي أقل أهمية في منظور ترامب مما هو الملف الاقتصادي، وقد يكتفي الرئيس الأمريكي بحصاد الوعود بمليارات الدولارات وتعبيد الطريق أمام إبرام أبنائه للصفقات إن شعر أن الأجواء لم تصبح بعد ملائمة للمضي قدماً في عملية التطبيع.

أما ما قد يكون في نية الرئيس الأمريكي، بعد أن تحدّث مراراً عن دعمه لمشروع تهجير أهل غزة بما أفرح أقصى اليمين الصهيوني، إنما هو استخدام التهجير كورقة تفاوضية لابتزاز الدول الخليجية كي تقبل بمشروع التسوية الذي صاغه صهره جاريد كوشنير خلال ولايته الأولى والذي أعلن عنه في آخر سنوات ولايته الأولى، في عام 2020، وقد وصفه بأنه «صفقة القرن». وللتذكير فكان ذلك المشروع من الإجحاف بحق الفلسطينيين إلى حدّ أن سلطة رام الله ذاتها انتقدته بشدة ورفضته رفضاً قاطعاً، ولم تتحمّس له أي دولة عربية، اللّهمّ سوى الإمارات المتحدة، أقرب الدول الخليجية إلى دونالد ترامب.
أما اليوم، فبالمقارنة مع الإبادة الراهنة و«التطهير العرقي» الجاري على قدم وساق في قطاع غزة وفي الضفة الغربية، فإن المشروع المذكور قد يبدو كأهوَن الشرور في نظر الأنظمة العربية. وللتذكير، كان المشروع ينصّ على قيام «دولة فلسطين» على ثلاث جزر سكانية فلسطينية في الضفة الغربية، تحيط بها مناطق يجري ضمّها رسمياً إلى الدولة الصهيونية، بما فيها وادي الأردن. وكان المشروع ينصّ، فضلاً عن ذلك، على منح إسرائيل «دولة فلسطين» مساحةً في صحراء النقب على الحدود المصرية، تعويضاً عمّا تم انتزاعه منها في الضفة.
وبالطبع كانت غزة قطعة واحدة في المشروع الأصلي، عندما كان القطاع لا يزال خالياً من الاحتلال الإسرائيلي المباشر. أما اليوم وقد أعادت إسرائيل احتلاله، فقد ينطبق عليه ما ينطبق على الضفة بحيث تُحصر «دولة فلسطين» في غزة بجزيرتين سكانيتين فلسطينيتين، تحيط بهما مناطق تضمّها الدولة الصهيونية لأراضيها وتشمل الشريط الحدودي بين القطاع وكل من إسرائيل ومصر، فضلاً عن محاور تقسّم أراضي القطاع على غرار ما هو قائم في الضفة الغربية. هذا وكان كوشنير قبل سنة قد نصح إسرائيل بالاستيلاء على شمال القطاع وتهجير قسم من سكانه إلى جائزة الترضية التي نصّ عليها مشروعه في صحراء النقب.
ويبقى السؤال عن الجهة التي سوف يُناط بها حكم «دولة فلسطين» في مثل السيناريو المذكور: سلطة رام الله أم «سلطة» جديدة تشكّلها الإمارات المتحدة، ومحمد دحلان من خلالها، بالاتفاق مع بنيامين نتنياهو، وتستند إلى قوات عربية توفّرها دول التطبيع في الإمارات ومصر والمغرب وفق الخطة التي رسمتها الإمارات منذ بداية حرب الإبادة الراهنة؟ في جميع الأحوال، يبقى الابتزاز سيّد الموقف، إذ إن البديل عن مثل ذلك المشروع التصفوي، إنما هو استكمال مثل التطهير العرقي الذي شهدته نكبة 1948 في سائر الأراضي الفلسطينية بين النهر والبحر وضمّها كاملة إلى الدولة الصهيونية كما يدعو إليه حلفاء نتنياهو في أقصى اليمين، بل قسم هام من أعضاء حزبه، حزب الليكود عينه. والخلاصة أن حالة القضية الفلسطينية قد بلغت اليوم درَكها الأسفل وهي على أسوأ حال عرفتها منذ قيام الدولة الصهيونية التي تحتفل يوم الخميس بالذكرى السابعة والسبعين للإعلان عن ولادتها.



#جلبير_الأشقر (هاشتاغ)       Gilbert_Achcar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا والصيد في الماء العكر
- الصراع على سوريا… مجدداً
- الكارثة الأخرى: إبادة ومجاعة في السودان
- أبو ظبي وقطر: متنافسان في خدمة الإمبراطوريّة الأمريكيّة
- غزة وحكمة سليمان
- تركيا والعدوى النيوفاشية
- اليمن «على كف عفريت»!
- سوريا إلى أين؟ تكرارٌ للسؤال
- «أمريكا أولاً» والانقلاب الكبير في العلاقات الدولية
- «لو كنتُ أعلم» موسى أبو مرزوق
- سلامٌ بين الفاشيين الجدد وحربٌ على الشعوب المقهورة
- حماس: «نحن الطوفان… نحن اليوم التالي»
- عصر الفاشية الجديدة وبما يتميّز
- في خطورة مواقف ترامب بشأن غزّة وفلسطين
- أسطورتان متعلقتان بوقف إطلاق النار في غزّة
- بعد خمسة أيام غيّرت وجهه… ما مصير لبنان؟
- سلطة رام الله واستكمال الحصار
- طوفان الأقصى والغرب والمحرقة
- خواطر متشائمة على عتبة عام جديد
- كيف يُعاد بناء الدولة السورية؟


المزيد.....




- -اعتقدت أن المعتدي سيغتصبني ويقتلني-.. إليك شهادة كيم كارداش ...
- المحكمة تنظر القضية الثانية للمحامية الحقوقية هدى عبد المنعم ...
- كيف تحوّلت قطر من -متهمة- في عين ترامب إلى -شريك استراتيجي-؟ ...
- ألمانياـ حظر جماعة -مملكة ألمانيا-: من هم -مواطنو الرايخ-؟
- مفاوضات الدوحة لوقف النار في غزة.. ما الذي يجري الآن؟
- إسرائيل تعلن اعتراض صاروخ أطلقه الحوثيون وتصدر تحذيرا بإخلاء ...
- ترامب -الشرع: ما الذي ساعد للقاء؟ وماذا يغير رفع العقوبات ال ...
- تجدد الاشتباكات بين المجموعات المسلحة المتنافسة في العاصمة ا ...
- سابقة في مجال القضاء: قتيل يمثل أمام المحكمة ليشهد ضد قاتله ...
- بعد اجتياح الجراد الصحراوي.. سباق مع الزمن لإنقاذ المحاصيل ا ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - حول زيارة دونالد ترامب لدول الخليج