أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مأمون شحادة - الاختزال الأيديولوجي في الأردن: توازنات الحكم والدين














المزيد.....

الاختزال الأيديولوجي في الأردن: توازنات الحكم والدين


مأمون شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 8339 - 2025 / 5 / 11 - 16:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يُعدّ الصراع بين المؤسسة الهاشمية وجماعة الإخوان المسلمين في الأردن واحداً من أكثر أشكال التوتر السياسي–الديني تعقيداً في المنطقة العربية. فهذا الصراع لا يمكن اختزاله في مجرد خلاف سياسي بين نظام حاكم وحركة معارضة، بل هو امتداد لصراع أيديولوجي بين شرعية "دينية-تاريخية" تُنسب الى العرش الهاشمي، وشرعية "دينية – شعبية" تدّعيها جماعة الإخوان المسلمين.
منذ تأسيس إمارة شرق الأردن في عشرينيات القرن الماضي، اعتمد النظام الهاشمي على "تحالفات مرنة" مع جماعة الإخوان التي سمح لها بالعمل السياسي والاجتماعي تحت سقف النظام، مقابل اعترافها بشرعيته. وقد تعزز هذا التعايش في خمسينيات القرن الماضي حين كانت الجماعة تقف سداً في وجه المدّ القومي واليساري، ما جعلها حليفاً غير معلن للنظام. لكن هذا التحالف لم يكن دائماً مستقراً، إذ برزت التناقضات حين بدأ الإخوان يوسعون نفوذهم في مؤسسات التعليم والنقابات، ما اعتبره النظام تهديداً لسلطته الرمزية والإدارية.
في تسعينيات القرن الماضي، ومع انفتاح الأردن على موجات "الديمقراطية المراقبة"، شارك الإخوان بفعالية في الحياة البرلمانية، لكنهم بدأوا في الوقت ذاته يتَحدّون بعض السياسات الرسمية، لا سيما ما يتعلق باتفاقية وادي عربة والعلاقة مع الولايات المتحدة. وهنا بدأت الهوة تتسع، وبدأت المملكة تُعيد النظر في هامش الحركة الذي سمحت به للإخوان، خاصة بعد صعود الإسلام السياسي إقليمياً.
تفاقم التوتر بعد 2011، إذ رأى النظام حَراك الربيع العربي تهديداً لهيكل المملكة نفسه، بينما حاول الإخوان ركوب موجة الشارع الأردني لتحقيق مكاسب سياسية. وردّت المملكة بـ"إجراءات قانونية وتنظيمية" قادت في النهاية إلى انشقاق الجماعة وتفكك بنيتها، مع تعزيز مؤسسات المملكة تحت مظلة رسمية تُحصّن شرعية "العرش الديني والسياسي".
هذا الصراع يعكس صداماً بين تصورين: أحدهما تقليدي–ملكي يعتبر أن شرعية الحكم تستند إلى النسب النبوي والشرعية التاريخية، وآخر حركي–شعبي يضع الدين في مواجهة الحكم القائم بزعم تمثيل الإرادة الجماهيرية. ولكن السؤال المطروح، هل نجح النظام في إدارة قرار حظر جماعة الإخوان ضمن قواعد "الاختزال المزدوج" – احتواء بلا إقصاء، وتفكيك بلا صدام مباشر – باعتباره مجرد "فركة أذن"، تمهيداً لصياغة معادلة تلائم المرحلة القادمة؟
وهكذا، يظل الصراع بين الهاشميين والإخوان في الأردن صراعاً على النفوذ، وعلى تطبيق الايديولوجيا في المجال العام، لكنه أيضاً صراع ضمن حدود لا تُسمح فيها بأي كسر لقواعد التوازن الهش بين "الـشرعية الدينية" و"السلطة السياسية".



#مأمون_شحادة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسم البطيخ السياسي
- المثقّف العربي ومعادلة الاضطراب الفكري
- غندور والعروبة
- -بان كي مون- والذاكرة العيانية
- النملة والفيل
- الانتفاضة -الفردية- تطرق أبواب الضفة..!!
- اميركا وادارة ألازمات
- سريالية المشهد ونرجسية المكان
- هل العرب يتكلمون العربية؟
- فحوى ودلالات زيارة البطريرك الروسي
- عبد الإله بلقزيز ومرجعية الخطاب العربي والتأويل
- “جينجريتش” ونظرية اختراع التاريخ
- اليسار العربي بين النظرية والتطبيق
- حيثيات طرد السفير الإسرائيلي من تركيا
- زكريا داوود عيسى... سلام عليك
- -إسرائيل- تبحث عن مصيرها المشترك!
- تساؤلات حول اغلاق الاتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينيين ...
- يهودية اسرائيل والاصطفاء الطبيعي
- فضائية الحوار المتمدن يجب يطلق اثيرها
- الطريق الى غينيس


المزيد.....




- هل اتخذ ترامب قرارًا بشن هجوم بري على فنزويلا؟ مسؤولان يكشفا ...
- السعودية.. اصطدام شاحنة وقود بحافلة معتمرين من الهند قرب الم ...
- تعليق على رد تيتان: يجب أن ينعكس سعي تيتان نحو التحسّن في اح ...
- كونغو الديمقراطية.. لحظة انهيار جسر في منجم نحاس وكوبالت وسق ...
- الزواج.. عريس جزائري يترك قاعات الأفراح ويختار مشاركة فرحته ...
- جون برينان.. كيف تندّر المصريون على تصريح مدير الـ-سي آي إيه ...
- كيف تتوزع القوة البحرية بين الولايات المتحدة والصين وروسيا؟ ...
- بن سلمان في البيت الأبيض بعد 7 سنوات من مقتل خاشقجي.. ما الذ ...
- صفقة رافال التاريخية: 100 مقاتلة فرنسية تدعم أوكرانيا في موا ...
- منتجع تزلج فرنسي يبدأ مبكرا صنع الثلج الاصطناعي استعدادا للش ...


المزيد.....

- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مأمون شحادة - الاختزال الأيديولوجي في الأردن: توازنات الحكم والدين