جلال عباس
الحوار المتمدن-العدد: 8338 - 2025 / 5 / 10 - 05:47
المحور:
الادب والفن
سأكتفي بالمراقبة من بعيد.
لا حاجة للكلمات حين تصبح الحقيقة أكثر وضوحا من أي حديث.
أطيل النظر في السماء،
كأنني أبحث عن تفسير، عن جملة واحدة
تخبرني أن ما يحدث الآن كان مكتوبا من قبل،
لكن الوصايا لم تكن كاملة،
نسيت أن تذكر أن الغياب عن الشاعر
لا يشبه الغياب عن الآخرين.
إنه فجوة تمتد الى الداخل ،
لا تُرى ...
لكنها تبتلع كل ما كان حيا فيه.
هو يرحل، نعم.
لكنه يعود دائما،
كما تعود المواسم في موعدها،
كما يعود الضوء في آخر النفق،
دون أن يطلبه أحد.
يعود حاملاً حقائبه القديمة،
كأن لا شيء تغير،
يجمع الكلمات،
يبحث عن المواقف الصغيرة التي نسيها الجميع،
ويُعيد ترتيبها كأنها قصيدة جديدة.
ولا يحب قلمه،
إلا عندما تهزه مشاعر لا يستطيع مواجهتها.
عندها فقط، يكتب،
ليس لأنه يريد،
بل لأنه لا يملك وسيلة أخرى للنجاة.
كل قصيدة له،
قارب إنقاذ في بحرٍ لا نهاية له.
يركبها ومعه رائحة عطر،
لون أحمر شفاه بقي عالقًا في ذاكرته،
ووجهٌ يطل عليه كلما أغلق عينيه.
يهمس لنفسه بكلمات
تخيل أنها وصية من السماء،
لكنها لم تكن .
لم تكن هناك وصايا أصلاً،
فقط هو،
وقلبه الذي يعرف أنه كلما ابتعد،
اقترب أكثر من كل شيء يريد نسيانه.
ثم يسير.
يمشي وحده على الشاطئ،
صامتًا،
يراقب الموج،
وينتظر،
لا أحد بعينه،
فقط انتظار... كعادة الشعراء.
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟