رولا حسينات
(Rula Hessinat)
الحوار المتمدن-العدد: 8338 - 2025 / 5 / 10 - 14:12
المحور:
كتابات ساخرة
أي ضرب من السخرية هذا الذي يطيل أمد جحا الصنديد الذي لا يشق له غبار في بيت مسكون، في قرية منعزلة لا يدري بها إنس ولا جان!... وأي صنوف الهلوسة هذه التي تجلس ولده الأبله هذا الذي يقابله على الطاولة الخشبية هذه، وتلك الأعين المتدلية تناظره...وهو لا يكاد يطيق الصمت. حتى صرخ بولده: أيها الأبله أين خليت الحمار وحده؟ أيعقل أن بك حفنة من عقل؟ وأين أمك الشقية تلك؟ ويلي منكما لا تطيقان غيابي غير ساعة...حتى تخليان الحمار وحده! أتدري أنه أثمن حمار في السوق بل في القرية بل في المدينة...ألا تعلم أنه واحد من النفائس التي لا تقدر بثمن؟ كيف لا وهو حمار وينطق بالحكمة! وأي حمار هذا الذي ينطق بمنطق البشر ولا ينطق بالهوى بل بالحكمة والكلام السديد...وخمن الآن أيها الشقي التعس أن سرق حمار جحا الحكيم...أي نعم أن الحكيم هو أنا ولكنه حماري أيضا الحكيم...ماذا عساي أن أفعل؟ أألف بالأسواق وأطرق الأبواب أسأل من رأى حماري؟ أي أبله هذا الذي سيبوح بمكانه؟ يا ويلي...يا ويلي...أي بلاء حل بك يا جحا؟ حسبي الآن بمن يسألني الحكمة وصنيعها وقد ذهب حماري ...وقد فرط به ولدي الأبله وأمه الشقية... وبقي جحا يولول ويهذي بالكلام...والأعين المتدلية تناظره، حتى ولده انقطع كلامه وانحبس في بطنه، فكيف ينطق في حال لا يحس عليها...وإن فرك عينيه فلن يكون هناك سوى أسوء مما هو فيه...
-هل تعني أنك وحمارك تملكان الحكمة دون الكثيرين؟
جاءه وولده سؤالهما ونظرة التعجب تملأ وجهيهما...عدل جحا جلسته وعدل من عمامته وأخذ يمسد على لحيته بنهاية مثلثة..
-إحم إحم...نعم أنا جحا الحكيم الذي لحكمته يأتيه الحجيج من كل أصقاع الأرض...
-إذن هل تستطيع مساعدتنا؟
-هه! بالتأكيد أستطيع! فلن تقف أي معضلة في طريقي...
#رولا_حسينات (هاشتاغ)
Rula_Hessinat#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟