أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - العيرج ابراهيم - جراح حرب الصحراء المنسية: صرخات مكتومة لأسر الشهداء














المزيد.....

جراح حرب الصحراء المنسية: صرخات مكتومة لأسر الشهداء


العيرج ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 8336 - 2025 / 5 / 8 - 09:52
المحور: حقوق الانسان
    


العيرج ابراهيم : ابن شهيد

في رمال الصحراء الشاسعة، حيث ارتوت الأرض بدماء زكية، سقط أبطال مغاربة دفاعًا عن وحدة الوطن وسلامة أراضيه. لقد مضت عقود على انتهاء حرب الصحراء، لكن أصداء المعارك لا تزال تتردد في قلوب أسر هؤلاء الشهداء. إنهم يعيشون جراحًا مضاعفة؛ جرح فقدان الأب أو الابن أو الزوج، وجرح الإحساس بالخذلان والتجاهل من مؤسسات كان من المفترض أن ترعى ذكراهم وتوفر الدعم لأسرهم.
لقد ضحى هؤلاء الأبطال بأغلى ما يملكون، أرواحهم، تاركين خلفهم أمهات ثكالى، وزوجات أرامل، وأبناء يتامى يحملون عبء الفقد وهم في مقتبل العمر. لقد توقعت هذه الأسر أن يتم تكريم شهدائها بما يليق بتضحياتهم، وأن تحظى هي بالرعاية المادية والمعنوية التي تمكنها من مواجهة صعوبات الحياة بعد رحيل المعيل والسند. لكن الواقع المرير يشي بخلاف ذلك.
تتحدث الأمهات بعيون دامعة عن ذكريات أبنائهن، عن شجاعتهم وإخلاصهم للوطن، لكن حديثهن سرعان ما يتحول إلى مرارة وشكوى من الإهمال. "لقد نسينا"، تقول أم شهيد بصوت خافت، "لم يعد أحد يسأل عنا أو عن أحوالنا. الوعود التي قُطعت لنا تبخرت مع مرور السنين". وتضيف أرملة أخرى بنبرة يائسة: "نواجه صعوبات جمة في تربية أبنائنا وتلبية احتياجاتهم الأساسية. الدعم الذي نحصل عليه شحيح ولا يكفي لسد رمق العيش".
إن قصص هذه الأسر تتشابه في تفاصيلها المؤلمة. قصص عن معاناة في الحصول على معاش لائق، أو سكن مناسب، أو رعاية صحية كافية. قصص عن أبناء الشهداء الذين يجدون صعوبة في إكمال تعليمهم أو الحصول على فرص عمل تحفظ كرامتهم. قصص عن تجاهل لتضحيات آبائهم في المناهج الدراسية أو في الفضاء العام.
لقد أُنشئت مؤسسات وهيئات يُفترض بها أن تعنى بشؤون قدماء المحاربين وضحايا الحرب وأسر الشهداء. لكن يبدو أن هذه المؤسسات تعاني من ضعف في آليات العمل، أو نقص في الموارد، أو حتى غياب في الرؤية الاستراتيجية الواضحة التي تضمن وصول الدعم لمستحقيه. إن البيروقراطية المعقدة والإجراءات الطويلة والمعقدة غالبًا ما تحول دون حصول هذه الأسر على حقوقها الأساسية.
إن تكريم الشهداء لا يقتصر فقط على إطلاق أسمائهم على الشوارع أو إقامة احتفالات رمزية باهتة. التكريم الحقيقي يكمن في رعاية أسرهم، وتوفير حياة كريمة لهم، وضمان عدم شعورهم بأن تضحيات ذويهم ذهبت سدى. إنهم أمانة في عنق الوطن، ومسؤولية تاريخية وأخلاقية تقع على عاتق جميع المؤسسات المعنية.
إن صمت هذه الأسر المكلومة هو صرخة مدوية في وجه النسيان. إنهم لا يطالبون بالكثير، بل يطالبون بحقوقهم المشروعة، وبتقدير لتضحيات أبنائهم التي لولاها لما تحقق الأمن والاستقرار الذي ينعم به الوطن اليوم.
حان الوقت لكي تستفيق المؤسسات المعنية من سباتها العميق، وأن تلتفت بجدية لمعاناة هذه الأسر. حان الوقت لتفعيل القوانين واللوائح التي تضمن حقوقهم، وتبسيط الإجراءات، وتوفير الدعم المادي والمعنوي اللازم لهم. حان الوقت لترجمة عبارات التقدير والاعتراف إلى أفعال ملموسة تخفف من آلامهم وتحفظ كرامتهم.
إن الوفاء لشهداء الصحراء يقتضي منا جميعًا أن نكون صوتًا لأسرهم المنسية، وأن نسعى جاهدين لرفع الظلم والإهمال الذي يطالهم. إن جراح الصحراء لن تندمل إلا عندما يشعر أبناء وأرامل وأمهات الشهداء بأن تضحيات ذويهم لم تذهب هباءً، وأن الوطن لم ينسهم.



#العيرج_ابراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايت ملول : صمود الجماد في وجه الفساد
- أيت ملول: تنافر الصحة والبيئة - مستحلب الاسفلت ،الأخطار المح ...
- المقاهي الأدبية بين التجاري و الثقافي
- صرخة أرملة شهيد ” أعيدوا لي زوجي”
- افريقيا :ترفع الراية الحمراء في وجه ترامب
- -كوفيد-العنيد
- -كوفيد - العنيد
- 8مارس : نارمهيلة لأرامل شهداء الصحراء‼
- في زيارة الحزام الامني
- من بشهيد الحرب غدر؟؟
- موت ابن شهيد ؟!
- ارملة في رسالة للشهيد
- اليوم العالمي للأرملة: أرملة الشهيد نموذجا
- أسر شهداء حرب الصحراء :الرد الشافي على الأفاك المتخفي
- مأساة أسر الشهداء ليست أحذية للتلميع بباب الصحراء؟
- دماء الشهداء: بين غناء الوفاء ونظرة الجفاء
- أسر شهداء حرب الصحراء: أجراس حرب أخرى تقرع في الأفق
- ضحايا حرب الصحراء الأرملة: بين شهيد الأمة و شهيد الغمة
- الصحراء في خبر كان؟
- إهانة شهداء حرب الصحراء


المزيد.....




- العفو الدولية تتهم الإمارات بتزويد -الدعم السريع- السودانية ...
- السعودية.. إعدام 3 مواطنين والكشف عن جرائمهم
- الأمم المتحدة تستعد لتصويت حاسم بشأن حظر الأسلحة على جنوب ال ...
- سكان غزة بين مخالب المجاعة: عشرات المطابخ المجتمعية تغلق أبو ...
- إسرائيل تغلق مدارس الأونروا في القدس الشرقية: مئات الطلاب إل ...
- منظمة دولية: أوكرانيا تحقق تقدما كبيرا في مكافحة الفساد
- والا: اتفاق محتمل لتولي صندوق إغاثة غزة مهمة إدخال وتوزيع ال ...
- سلطات الاحتلال تغلق 6 مدارس لوكالة الأونروا في القدس المحتلة ...
- رغم الاعتراف بعدم وجود أدلة كافية.. إسرائيل تمدد اعتقال علي ...
- بريطانيا تشترط إجادة المهاجرين للغة الانجليزية للحصول على ح ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - العيرج ابراهيم - جراح حرب الصحراء المنسية: صرخات مكتومة لأسر الشهداء